مساء الفل
يا زميل مسلم.
المبرر الذي تقوله في كلامك غير مقنع بالنسبة لي.
أنت تقول:
النّاس في ذلك الوقت الغابر كانوا عنيفين.
ولو كان النبي مسالماً لما انتشر الإسلام.
إذن لا يمكن نشر الإسلام في ذلك الوقت إلا بالعنف.
هذا الكلام غير صحيح.
ولو رجعت إلى تاريخ انتشار الأفكار والفلسفات عبر الزمن، لما وجدت العنف قد دخل إلا في بعضها فقط ومنها الإسلام.
أنا أقول لك: أنّه كان من الممكن نشر الإسلام في ذلك الوقت بدون عنف. وبدون حرب كذلك.
هذه مشاركة كنت قد كتبتها في موضوع سابق للزميل لوجيكال - باركته أفروديت حيثما ارتحل وحط - أضعها لكم هنا حتى تفكروا مرة أخرى في مسألة
"حتمية الإنتشارالفكري بالعنف في الماضي" . لا توجد هذه "الحتمية" المتوهمة كما لاحظت من مداخلات بعض الزملاء. وعلينا أن لا نستعمل هذه "الحتمية" الوهمية كسبيل لتبرير انتشار الإسلام بالعنف.
وهذه مداخلتي السابقة في موضوع لوجيكال:
من دواعي التفرقة أيضا بين الأديان الإبراهيمية وبين البوذيّة ، ان الأخيرة لم تشهد طيلة تاريخها - الذي يسبق تاريخ جميع الأديان الإبراهيميّة - حربا مقدّسة واحدة ، كانت هناك حروب بين الملوك المنتسبين إلى البوذّية لكنها كانت حروبا توسّعيّة لم يؤيّدهم فيها رجال الدين ، وعجزا جميعهم عن اقتباس مقولة واحدة لبوذا تؤيّدهم فيما ذهبوا إليه من حروب .
هذه المقالة مفيدة جدّا في تلك النقطة :
http://www.bodydharma.org/choices/violence.../sivaraksa.html
وأحبّ ان أقتبس منها مقطعين محاولا ترجمته :
اقتباس
Dean Inge of St. Paul's Cathedral in London once said, "If Christians had been as pacifist as Buddhists... there is scarcely any doubt that the 'legacies' of Greece, Rome, and Palestine would have been finally and totally extinguished."
الترجمة : دين إنج كاهن كاتدرائيّة القدّيس بولس في لندن قال ذات مرّة : " لو كان المسيحيّون مسالمين إلى درجة البوذيّين .. فبالكاد نشكّ أن "إرث" اليونان ، وروما وفلسطين كان سيباد تماما ونهائيا .".
اقتباس
Before the end of the Vietnam War, I asked Venerable Thich Nhah Hanh whether he would rather have peace under a communist regime that would mean the end of Buddhism or the victory of democratic Vietnam with the possibility of Buddhist revival, and he said that it was better to have peace at any price. He told me that preserving Buddhism does not mean that we should sacrifice people's lives in order to safeguard the Buddhist hierarchy, monasteries, or rituals. Even if Buddhism as such were extinguished, when human lives are preserved and when human dignity and freedom are cultivated toward peace and loving kindness, Buddhism can be reborn in the hearts of human beings.
الترجمة: قبل نهاية حرب فيتنام، سألت الموقّر " تيك ناه هان" عمّا إذا كان يفضّل الحصول على السّلام تحت حكم شيوعي ممّا يعني نهاية البوذيّة ، أو انتصار فيتنام ديمقراطيّة مع إمكانية انتعاش البوذيّة ؟.
وقال بأنّ الأفضل هو الحصول على السّلام بأي ثمن، وقال لي بأنّ الحفاظ على البوذيّة لا يعني أن نضحّي بحياة الناس لنؤمّن الكهنوت والمعابد والطقوس البوذيّة ، وحتّى لو اندثرت البوذيّة نهائيا ، فعندما تستقر حياة البشر وتتّجه كرامتهم وحريّتهم نحو السلام والحبّ والألفة ، فسوف تولد البوذيّة حينها من جديد في قلوب البشر.
أراكم بعد حين (f)