(09-09-2010, 06:00 PM)خالد كتب: طبعا نيوترال، سوف أضرب مثالا من أوربا، ولا أرى أن الوضع في أمريكا سيكون بعيدا
عقدالزواج والطلاق في الإسلام ومثيله الأوربي
ابتداء فعقد الزواج الإسلامي ومثيله الأوربي مدني الطابع، على أن الإسلامي يستند على نظرية "العبرة في العقود بالألفاظ والمباني وليست بالمقاصد والمعاني"
لذا فالعقود المجراة بشأن الزواج في أوربا لا تراعي أن هناك نظرية جديدة عند مجموعة من الأوربيين ترى أن العقد ينبغي أن يتم فيه لفظي إيجاب وقبول العاقدين، وتحديد موضوع العقد، ولا ينبغي أن يتم العقد بمجرد أن يقم طرف فضولي لا علاقة له بالعقد فيسأل ويجاب.
لذلك نرى أن المسلمين كثيرا منهم لا يعتدون بعقود الزواج الأوربية، فيتزوجون خارج البلدية، بما في ذلك من ضياع حقوق حين الخلاف، نخص هنا ضياع حقوق الأب... كل رأس ماله طشت مي باردة على قفاه...
تخيل أب يمنع من رؤية أبنائه الذين تعترف الدولة أنهم أبناءه لكنها لا تعد له شيئا لأن الأولاد صاروا خارج نطاق زواج معترف به؟ هل سيكون هذا أبا طبيعيا؟ أنا أراه مشروع مجرم أو مختل عقلي... أبسط جريمة قد يقدم عليها هي خطف أبنائه والهروب بهم، وما يتبع ذلك على الأقل من حرمانهم من أمهم، وقد يحرمون من أبيهم أيضا نتيجة لكل هذا.
هذا كان طبعا نتيجة عدم اعتبار العقد الشرعي المدني للزواج كعقد يوجب الواجبات ويحق الحقوق.
ثم هب أن أحد الزوجين قد مات، سيحرم الزوج الآخر من الميراث جملة ما لم يكن هناك وصية، لا سيما إن كان هناك تلاعب في موضوع عنوان السكن، مع أن هذا الطرف المتضرر قد يكون لا علاقة له بهذا التلاعب، ويعتمد ماديا على الطرف المتوفى بما سيؤذيه في حالة عدم أخذ العقد الشرعي مأخذ الجد.
نأتي إلى الطلاق،
الطلاق في الإسلام ثلاث أشكال، منه ما يوقعه الزوج وهو المعروف لدى الجميع، ومنه ما تطلبه الزوجة وهو الخلع المشهور اسما المجهول كنها، ومنه ما يوقعه القاضي وهو التفريق، وهو ما يلزمنا خاصة.
حتى تتزوج المرأة مجددا، ينبغى أن تشغر ذمتها من زوج سابق وعدته بوفاة أو طلاق.
حين تتطلق المرأة حسب القانون الأوربي، ولا يحضر الرجل ولا يوقع على أوراق الطلاق، وتتخذ المحكمة حكم الطلاق دون الرجوع إليه، تغدو قانونيا مطلقة، وهي في نفسها لا تعد نفسها مطلقة البتة، ولن تجرؤ على ممارسة حياتها والزواج مجددا، لأنها تعلم يقينا أنها لا تزال وفق ما تعتقد به هي من قانون مدني متزوجة.
هذا الضرر الذي يلحق بها، من الممكن أن يرفعه عنها قاض مختص بهذا الأمر، وهو ما يسمى في بلادنا بالمحاكم الشرعية، فتستطيع أن تطلب التفريق رفعا للضرر، طبعا لا أتحدث عن الناحية التطبيقية المجراة اليوم في محاكمنا الشرعية، بل عما ينبغي أن يكون، وحين نؤسس جديدا فليس من ضرورة أن نأخذ القديم بأخطائه.
ناهيك عن المرأة المتزوجة خارج البلدية بعقد شرعي، هي عزباء لدى الدولة، ومتزوجة عند نفسها.
عدم الأخذ بعين الاعتبار هذه العقود المدنية المجراة خارج سلطة الدولة سيؤدي إلى سوق سوداء للعقود يشيع فيها النصب والاحتيال والمشاكل الاجتماعية، ويغدو طبيعيا أن يأتي رجل بأخته عن طريق جمع الشمل عن طريق العقد عليها في البلدية الأوربية ويغدو من الطبيعي أن يذل رجال كثير نساءهم في سبيل حصولهن على طلاق مستحيل قبل أن يتنازلن عن حقوق لهن، أو تذل نساء كثيرات رجالهم عن طريق التحكم بهم في موضوع حضانة لا يصلون إليها بحال بسبب عدم اعتراف البلدية بوقوع الانجاب داخل نطاق الزوجية.
هذه مسألة كمثال يا نيوترال، وقس عليها أمثلة كثيرة يمكن ضربها من القانون المدني الإسلامي مما لا يعتبر شيئا في القانون المدني الأوربي، خذ منها مثالا آخر نوعية التعاقد على الشركات والآثار المستحقة عليها والمسؤولية المالية ومسؤولية اتخاذ القرار في الشركات الشرعية المختلفة.
عندما تمت كتابة الدستور الأمريكى فى الربع الأخير من القرن الثامن عشر لم يكن فى ذهن واضعيه الإسلام وخرجوا على العالم بأول دستور علمانى صريح يفصل بين الدولة والدين وهى خطوة أنا شخصيا أعتبرها واحدة من العلامات الفارقة فى التاريخ الإنسانى مثلها مثل نظرية التطور لدارون وأهم بكثير من شئ كالهبوط على سطح القمر لأنه لولاها سيكون هناك هبوط لكن ليس على سطح القمر ولكن إلى هاوية بلا قرار.
العالم فى نهاية القرن الثامن عشر ورغم ظهور أفكار تنويرية فى بعض البقاع منه لم يكن مكانا جميلا وكان من المحتمل و الممكن أن يسير الأباء المؤسسين فى نفس الإتجاه الذى تسير فيه أنت فى مطلع القرن الواحد والعشرين ولكن فى لحظة من لحظات العبقرية والإبداع أختاروا طريقا أخر.
لو كان الأباء المؤسسين أختاروا طريقك يازميل خالد فأنا متيقن أن الأخبار الواردة من أمريكا اليوم لم تكن لتختلف كثيرا عن الأخبار الواردة من أفغانستان وستجد عناوين على شاكلة:
تكساس تجتاح كاليفورنيا بسبب سلوكياتها المخالفة لتعاليم الكتاب المقدس.
جورجيا تعلن الحرب على ألاباما بسبب خلاف لاهوتى حول طبيعة السيد المسيح.
مذبحة مروعة بيوتا تقوم بها أوكلاهوما للتخلص من الهراطقة المورمون.
شهود يهوه بأوريجون يناشدون المجتمع الدولى التدخل لحمايتهم من بطش الكنيسة المعمدانية.
مصر تقرر إرسال مساعدات إنسانية لضحايا المجاعات المتكررة بالولايات المتحدة.
بإختصار شديد كنا سنرى تعبير the United States are بدلا من the UInited States is
أمريكا كما تعرف فى بدايتها كانت غالبيتها بروتستانت مع وجود نسبة لا بأس بها من الكاثوليك وهذين الإثنين تحديدا بينهما ماصنع الحداد والتاريخ الأوروبى ملئ بحروب ومذابح لا حصر لها بينهما ثم بعد ذلك ظهر المورمون وشهود يهوه واليهود والبوذيين والهندوس والمسلمين وغيرهم الكثير من الفواتير ولو كانت أمريكا تبنت أى فكر دستورى أخر له علاقة ولو بسيطة بالدين لأصبحت مهزلة.
حتى لو سلمنا بما تقول به فهناك العديد من الأسئلة التى ستطرح نفسها تلقائيا مثل من أى مذهب سيتم الإعتماد عليه بالنسبة لقانون الأحوال الشخصية للمسلمين? وماذا عن الشيعة? أنت دلوقتى راجل من أهل السنة والجماعة لكن هناك أيضا الزميل على نور يتحرق شوقا لممارسة المتعة والتطبير والخمس ولعن أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة أثناء إنتظاره لمهدى السرداب فماذا سنفعل معه? هذا غير الدروز والإسماعيليين وقائمة لانهائية أخرى من الفواتير.
سؤال أخر يطرح نفسه وهو لماذا تعتقد أن المسلمين بأمريكا والغرب يريدون أحكام الشريعة? نسبة كبيرة من هؤلاء فرت بنفسها من بين براثن الشريعة الغراء ولا تريد أن تسمع عنها من أساسه وهذه من وجهة نظرى هى الأغلبية الصامتة فى حين يملأ الدنيا عويلا ونهيقا أمثال أبو حمزة المصرى وغيره, وأيضا ماذا عن باقى الطوائف الدينية الأخرى وهل أيضا سيكون لها نظام خاص بها بالنسبة لقوانين الأحوال الشخصية? ولماذا نكتفى فقط بالأحوال الشخصية و لانمد الخط على إستقامته ويتم تفعيل الحدود الرائعة والجميلة ?
لو أمريكا فكرت بأسلوبك يازميل خالد لن تصبح دولة لها نظام قضائى موحد وثابت ولكن كانتونات طائفية متناحرة وجولة سريعة بين دول الشرق الأوسط من الممكن أن تعطيك فكرة جيدة عما يمكن أن يؤدى إليه ذلك.
إذا كان هناك مسلم بالغرب لايستطيع أن يعيش بدون الشريعة فممكن ببساطة شديدة يقدم طلب هجرة لأفغانستان أو السعودية أو الصومال أو الشريط الحدودى بين أفغانستان وباكستان ليستمتع بمحاسن الشريعة الغراء كما يحلو له إنما شريعة بأمريكا والغرب عموما يازميل خالد فمعطلكش.
بالنسبة لموضوع الشريط فالحقيقة أنا مع أى عمل من شأنه إهانة وتحقير المقدسات الدينية لتحطيم تلك الأصنام والخلاص منها. مش عاجبك حرق القرآن بواسطة قس أعمل أنت كمان حفلة لحرق الإنجيل ولا أعمل فيلم سكس عن العدرا وسأكون أنا أول المهنئين لك.