مندوب السعودية لدى الجامعة يتهم نظيره السوري بـ «تأييد الاقتتال»
القاهرة الحياة - 15/05/08//
قال المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد عبد العزيز قطان «إن انزعاج المندوب السوري خلال الاجتماع الوزاري الطارئ الأخير للجامعة وخروجه عن طوره، وتجاوزه حدود اللياقة الديبلوماسية مع جميع الحاضرين وليس مع المملكة فحسب، لا ينبغي أن ننظر إليه باستهجان، بل يجب أن نتلمس له كل العذر والتبرير».
وأوضح في تصريح لـ «الحياة» أن «التفاوت والتباين في وجهات النظر أمر طبيعي عند مناقشة أي موضوع داخل أروقة الجامعة بهدف الوصول إلى رؤية مشتركة للحلول المطلوبة التي من المفترض أن تقوم على حُسن النيات».
وأضاف: «في الوقت الذي اتفقت فيه رؤية جميع الحاضرين على خطورة الوضع في لبنان، وضرورة إنهاء كل المظاهر المسلحة، والعودة إلى طاولة الحوار، وأهمية الحفاظ على الشرعية باعتبارها رمزاً للسيادة اللبنانية، وتعزيز سلطة الجيش لتمكينه من الحفاظ على الأمن، وقف المندوب السوري يغرد وحيداًَ مقللاً من حجم الأزمة، ومطالباً بالتنديد بالحكومة، وتأييد الاقتتال والانتشار المسلح في العاصمة بيروت وبقية المدن اللبنانية مدعياً عبثاً أن الاقتتال في الجبل هو بين الدروز أنفسهم ومبرئاً «حزب الله» من أي مسؤولية وملقياً اللوم كله على الحكومة».
وتابع: «حتى عندما قرر الوزراء العرب وقف مداولاتهم لتوجيه نداء عاجل للبنانيين لوقف التصعيد الخطير الذي جرى في منطقة الجبل وطرابلس وغيرها من المدن اللبنانية، وحصار مقرات بعض القيادات اللبنانية، حاول المندوب السوري بكل أمانة وإخلاص تعطيل القرار، بل حاول إقناع الاجتماع بأن هذا التصعيد لا وجود له إلا في مخيلتهم نافياً صحة جميع التقارير السياسية والإعلامية، بل وشككك في الصور التلفزيونية الحية التي كانت تعرض على الهواء مباشرة، ما حدا بالأمين العام إلى التدخل بقراءة التقارير التي تلقاها من أكثر من مصدر والتي تشير جميعها إلى التصعيد وخطورة الوضع، وصدر القرار بالإجماع عدا سورية».
وزاد قطان ساخراً: «لا أستطيع أن أنكر فضل أخي المندوب السوري في إخراجي من جو الأزمة الطاحنة، إلى أجواء رومانسية حالمة بوصفه الشاعري للوضع في بيروت بعد أحداث الجمعة الدامي، حتى تهيأت لي الوجوه الملثمة حياءً وخجلاً، تحمل الورود وليس البنادق، وكأني أسمع هديل الطيور وليس المدافع».
وقال قطان: «لعل أحد الأعذار التي ينبغي أن نتلمسها للمندوب السوري، محاولته إقناع الحاضرين بأن «المعارضة اللبنانية» في كل فئاتها وأطيافها السياسية، لا علاقة لها بتاتاً بالقتال الدائر في الشوارع اللبنانية، وأنه لا يوجد ما يثبت ذلك، وأن القتال يجري بين قوى فريق الموالاة بعضهم البعض نتيجة خلاف داخلي بينهم، وتارة أخرى كان يقول إن استخدام المعارضة للسلاح هو حق مشروع لها للدفاع أمام الحكومة الغاشمة، والمثير للاستغراب أن الاجتماع لم يقتنع بهذه الحجج الدامغة والواضحة للعيان».
وأشار إلى أن المندوب السوري كان يدافع باستماتة عن إيران في الاجتماع – مع أنها لم تكن محور البحث – إلى الحد الذي برر فيه احتلالها للجزر العربية الإماراتية، موضحاً أن هذا الموقف قوبل باستهجان من جانب المشاركين في الاجتماع. وقال: «ما تجدر الإشارة إليه أن مجلس الجامعة كان يستشعر خطورة تصاعد النزاع المسلح في لبنان، ويعتصر ألماًَ نتيجة إراقة الدم اللبناني بيد اللبنانيين، واتسمت مداولته بالحكمة والموضوعية، والحرص على الخروج ببيان متوازن يهدف إلى تسهيل مهمة الوساطة وإطلاق الحوار السياسي بين الأطراف، كما أن المجلس كان حريصاً على استذكار المبادئ الأخلاقية والسياسية الدولية الرافضة لمبدأ استخدام العنف المسلح لتحقيق أهداف سياسية، وهو المبدأ الذي نصت عليه جميع المواثيق الدولية والعربية».
وأعرب عن دهشته للرفض القاطع للمندوب السوري لهذا المبدأ، «الذي طلب حذفه من القرار تحت ذريعة أنه اتهام واضح لحزب الله، مع أن قرار المجلس في صيغته الأولية أو النهائية لم يتعرض من قريب أو بعيد لأي طرف من الأطراف بالاسم، بل وعندما رغب المجلس في إدانة حرق الممتلكات والمؤسسات الرسمية والمدنية انبرى المندوب السوري محتجاً على هذه الإدانة بذريعة أنها تتهم أيضاًَ حزب الله بحرق المؤسسات الإعلامية التابعة لحزب الموالاة، مع أن هذا المبدأ ينطبق على الأطراف المتنازعة كافة من دون استثناء».
وكشف قطان أن المندوب السوري اتهم الدول العربية بأنها لم تكلف نفسها عناء إدانة إسرائيل لقصفها قناة «المنار» خلال حرب صيف عام 2006، وقال: «ربما أخطأت الدول العربية والجامعة بالاكتفاء بالتنديد الشديد والاستنكار البالغ للاعتداء الإسرائيلي السافر على الأراضي اللبنانية كافة، وعلى أبناء الشعب اللبناني بجميع فئاته من دون ذكر قناة «المنار» تحديداً».
وأضاف: «إن كانت هذه رؤية الأخ المندوب السوري فلا غرو أن يخرج علناً أمام وسائل الإعلام باتهام مجلس الجامعة ببيع القضية الفلسطينية، وذلك عند مناقشة المجلس للنزاع بين فتح وحماس».
واختتم السفير قطان بقوله: «لا أستطيع أن اخفي إعجابي بصمود وأريحية المندوب السوري، أمام رفض المجلس لآرائه الثاقبة التي استعصت على فهم العقل العربي، وفتحت سجالاً بينها وبين المملكة والكثير من الدول العربية داخل الاجتماع، وربما يعود السبب إلى رغبة مجلس الجامعة في إطفاء نار الفتنة اللبنانية وليس تسعيرها».
<h1>مندوب السعودية لدى الجامعة يتهم نظيره السوري بـ «تأييد الاقتتال»</h1>
<h4>القاهرة الحياة - 15/05/08//</h4>
<p>
<p>قال المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد عبد العزيز قطان «إن انزعاج المندوب السوري خلال الاجتماع الوزاري الطارئ الأخير للجامعة وخروجه عن طوره، وتجاوزه حدود اللياقة الديبلوماسية مع جميع الحاضرين وليس مع المملكة فحسب، لا ينبغي أن ننظر إليه باستهجان، بل يجب أن نتلمس له كل العذر والتبرير».</p>
<p>وأوضح في تصريح لـ «الحياة» أن «التفاوت والتباين في وجهات النظر أمر طبيعي عند مناقشة أي موضوع داخل أروقة الجامعة بهدف الوصول إلى رؤية مشتركة للحلول المطلوبة التي من المفترض أن تقوم على حُسن النيات».</p>
<p>وأضاف: «في الوقت الذي اتفقت فيه رؤية جميع الحاضرين على خطورة الوضع في لبنان، وضرورة إنهاء كل المظاهر المسلحة، والعودة إلى طاولة الحوار، وأهمية الحفاظ على الشرعية باعتبارها رمزاً للسيادة اللبنانية، وتعزيز سلطة الجيش لتمكينه من الحفاظ على الأمن، وقف المندوب السوري يغرد وحيداًَ مقللاً من حجم الأزمة، ومطالباً بالتنديد بالحكومة، وتأييد الاقتتال والانتشار المسلح في العاصمة بيروت وبقية المدن اللبنانية مدعياً عبثاً أن الاقتتال في الجبل هو بين الدروز أنفسهم ومبرئاً «حزب الله» من أي مسؤولية وملقياً اللوم كله على الحكومة».</p>
<p>وتابع: «حتى عندما قرر الوزراء العرب وقف مداولاتهم لتوجيه نداء عاجل للبنانيين لوقف التصعيد الخطير الذي جرى في منطقة الجبل وطرابلس وغيرها من المدن اللبنانية، وحصار مقرات بعض القيادات اللبنانية، حاول المندوب السوري بكل أمانة وإخلاص تعطيل القرار، بل حاول إقناع الاجتماع بأن هذا التصعيد لا وجود له إلا في مخيلتهم نافياً صحة جميع التقارير السياسية والإعلامية، بل وشككك في الصور التلفزيونية الحية التي كانت تعرض على الهواء مباشرة، ما حدا بالأمين العام إلى التدخل بقراءة التقارير التي تلقاها من أكثر من مصدر والتي تشير جميعها إلى التصعيد وخطورة الوضع، وصدر القرار بالإجماع عدا سورية».</p>
<p>وزاد قطان ساخراً: «لا أستطيع أن أنكر فضل أخي المندوب السوري في إخراجي من جو الأزمة الطاحنة، إلى أجواء رومانسية حالمة بوصفه الشاعري للوضع في بيروت بعد أحداث الجمعة الدامي، حتى تهيأت لي الوجوه الملثمة حياءً وخجلاً، تحمل الورود وليس البنادق، وكأني أسمع هديل الطيور وليس المدافع».</p>
<p>وقال قطان: «لعل أحد الأعذار التي ينبغي أن نتلمسها للمندوب السوري، محاولته إقناع الحاضرين بأن «المعارضة اللبنانية» في كل فئاتها وأطيافها السياسية، لا علاقة لها بتاتاً بالقتال الدائر في الشوارع اللبنانية، وأنه لا يوجد ما يثبت ذلك، وأن القتال يجري بين قوى فريق الموالاة بعضهم البعض نتيجة خلاف داخلي بينهم، وتارة أخرى كان يقول إن استخدام المعارضة للسلاح هو حق مشروع لها للدفاع أمام الحكومة الغاشمة، والمثير للاستغراب أن الاجتماع لم يقتنع بهذه الحجج الدامغة والواضحة للعيان».</p>
<p>وأشار إلى أن المندوب السوري كان يدافع باستماتة عن إيران في الاجتماع – مع أنها لم تكن محور البحث – إلى الحد الذي برر فيه احتلالها للجزر العربية الإماراتية، موضحاً أن هذا الموقف قوبل باستهجان من جانب المشاركين في الاجتماع. وقال: «ما تجدر الإشارة إليه أن مجلس الجامعة كان يستشعر خطورة تصاعد النزاع المسلح في لبنان، ويعتصر ألماًَ نتيجة إراقة الدم اللبناني بيد اللبنانيين، واتسمت مداولته بالحكمة والموضوعية، والحرص على الخروج ببيان متوازن يهدف إلى تسهيل مهمة الوساطة وإطلاق الحوار السياسي بين الأطراف، كما أن المجلس كان حريصاً على استذكار المبادئ الأخلاقية والسياسية الدولية الرافضة لمبدأ استخدام العنف المسلح لتحقيق أهداف سياسية، وهو المبدأ الذي نصت عليه جميع المواثيق الدولية والعربية».</p>
<p>وأعرب عن دهشته للرفض القاطع للمندوب السوري لهذا المبدأ، «الذي طلب حذفه من القرار تحت ذريعة أنه اتهام واضح لحزب الله، مع أن قرار المجلس في صيغته الأولية أو النهائية لم يتعرض من قريب أو بعيد لأي طرف من الأطراف بالاسم، بل وعندما رغب المجلس في إدانة حرق الممتلكات والمؤسسات الرسمية والمدنية انبرى المندوب السوري محتجاً على هذه الإدانة بذريعة أنها تتهم أيضاًَ حزب الله بحرق المؤسسات الإعلامية التابعة لحزب الموالاة، مع أن هذا المبدأ ينطبق على الأطراف المتنازعة كافة من دون استثناء».</p>
<p>وكشف قطان أن المندوب السوري اتهم الدول العربية بأنها لم تكلف نفسها عناء إدانة إسرائيل لقصفها قناة «المنار» خلال حرب صيف عام 2006، وقال: «ربما أخطأت الدول العربية والجامعة بالاكتفاء بالتنديد الشديد والاستنكار البالغ للاعتداء الإسرائيلي السافر على الأراضي اللبنانية كافة، وعلى أبناء الشعب اللبناني بجميع فئاته من دون ذكر قناة «المنار» تحديداً».</p>
<p>وأضاف: «إن كانت هذه رؤية الأخ المندوب السوري فلا غرو أن يخرج علناً أمام وسائل الإعلام باتهام مجلس الجامعة ببيع القضية الفلسطينية، وذلك عند مناقشة المجلس للنزاع بين فتح وحماس».</p>
<p>واختتم السفير قطان بقوله: «لا أستطيع أن اخفي إعجابي بصمود وأريحية المندوب السوري، أمام رفض المجلس لآرائه الثاقبة التي استعصت على فهم العقل العربي، وفتحت سجالاً بينها وبين المملكة والكثير من الدول العربية داخل الاجتماع، وربما يعود السبب إلى رغبة مجلس الجامعة في إطفاء نار الفتنة اللبنانية وليس تسعيرها».</p>
</p>
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_ne...45f6/story.html