الصديق العزيز طارق القداح(f)
تحية عربية
اقتباس:الرسول ليس بحاجة بحد ذاته للتأويل، ولكن طريقة التعامل مع الرسول بحاجة لتأويل بالطبع.
في مجتمع وهابي يا عزيزي، لا يجوز أن تذكر الاسم التالي: محمد بن عبد الله بدون إلحاقه بـ "صلعم"، هل تطالبني بأن أصلي عليه وأسلم وأنا الملحد؟
هل تطالبني بأن أعتبر الله قدساً، وألا أقول بأنه بالنسبة لي مجرد شخصية خرافية كملحد؟
هل تطالبني بأن أقول بأن محمد رسول الله؟
يا سيدي الكريم هنا خلط للأوراق ، فأنا لم أطلب منك أن تقول صلى الله عليه وسلم ، ولا حتى المجتمع الوهابي الذي تقول عنه يطالبك بهذا..
وما دمنا قد اتفقنا بأن الرسول بحد ذاته لا يحتاج للتأويل ، فتعال لنناقش مسألة التعامل معه..
هل الرسول صلى الله عليه وسلم حي بيننا حتى نقول بطريقة التعامل معه؟!..
هنا نحن نتعامل مع ألفاظ فظة وأسلوب فج قد جاءت بحق ثاني أعظم مقدسات المسلمين ـ وقد نص على ذلك قانون النادي ، وميثاقه الذي يجب أن يكون ميثاق شرف ، فباعتقادي لولا وجود هاتين المادتين لما حصلت الوثيقة على تصويت بالأغلبية..
اقتباس:هل ستفرض علي أن أعتبر قصص الله بسورة الكهف، شيئاً آخر غير قصصٍ غير منطقية لا أقدر أن أستسيغها رغم جمالها الأدبي؟
هل علي لأحترم مقدساتك أن أقول أن سورة التوبة التي يدعو بها إله المسلمين المؤمنين لقتل المشركين أينما ثقفوهم، شيئاً غاية في الإنسانية؟
لن أفرض عليك شيئاً ولكن يمكن النقاش فيها وانتقادها بكل أريحية وأدب كما نتناقش الآن في هذه المسألة..
ومع ذلك فقصة خلقك في نظري أكثر إعجازاً ولا منطقية من قصة أهل الكهف التي لا تستسيغها في القرآن الكريم..
هذا فضلاً من أن آي الذكر الحكيم التي وردت في سورة التوبة كانت تتحدث عن الحرب والقتال وإني أربأ بك من ابتسار النصوص واستعمال الانتقائية في التعامل معها..
اقتباس:هذه الآيات والسور عامة، وشخصية رسول الإسلام عامة، وشخصية المسيح عامة. عرضت نفسها علينا مؤمنين وملحدين. فمنا من كفر بها ومنا من آمن.
طيب لم يقل احد بغير ذلك وقد أكد الله هذا الأمر (ومن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر)..
اقتباس:لن أشتمها بصفاقة، ولكن يحق لي السخرية مما جاءت به وقالته ضمن سياق معين، وإطار ما.
يا عزيزي أننا نكتب هنا وفقاً لقانون يقيد حق السخرية بالمقدسات الإنسانية ـ فعليه فإن هذا الشيء ليس من حقك "فحقك مرهون بالنقد" ـ لا السخرية ـ ، وحتى لو افترضنا جدلاً بأنه أحد حقوقك وهو فرض جدلي ليس إلا "فهو تعسف في استخدام الحق"..
اقتباس:يمكنني أن أرفض رفضاً قاطعاً، ومهما بررت لي، زواج الرسول من فتاة صغيرة لم يتجاوز عمرها التسع سنوات على أفضل تقدير. سأرفضه دوماً وسأعتبره عملاً لا أخلاقياً.
ستعتبره مني إساءة أيضاً؟ أنا أعتبر هذا الفعل بشكل عام غير أخلاقي. ماذا ستفعل بي؟ هل ستعتبر كلامي هذا إساءة؟ هذا رأيي أقوله فماذا علي أن أفعل؟ أن أسكت احتراماً لمعتقدك؟
أنافقك يعني؟
يا سيدي زواج الرسول ص من السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها لا يحتاج إلى تبرير ، فأنت تطبق معايير القرن الرابع عشر الهجري على القرن الأول الهجري وهذا لا يجوز..
ومع ذلك فقد كانت عادة زواج الصغيرات في العرف العربي عادة معروفة ، فقد تزوج عبدالمطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الشيخ الكبير من هالة بنت عم آمنة في اليوم الذي تزوج فيه ولده عبدالله والد النبي صلى الله عليه وسلم وهو اصغر أبنائه من صبية هي آمنة بنت وهب..
وقد تزوج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من ابنة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو في سن جدها..
وقد عرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته الشابة حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها على أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبينهما فارق سن كبير كالذي بين الرسول وعائشة!..
اقتباس:السخرية كذلك فن، هي فن بتناول كل هذه الأمور التي تعتبرها مقدسة لديك، صدام كان مقدساً لدى بعض البعثيين، الأسد كذلك لدى البعث السوري مقدس. الوطن والعروبة مقدس لدى آخرين.
يا أخي هذا قياس مع الفارق ، ولم يقل أحد بان السخرية فن! بل قالوا أن الأدب الساخر هو أحد الفنون الأدبية ، بينما السخرية هي نوع من قلة الأدب..
اقتباس:لا يا عزيزي الأمر لا يشابه النيل من أبيك وأمك.
أبوك وأمك ليسوا مجال حوار هنا، لم تضعهم للنقاش.
بينما المسيح ومحمد وبوذا يضعون نفسهم كأشخاص يمتلكون الحقيقة.
هي بالنسبة لي وللكثيرين غيري، شخصيات تاريخية مثلها مثل عبد الناصر وصلاح الدين وغيرها، قابلة للنقد وللسخرية.
يا عزيزي والله أن ما يقال بشأن النبي وبهذا الأسلوب هو أعظم من سب آبائنا وأمهاتنا ـ كذلك لازلت تخلط بين شخصيات سياسية وشخصيات دينية فعبدالناصر وصلاح الدين يدينون كذلك للنبي محمد صلي الله عليه وسلم ، كما أنه لا يزال هناك خلل في إيصال الفكرة (حيث انكم تعتبرون هذه الشخصيات شخصيات تاريخية) وهي كذلك فعلاً ولكنها شخصيات تتسم بطابع ديني مقدس وهو الشيء الذي لا يتمتع به أي من عبدالناصر أو صلاح الدين أو ماركس او غيرهم..
تحياتي لك(f)