حسنا عزيزي الختيار ..
سأعامل نصك كما عاملت نص أنبليفر من قبل اي كاني اعامل نصا قرآنيا .
وطالما أنك لم تناقشني في ما اعترضت به عليك فإني أي خطأ نحوي بلاغي يعني سقوط معارضتك .
وأحب أن أنوه على امر وهو انني لم اقرأ كل المداخلات بل لم أقرأ أغلبها . فأي أمر أتعرض إليه قد تمت مناقشته أرجو أن تحيلني إليه .
سُبْحَانَ الّذِي خَلَقَ فَقَدَّرَ
هنا فيه تنزيه الخالق الذي قدر خلقه .
وجَعَلَ الْقَلَمَ سُنَّةً لِلْعَالَمِينَ
وهنا ذكر أن الله جعل القلم سنة للعالمين .
ولكن ما هو القلم . وكيف يكون سنة .
إذا كان معنى سنة هو القانون الذي يجري عليه الشيء .
فقد قال تعالى : (
قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ )
وقال : (
لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ )
وقال : (
سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا )
وقال : ( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا )
وقال : (
وقال الفيروز ابادي : (
والسَّنَّةُ .... وبالضمِ: الوَجْهُ، أَو حُرُّهُ، أَو دائِرَتُهُ، أوِ الصُّورَةُ، أَو الجَبْهَةُ والجَبِينانِ، [COLOR=Blue]والسِيرَةُ، والطَّبِيعة، وتَمْرٌ بالمدينةِ،
وـ منَ الله:
حُكْمُهُ، وأمْرُهُ، ونَهْيُهُ.
و{
إلاَّ أنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ
ومن هنا نجد أن معنى السنة .. تكرار حدوث الشيء وعدم خروج الشيء عن طبيعته التي وجد عليه وجرياننه على وتيرة واحدة . وهو بمعنى القانون .
حسنا .
القلم . وهو ما يكتب به .
السؤال الآن هو كيف جعل الله القلم سنة للعالمين ؟ إذا قررنا أن العالمين هنا جميع المخلوقات ؟
اقتباس:وَ أَوْحَى إِلَى فَرِيقٍ مِنَ النَّاسِ لِيُؤْمِنُوا بِاللهِ وَ رَسُولِهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ
هذه الآية توضح أن الخالق قد قرر مسبقا أن الوحي خاص بفريق من الناس . ولا يلزم الباقين به .
إذ أن الوحي إليهم والدليل قوله ( أوحى إلى فريق من الناس ) . وعلة هذا الوحي هو ( ليؤمنوا ... )
إذا المطالبة بالإيمان عن طريق الوحي هو خاص بالفريق الذي أنزل إليهم .
وماهية الإيمان وضح بانه :
1- الإيمان بالله .
2- الإيمان بالرسول .
3- الإيمان بالملائكة .
4- والايمان بما اوتي النبيون من قبل . وهو الإيمان بالكتب .
وهناك أمر غريب في هذه الآية وهي أن الوحي يختص بجرد فريق من الناس . والفريق مجموعة قليلة . قيل أنها ما دون المائة .
اقتباس:وَ فَرِيقاً صَدَّ عَنْ الهُدَى فَأَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ تِلْكَ مَشِيئَةُ اللهِ رَبِّ العَالَمِينِ
لدينا في هذه الآيات عدة وقفات .
الأولى . قوله ( وفريقا ) فريق أتت منصوبة . وكونها معطوفة قمنا بالبحث عن الإسم الذي عطفت عليه فلم نجده .
فإن كانت معطوفة على ( إلى فريق ) لا بد أن تكون مجرورة لا منصوبة .
الثانية . قد تقرر في الآية الأولى أن الوحي لفريق من الناس . وفي هذه الآية كلام عن فريق آخر ليس مقصودا بالوحي لأنه لا توجد إشارة إلى ذلك كما أنه جاء منكرا وهذا يؤكد عدم كونه ذات الفريق . ومن ثم هو منصوب فلا يمكن أن يقال عطف على الفريق الاول فتكون ( أوحى إلى فريف ليؤمنوا وفريق صد عن سبيل الله ) .
الثالثة . أن الصد عن الهوى يكون نتيجة إزلال الشيطان . لا العكس كما هو مقرر في الآية . فإزلال الشيطان هنا بالآيه من باب تحصيل حاصل .
اقتباس:فَمَنْ شَاءَ الهُدَى هَدَيْنَاهُ إِلَيْهِ وَ يَسَّرْنَا أَمْرَهُ وَ مَنْ رَغِبَ عَنْهُ فَالزَّيْغُ طَرِيقُهُ وَ مَا نَحْنُ بِظَالِمِينَ
وهنا أيضا نقف عند المسألة المقررة هنا .
وهي أن الهدى يناله الإنسان بمجرد إرادته إياه . وهذا مخالف لما عليه الواقع .
فكم من طالب هدى لم يهده الله . وكم من طالب ضلال هداه الله .
بل الامر عكس ما ذكرت . فالذي يشاء الله ان يهديه ييسره إليه ولو لم يشأ ذلك .
وكذلك رغبة الإنسان عن الهدى حاصل بإرادة الله له لا من ذاته .
فلا ضال لمن هدى ولا مهد لمن ضل .
[QUOTE]سُنَّةُ اللهِ مُذْ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ فَرِيقٌ إِلَى جَهَنَّمَ وَ فَرِيقٌ إِلَى الْجَنَّةِ مُكْرَمِينَ
قوله سنة الله مذ كان على العرش ..
أمر غير معقول بل هو مناف للحقيقة .
فهذا يعني أنه مذ كان عرش الله على الماء وهناك فريق إلى الجنة وفريق إلى النار .
وسبب دلالة النص على هذا المعنى عائد إلى تعريفنا السابق لمعنى ( سنة )
وهذا المعني يقتضي عدة أمور :
1- أن الناس موجودون مذ كان عرش الله على الماء . وهذا خطأ .
2- أن الجنة والنار موجودات مذ كان عرشه على الماء . وهذا خطأ .
ولعل الختيار يقصد أن الله قدر ذلك . فتقدير الشيء مخالف لكونه سنة أي أنه يحدث بدورية .
اقتباس: اذْكُرْ فِي الكِتَابِ ذَا الهِمَّةِ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلى بَني إِسْرَائيِلَ وَ أَيَّدْناهُ بِذِكْرٍ مُبِينٍ
وهنا فيه ذكر عن نبي له صفة ( الهمة ) مرسل إلى بني إسرائيل ومؤيد بذكر مبين .
وعدم ذكر الرسول بالإسم وإبداله بصفة لابد أن يكون لأجل إيضاح هذه الصفة والكلام عنها .
فلابد أن يكون طرح القصة للإستدلال على همة هذا الرسول .
اقتباس:فَكَذّبُوُهُ وَ قَالُوا إِنْ أَنْتَ إِلاَّ كَاهِنٌ مَجْنُونٌ
وهنا ذكر تكذيب بنو إسرائيل لذي الهمة ووصفه بأنه ( كاهن ) و ( مجنون )
وهنا نتوقف عن قوله ( كاهن مجنون )
فمحال إجتماع الصفتين واتهام المرء بهما .
فلو قلت أنا عن شخص عالم مجنون .. فهل يستقيم كلامي أو هل قد وصفته بصفة تبين حاله . بل أقل ما يقال عني اني لا افهم معنى الجملتين .
فمعلوم أن الكاهن هو العالم بالغيب او المتنبئ به .
فكيف يمكن وصف الشخص بالكهانة مع الجنون وهي فقدان العقل ؟
اقتباس:أَلاَ إِنَّهُم فِي ضَلالِهِم يُوغِلُونَ
وهذا تقرير حالهم بانهم موغلون في الضلال .
اقتباس:فَفَجَّرْنَا مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِم مَاءًا حَتّى بَلَغَ الْحَنَاجِرَ فَقَالوُا هذا سِحْرٌ مَكِينٌ
وهنا تصوير حالهم بعد تفجير المياه من تحت أرجلهم ووصوله الحناجر .
وقولهم رغم هذا كله أنه سحر مكين .
اقتباس:وَ غَرِقُوُا فِي اليَمِّ أَوْ كَادُوا يَغْرَقُونَ
القاريء لهذه العبارة لا يعلم هل غرقوا أم لم يغرقوا .
وهو تردد من القائل . بحيث لم يتأكد من حالهم هل غرقوا أم انهم لم يغرقوا .
وهنا في هذه الحاله هو يتكلم عن خبر يعلمه يقينا ويعرفه تماما . فكيف يحدث هذا التردد ؟
وهل يمكن معارضة القرآن الذي يجزم بالأخبار بهذا الخبر المتردد ؟
وهنا في حالة المعارض الذي يصور انه يستطيع المعارضة بان يقول كلاما أفصح من القرآن الذي يزعم انه من الله .. ويأتي بهذا التردد ؟
كل هذا يقدح في هذه المعارضة .
ثم هناك أمر آخر .
هذا الماء الذي غرقوا فيه أو لم يغرقوا فيه هو ذلك الماء الذي تفجر من تحت أرجلهم .. فكيف يقول الختيار ( فغرقوا في اليم )
أي كيف يطلق على الماء الفائض من تحت أرجلهم أنه يم ..؟؟
اقتباس:فَقَالُوا ادْعُ لَنَا الْلّهَ يَرْحَمنَا فَنَكُونُ مِنَ التَّابِعِين
قال الله ولم يقل الرب أو ربك . وهذا أفصح هنا في حالهم إذ هم يريدون التفريج عما بهم وهذا لا يتم إلا من خلال سؤاله لمن هو رب لما بهم .
كقوله تعالى : (
وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إسرائيل )
قوله ( يرحمنا ) غير مناسب لحالهم فهم يريد ذهاب العذاب عنهم وطلب الرحمة لا يكون هنا وكان الأولى أن يطلبوا الكشف أو الإنقاذ .
اقتباس:فَغِيضَ الْمَاءُ إِلَى بَطْنِ الأَرْضِ لَعَلَّهُمْ يُؤْمِنُونَ
قوله ( غيض الماء الى بطن الارض ) متناقض .
إذ أن معنى غيض : قل أو نقص كما قال الفيروز آبادي
فتكون الجملة فقل الماء إلى بطن الارض .
فقل لا تفيد الانتقال ومكان الماء بل تفيد كميته وذاته .
فكيف تردف بإلى ؟
اقتباس:فَقَالَ لَهُمْ هَذِهِ آَيةُ اللّهِ فَهَلْ أَنْتُم مُهْتَدُون
الآية معلوم كونها دليل وحجة وبينة . وما حدث لهم عذاب و عقاب على كفرهم .
فكيف يكون العذاب آية ؟؟
ثم كيف يطالبهم بالهداية والنقاش معهم فيها بعد أن اشترطوا هم ان يفرج العذاب عنهم ويكونوا مؤمنين ؟
بل من المفترض ان تتحول العلاقة من نقاش واقناع إلى إلزام وتهديد .
إلى هنا أتوقف . وأكمل في بعد . شكرا .