{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 3 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
إدارة الأمل.
morgen غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 249
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #61
RE: الرد على: إدارة الأمل.
الزميل بهجت,
هذا النقاش سوف يطول و لذلك فأرجو ان يتسع صدرك للصبر علي تأخر بعض ردودي
احب ان اوضح هنا انني لا احتكر الحديث بأسم الثورة "و سوف نأتي لاحقا في ردود اخري لهذه النقطة " لكني شاب مصري شارك بها و اري ان واجبي ان ادافع عنها.
في البداية هذا رابط مداخلتي التي تشير اليها

http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=44470&page=2

عندما قرأت ردودك شعرت انك في بعضها ربما اخطأت قراءة مداخلتي فسوف ابدأ بهذا الجزء علي سبيل المثال:

(07-28-2011, 03:21 PM)بهجت كتب:  تعليق قصير .

في مداخلته المشار إليها سابقا أبدى زميلنا مورجن رأيا أراه خاطئا .
هو يرى أن وطنية المؤسسة العسكرية غير مسلم بها لإنتساب حسني مبارك إليها :
اقتباس: "مبارك الذي ثار "انتفض" عليه الشعب كان قائدا من قواد القوات المسلحة, بل و احد قيادات حرب اكتوبر, هذا لا يغير انه حاكم فاسد لم يقصر في تهميش دور بلدة و اجهاض عملية تحديثها و افقار شعبها بل و إذلاله من خلال جهازه الامني .
مبارك و لا جدال كان من قادة القوات المسلحة , فلماذا لا يكون هناك اخرون مثله في هذه المؤسسة ؟ ".
أحب هنا أن أمد الخط على استقامته و بنفس المنطق ، ألا يحق لنا عندئذ أن نقول أن مؤسسة القضاء غير أمينة ولا عادلة لأن هناك عدد محسوس من القضاة و مستشاري مجلس الدولة أدينوا في قضايا رشوة ؟، ألا يحق لنا أن ندعوا الآخرين لعدم الثقة في الأطباء ولا المهندسين ولا العلمليين ولا .... لوجود مدعين و غشاشين و منحرفين بينهم ؟. هل من الحكمة أن نقول " لماذا لا يكون مجدي يعقوب ممرضا يدعي الطب فبعض الأطباء ظهر أنهم ممرضين ؟" هل هذا منطق يعتد به ؟ .عندما نذكي مؤسسة أو جماعة ما فهذا لا يعني أن كل منتسبيها عظماء ،و لكن يعني أن المؤسسة في مجملها متميزة فيما نذكيه فيها لا أكثر .
هنا أتسائل أيضا هل ثار المصريون ضد حسني مبارك الطيار المقاتل أم حسني مبارك السياسي الفاشل ؟. بمعنى هل ثار الشعب ضد أداء حسني مبارك القتالي أم أدائه السياسي ؟. هناك فرق كبير ، فكل منا يؤدي أدوارا متعددة في أنساق و ظيفية مختلفة ، كل من هذه الأدوار مستقل . لا ينكر سوى مكابر أن حسني مبارك كان ضابطا متميزا ،و لا ينكر أحد دوره في حرب أكتوبر كأحد القيادات العليا للقوات المسلحة ،و أنه عندما صنعت مصر للعرب النصر الوحيد في تاريخهم الحديث كان مبارك حاضرا على رأس القوات الجوية المصرية . هنا ينتهي دور مبارك القتالي ،و يبدأ دوره السياسي الفاشل و الذي لم يكن أبدا له سوى في نظام سلطوي مغلق و غبي .

ان تتحدث عن التسليم بوطنية المؤسسة العسكرية و انا قلت في مداخلتي المشار إليها ان الجيوش الوطنية هي بالفعل مستودع الوطنية و يمكنك ان تراجع مداخلتي للتأكد

لكنك بعد ذلك تبدأ بالحديث عن الاطباء و القضاة مفترضا فكرة لم اطرحها من الاساس بل و تسأل سؤلا يهدم نظريتك و لا يؤيدها

ان يكون هنا طبيبا مستغلا سيئا لا يجعلنا نعتبر كل الاطباء فاسدين "معلومة صحيحة"
ان يكون هناك ظابطا خائنا او فاسدا لا يعني فساد المؤسسة العسكرية "معلومة صحيحة"

لكن الجملتين لا ينفيان إمكانية وجود اكثر من طبيب مستغل و اكثر من ظابط فاسد, الحكم هنا يكون بالممارسات و لا شئ اخر مع الاعتراف برقي مهنة الطب و عظمة دور الاطباء و التسليم بوطنية الجيش و اخلاص الجنود لشرف العسكرية.

لكنك في النهاية سألت هل ثار المصريون علي حسني مبارك الطيار المقاتل, و هذا السؤال لا يدعم نظريتك,
و انظر إلي ما كتبته في مداخلتي سابقا و سوف تجدني اجيب سؤالك قبل طرحه

morgen كتب:اما التخوين و الشيطنة فهذا غير صحيح, لقد قلنا مرارنا و تكرارا انه حين يتحول المجلس العسكري إلي إدارة البلاد سياسيا يصبح انتقاده علي القوانين التي يسنها و الاجراءات التي يتخذها انتقادا سياسيا لا يتعلق بكيانه العسكري, و مثل مبارك حاضر مرة أخري, فمبارك و طيلة 30 سنة كان القائد الاعلي للقوات المسلحة !

فنحن لم نثور علي حسني مبارك الطيار المقاتل و احد ابطال اكتوبر بل و العكس, فما يجعل لمبارك اي بقايا لتعاطف في نفوسنا هو انه كان احد ابطال مصر في حرب اكتوبر.... صدقني يوم ان القي خطابة الشهير الذ طلب فيه ان ينهي ولايته قلت في نفسي لماذا فعل في نفسه و وطنه ما فعل و اذل نفسه بهذه الطريقة
لكن شعب مصر ثار و خلع حسني مبارك الحاكم الفاسد الذي استهان بشعبة و اهدر كرامته
و الأن نحن لا ننتقد الجيش الوطني المصري الذي حمي الثورة و لا الذي يحرس حدودنا و لا الذي يؤمن شوارع مصر الآن,,,,,,, نحن ننتقد المجلس العسكري الذي يحكم مصر الان و هذا النقد لا يتعلق اطلاقا بمهنية هذا الجيش العسكرية بل يتعلق بأداء سياسي يمارسة هذا المجلس

هل وضحت نقطتي فهذا هو لب سؤالك

انت قلت في ردك
بهجت كتب:هنا ينتهي دور مبارك القتالي ،و يبدأ دوره السياسي الفاشل و الذي لم يكن أبدا له سوى في نظام سلطوي مغلق و غبي .

هل إذا كتبت انا
" هنا ينتهي دور المجلس العسكري القتالي "العسكري" و يبدأ دوره السياسي الفاشل الذي ادي إلي تعثر مصر في طريق انتقالها إلي دولة مدنية ديموقراطية حديثة"

هل يرضيك هذا و يجعلني مسلما بوطنية الجيش المصري ؟

سوف اعود لارد علي بعض الاشياء الاخري
و لكني ارجوك انظر إلي ردك و الحديث عن تدمير الجيش و إلي اخر هذه الاشياء, اقسم لك ان اغلبية الشباب في التحرير لا تتحدث إطلاقا عن اي شئ يشبه ذلك, حتي مسيرة العباسية لم تكن اكثر من مسيرة سلمية رمزية لرفع مطالب, إذا صدق من في ثقافة عزيزنا بهجت ان الشباب الاعزل السلمي الذي يضربه بعض البلطجية يريد ان يدمر جيش مصر و يغلق قناة السويس فما بالنا بعموم هذا الشعب البسيط الذي يصدق بمنتهي العفوية ما يبث من سموم الاعلام الموجه.

زميلي بهجت, لا احد يريد تدمير جيش مصر و تخريبة اكثر من من ينافقون الان المجلس العسكري و يلحسون بيادته
بالمناسبة هل تعتبر فعلا " فهمي هويدي " كاتبا كبيرا يعتد برأيه ؟

و لك مني كل التقدير
07-29-2011, 11:24 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #62
RE: إدارة الأمل.
المجلس العسكري
( 3 من 3 )


هل التوتر بين شباب التحرير و المجلس العسكري هو نتيجة لتجاوزات أولئك الشباب الذين قفزوا إلى صدارة المشهد وأرادوا اختطاف الثورة منتهزين فرصة فراغ الساحة السياسية وغياب القيادة التي تعبر عن الإجماع الشعبي ، أم أن هناك أسباب أبعد من ذلك يشارك فيها المجلس العسكري نفسه ؟ .
بداية أعتقد أن هناك دور كبير للظروف التي تمر بها البلاد ، و التي تخرج عن إرادة أي من الجانبين سواء شباب التحرير أو المجلس العسكري ، كما أن هناك أسباب تعود إلى المجلس العسكري نفسه ،و إن كانت كلها لا تبرر الموقف التحريضي الذي يتخذه البعض من قيادة القوات المسلحة ، بل من القوات المسلحة ذاتها ، خاصة في ضوء الذعر الذي يصيب " ثوار " التحرير من السلفيين و الإسلاميين عموما ، الأمر الذي دفعهم للفرار المهين من ميدان التحرير اليوم .
حسنا لنبدأ من المجلس العسكري .. ماهي أخطاء المجلس و كيف يعالجها .
1- المجلس العسكري بحكم تكوينه المهني أبعد مايكون قدرة على القيام بدور سياسي ، و هكذا فإن المجلس لم يستطع أن يبلور لا الرؤية النافذة و لا خريطة الطريق السديدة التي تهيأ له قيادة المرحلة الإنتقالية بكفاءة . بالتالي سنجد أن المجلس خلال الأشهر الماضية قد عانى من الارتباك ، وربما الارتجال في قراراته . إضافة إلى ذلك لم يجد المجلس طرفا مسؤولا يحدد له ما المطلوب بالضبط ، وما هي الأولويات التي يتعين الالتزام بها. ولحل ذلك الإشكال فإنه لجأ إلى اجتهادات أعضائه من ناحية وإلى سلسلة الحوارات التي أجريت مع مختلف الفرقاء والخبراء من جهة ثانية، ومن الواضح أنهم جميعا غرقوا في بحر الاجتهادات والآراء التي حصلوها خلال تلك الحوارات ، التي كان معظمها أقرب إلى حلقات الثرثرة منها إلى جلسات العمل.
2- المجلس العسكري يقف وحيدا بلا رصيد من قوى شعبية أو سياسية يعتمد عليها ، لذا هو يستند فقط على رصيده المعنوي و دوره في تأمين الثورة ،وهذا يضعف موقفه في مواجهة الضغوط الداخلية التي لا يستهان بها، خصوصا إذا أدركنا أن تلك الضغوط صادرة عن طرف في غطرسة شباب التحرير أو في جلافة السلفيين. هذا جعل المجلس يرحب بما يعرضه الإخوان المسلمون من دعم ، وهذا يثير حساسية بالغة ليس في شباب التحرير فقط ، بل لدى القوى السياسية العلمانية الأخرى ،و لكن بدلا من تفهم حساسيات المجلس العسكري ، يبادر كثير من القوى العلمانية بالهجوم على المجلس ،و يصل الأمر ببعض المتطرفين من منتسبي التحرير إلى محاولة " غزو " مقر المجلس في يوم عيد القوات المسلحة كما حدث تماما مع الشرطة !.
3- هناك تقصير واضح من المجلس الأعلى في التواصل مع شباب التحرير ، هذا التواصل المستمر و الشفاف ، الذي يؤدي إلى توضيح ما استغلق فهمه من التصرفات و القرارات ، و مما يزيد الأمر سوءا سقوط الإعلام المصري في الفوضى و السوقية ،و إتجاهه إلى الإثارة والتهييج على حساب الموضوعية والمسئولية ،و بدلآ من أن يكون أداة تجسير بين القوى الوطنية أصبح أداة للوقيعة وسوء الظن .
4- إنفراد المجلس باتخاذ قرارات مصيرية تؤسس للمجتمع المصري ، هذه القرارت تتجاوز زمنية المجلس كسلطة مؤقتة ،و بالتالي من الواجب استشارة القوى السياسية الفعالة قبل اتخاذها .
5- غموض بعض المواقف والقرارات الهامة التي يتخذها المجلس ، مثل حركة المحافظين الأخيرة و التي تعتبر امتدادا للنظام السابق ، كذلك التأخر في محاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين ،و الإهمال في رعاية أسر الشهداء و مصابي الثورة .
6- صدور بعض التصريحات الانفعالية والغاضبة عن بعض أعضاء المجلس العسكري ، ثم تطور الغضب إلى الطعن في نزاهة بعض التجمعات ، كما حدث بالنسبة ل 6 إبريل و كفاية ، وهو اتهام يعوزه الدليل الحاسم ، الذي إذا لم يشهر على الملأ فإنه يبدو بمثابة خطاب تخويني يفترض أن تكون الثورة تجاوزته وطوت صفحته .
7- ضيق الصدر الذي يبديه بعض أعضاء المجلس تجاه نقد الآراء التي تصدر عن بعض أعضائه ، رغم أن هذا النقد ممارسة طبيعية تجاه السلطات السياسية في العالم كله ،ورفض النقد بالنسبة للسياسي هو ديكتاتورية صريحة لا يقبلها أحد . و لعل من التكرار أن نقول كم كره الجميع ذلك التشدد الذي يبديه بعض أعضاء المجلس العسكري في خطاب يتحدث بعبارات مثل أننا "لن نسمح" بكذا وكذا " ، فهذه العبارات لن يقبلها شعب ثائر .
سأكتفي اليوم وربما سأعود لنفس الموضوع لاحقا .
07-30-2011, 02:37 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #63
RE: إدارة الأمل.
المراهقة الثورية .


"متلازمة " ميدان التحرير الذي أصبح ظاهرة جديرة بالدراسة ، كذلك الحوارات التي جرت بيني و بين بعض الزملاء الذين تحولوا بدورهم إلى قادة لثورة 25 يتاير كغيرهم من 85 مليون مصري دفعتني للتفكير مجددا في "أطروحة" كانت مثارة بقوة في زمن التحول الإشتراكي في مصر الناصرية ، هي أطروحة " المراهقة الثورية " ، تلك الأداة التحليلة التي أراها كاشفة و ذات قدرة تفسيرية عالية لما يستغلق على فهمنا من تعثر ملحوظ للثورة المصرية ، الثورة التي قفزت في زمن قياسي من نضارة الربيع إلى جهامة الخريف ،و التي أخشى أنها في سبيلها للتحول في نظر الأغلبية الشعبية من المصريين من حلم إلى كابوس ، و من فرصة تاريخية إلى أزمة تاريخية أيضا .
نعلم أن الماركسية هي أهم المدارس الفلسفية و السياسية التي اهتمت بالثورة و ناظرت لها ، فالثورة هي أداة طبقة البروليتاريا للوصول إلى الحكم ، أي هي الآلية الأساسية التي يعمل بها التاريخ الماركسي . أطلق المفكرون الماركسيون سيالا من المصطلحات الثورية التي أثرت القاموس السياسي ، أحد هذه المصطلحات التي شاعت في عالمنا العربي في فترة المد الإشتراكي تعبير " المراهقة الثورية " و هو تعبير ينسب إلى " فلاديمير إيليتش لينين " الذي أطلق هذا التعبير على مرض معروف في كل الثورات ، هذا المرض الثوري يقوم على رفع شعارات طوباوية براقة و لكنها بالغة التطرف لا تعبر عن المرحلة التاريخية والاجتماعية للتطور ، و يمثل موضوع " المراهقة الثورية " مبحثاً مهماً في الفكر السياسي المتعلق بفلسفة الثورة . وهو يعبر عن عدم فهم الواقع المعاش من قبل الثوريين ، ومن ثم التقليد الأعمى لأحداث في مجتمعات وثورات مختلفة ، لا يتماشي واقعها مع واقع المجتمع التي يعيش فيها هؤلاء "المراهقون الثوريون" .
ومن الجدير بالملاحظة أن جميع القادة الثوريين من لينين مرورا بستالين و ماوتس تونج و جيفارا و جمال عبد الناصر اشتكوا من هذا المرض و خطورته . و يبدوا أن هذا المرض سريع التحور ، فنجد أن الزعيم الصيني الثوري ماوتسي تونج انزلق هو أيضا فيما حذر منه ، في فخ المراهقة الثورية عندما أطلق " الثورة الثقافية " التي امتدت لحوالي عشر سنوات ، خلال تلك السنوات انهارت الدولة الصينية أو كادت ، بينما أوشكت إنجازات الثورة أن تتبخر هباءا على يد نفس الزعيم الذي قاد الثورة .
لهذه المراهقة متلازمات محددة يمكن اكتشافها بوضوح في الحالات المشابهة من أهمها :
1- المبالغة في المطالب الثورية بما يتجاوز الواقع و الفرص المتاحة .
2- حرق المراحل التاريخية للثورة وعدم الواقعية .
3- الهدم الكامل لبنى المجتمع السياسية والإقتصادية و الإدارية ،و تفكيك مؤسسات الدولة و ضرب كوادرها ، دون أن يكون هناك بناء مقابل .
4- إقصاء الآخر و تخوينه .
5- تبني الدعوة للثورة المستمرة أو الثورة الدائمة ، القائمة على التظاهرات و الإعتصامات و الإضرابات و العصيان المدني ، دون تحديد نقطة يتوقف عندها الهدم ليبدأ البناء ،و نودع فيها شرعية القطيع لتبدأ الشرعية الدستورية .
6- العجز عن تقدير التكلفة الإقتصادية للثورة و إمكانية توفيرها دون الوصول إلى الخراب الإقتصادي .
7- فكرة تصدير الثورة للمجتمعات الأخرى .
كل النشطاء السياسيين العرب و المصريين بوجه خاص - في الغالب الأعم - من الهواة غير الدارسين أو الفاهمين للسياسة و علومها ، و معظمهم من الدوجمائيين المعلبين في أطر دينية أو سياسية و مذهبية ضيقة ، الذين يمارسون الأفكار كعقائد دينية ، و بالتالي فمن الصعب عليهم التفكير الحر العقلاني ، لهذا فمن المستبعد أن يكون أحد أولئك الذين يثرثرون بلا توقف في منتديات التواصل الإجتماعي أو في أجهزة الإعلام أو من الذين يصيغون مطالب الثوار قد قرأ كتابا واحدا في السياسة أو التاريخ و الإقتصاد ، هؤلاء النشطاء السياسيون لا يجيدون غالبا سوى الإدعاء و الثرثرة الشعبية . لهذا من الضروري أن يدرك كل من يعمل في المجال السياسي هذه الحقيقة ، و بالتالي عليه ألا يسلم نفسه للدعايات الدوجمائية المبتذلة حتى لا يرتكب أخطاء ومن ثم يعرض نفسه ومجتمعه لكوارث ونكبات بحسن نية وسوء تقدير على السواء ، علينا أن ندرك أيضا أن المراهقة الثورية ليست بالضرورة محصورة في مرحلة عمرية بذاتها ، فالمراهق هو كل إنسان حاد المشاعر محدود الخبرة ، صغير العقل ، ضيق الأفق ، شديد الحماس لأفكاره لا يرى غيرها حتى يكتشف أنها كانت مجرد دخان في الهواء أو أثار اقدام على رمال الشاطئ !. و المراهقة الثورية أيضا ليست شيئا مختلفا كثيرا .
لسوء الحظ و بؤس الطالع تمر مصر الآن بحالة من المراهقة الثورية ، فمصيبة الثورة المصرية أنها لا رأس لها ولا قائد ولا محرك، فكانت مطمعاً لكل من أراد أن يقفز عليها ليوجهها كيفما شاء، فنجد أن الإنتفاضة الشعبية التي غيرت نظام الحكم كانت تفتقد كلية إلى القيادة التي تعبر عنها ، هذا الفراغ أدى إلى أن يقفز على الثورة مجموعة من المراهقين السياسيين بعضهم من المشاهير المخضرمين ! ، غالبية هؤلاء القادة لا خبرة لهم ولا تبصر بخطورة التطرف الثوري . منذ 11 فبراير و تنحي الرئيس السابق ، بدأت ظاهرة المراهقة الثورية جلية ،و يمكن تحديد مجموعة من الأعراض الخطيرة التي لا تخطئها عين .
1- ما نشاهده الآن في مصر من دعوات أسبوعية لاعتصامات يشارك فيها المئات أو الآلاف لاسباب مختلفة ، وهناك فرق كبير بين ثورة خرج فيها الملايين للمطالبة بحقوق مشروعة متفق عليها بين جميع أطياف الشعب وبين بضعة آلاف لهم مطالب قد يتفق على بعضها عموم الشعب ولكن لا يرى ضرورة من تكرار الخروج من أجلها وتعطيل مصالح الناس ووقف الإنتاج وخلق حالة من انعدام الاستقرار.
2- الضغط من أجل إدارة البلد خلال التظاهر و إبتزاز السلطة الحاكمة ، و السعي الهزلي لإدارة الدولة بواسطة عدة آلاف يجلسون في ميدان التحرير ، مصرين أن تنصاع الدولة لرغباتهم مهما كانت, مدعين أن دورهم هو إصدار الأوامر ، بينما واجب الحكومة – الضعيفة – أن تطيعهم .
3- ما نلمسه من فوضى عارمة أصبح ميدان التحرير رمزا له ، هذه الفوضى تسمح بتسلل البلطجية والمنتفعين من النظام السابق إلى العمل من جديد ، هذا كله يؤدي إلى إرسال رسائل سلبية للعالم مفادها "أن هذه الشعوب لا يصلح معها إلا اليد الحديدية فإذا شعرت بالحرية تمردت ولم تنقد حتى لما فيه مصلحتها".
4- هؤلاء المراهقون الثوريون يكونون عادة منساقين بالشعارات ، يقودهم بعض النشطاء الذين يجلسون في مكاتبهم المكيفة أو في فيلاتهم المكيفة أيضا في في دبي ، هؤلاء النشطاء المغامرون يشعرون أن المجد الذي صنعوه بضربة حظ نادرة يبتعد عنهم ، و بالتالي يحاولون بضراوة استعادته ولو على حساب مستقبل البلد .
5- الدعوات المتطرفة بهدف فرض الإرادة على السلطات السياسية ، رغم خطورة هذه الدعوات على الأمن القومي ، مثل إغلاق مجمع التحرير، والدعوة إلى إغلاق قناة السويس و ميناء الأدبية ، ومحاصرة مؤسسات الدولة ، هؤلاء المراهقون السياسيون يعملون بحسن نية ضد أهداف الثورة ومبادئها دون أن يدركوا الموقف. كذلك الإستخفاف بالقانون والتسبب في التسيب السياسي و الأمني و الخروج على القانون ، و أن يتحول كل ناشط إلى قائد، فواحد يعتصم وآخر يتظاهر وثالث يوجه الاتهامات للآخرين و الجميع لا يعملون ، ومن ثم تحل بمصر كارثة عظمى أكبر مما يمكن تصوره .
6- الدعوة إلى إلغاء معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ، و تدمير كل إنجازات الدبلوماسية المصرية بحجة أنها تمت تحت حكم الرئيس السابق .
7- الدعوة إلى إعدام مبارك و كل أركان حكمه بدون محاكمة قانونية سليمة ، بحجة أن هناك محاكمة شعبية تمت في الشارع و أصدر أحد المستشارين السابقين حكمه بالإعدام بناء على إرادة الشعب !.
8- الدعوة إلى إعادة العلاقات مع إيران بشكل فوري ، بينما تحجم إيران عن ذلك !، ودون الأخذ في الإعتبار الموقف العربي خاصة دول الخليج .
9- الدعوة المتهورة إلى المواجهة مع القوات المسلحة . وغاب عن هؤلاء أن الغالبية العظمى من شعب مصر لن يكونوا فى يوم فى مواجهة مع الجيش الذى حماهم عبر السنين، ولن يستجيب عاقل يخاف على مستقبل البلاد لدعاوى الغوغائية والقلة ذات الصوت العالى التى توجه الأمور نحو المواجهة.
في 11 فبراير حققت الإنتفاضة الشعبية أهدافها و سقط النظام ،و لكن المراهقة تحول دون اتجاه الشعب إلى بناء المستقبل ، بل تسعى لإسقاط النظام الذي سقط بالفعل ، فهي لا تجيد سوى الهدم .
08-04-2011, 10:33 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #64
RE: إدارة الأمل.
مصر أولآ
(1)



"مصر ليست و طنا نعيش فيه أو يعيش فينا ، بل وطن نتوحد معه و يتجسد فينا ". محمد الحلواني ( بهجت)

منذ حوالي 40 يوما أجريت جراحة عاجلة ، و عندما أحضر الممرضون الترولي تمهيدا لذهابي إلى غرفة العمليات كنت مشتبكا مع قريب شاب في حوار حماسي حول الموقف من المجلس العسكري و غيره من قضايا الثورة المصرية ، و في اليوم التالي عندما اتصل بي هذا القريب تليفونيا مهنئا بنجاح العملية ، استأنفنا الحوار لمدة ساعة حول نفس القضايا ، و تذكر زوجتي للزائرين متندرة أني عندما أفقت كنت أسأل عن الموقف في حماه ، والمعارك حول مصراتة في ليبيا ، بينما كنت راقدا على سرير المرض و هناك أنابيب ممتلئة بالسوائل بعضها مغروز في عروقي ، و أخرى خارجة من جسدي ! ، هذه هي الأجواء التي أعيشها و ربما الكثيرون غيري في مصر منذ 25 يناير . لا أتذكر نفسي سوى مولعا بالقضايا العامة و السياسية منها خصوصا منذ عهد الصبا المبكر حتى اليوم ، و لكني نادرا ما وجدت شركاء لمثل هذه الحوارات من الشباب المصري خاصة المعاصرين منهم ، فهذا الشباب مستغرق كلية في تفاصيل الحياة اليومية ، و كنت أعجب أني نادرا ماوجدت شابا حولي يفكر في القضايا العامة أو في المستقبل ، حتى المستقبل الشخصي ،وهذا كان كان صادما خاصة لرجل تعلم منذ حداثته أن يفكر ليس فقط لنفسه بل لوطنه و لأمته العربية كلها ، هذه القيم الناصرية التي ربما باتت مهجورة ، بل و طوباوية و حتى ساذجة لا تلائم الفهلوة التي يجب أن يتصف بها المصري المعاصر . أتذكر حوارا طرحه صديقنا في نادي الفكر " ثندر" عن الأفكار التي يتأثر بها الزملاء أو شيئا من هذا القبيل ،و كان صادما أن وجدت المشاركين المصريين مع إختلاف توجهاتهم يشتركون في الأنانية و إهمال القيم الوطنية ، و العداء للآخرين ، و عدم الثقة في الجنس البشري ، الأمر الذي دفعني للاعتراض لأني شعرت أن كل ما عشت به و لأجله يتبخر كالدخان ، و أننا سنمضي كجيل من الوطنيين المخلصين و لكنه عقيم ، و أخشى أني بذلك الإعتراض أفسدت للزميل موضوعه .
كانت انتفاضة 25 يناير ( يمكنك أن تقرأها ثورة ) مفاجأة لي كما كانت لغيري ، خاصة لأني -لسبب شخصي تماما - كنت شاهدا على أيامها الأولى المتوهجة ، هذه المفاجأة تحولت إلى نشوة غامرة عندما شاهدت الشباب يهتف لمصر و يتغنى لها . إذا لم أكن واهما ولا ساذجا ، و لكني كنت على صواب دائما ، المشكلة كانت في الذين لم يعرفوا روح مصر . كنت دائما أخشى الثورة الإسلامية التي تساق إليها الأميين و فاقدي التمييز ، و لكن الشعارات التي سمعتها في الشارع و الشباب الذين وجدتهم بعث الأمل و الفرحة إلى قلبي ، فعندما يتردد اسم مصر أكون في بيتي و بين أهلي ، فمصر التي أعرفها ليست و طنا أعيش فيه ،و ليست وطنا يعيش فينا كما يقول البابا ،و لكنه وطن نتوحد معه و يتجسد فينا ، إننا لا نحب مصر لأنها أمنا ،و لكن نحب أمهاتنا لأنها ترمز لمصر و تجسدها .
هذه المصر هي هاجسنا و قضيتنا على مدار الساعة ،هذه هي مصر التي ترافقنا في الترولي إلى غرفة العمليات نحملها في قلوبنا و عقولنا بينما الموت بديل يحدق ،و نخرج للحياة و هي تملأ الكون في ناظرينا .
للموضوع بقية .
08-18-2011, 02:07 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Waleed غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
مشاركة: #65
RE: إدارة الأمل.
عزيزي د. بهجت (كما أحب أن أناديك بمعرفك بالرغم من معرفتي بإسمك)

ألف ألف سلامة لك - أتمنى أن تكون بأحسن حال دائما مضيئا المنتدى بمواضيعك القيمة.

وليد
08-18-2011, 01:50 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #66
RE: إدارة الأمل.
(08-18-2011, 01:50 PM)Waleed كتب:  عزيزي د. بهجت (كما أحب أن أناديك بمعرفك بالرغم من معرفتي بإسمك)

ألف ألف سلامة لك - أتمنى أن تكون بأحسن حال دائما مضيئا المنتدى بمواضيعك القيمة.

وليد
عزيزي المهندس وليد . New97
كلك ذوق كالعادة .
نفتقدك في النادي فلم يكن هناك من يملأ الفراغ الذي تتركه .
دمت لمودة صادقة .
08-19-2011, 01:15 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #67
RE: إدارة الأمل.
مصر أولآ
(2)


" غالبا ما يعتقد المصريون أنهم حققوا شيئا شبيها بالثورة الفرنسية أو السوفيتية ، و ينتظرون نتائجا مشابهة !."

أود أن أطمئن الزملاء أن هذا الشريط ليس مخصصا للتغني في حب مصر ، و لكنه يهدف إلى غرض جد مختلف . باختصار أسعى في هذا الشريط إلى البحث عن مفاتيح لقراءة الواقع السياسي الملتبس للمصريين اليوم ، وهو هدف طموح لم ينجزه أحد و لا يسعى إليه الكثيرون ، بل هو هدف ربما يتجاوز كثيرا طبيعة الحوارات على الشبكة ،و لكنه هدف يستحق الجهد على الدوام .
كثيرا ما أشعر أن الأغلبية من المصريين و كل العرب تقريبا يرون الواقع المصري وفقا لنماذج اعتادوها ، هذه النماذج تنتسب لتجارب في مجتمعات مختلفة و أزمنة مغايرة ، العرب عادة يرون الواقع المصري مطابقا لما هو موجود في بلادهم ، و المصري بما في ذلك شباب الثورة ( بل خاصة شباب الثورة ) غالبا ما يعتقد أنه حقق شيئا شبيها بالثورة الفرنسية أو السوفيتية ، و ينتظر نتائجا مشابهة !. و النتيجة أنهم جميعا يصلون إلى استنتجات خاطئة و توقعات أكثر خطئا .
عمليا هناك منهجان في فهم الواقع السياسي ، الأول تبسيطي يقوم على حذف كل العناصر التي يراها الإنسان ثانوية غير مؤثرة ،و يحتفظ فقط بعنصر واحد يراه حاكما ، و الثاني أكثر تعقيدا و منهجية فهو يحتفظ بكافة العناصر الرئيسة و يسعى لإيجاد علاقة بينها . الأول سهل يمكن فهمه بواسطة الجميع ، و بالتالي فهو أكثر ملائمة للسياسي الجماهيري ،و للشباب الذي يمارس السياسة في شبكة التواصل الإجتماعي مثل الفيس بوك و التويتر أي شباب الثورة ، وهو أيضا مألوف في المقالات الصحفية و " التوك شو" و حوارات الشبكة بما في ذلك " نادي الفكر" ، و لكنه لا يلائم الواقع المعقد متعدد العناصر ولا يفسر التغيرات الزمنية ، كما أنه يغفل حقيقة أنه ليس نادرا ما يتحول أحد العناصر الثانوية ليصبح هو العنصر الرئيس ،و بالتالي فاغفال بعض عناصر المشهد السياسي يجعل قراءة الواقع المتغير مستحيلا مع مرور الوقت . أما المقترب الثاني فمرهق لا يلائم الهواة ،و لا يمكن مخاطبة الجماهير البسيطة به ، ولا يصلح لإنتاج الشعارات و تخوين الآخرين ولا وضع القوائم السوداء و ادعاء البطولات الوهمية !، و لكنه بديل محترم يلاحق الواقع بتعقيداته ، يفعل ذلك بأدوات العقل و مناهج البحث العلمي ،و بالتالي يتيح لنا قدرة تفسيرية و تنبؤية عالية ، على الأقل مقارنة بالأسلوب الأول .
شيئا من هذا صادفناه عند التحاور حول الحالة العراقية ، فكل الزملاء العروبيون تقريبا كان يرون القضية هي احتلال في مواجهة مقاومة وطنية ، و غير ذلك سيكون تميعا للموقف و خدمة للمحتل و عمالة و زحفطون و ... ، بينما كنت أميل إلى رؤية و من ثم تقدير كل العناصر التي تشكل المشهد العراقي المركب ، احتلال في مقابل مقاومة ، إرهاب أصولي ، تناحر طائفي و عرقي ( شيعة و سنة و أكراد ) ، صراع قومي عروبي إيراني ... الخ ،و اليوم أعتقد أني كنت أميل للصواب ، فالتوقعات التي وصلت إليها هي ما تحقق بالفعل (على الأقل قريبا منها و حتى الآن!) .
أشعر أننا الان في حالة مشابهة ، فهناك مقتربان للحالة المصرية ، المقترب الحماسي الإنفعالي السائد ،و الذي يلائم الطبيعة المصرية العصبية التي تنفر من التفكير السياسي البارد و المنهجي ، و المقترب العلمي الذي يحاول الفهم و التحليل و التنقيح و ...هذا المقترب الذي ينفر منه الزملاء هو وحده القادر على الفهم و التفسير و التنبؤ العلمي . يبقى أن نشير إلى ما نكرره دائما عندما نتعرض لنظريات المعرفة ، وهو أن الفيصل في القضايا المحورية ليس محاولة كل طرف أن يثبت صحة منهجه ، بل قدرة كل طرف على بناء نموذج يمتلك قدرة تفسيرية و تنبؤية عالية . و لعل نظرة بسيطة عابرة تثبت مدى سطحية المقترب الحماسي الأول ، فهم مازالوا هناك في مرحلة التعبئة من أجل تحقيق ما تحقق بالفعل و تجاوزه الواقع ، و هناك يخلطون بين تعبئة الشعب لإسقاط النظام القديم في سوريا ، و ما يجب أن يكون تحريضا للشعب من أجل بناء نظام جديد في مصر !. هذا المقترب قاصر عن رؤية واقع قد تبدل بشكل جذري تحت نظر الجميع دون أن يروه ، و بالتالي فمن الحيوي -من وجهة نظري- أن نحاول بناء نموذج آخر يفسر لنا ما يحدث ،و يمكننا من استشراف المستقبل حتى نصبح قادرين على التعامل معه .
" مصر ليست تونس " قول حق أريد به باطل ، فمصر بالفعل ليست تونس كما أن ليبيا ليست مصر و اليمن ليست ليبيا وسوريا ليست أي منهم ، فرغم وجود القانون العام الذي يرى و يفسر الثورات ( الإنتفاضات ) العربية ، هناك أيضا القانون الخاص بكل انتفاضة عربية . و لعل أوضح ما يميز الحالة المصرية من وجهة نظري أن النظام لم يسقط في 11 فبراير 2011 و لكنه سقط إعلاميا و في الضمير الجمعي للمصريين قبل ذلك بكثير .هذا لم يحدث عرضا فقد كان هناك 58 محطة تلفزيونية منها31 محطة خاصة ومستقلة ومتخصصة في معارضة النظام ; هذا بالإضافة إلى العديد من الصحف الخاصة و الحزبية التي تفرغت أيضا لمعارضة النظام ،و لم يكن رئيس الدولة بمأمن من الهجوم ، فهناك بعض الصحفيين مثل عبد الحليم قنديل و إبراهيم عيسى هاجموا الرئيس بجسارة غير مسبوقة في العالم العربي ، بل من المدهش أنهما لا يستطيعان اليوم توجيه مثل هذا الهجوم إلى مرشد الإخوان أو أي من قادة التيار السلفي ، أو حتى مادون ذلك ، وهذا يجعل الموقف الإعلامي مربك بالفعل ، كيف يستطيع الصحفي مهاجمة الرئيس في نظام بوليسي قمعي ،ولا يجسر على نقد مرشد الإخوان في ظل ثورة الحرية و الديمقراطية ؟ . (هل السبب فيما يقال همسا عن قوائم المعارضين التي يعدها الإسلاميون بالفعل ليوم حساب قادم ؟) . المدهش حقا أن مصر شهدت في عهد مبارك قدرا من حرية الإعلام غير مسبوق في كل تاريخ مصر سوى قبيل انقلاب 1952 مباشرة ، وهو أمر موحي بالفعل ، و النتيجة أني لم أصادف أحدا يؤيد حسني مبارك خلال السنوات ال10 الأخيرة سوى ماندر . لو توقفت عند هذه الفرعية قليلآ لقلت أني لا أعزوا الهياج الإعلامي ضد مبارك و نظامه خلال رئاسته للبلاد إلى روح الديمقراطية و الإيمان بحرية الكلمة ، بل إلى افتقاد مبارك للحس السياسي و جهله بأهمية الإعلام ،و اعتماده على أشباه المتعلمين مثل صفوت الشريف و أنس الفقي لإدارة الإعلام في مواجهة قناة الجزيرة و أمثالها من الصروح الدعائية العملاقة . هناك أيضا الاستخفاف بالرأي العام و أثره البالغ في زمن يعرف بعصر الجماهير الغفيرة ،و لعله مما يبعث على السخرية أن مبارك لم يدرك أهمية تلك الجماهير إلا عندما اسقطته في زمن قياسي ،و دفعته من القصر الرئاسي إلى نقالة خلف قضبان المحكمة في مواجهة العالم كله ،و لعل هذه الحقيقة كانت ماثلة أمام الحكام السعوديين عندما غلظوا عقوبة التعرض لشخص الملك وولي عهده لتصل إلى السجن 10 سنوات ، فالجميع يتعلم من رأس الذئب الطائر .

(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-20-2011, 02:51 AM بواسطة بهجت.)
08-20-2011, 02:46 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #68
RE: إدارة الأمل.
مصر أولآ
(3)
نماذج الحالة المصرية .


" إذا مالدينا ليس ثورة بل انتفاضة "

كي نتفهم الحالة المصرية الان ، علينا أن نطور نموذجا إجتماعيا و سياسيا يعبر عن تلك الحالة ، و لدينا بالفعل نماذج ثلاث مختلفة لهذه الحالة السياسية . النموذج الأول و يمكن توصيفه بالثورة المستمرة ، النموذج الثاني و يوصف بكونه إنتفاضة ناجحة ، النموذج الثالث وهو الفوضى و إنحلال الدولة المصرية .
تحديد هذا النموذج الذي نعمل عليه ليس ترفا فكريا ، لأنه سيكون الإطار الذي يشكل تصورنا لواقعنا السياسي و يجري الحوار حوله ، بغير هذا التحديد سنسقط في الإرتجال و السطجية الدعائية الذي يميز الحوار العام السائد في مصر اليوم ، و الذي لن يؤدي سوى إلى الصراعات و الفوضى و تحويل الفرصة المتاحة إلى أزمة دائمة .
أولآ : النموذج الأول . الثورة المستمرة .
التوصيف .
قام المصريون في 25 يناير بثورة شاملة ، هذه الثورة أبهرت العالم كله بسلميتها و مثاليتها . يقود شباب التحرير هذه الثورة ،و هم الذين وكلوا المجلس الأعلى ووزارة عصام شرف بإدارة البلاد تحت إشرافهم ، و يعاودون إشعال الثورة كل فترة لضمان استمرارها .
ملامح النموذج الثوري المفترض .
1- هذا النموذج هو النموذج الرومانسي المعتمد لدى جماعة التحرير ،و الذي يشبع غرور المصريين ،ويوحي لهم بالفخر و الإحساس بالتميز و القوة . وهو النموذج الذي تتحدث عنه الصحف ووسائل الإعلام بلا انقطاع ،و ترى الحيود عنه ليس نتيجة وجود خطأ في التعريف بل في التطبيق !.
2- هذا النموذج جرى تسويقه بقوة في بداية الإنتفاضة ، بحيث بدا كما لو كان يشكل شرعية النظام ، و بناء على هذا المفهوم الثوري ، ظهرت مجموعات متنافرة و بعضها هزلي بالفعل تزعم قيادة الثورة و تحتكر التعبير عنها ، بل و نجحت في فرض شخصية سياسية باهتة و مجهولة رئيسا لوزراء مصر ،و نجحت بشكل أشبه بمسرحيات اللامعقول في تطويع المجلس العسكري لمطالبها على الأقل في البداية .
3- شباب التحرير و الراعيون الرسميون لهم هم قادة الثورة ،وهم من يصدرون الأوامر التي يجب أن يطيعها المجلس الأعلى و إلا ثاروا عليه و قضوا عليه كما فعلوا مع الشرطة و جهاز أمن الدولة ، هؤلاء الشباب يمتلكون سلطة أدبية تجيز لهم توجيه السباب و الإهانات للجميع بما في ذلك قادة المجلس العسكري ،وما دون هذا المجلس . و كل من لا يروق لهم أو ينتقدهم مجرد فلول ،وهم ينجحون كثيرا في دفع صنيعتهم د.عصام شرف إلى إصدار القوانين التي تجرم مخالفيهم !.
4- بناء على هذا النموذج تصبح التظاهرات و الإعتصمات و تحطيم هياكل الدولة و مؤسساتها كالجيش و الشرطة و القضاء ، و أيضا مرافقها الأساسية أداة ثورية لفرض مطالب " الثورة الدائمة " و تحديد مسار الوطن ، الأمر الذي يجعل د. ممدوح حمزة أحد رموز هذا النموذج يهدد بالإستيلاء على مرافق المياه و الكهرباء لو لم يخضع المجلس الأعلى لمطالب الثورة " مطالبه هو و جماعة ينفق عليها " .
5- يتحول هذا النموذج بالتدريج ليصبح نموذجا للمراهقة الثورية هذا المرض الثوري يقوم على رفع شعارات طوباوية براقة و لكنها بالغة التطرف لا تعبر عن المرحلة التاريخية والاجتماعية للتطور ، وقد طرحت قضية المراهقة الثورية في موضوع مستقل . http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=44561
هل نحن في ثورة ؟.
عندما ندقق في تعريف ما حدث في 25 يناير بشكل علمي سنجد اننا أمام ما يعرف بالإنتفاضة و ليس بالثورة ، فهاك شروط لتعريف الثورة لا ينطبق أي منها على إنتفاضة 25 يناير .
1- الشرط الأساسي و المبدئي للثورة الذي لا بد من توفره هو قيادة معروفة معترف بها من الجميع ، فكان هناك اليعاقبة في الثورة الفرنسية ،و لينين في الثورة البلشفية و خوميني في الثورة الإسلامية ، وهذا لم يحدث نهائيا في مصر ، ففي الحالة المصرية لم يكن هناك أو أشباه لقادة ،ولا أعتقد أن هناك من يرى محمد البرادعي قائدا لشيء سوى لرحلاته المتعددة لسويسرا .
2- الثورة تهدف إلى تغيرات أيديولوجية جذرية في طبيعة النظام ، فالفرنسون تحولوا إلى الجمهورية الديمقراطية ، و الروس إلى السيوعية ، و الإيرانيون إلى الدولة الشيعية و ولاية الفقيه ، وهذا لم يحدث أو يطالب به أحد في مصر سوى الإسلاميون ، فليس هناك من يطالب بالتحول إلى الإشتراكية ،أو إقامة خلافة سنية أو .... .
3- تقود الثورة فلسفة تميزها و تكسبها طبيعتها كما حدث عندما قادت الماركسية الثورة البلشفية و الإمامية الإثنى العشرية وولاية الفقيه الثورة الإسلامية في إيران ،وهذا أيضا غير متوفر ولا شيء قريب منه ؛ اللهم لو اعتبرنا دموع وائل غنيم و شتائم أسماء محفوظ أو وقاحة الأبراشي و السرديات الجنسية لعلاء الأسواني فكرا ثوريا خاصا بمصر .
4- الثورة لابد لها من أهداف مسبقة متفق عليها من الجميع ،وهذا أيضا لم يحدث . فكل أهداف الإنتفاضة المصرية تم ارتجالها أثناء الأحداث و بضغط منها ، هذه الأهداف لم يكن متفقا عليها من قبل ، فالإنتفضاة كانت مجرد رد فعل على ممارسات النظام و تسعى لتغيره ،و كان اسقاط النظام هو الهدف الوحيد الذي اتفق عليه لاحقا ، بعد ذلك لم يكن هناك هدف واحد اتفق عليه الجميع .
5- تهدف الثورة إلى الإستيلاء على الحكم و قيادة البلاد بواسطة قادة الثورة ، وهذا لم يحدث فلا توجد قيادة أساسا للإنتفاضة المصرية حتى تستولى على الحكم . ولا أعتقد ان هناك كثيرون يمتلكون الخيال الكافكاوي الذي يرى وائل غنيم رئيسا و ممدوح حمزة رئيسا للوزراء و عمرو واكد مديرا للسياسة الخارجية و جورج اسحاق مديرا للأمن القومي و .... و أسماء محفوظ متحدثة رسمية لمصر .
6- الثورة هي صناعة المستقبل ،و لكن مالدينا مختلف ، فهناك غياب المشروع القومي و الرؤية المستقبلية ليس فقط لدى الشباب بل أيضا لدى النخب المثقفة ، فالمصريون توقفوا منذ زمن طويل عن استشراف المستقبل ، مفترضين ان المستقبل لن يأتي أبدآ ،و بالتالي فمصر تفتقد أي مشروع قومي في أي مجال ، كل مالدينا مشروعات سلفية وخطط تفصيلية للعودة إلى الماضي الكئيب . هذه الرؤية الماضوية ساحقة لا نعرف غيرها ، فحتى الشباب لا يفكرون سوى في الإنتقام من مبارك و نظامه ، أما المستقبل فلا يشغل أحد حتى المسئولين .
إذا مالدينا ليس ثورة . ذلك لا يقلل من أهمية ماجرى حتى 11 فبراير ، و لكن أيضا لا يصف ما حدث بعد ذلك . نحن لم نعد في ثورة بل في مرحلة انتقالية لإعداد الدولة المصرية لنظام جديد ، و أي تصنيف آخر فهو بروباجندا و نوع من الخداع المقصود ، و بالتالي فالمطالب الثورية التي يطالب بها جماعة التحرير ،و التي تهدد المجلس العسكري لو تقاعس عن تنفيذها هي مجرد نوع من الدجل و " البلف " ، ببساطة هي مطالب من لا يستحق ممن لا يملك !.
للموضوع بقية .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-21-2011, 05:25 AM بواسطة بهجت.)
08-21-2011, 05:21 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #69
RE: إدارة الأمل.
مصر أولآ
(4)
نماذج الحالة المصرية
.


النموذج الثاني : إنتفاضة ثورية ناجحة .

قام المصريون في 25 يناير بانتفاضة سياسية موفقة ، نجحت في تغيير النظام بالفعل ،و منذ تنحي مبارك في 11 فبراير ( أو منذ 19 مارس عقب الإستفتاء ) تحولت البلاد إلى مرحلة انتقالية " ما بعد الإنتفاضة" تحت قيادة المجلس العسكري ، الذي يدير البلاد مندوبا عن الأمة كلها و ليس وكيلآ عن الشباب المخيم في التحرير ، و بهدف الوصول إلى نموذج الدولة الطبيعية عقب الإنتخابات التشريعية القادمة ، هذا المجلس مكلف بتحقيق مطالب الأمة ، و ليس تنفيذ مطالب الثورة التي تحددها لافتات ميدان التحرير . بالتالي فإن الحالة الثورية استنفذت أغراضها في مارس 2011 ، و استمرار الأساليب الثورية بعد ذلك نوع من الفوضى . و المنهج الوحيد المقبول هو العمل السياسي المنظم الذي يلائم الحياة الطبيعية بالتنسيق مع المجلس العسكري الحاكم ، و الإعداد للإنتخابات القادمة ، بشكل مماثل لما يفعله الإخوان المسلمون كمثال على فهم الواقع السياسي و التأقلم معه . و نحدد هنا مجموعة من الملاحظات الهامة .
1- الإنتفاضة uprising هو التوصيف العلمي الذي يطلقه الأكاديميون و الصحفيون في العالم على ما ندعيه ثورة 25 يناير ، بنفس منطق المبالغة الذي أطلقنا به نفس المصطلح ( ثورة ) على انقلاب 1952 العسكري !.
2- هذا النموذج المتواضع لا يلائم المزايدين و دعاة الثورة الدائمة و المتربحين منها ، كذلك الساعين إلى قيادة المجتمع و الدولة و توجيهما عن طريق التظاهر و الإعتصام و التصادم مع الأجهزة الأمنية ، و الساعين إلى إسقاط المجلس العسكري ،و تفكيك الدولة تحت شعار اسقاط النظام ( الذي سقط بالفعل ) . هذا النموذج أيضا يصدم الحالمين ،و الذين يدعون ريادة العالم ،و قيادة العالم العربي و ... و ... و غيرها من الأوهام التي تنتهي عادة بالمصائب و النكسات .
3- هذا النموذج بمستتبعاته يتوافق مع إرادة الأغلبية العظمى من الشعب المصري ، و التي ترفض الأساليب الفوضوية التي تصر عليها جماعة ميدان التحرير رغم تحقيق مطالب الإنتفاضة ، رفض الشعب لشباب التحرير و أساليبه واضح في تعليقات الناس ومواقفهم التي يلمسها المصري المرتبط بنبض الشارع ، وفي مواقف الجماهير الداعم للجيش في العباسية و تصفية اعتصامات ميدان التحرير ،و نتائج استطلاعات الرأي العام المعادية لحركة 6 إبريل و كل رموز تحالفات الشباب . وحقيقة الأمر أن هناك توازن للقوى دقيق أخل به الجماعات الشبابية الفوضوية التي تفرغت للانتقام والتشفي, بينما الواقع السياسي كله يتغير لصالح جبهة الإسلاميين, التي نجحت في جذب الأغلبية إلي جانبها طلبا للإستقرار، وهذا ظهر جليا في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية .
4- يتوافق هذا النموذج إلى حد بعيد مع الأفكار التي تتبناها السلطة السيادية الوحيدة في مصر الآن ( المجلس العسكري ) ،و أيضا يتوافق مع نتائج الإستفتاء الشعبي ،و ما نمارسه خلال الفترة منذ مارس إلى اليوم ، و لكن دون أن نتفق على ملامحه ولا ضوابطه .
5- يتطابق هذا النموذج مع الحالات المشابهة في الإنتفاضات الديمقراطية الجديدة في أوروبا الشرقية السابقة ، و التي اندلعت في صربيا 2000 ، جورجيا 2003 ، أوكرانيا 2004 ، قيرغزستان 2005 و 2010. هناك عدد من العناصر المشتركة بين الثورات العربية و تلك الثورات الديمقراطية أهمها :الطابع الشبابي لتلك الثورات -الطابع السلمي لتلك الثورات - التوسع في استخدام المنتجات التكنولوجية الحديثة ، الموبيلات في بدايات القرن ،و شبكة التواصل الإجتماعية ( الفيس بوك و التويتر) - السيولة التنظيمية و افتقاد الكيان السياسي المتماسك و القيادات ذات الكاريزما -عدم وجود قطيعة أيديولوجية مع النظام الذي ثارت ضده - أنها ثورات ديمقراطية بلا عقائد أيديولوجية مخالفة .
6- هذا النموذج يناسب طبيعة الإنتفاضلة/ الثورة من حيث افتقادها إلى القيادات و البرامج التي تكفل لها الإستمرار ،و بالتالي من الضروري التوقف عند تحقيق الهدف الذي أجمع عليه الشعب ، لأنه بعد ذلك بخطوة واحدة ستبدأ الصراعات التي قد تتحول إلى العنف ،وهذا تماما ما حدث لاحقا .
7- وفقا لهذا النموذج يجب أن تتوقف التظاهرات و الإعتصامات و كافة الأنشطة الثورية ، و تبدأ كافة القوى السياسية في تشكيل أحزابها السياسية ،و عقد التحالفات الإنتخابية ، أي كافة الأنشطة السياسية الديمقراطية التي تسبق الإنتخابات العامة ، وهذا ما تفعله القوى الإسلامية بالفعل ، بينما مجموعات التحرير منشغلة في التظاهرات و إغلاق الطرق و المباني الحكومية و التناطح مع الجيش و الشرطة ،و التهديد بأنها لن تتوقف عن التظاهرات لو لم ترق لها نتائج الإنتخابات !.
8- استمرار حالة الإنفلات الأمني و الإصرار على شرعية الغوغاء و الشارع ستصب في مصلحة الأصوليين و الإسلاميين عموما ، و الذين يملكون القدرة الأعلى على الحشد و استخدام العنف ،وهذا ما توقعناه بشكل مسبق و حققه الواقع في مليونية 29 /7.
9- هذا النموذج يساعد على سرعة استعادة العافية الإقتصادية للمجتمع ، و يسمح بالعودة السريعة إلى الحياة الطبيعية ، في المقابل فإن إصرار جماعة التحرير و أنصار الثورة الدائمة على استمرار الفوضى و الإضطرابات السياسية يؤدي إلى توقف عجلة الإنتاج و انقطاع السياح ،و بالتالي إلى تدمير الإقتصاد المصري .
10- لنجاح المرحلة الإنتقالية يجب أن تكون هناك خريطة طريق زمنية محددة الأهداف ، بحيث يمكن لكافة القوى أن تعمل بشكل واقعي و بدون توقعات خرافية مبالغ فيها .
هذا النموذج الواقعي و الإيجابي معا هو ما يجب اعتماده – في تقديري - عند التحاور حول الموقف السياسي في مصر و تقيمه ، فهو يصف بأعلى قدر من الوضوح و الموضوعية الموقف السياسي في مصر اليوم ، غير ذلك نوع من المراهقة الثورية أو اليأس القاتل .

النموذج الثالث : الفوضى و الإنحلال.

يعاني المصريون منذ 25 يناير من اضطرابات سياسية جامحة و فوضى[/size] ضاربة في كل مفاصل البلاد ، بالإضافة إلى توقف الإنتاج ، و التدهور السريع الذي يقود المجتمع إلى الإنهيار الإقتصادي و التفسخ الإجتماعي و الضياع الأمني ، و بينما تفقد مصر تدريجيا ثقلها السياسي ، تحت قيادة أضعف رئيس وزراء في تاريخها المعاصر يحاول المجلس العسكري لملمة شظايا الدولة بدون نجاح كبير .و الإمتداد الطبيعي للموقف الآن هو تحول مصر إلى دولة دينية متطرفة على النسق السوداني أو الطالباني .
هذا النموذج يمثل البديل المتشائم و الذي يتبناه نسبة من الشعب بالفعل ، وهم ليسوا فقط المضارين من " فلول النظام البائد " و لكنهم نسبة متزايدة من الشعب لا تهتم كثيرا بالحقوق السياسية ،و لكنها مهتمة فقط بحياتها اليومية التي أضيرت نتيجة الإنتفاضة و ما صاحبها من إنفلات أمني و مصاعب اقتصادية متزايدة ، لا يمكن لأحد أن ينكرها . من 36 مليار دولار تركها نظام مبارك في البنك المركزي ، استهلكت حكومة الثورة 10 مليار دولار في ستة أشهر ،وهذا يعني أنه لو استمرت حكومة ثورة التحرير بنفس الأداء الحالي ستفلس مصر تماما خلال سنة واحدة ،و بينما طبعت مصر 10 مليار جنيه خلال عام 2010 كله قإنها طبعت 12 مليار جنيه خلال شهر واحد فقط ،و النتيجة الحتمية هو التضخم و ارتفاع الأسعار الذي يلمسه الجميع الان في مصر . في المقابل تراجعت مؤشرات البورصة المصرية علي نطاق كبير خلال تعاملات النصف الأول من العام الجاري. وخسرت البورصة نحو 90 مليار جنيه من قيمتها تأثرا بهبوط الأسهم القيادية ذات الوزن النسبي الثقيل .
هناك الكثير من الظواهر التي تدعم الرافضين كلية للإنتفاضة كحدث سلبي في حياة المصريين .هناك حوادث الفتنة الطائفية العنيفة و الإنفلات الأمني ، فمن النادر أن يمر يوم دون حادث عنيف لم يكن معتادا من قبل ، البلطجة و التشاجر بالسلاح و قتل الإبرياء بشكل عرضي كلها مظاهر أصبحت من مفردات الحياة اليومية ، بينما أصبح من المألوف قطع الطرق و الإعتداء على الرؤوساء في العمل ، بينما تصل البطالة إلى نسبة 10% مرشحة للزيادة .
...............................................
على المستوى الشخصي أتبنى النموذج الثاني ،دون ان أغفل المخاطر التي يعبر عنها النموذج الثالث ، و الذي يزداد أهمية كلما أصر البعض على أن يقود ثورة ضد شعبه و مصالحه .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-24-2011, 02:14 AM بواسطة بهجت.)
08-24-2011, 02:13 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #70
الرد على: إدارة الأمل.
ايضاح ( خاصة للزملاء الجدد و الأخوة العرب ).
" بداية أعتذر لو كنت قد تدخلت الشريط بأكثر مما يحتمل " .
لأني لم أكن منتظما في النادي منذ بداية العام ، أود أن أشير إلى بعض الحقائق عن شخصي المتواضع ،هذه الحقائق الضروية كخلفية لمداخلاتي في هذا الشريط و غيره .
1- بهجت ( مصري عروبي ) من أقدم المنتظمين و النشطاء في النادي ، فلي حوالي 11 سنة عضوا فيه منذ انتفاضة سبتمبر 2000 حتى اليوم .
2- بهجت من المخضرمين و الذين عاصروا الحقب الثلاث الناصرية ( التي أحمل لها مودة خاصة دون أن اكون ناصريا بالمعنى السياسي ) و الساداتية التي أحترم فيها الحرب و السلام و أرفض سياساتها الداخلية كلها ،و المباركية التي رفضتها دائما و بشكل معلن .
3- مهندس بالمهنة و لي خلفية عسكرية نظامية أعتز بها ، عاصرت حروب مصر الإستنزاف و أكتوبر ( ميدانيا ) .
4- خلال 10 سنوات بذلت جهدا استثنائيا على مستوى الشبكة كلها من أجل إقامة مشروعا فكريا تنويريا ، ناقشت فيه قضايا مثل الليبرالية و العلمانية و الهوية و الحداثة و الثقافة و الحضارة و التسامح و حقوق المرأة و المسيحيين ، و الموضوعات العلمية التي تدعم ذلك كله ، هذا المشروع أراه متكاملا و فريدا من بابه ولا يجاريه أحد على الشبكة ، وقد أودعته كله تقريبا كموضوعات في نادي الفكر ( الفكر الحر ) أساسا ،و يمكن لمن يريد أن يبحث عنه تحت اسم بهجت .
5- متأثرآ بماركسية قديمة متفائل بحركة التاريخ ، و لم يكن مفاجأة ألا يجد الزميل العزيز عاصي سوى بهجت يهنئه بالثورات العربية التي تنبأ بها منذ 10 سنوات ، بينما كان الجميع يائسا من الشعوب العربية كجثة و ظاهرة صوتية .
6- معارض لحقبة مبارك كلها ، و هذا ثابت في موضوعات متعددة – رغم قلة مشاركاتي السياسية في النادي – منها موضوع مخصص للكفاح ضد مبارك منذ 6 سنوات " بعنوان 7 سبتمبر بداية النضال من أجل الديمقراطية. " . كتبته بينما كنت أعيش في مصر تحت سلطة مبارك ، بينما كان ثوارنا الأبطال مختبئين تحت الأسرة !. http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=25037
رغم هذا لا أرى ما فعلته بطولة على الأقل وقتها ، فلم أدرك خطورة مثل هذه الموضوعات على النت سوى لاحقا بعد سقوط أمن الدولة .
7- لسبب شخصي و خاص جدا وجدت نفسي في ميدان التحرير و بالقرب منه شاهدا على الأحداث الأولى للثورة ، و هذا ما جعلني متعاطفا معها ، و ما حسم موقفي نهائيا هو وطنية الشعارات ، فقد كان تخوفي كله في البداية أن تكون تظاهرات أصولية ، خاصة في ضوء ما أعلنه الإخوان أنهم سيلجأون للشارع .
8- إزداد تعلقي بشباب التحرير مع مارتبط بأنهم يمثلون الليبرالية و الدولة المدنية ،وهذا على الأقل ما اتهمه به خصومهم الإسلاميون ، بل أن تلك الخصومة نفسها جعلتني أكثر تعاطفا معهم . هذا حتى بدأت الإنحرافات الفوضوية التي جلبتها معها الموجات التالية من الشباب الذين استهواهم الميدان ببريقه و نجوميته فقرروا سرقة الثورة و الأضواء ، حتى لو كانت مصالح مصر هي الثمن .
9- رغم هذا بقيت على صمتي لأني لم أتصور أن أتخذ موقفا ضد من بقي من شباب 25 يناير رغم ندرتهم في " الهوجة الجديدة " ، ظل هذا الموقف حتى فوجئت بانحراف خطير جدا ، أرى أنه موحى به من جهات مشبوهة ، هو الصدام مع الجيش و المجلس العسكري ، ما أخذته ليس نقد المجلس العسكري فلي انتقاداتي عليه التي نشرتها في شريط " إدارة الأمل " منذ البداية ،و لكن ما أراه خيانة لمصر هو التصادم مع الجيش و مع المجلس العسكري كرأس للجيش ، هذا أقرأه خيانة و محاولة لا لبس فيها لتدمير مصر كلها .
10- حسنا عندما تتعارض مصالح مصر المؤكدة مع مصالح شباب التحرير ، فلن أتردد في وضع مصلحة مصر أولا ،و لو هدد هؤلاء مصر فلن نرحمهم . حسنا .. لم نضحي بحياتنا من أجل مصر ليدمرها البلطجية ، أو منقادون أغبياء ، أو من تأكد علاقاتهم المتشعبة و المشبوهة مع الولايات المتحدة التي أغدقت عليهم الأموال . رغم هذا كله فإني آمل أن يساهم نقدي و نقد غيري من العلمانيين و الليبراليين في إفاقة الشباب و دفعهم إلى العمل السياسي الجاد بعيدا عن الفوضى المدمرة .
11- لست وحدي من يرفض ممارسات جماعة التحرير منذ مارس ، و القائمة على البلطجة و العنف و الإعتصام و تهديد مرافق الدولة ،و التصادم مع القوات المسلحة ،و.... بل يفعل ذلك كل العقليات البارزة في مصر ، بما في ذلك شخصيات لامعة عارضت مبارك بلا لبس ، و يفعل ذلك لا أقل من 80% من الشعب المصري الذي يرفض المغامرات الفوضوية ، و يفعل ذلك حتى شباب التحرير الواعي التي عاد ليشارك في بناء مجتمع جديد و ليس هدمه .
12- لمن يريد أن يفهم شرحت كل شيء بشكل مكثف في أكثر من شريط " إدارة الأمل " و " نظرة جديدة للثورات العربية " في الفكر الحر ،و " المراهقة الثورة " و " مصر اولا " في " حول الحدث " . ربما تكون هذه الموضوعات أكثر رصانة و إحكاما مما يلائم حالة النادي الآن ،و لكننا لا نكتب للحاضر فقط بل للمستقبل أيضا ،و ليس لرواد محددوين هنا بل للجميع ، فللكلمات الصادقة أجنحة ،و لا يخبرك كمجرب !.
08-25-2011, 11:57 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  روسيا اليوم : بني صدر والخميني قصة الثورة و”خيانة الأمل” زحل بن شمسين 1 303 09-26-2014, 09:11 PM
آخر رد: زحل بن شمسين
  إدارة التنوُّع في سورية فارس اللواء 18 1,880 09-25-2012, 11:09 AM
آخر رد: GUCCI
  تشكيل مجلس إدارة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا الجديد للربيع العربي الملكة 1 1,038 06-25-2012, 04:14 AM
آخر رد: الملكة
  ماقصة إدارة نادي الفكر العربي معي ؟؟؟؟؟؟؟ مؤمن مصلح 31 7,245 03-07-2011, 11:48 AM
آخر رد: مؤمن مصلح
  صدام كلب رانيا يا إدارة .... إحنا ورانا حاجة؟ عوليس 1 1,138 12-30-2006, 11:01 PM
آخر رد: عوليس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS