اقتباس:أنا كل ما قلته هو أن محمد بن عبداللـه خرافة و خزعبلات. هذا هو رأيي الشخصي في رمز ديني عام. أنت رأيك ان محمد نبي و رسول (الخ)، و أنا يا عزيزي لم أعترض يوما على قولك لرأيك و لم أقل لك أنك "وصخ" و خلافه. و لا أجد داع لأن تشخصن الموضوع (للمرة المليون).
يعني أمر البعض غريب. يريد حرية الرأي ليقولوا ان محمد جيد، و لا يريدون لغيرهم الحرية في القول انه سيء.
أما مسألة أني قرأت كتابين، على عكسك انت قارئ المليون كتاب، فيبدو أن كتبك كلها لم تعنك على التمييز بين الواقع و الفانتازيا، فأنت تعيش يا عزيزي في عالم أشباح تملؤه الكائنات السحرية المجنحة و الكائنات النارية و النمل المتكلم و الدواب الطائرة و غيرها من خرافات تخجل جدتي الاميّة ان تعتقد بها! فاذا كان الكتابان اللذان قرأتهما أنا ساعداني على نيل قدر اكبر من الواقعية، فنعم الكتابَين يا عزيزي "العاقل"، و بئس الكتب التي تقرأها أنت.
بدانا ندخل الدائرة المفرغة ..
واحد : أنت تنطلق من هذه المنظومة ، وتعتبرها حقيقة مطلقة ، تنطلق من الآتي :
أ- هناك شخصيات " عامة "، وشخصيات "غير عامة".
ب- بناء على التفريق "أ" ، فإنه يسمح للإنسان - انطلاقا من باب حرية التعبير- أن " يهين ، يسخر ، يستهتر ..." - أو بمعنى آخر ينتقل من النقد الموضوعي .. إلى النقد الشخصي ..
ج- بالمقابل ، إذا كان هذا الإنسان - الشاتم ، اللاعن - لا يندرج تحت فئة " الشخصيات العامة" ، فإنه " مقدس " ولا يسمح لأحد بالتعرض إليه .
بناء على هذه المنظومة التي تنطلق منها ، وتعتنقها ، تطالبني بأن أستمع إليك ، تسخر مما أؤمن به ، وأن أسكت ..
أنا لا أؤمن بأي شيء من هذه المنظومة ، التي لا ترمي لشيء سوى إعطاء حصانة للعانين والشتامين .. بحجة أنهم ليسوا شخصيات عامة .
من أجل ذلك ، وطالما أن " العين بالعين " ، فإن تعرضت لقيمة واحدة من قيمي ، بالشتم والسب والاستهتار .. فأنا أجد لي الحق أن أتعرض لقيمك - والتي لا أعرف منها إلا " ذاتك " .
طالما أنك لست مجبرا على الإيمان بمحمد ، فانا لست مجبرا بالإيمان بأن " الشخصيات غير العامة فوق السخرية " .
اثنين : أنت بالنسبة لي شخصية عامة . فانت كاتب كبير ، قد أجريت حوارا معي ، كما أن ادارة النادي قد اختارتك من ضمن الشخصايت التي قابلت معها . لذلك فأنت - وبناء على منظومتك - عرضة لاستهتاري وسخريتي وكاريكاتوريتي ، أليس كذلك ؟
ثلاثة : أن تنتقد محمدا ، أن تبين أنه مجرد مدع للنبوة ، أنه متسلط .. إلخ . فهذا أمر لم أتكلم ضده يوما أبدا ، بل أنا أقوم به في حق شخصيات اخرى ، وأرضى أن أنتقد أنا شخصيا . لكن هناك فرق - دائما وأبدا : بين النقد الموضوعي المبني على حجج .. وبين ما كان يخوفنا به أهلينا ، عندما كنا صغارا ، من الإسلام وأن فيه نمل يتكلمون وحيوانات تطير .. هذا الفهم الساذج والبسيط للإسلام ، ليس موضوعيا البتة .
وحتى نفرق بين الموضوعي وغير الموضوعي ، هناك عدة مناهج .. تستطيع معرفتها في أبسط كتاب يتحدث عن كيفية كتابة المقالة الموضوعية .
أربعة : حتمية أن العقلاء والموضوعيين والعصريين والمتنورين والحداثين - مهما توسعت معرفتهم - لا بد أن يتوصلوا للنتائج التي توصلت أنت لها ؛ تنبينا عن غرور متناهي العظم لديك ، وتضخم في الأنا كبير ..
أنا لا أشعر بالقرف حيالك لأنك "لاديني " أو "تنتهج نهجا مغايرا لي " .. فهناك من هؤلاء في هذا النادي ، من ادفع نصف عمري على اللقاء بهم والتعرف عليهم . لكن ما يشعرني بالقرف هو هذا الكم الهائل من الحقد على كل ما هو إسلامي ، لدرجة أنك تتشفى بموتاهم وضحاياهم !
ومن باب حرية المشاعر وحرية الرأي وحرية التعبير .. فإنه يحق لي أن أوضح " مدى هذا القرف " .
ولاحظ أن هذا القرف ليس وليد اللحظة ، فانا رشحتك كأفضل عضو في النادي في 2004 ، ويشهد عوليس وأنتي فايرس على أني كنت أشيد بما تكتبه في البداية .. لكن الآن لا أشعر أمام ما تكتبه إلا بالقرف .
طبعا لا يهمك هذا الرأي .. لكنه " خيبة أمل " ترددت كثيرا في تسجيلها .
شكرا .. ولي عودة لخوليو