السلام عليكم.
موضوع جميل جداً وهام. ولكنه طال واستطال بدون ان يدخل في "زبدة" الجدل ذاتها...
والاسباب تتعدد , فالمتحاورون يخلطون بين موضوعين مختلفين اختلافاً يّيناًً الا وهما موضوع "التطور" وموضوع "نشأة الحياة بشكل تلقائي" , وهذا الخلط ليس فس دماغ الزميل القعقاع فقط , بل يظهر ايضاً في كتابات بعض الاعضاء الملحدين , انظروا الي ابن سورياهو يقول:
اقتباس:فإن النقاش العلمي في موضوع شائك كهذا أعتقد أنه يجب أن ينطلق من نقاط محددة وبشكل واضح حول الاعتراضات على تفسير نظرية التطور لنشوء الحياة على الأرض
سلامة معلوماتك يا ابن سوريا :) !
نظرية التطور لا تفسر نشأة الحياة علي وجه الارض يا اخي الكريم .
نظرية التطور تختص فقط , وركزولي علي "فقط" هذه , بدراسة اسباب الاختلاف بين الكائنات الحية.
اما نشوء الحياة تلقائياً فتتناولها نظرية اخري تسمي ال ِAbiogenesis ...
التطور هو حقيقة علمية واقعه , لم يعد علم الاحياء يجادل في حقيقة التطور ذاتها , بل صار يجادل في اليات هذا التطور , والتفاصيل المتعلقة به , علي عكس ال ِAbiogensis والذي لم يرقَ بعد لمرتبة التطور من حيث الاجماع الاكاديمي عليه. وكما قال زملاء سابقون , واعادوا الف مرّة , لاضير من الجمع بين الايمان بالتطور وبين الايمان بالله.
اذا اردتم حواراً جاداً ومثمراً بالفعل , افصلوا بين هاتين النقطتين ولا تخلطوهما كل الخلط , فيصبح موضوعكما هشيماً تذروه الرياح.
هذا اولاً.
ثانياً نأتي للنقاط التي طرحها القعقاع:
[QUOTE]
طيب.. سأنتظر تعقيباتكم على هذا الكلام.. لكن أنا أيضا مستعد أن نتجاوز نقطة البداية.. سأفترض معكم أنّ الخلية الحية قد نشأت فعلا.. وتكاثرت.. فما التطوّر التالي للخلية في رأيكم؟
جميل جداً , من هنا نبدأ اذاً.
كل خلية تحتوي دنا :)
وكل دنا ينسخ , وعملية النسخ , كثيراً ما تسقط في الاخطاء .
الطفرة هي هذا الخطأ الغير مقصود الذي تقع فيه اليا نسخ الدنا في الخلية الحيّة.
هب انني اعطيتك ورقة مطبّوع عليها سورة الفاتحة , واجلست طابوراً طويلاً من الكتبة (وليبلغ طوله مثلاً سته مليارات انسان) , علي ان يكتب احدهم سورة الفاتحة من الورقة التي اعطيتها لاولهم , ثم يقوم بمناولة الورقة التي تخرج من الته الي الذي يليه بالطابور (وسيعيد الاصل لك , يلله ابسط ياعم , حتقعد تقري قران لحد ما التجربةما تخلص).
ماذا تتوقع من الكات رقم سته مليار ؟
انا اتوقع منه ان يعطينا نصاً لا يمتّ لسورة الفاتحة بصلة!
بعض هؤلاء لكتبة ال سته مليار سيرتكب خطاً , وسيناوله لمن يليه , الذي سينسخ خطأ سابقه , وقد يخطأ خطأ اخر ويناوله لكاتب اخر وهكذا ...
تراكم الاخطاء هذا سيؤدي الي تغير النص كلياً.
ولكن هذا ليس كل شئ اخي الكريم.
فبامكاننا ان نقوم بتغيير هذا النص الذي ابتدئنا به (سورة الفاتحة) الي نص اخر وليكن ايه الكرسي مثلاً :) .
ولكن كيف؟
اولاً ساطلب منك ان تزد لي عدد الكتبة (ولا ادري كيف ستأتي بعدد من الكتبة يفوق عدد سكان الكرة الارضية , ولكن هذا شأنك ), وتطلب من كل كاتب ان ينتج لك عدداً من النسخ من نفس النص , ثم عليك ان تعين بعد كل كاتب مراجعاً , يقوم باختيار نسخة واحدة فقط من هذه النسخ , يختارها علي اساس ايها اقرب شبها بنموذج النص الذي اخترناه (اية الكرسي) .
يعني مثلاً , اذا اخطأ الكاتب ووضع في الموضع رقم 3 حرف العين مثلاً , وكان هذا الحرف هو نفسه الموجود في اية الكرسي يتم اختيار هذه النسخة الخاطئة
لانها اكثر النسخ شبها بما نريد انتاجه.
في النهاية وبوجود عدد مناسب من الكتبة سنحصل علي ما نريد , وتكون انت قد قرأت سورة الفاتحة عدداً لا أس به من المرات من النسخة الاصلية التي معك , واستلم انا اية الكرسي من اخر كاتب :)
الية مماثلة تحدث في الطبيعة ,"الكتبة" هم الانزيمات المتخصصة في نسخ الدنا , اما "المراجعون" هؤلاء , فهم الظروف الطيبعية التي تحدد اي افراد النسل , احق بالمضي قدماً في الحياة؟
حتي الفروقات الجينية الهامشية بيننا تصنع اثراً .
وعندما اتحدث عن الفروقات الهامشية فأنا اعلم تماماً ما اعني , ولنضرب لذلك مثلاً:
في المجتمعات التي تتوطن فيها الملارية , وهو طفيلي يعيش في كرات الدم الحمراء , لوحظ وجود امراض دم خلقية Congnital Blood Diseases بشكل اكبر مما هو موجود في المجمعات الاخري , مثلاً , لوحظ وجود معدل اكبر للاصابة بالثلاسيميافي ايطالياً , وقبرص الدولتين التي كانت توطن الملارية بهما , السبب في هذا يرجع الي حالة المقاومة الطبيعية التي تعطيها الثلاسيميا للانسان , فيصبح اقل عرضة للاصابة بالملارية!
يعني تخيل , انا وانت وابن سوريا نعيش في مكان موبوء بالملارية , ولكنك مصاب بالثلاسيميا, مما يجعلك مقاوماً طبيعيا لهذا المرض . فعندما تهاجمنا البعوضات الملعونات , اموت انا وابن سوريا , وتبقي انت , تحقن دناك الثلاسيمي علي كل من تعرفهن , وتنجب قعاقاعين ثلاسيميين صغاراً , يقومون بنشر هذا الخطأ الدناوي في نسلهم وهكذا :D.
اذا كنت مهووساً ببديع تصميم الله عز وجل في كائناته الحية , فاقرأ هذا الموضوع من شبكة اللادينيين العرب وهو موضوع يظهر بعض اوجه الخلل في تصميم بعض التراكيب الحية :
http://ladeeni.net/forum/viewtopic.php?t=657