الكفن والاراء الطبية (2)

ان مجرد التفكير فى هذا يبدو مرعباً ومروعاً ، وتزيده رعباً الدراسات التفصيلية التى أجريت على منطقة جرح المعصم ذاتها . ان اعظم نقطة أثارت انتباه وشغف رجال الطب هى ان المسامير تظهر انها غرست فى الرسغ وليست فى راحة اليد ، كما كان يتصور الرسامون حسب تقليدهم لعصور كثيرة وكان "فيجنون" و "ديلاج" أول من لاحظ ذلك موضحين ان هذه هى احدى الصفات المميزة للكفن التى تحمل اقناعاً مطلقاً بصحة الكفن. فلقد اشارا الى ان تسمير اى جسم على الصليب بمسامير فى راحة الكف لا يسمح بأى دعامة تسنده ، مما يحدث عنه ببساطة تمزيق فى لحم راحة الكف بفعل ثقل الجسم.

ان البحوث التى اجريت فى الثلاثينات اوضحت المعنى الكامل لتسمير المصلوب فى الرسغ وليس فى راحة الكف. هذه التجارب اجراها د. بيير باربيت - كبير جراحى مستشفى القديس جوزيف فى باريس. هذا المستشفى الذى يعتبر من اضخم المستشفيات التعليمية فى المدينة ، وكان لديه تسهيلات ميسرة لإجراء تجارب على جثث الموتى وايضاً الاطراف المحفوظة لديه. ولأن "باربيت" كان على علم بمبلغ التعقيد الموجود فى عظام الرسغ ، فقد اراد ان يحدد بدقة المكان الذى اخترقه المسمار طبقاً لما هو واضح فى الكفن ، وظن ان هناك احتمالاً بأن عظام الرسغ الصغيرة تكون قد كسرت اثناء هذه العملية ، ويكون ذلك مخالفاً لنبؤات العهد القديم والمختصة بالمسيا من أن "عظماً من عظامه لا يكسر" (مز 34:20 ، خر 12:46 ، يو 19:36).

لقد أخذ "باربيت" ذراعاً مبتورة حديثاً ووضع مسماراً بنفس الحجم فى المكان الموضح بالكفن (الثنية الرئيسية للرسغ عند نقطة اتصال الكف بالساعد) وطرق المسمار بشدة وقوة ليخترق الساعد من طرقة واحدة ، ولقد كانت دهشته عظيمة عندما وجد المسمار وقد انحرف قليلاً الى اعلى . وبتكرار الطرقات نفذ المسمار نظيفاً خلال الرسغ ، اذ وجد لنفسه طريقاً سهلاً. وهذا الطريق أو الممر يسمى عند علماء التشريح تحت اسم "فراغ ديستوت" وكان يظن انه صغير للغاية حتى يصعب على المسمار اختراقه ولكن اتضح للدكتور "باربيت" ان هذا المكان كان معروفاً ومعلوماً جيداً لهؤلاء المتمرسين فى عمليات الصلب.

والشئ غير المتوقع الذى ادهش "باربيت" هو انقباض اصبع الابهام الى الداخل ، وهذا قد حدث تلقائياً فى نفس اللحظة التى غرس فيها المسمار فى معصم اليد. وبالبحث والشريح الدقيق بالمشرط أمكن الكشف عن السبب اذ وجد أن العصب الأوسط باليد (الميديان) وهو احد الاعصاب الكبيرة فى جسم الانسان قد لمسه المسمار ، وهذا التنبيه أو الحافز الميكانيكى قام بتحريك العضلات التى تحرك اصبع الابهام لينقبض الى داخل راحة اليد. وكأن ذلك قد تم بعملية تحكم عن بعد. وبرجوعه الى الكفن لم يشاهد وضوح أو وجود أى أثر للإبهام فى كلتا اليدين. مما يبدو ان الابهامين كانا منطبقين داخل راحتى الكفين. فالمسمار الذى ثقب يدى الانسان المطبوع صورته على الكفن قد قام بهذا العمل تماماً. ويعقب "باربيت" بقوله : "هل من المعقول أن يقوم مزور ما برسم شكل انسان على الكفن متخيلاً مثل هذه العملية".

ومع ان التجربة قد اجريت منذ 40 عاماً تقريباً ، لكن علما الطب يدركون الآن أنه بحث فريد ورائع ، وهو من البحوث الأصلية التى تحمل فى طياتها اقناعاً مطلقاً بأصالة الكفن وصحة نسبه للسيد المسيح .

الكفن والاراء الطبية (3)

أما تسمير القدمين فقد تم بطريقة أخرى. وأغلب المتفق عليه ومما هو واضح من منظر القدمين فى الكفن انهما وضعتا متقاطعتين عند تسمير المصلوب ، اذ وضعت القدم اليسرى فوق اليمنى. ولقد قدم لنا "د. روبرت ماكلين" ملخصاً مدعماً بالبراهين لأهم ما وجده فى هذا الصدد :

"بفحص الصورة الفوتوغرافية للقدم اليمنى يمكننا ان نحصل على أثر مطبوع وكامل تقريباً للقدم ، ومع ان حدود القدم غير واضحة تماماً فى المنطقة الوسطى ، الا اننا نرى بوضوح تجويفاً محدداً ومطابقاً لما يسمى تقوس "بلانتر" (بطن القدم). ويتسع الجزء الامامى من القدم ، ويمكننا تميز آثار اصابع القدم الخمسة. وهذا الأثر يظهر فى الكفن كما لو أن انساناً وقف على بلاطة بقدم مبتلة. اما فى منتصف القدم هذه فنجد أثر جزء صغير مطبوع على شكل متوازى مستطيلات ، قريباً الى الحافة الداخلية للقدم من جهة الحافة الخارجية وهو بالتأكيد علامة مسمار وواضح أن المسمار قد اخترق مشط القدم بين عظام السليمات".

ولقد استخدم "د. باربيت" قدماً مبتورة حديثاً وأجرى ايضاً تجربة بأن قام بغرس المسمار فى مكان بين عظام السليمات الثانية والثالثة للقدم ، مباشرة تحت ما يسمى "بمفصل ليسفرانك" حسب ما هو واضح فى الكفن . وكان دق المسمار سهلاً دون حاجة الى قوة مثل التى استخدمت فى دق المسمار فى معصم اليدين. ونستطيع أن نستنتج أن هذا هو النظام المثالى فى طريقة الصلب ، فالجسد مسنود ومحمول على المسمار الذى يجمع القدمين ، وثقل وزن الجسم مع تسمير اليدين فى المعصم يجعل تثبيت المصلوب مضموناً دون أن ينفلت المصلوب من على الصليب.

لا يستطيع أى عمل تجريبى أن يوضح لنا مدى الآلام التى حدثت نتيجة هذا التسمير ، هذه الآلام التى يظل يعانيها المصلوب اليهودى لفترة تطول الى ما قبل غروب الشمس بوقت قليل حيث تنتهى بكسر الساقين لكى تسرع بموت المصلوب ، ان لم يكن قد مات فعلاً ، لقد اختلف الاطباء فى الاسباب الطبية الحقيقية لكسر السيقان للتعجيل بالموت. البعض يعتقد ان كسر السيقان يؤدى الى ان يصبح المصلوب غير قادر على رفع جسمه ، وبذلك يكون غير قادر على التنفس. بينما يعتقد البعض الاخر انه بالاضافة الى هذا السبب فان الدم يهبط الى الجزء السفلى من الجسم ويحدث الموت ايضاً نتيجة هبوط مفاجئ.

للمعلومة:

القناة الأمريكية "هيستوري جانيل" بثت فيلما وثائقيا عن قصة الفنان الإيطالي الذي صاغ الكفن و نوع المحاليل التي دخلت به.؟

كان فيلما رائعا

انصح الزملاء المهتمين بقراءة هذا الموضوع للزميل حيران

http://www.ladeeni.net/christ/christ81.htm

اقتباس:للمعلومة:  

القناة الأمريكية "هيستوري جانيل" بثت فيلما وثائقيا عن قصة الفنان الإيطالي الذي صاغ الكفن و نوع المحاليل التي دخلت به.؟  

كان فيلما رائعا

[MODERATOREDIT]وأنا رأيت البارحة على قناة السح دح امبو أن الشمس تغرب فى عين حمأة :lol:[/MODERATOREDIT]

اقتباس:انصح الزملاء المهتمين بقراءة هذا الموضوع للزميل حيران  

 http://www.ladeeni.net/christ/christ81.htm

قرأته لم أجد فيه أدلة وبراهين قوية مثلما هى موجودة فى هذا الموضوع ...

كلام مرسل وتجارب بدائية ساذجة غير مقنعة ..

أما فى هذا الموضوع : الكفن المقدس : معجزة القرن العشرين الخالدة ... فالكلام مؤيد بالبراهين الدامغة والأدلة العلمية الساطعة ...

وليكفر من يكفر ...

صورة نيجاتيف خلفية لأرجل رجل الكفن ... يظهر فيها عدم وجود أثر لكسر الأرجل الذى يحصل عادة مع المصلوبين "عظم من عظامه لا يكسر" ...

وكذلك يظهر انطباع صورة القدم بوضوح وأثر المسمار واضح فى منتصفها .

الكفن والآراء الطبية (4)

ويظهر من جميع الحوادث ان موت رجل الكفن قد حدث - رحمة به - فى مرحلة مبكرة. فليست هناك علامة على كسر ساقيه. وبدلاً من ذلك يوجد جرح واضح فى الجانب يمكن ان يعزى الى ضربة حربة ، وهذا ما يتفق مع ما هو موصوف فى البشارة حسب انجيل يوحنا ، حين دفع جندى الحربة فى جسد السيد المسيح لكى يتأكد "انه حقاً مات" (يو 19:34). ويرى هذا الجرح فى الناحية اليسرى لصورة الكفن. ولأن الصورة معكوسة ، فاذا قد كانت الطعنة فى الجانب الايمن لرجل الكفن. ويوجد هذا الاثر ملاصقاً تماماً لاحدى قطع القماش مثلثة الشكل التى استخدمتها راهبات بوركلير لرتق الكفن واصلاحه. كما يلاحظ ان انسياب الدماء قد نتج من منطقة شبه بيضاوية يصل طولها الى 4.6 سم وارتفاعها حوالى 1.1 سم ويظهر من الشكل جلياً انه قد حدث نتيجة جرح من طعن حربة.

لقد لخص "د. دافيد ويليز" معظم ملاحظاته الطبية عن جرح الحربة الموجود فى الجانب الايمن لرجل الكفن بالطريقة التالية :

"انه من المتفق عليه ان هذا الجرح قد تكون فى مكان ما بين الضلع الخامس والسادس من الجانب الايمن ... وتقع النهاية السفلى الداخلية للجرح فى مستوى 1 سم تحت مستوى طرف القص الصدرى ، وتبعد اقل قليلاً من 6.5 سم عن خط النصف. وتنتشر الدماء السائلة من الجرح الى اسفل لمسافة حوالى 16 سم متخذة شكلاً تاجياً ويضيق تدريجياً والحروف الداخلية للجرح مقطوعة بطريقة غريبة على شكل تمزقات دائرية كذلك فإن الدماء لا تنتشر بطريقة متجانسة بل يتخللها مناطق خالية من الدماء يعتقد ان هذه الظاهرة تدل على اختلاط الدم المنسكب من الجرح مع سائل صاف رائق - كما ان التمزقات الموجودة فى الحروف الداخلية للجرح تعزى الى نتوءات عضلية مشرشرة فى الضلوع الوسطى. كما يلاحظ ان هناك تطابقاً فى شكل هذه النتوءات مع تلك التمزقات المختلفة والمنتظمة. ولابد ان الجسم كان فى وضع رأسى وقت احداث الجرح. كذلك لو دققنا النظر الى الصورة الظهرية للشكل - فى المنطقة التى تم ترقيعها عام 1534 - لوجدنا حدود الجسم الا قليلاً فى الجهة اليسرى للشكل حيث تندمج علامات الدماء بعض الشئ مع العلامات الداكنة للسياط. ويبدو بوضوح ان هذه الدماء انسكبت من الجانب الايمن للصدر ، مختلطة ايضاً بسائل صاف رائق ، ويظهر ان سيل الدماء الثانى هذا قد اندفع من جرح الجانب بعد ان انزل جسد المصلوب من على خشبة الصليب ووضع افقياً فى الكفن".

اذا ما دققنا فيما قاله "د. ويليز" عن السائل الرائق أو المائى المختلط بالدماء ، نجد انفسنا مسوقين الى استرجاع الوصف الحى للدم والماء المنسكبين من جانب السيد المسيح كما هو مذكور فى البشارة حسب انجيل يوحنا ، ويجب ان نوضح انه لو ان الحربة قد طعنت فى الجانب الايسر لما سال دم مطلقاً او لسال القدر اليسير ، لأن البطين فى الجانب الايسر يكون غالباً فارغاً من الدماء عقب الوفاة ولكن الاذين الايمن يكون ممتلئاً بالدم السائل الذى يندفع اليه من الوريد الأجوف العلوى والوريد الاجوف السفلى. وكما هو معروف ان الاذين الايمن هو حجرة ذات جدار رقيق وتبعد عن سطح الجسم بحوالى 8 سم ويقع على امتداد الاتجاه الذى نتوقع ان تكون الحربة قد اخذته ، اذا كانت قد طعنت فى الجسم فى المكان المحدد بالكفن. وعلى ذلك فالدماء التى سالت تطابق تماماً ما يمكن ان يتوقعه رجال الطب من طعن السيد المسيح بالحربة فى جانبه الأيمن بعد موته.

لكن ماذا عن الماء ؟ لقد قدم ثلاثة علماء - على الأقل - لهم كفاءة طبية عالية نظريات تخص هذا الموضوع ، أولهم "د. باربيت" وكان مكلفاً من قبل القانون الفرنسى باجراء تجارب علمية على جثث الذين لم يمض على موتهم 24 ساعة ، وقد قرر أن هذا الماء هو السائل التيمورى المحيط بالقلب والموجود فى الانسان الطبيعى بكمية تصل الى ملئ شاى ، لكنها زادت نتيجة لسوء المعاملة والارهاق والآلام الشديدة التى تعرض لها رجل الكفن كما سبق ذكره.

أما عالم الأشعة الألمانى "د. مويدر" فإنه يرى أن هذا السائل قد انسكب من الكيس البللورى المحيط بالرئتين ، وهذا السائل يزيد حجمه ايضاً نتيجة للارهاق الشديد الذى تعرض له رجل الكفن.

ولكن أهم نظرية واحدثها تلك التى ذكرها "د. أنتونى سافا" الجراح الامريكى فقد لاحظ من خبراته الكثيرة كجراح لحالات تعرض اصحابها للعنف الشديد فى اماكن قريبة من القفص الصدرى ، دون تعرضهم لجرح مفتوح ، انه يحدث غالباً تجمع لسائل دموى فى التجويف البللورى نتيجة لهذا العنف ، وينتج كرد فعل من سطح الرئة المترضض ، ومن الممكن ان تكون كمية هذا السائل وافرة. وفى احدى تجاربه وجد "د. انتونى سافا" ان العينات التى اخذها من السائل الدموى لا تتجلط ولكن يترسب منها سائل غليظ القوام ذا لون احمر قاتم يعلوه كمية من سائل خفيف رائق عديم اللون (يشبه الماء).

وتبعاً لما ذكره "د. انتونى سافا" فإن وجود علامات التعذيب على صدر رجل الكفن - نتيجة جلده بالسياط على ظهره وتخطى السياط للكتفين حتى تصل الى اعلى الصدر - لابد قد ادى الى مثل هذا التجميع للسائل فى التجويف البللورى. بل وربما يكون هذا السائل من الاسباب الرئيسية التى ادت الى وفاة رجل الكفن ، بينما تأتى تأثيرات الصلب فىالمرتبة الثانية.

واذا اخذنا فى الاعتبار الظروف المذكورة فى البشائر انه قد انقضى بعض الوقت قبل ان ينزل جسد يسوع من فوق الصليب ، فان انفصال الماء عن الدم يكون قد حدث قبل الطعن بالحربة فى الجانب الايمن. وكما يوضح "د. انتونى سافا" فان الطعن بالحربة بين الضلع الخامس والسادس ، كما واضح فى شكل الجسم بالكفن قد ادى الى انسياب سريع ومتدفق اولاً للطبقة الغليظة القوام الدموية الحمراء اللون ثم يعقبها - بانخفاض المستوى - تدفق للسائل المائى الرائق ، مؤكداً بدقة كلمات القديس يوحنا : "اما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات ولكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة ووللوقت خرج دم وماء ، والذى عاين وشهد وشهادته حق وهو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم" (يو 19:33-35)

ويبدو التتابع الزمنى لجراحات الصلب مقنعاً جداً لرجال الطب الذين درسوا الكفن ، لدرجة أنه عندما قام "د. باربيت" بعرض مشاهداته واستنتاجاته فى الثلاثينات على زميل له ملحد هو البروفيسور "هوفيلاك" وبعد ان فحصها هذا الاخير بدقة متناهية صرخ معلناً "ولكن يا للعجب اذن يسوع المسيح قد قام حقاً من بين الأموات".


صورة لآثار تدفق الدماء من جرح الحربة فى الكفن المقدس .