نأتى يا عزيزى لقصة أدم.. (f)
فى البداية إحقاقاً للحق.. أود أن أشير إلى أن قصة آدم ممتلئة بالرموز بطريقة كبيرة جدا جدا.. وهذا ما يتفق فيه اليهودية والمسيحية والاسلام..
الخلاف فى ان اليهودى أو المسيحى أو المسلم لا يجرؤ على إضافة كلمة "فقط" التى ذكرتها للجملة السابقة لتصبح "رمزية (فقط)"
فلنتحاجج قليلاً ونرى إلام يقود الطريق يا صديقى.. (f)
اقتباس:بخصوص مداخلتك الثانية أخي "حارس السراب"، فهي جميلة جدا ولكنها للأسف تصب في غير الاتجاه الذي يسير نحوه الكتاب المقدس.
فالكتاب المقدس ينص بوضوح:
اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
"وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض"
--------------------------------------------------------------------------------
أما أنت، فتقول:
اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
بالطبع طبيعة آدم (البريئة خالصة) لم تكن تسمح أبداً بوجود نسل بشرى من الأصل.. فشخص كان من البراءة المطلقة لا يعرف أنه عريان.. فكيف له أن يعرف حواء كزوجة؟؟ كيف "يثمر ويتكاثر ويملأ الأرض" ؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
وهنا أتساءل: من أين أتيت بالدلائل والبراهين التي تحملك على قول: بالطبع في بداية جملتك الاستنتاجية؟!
الأحرى بنا القول: بالطبع كان آدم وحواء سينجبان البنين والبنات في "الجنة" لو لم يقعا في الخطيئة ويتم طردهما منها، وذلك لأن الكتاب يقول: "باركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا".
فهل كانت الأشجار والحيوانات تملك القدرة على "الإثمار" أما الإنسان فكان محتاجا إلى المعصية والخطيئة لينجب؟!
حقا، إن "طبعا" خاصتك، والاستنتاج التالي لها لهما غريبان جدا ولا يتوافقان بتاتا مع معطيات الكتاب المقدس.
الانسان مختلف يا من تشترك معى فى تقديس الانسان.. (f)
فالآية لا تدل على شيئ سوى المباركة ومباركة النسل (لا يؤخذ منها أمر بالتناسل والإكثار بطريقة كن فيكون)
لماذا؟ :what:
لأن الأنسان هو الوحيد فى مخلوقات السماء والأرض ما يرى منها وما لم يرى الذى تم خلقه بوسيلة خاصة.. لم يخلق بكلمة "كن فيكون"
هل فهمت لما الإنسان فعلاً مقدس؟
لأنه صنيعة يد الله وليس خلق بكلمته فقط كغيره..
"وجبل الرب الاله آدم ترابا من الارض.ونفخ في انفه نسمة حياة.فصار آدم نفسا حيّة"
من من المخلوقات كلها به نسمة من روح الله؟
أنظر كيف أمر الله بقية الحيوانات والنباتات بالتكاثر والإثمار! انها نفس طريقة خلقها.. أمرها ان تثمر وتتكاثر بطريقة (كن فيكون)
"
وقال الله لتخرج الارض ذوات انفس حية كجنسها.بهائم ودبابات ووحوش ارض كاجناسها.[COLOR=Red]وكان كذلك"
هل ترى كلمة "وكان كذلك" ؟
تلك الكلمة البسيطة هى الفارق فى الاستدلال بين (كن فيكون) وبين الجملة مع الانسان (وباركهما قائلاً..)
من أين أتيت أنا بكلمة "
بالطبع" التى أثارتك :what:
هل تعلم ما هو الاستنتاج المنطقى المتسلسل؟
لنقرأ قليلاً ماذا حدث تلو السقوط مباشرة..
"
فانفتحت اعينهما وعلما انهما عريانان.فخاطا اوراق تين وصنعا لانفسهما مآزر"
ماذا تعنى انفتحت أعينهما؟ هل كانت مغلقة قبل الأكل من شجرة المعرفة؟؟
بالطبع لا..
علما أنهما عريانان.. ألم يكونا عريانين قبل الأكل من شجرة المعرفة؟؟
بالطبع لا..
إذن ماذا حدث نتيجة الأكل من الشجرة المحرمة؟
المعرفة..
معرفة انهما عريانان..
نظرة للجسد سببت خجل..
الخجل.. شعور بالنقص..
الجسد به عورات..
عرفوا أن لهم عورات..
عرفوا.. شجرة المعرفة..
عرفوا الجنس..
عرفوا التمييز بين الخير والشر..
عرفوا أن العرى شر..
ومن كان لا يعرف انه عريان نظراً لبراءته الشديدة.. هل سيقدم على ممارسة الجنس اللازم للتكاثر والاثمار؟؟
هذا الطفل الذى لا يرى عورته ولا يثار من المرأة.. كيف ينجب؟؟
من هنا جاءت "
بالطبع" التى لم ترق لك :D
اقتباس:هل ترضى بأن يكون الله ممثلا بارعا يلعب أدوارا مسرحية أمام الإنسان ثم يصدقها ويتصرف كأنها واقع تاريخي؟!
فما تقوله هو: الله خلق آدم كاملا، وجعله يخطئ لكي يستحق العقاب ثم يستحق الخلاص.
يا لها من مسرحية سخيفة.
ولماذا كل هذا اللف والدوران؟!
لماذا تقول هذا؟
فيما خدع الانسان ؟ :what:
يا عزيزى كل هذا كنت سأتفق فيه معك لا محالة لو أن الله خلق آدم وخلق شجرة الحياة ثم تركه ليأكل ثم عاقب آدم.. هنا يكون الله خدعه فعلاً.. وضع الفخ أمامه (وهو برئ لا يعرف الصواب من الخطأ) وأكل آدم ببراءه فعاقبه الله.. كلا بالطبع لو تم هذا فهذا خداع تعالى الله عن هذه الأفكار..
إقرأ يا ابن العرب..
"
واوصى الرب الاله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل اكلا.. واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.. لانك يوم تأكل منها موتا تموت"
لم يتركه يا عزيزى لسذاجته.. حذره وأمره ألا يأكل منها.. وذكر أنها لمعرفة الخير والشر.. وذكر انه يوم يأكل منها موتاً يموت..
أى خداع تراه فى هذا..؟
انه منطق تقريرى حتى تكون بلا عذر أيها الانسان..
ألا يعرف الله انا أو أنت سندخل جحيماُ أم فردوس؟ لماذا لا يختصر إذن؟؟
لماذا كل هذه النصائح (لا تفعل كذا) رغم أن كذا موجود أمامى!! وهو الذى وضعه!!! وهو الذى خلق الظروف التى تجعلنى أخترق النصيحة!!
اااه كم تتوه أقدامنا فى مزالق الحيرة واليأس..
إن الله يا عزيزى لا يمنع عنا التجارب..
ولا يتركنا قبلها أو بعدها..
قبلها يحذرنا.. وبعدها لو تبنا واعترفنا بخطايانا فهو يسامحنا..
وكل حياتنا التى نحياها هى آدم والشجرة..
هل ستعصى وتأكل.. هل ستطيع ولا تأكل.. الله يعلم مسبقاً..
لكن أنت لا تعلم.. ولن تقتنع إلا بالتجربة.. لذا.. أمامك التجربة.. أنت بلا عذر أيها الانسان..
اقتباس:يا صديقي، الكتاب المقدس، كتب بعد عام 1000 قبل الميلاد.
هل تتوقع أن يكتب الكاتب تاريخا جرى قبل 5000 سنة، أو كما يقول العلم قبل خمسة بلايين أو مليارات سنة أو أكثر؟!؟!
نعم..
لأنه ليس هو الذى يكتب..
إنه مجرد أداه للتدوين ظهرت عندما عرف الانسان رسم الكلمات على مواد من الطبيعة
لكن الكاتب هو الوحى..
اسقاطك لهذا اسقاط لمبدأ قدسية الكتاب نفسه..
انت لا تقرأ رواية اسمها "المسيح" للمؤلف "متى ديكنز"!!
بل تقرأ بشارة مفرحة فى العهد الجديد.. وتعرف تاريك مع الله من العهد القديم..
اقتباس:هل تعتقد أننا سنستفيد شيئا من كتاب يرسله الله ليخبرنا كيف جرت الأمور في السابق؟!
أبدا. بل سنستفيد من كتاب يخبرنا كيف هي الحياة اليوم! وما معناها! وكيف ننجح في قطع مشوار العمر والعيش في رضى الله ورفقته وصحبته!
هذا هو الكتاب الذي يليق بأن يسمى مقدس.
ما هو الانسان يا من تقدس الانسان؟.. ما هو تعريفه؟؟
الانسان حيوان ذو تاريخ..
تاريخ يتعلم منه ويكتسب خبرات وتجارب ويعقد منه مقارنات ويحلل ويبتكر ويبدع ويخطئ فيستفيد مرة أخرى وينجح..
بدون التاريخ يصبح الانسان حيوان فقط.. لو لم يتعلم من الماضى ما تقاعل فى الحاضر وما خطط للمستقبل
كتابى المقدس.. يصف التاريخ المقدس.. مع الله المقدس.. لكى أكون إنسان مقدس..
تحياتى وتقديرى (f)