تحياتي للحميع ..
// بخصوص (الجهاد الأمريكي) الذي أشرت إلى بعض مظاهره في الواقع الأفغاني أود مصارحتك بأن هذا محض تجن لا أقبله حتى اليوم مع أن كل المعطيات تدفع باتجاه هذا التقويم! //
كيف لا تقبله وكيف ترى – بذات الوقت – أن كل المعطيات تدفع باتجاه هذا التقييم؟!
اذا بدك بعفيك من هالورطة :lol:
لنسهب قليلا في هذه النقطة :
من أشد نقاط الضعف لدى الإسلاميين والتي طالما استغلها الكثير من الحكام وغيرهم هي الحلم (( الإلهي )) بالسلطة أو الوصول أو قيادة المجتمعات .. سمها ما شئت ، تلك نقطة حتى عبد الناصر ذاته استغلها بالإسلاميين قبل أن ينقلب عليهم .
لأكون واضحا وموضوعيا – ما أمكن – فلست أنتقص من حق الإسلاميين بهذا الحلم كونه متاح للجميع ، والجميع مارس أبشع الوسائل للوصول إلى السلطة ومارس السلطة بأبشع أشكالها أيضا ، وبالتالي لست أرى منتقدي الإسلاميين أحسن حالا في هذا الصدد بل أسوأ وألعن وأدق رقبة .. فقط أحاول هنا أن أشخص المرض حسب منظوري والذي لا أدعي الصواب له .
هذا على الصعيد الداخلي الوطني ، أما على الصعيد العالمي فطيف الحلم أوسع لدى الإسلاميين وبالتالي الأعداء يصبحون أكثر ، والأصدقاء ربما ، خاصة عندما تلتقي المصالح .
بالتالي يا صاحبي لست أنتقص من حقهم في عقد تحالفات مصلحية كغيرهم ، بل – حقيقة – أستنكرها وأعتبرها غباء سياسي مطبق تعودنا عليه من أصحاب الطروحات " الثيوقراطية " والأيديولوجية المنغلقة .
من الغباء بمكان يا سيدي أن يضع الإسلاميون أيديهم بأيدي من يعتبرونه (( عدو )) وبغض النظر عن تقسيماتك للروم وغيرهم .. ذلك أن " عدو عدوك " ليس صديقك بالضرورة .
الذي اركتبه الإسلاميون في أفغانستان لا يتمثل في نصرة قطب دولي ضد آخر وما يستتبع ذلك من إخلال بموازين القطبية في العالم كما هو ملاحظ الآن ، بل سمحوا لأنفسهم – وهم العارفون – بأن يكونوا مطية لأحلام أكبر بكثير من أحلامهم ، ومقدرات أكبر بكثير من مقدراتهم .
باعتقادي أنني لست بحاجة للاستفاضة أكثر ، فالواقع الحالي أبلغ من أن أصفه بالكلمات .
لكن قبل أن أغادر هذا الملف ، سوف لن أنسى أن الإسلاميون " شيعة وسنة " دخلوا اللعبة الأمريكية أولا ثم ثانيا بأولويات (( طائفية )) أيضا سواءا في أفغانستان أو العراق ، وهذا سبب آخر يدعونا إلى (( رفض )) تحالفات مصلحية كتلك سيكون الإسلاميون (( سنة وشيعة )) خاسرا كبيرا فيها ، لكنهم ليسوا أكبر الخاسرين .. !!.
// 1- قرأت لك أكثر من مرة إعجابك بالليبرالية الأصيلة، وكراهيتك للمتلبرلين الجدد! هل لك أن تحدثنا عن هذه الليبرالية النظيفةالتي تتمثلها: أفكارها، ممثليها في عالمنا العربي، مواقفها من قضايا الأمة، استقلالها الوطني والقومي والإسلامي وعدم تبعيتها؟ //
قد يكون من حسن حظي أن موضوعا مشابها لهذا الذي أقوله لا يزال متفاعلا في ساحة فكر حر :
http://nadyelfikr.com/viewthread.php?fid=2&tid=30870
وليس هنا فقط ، بل لو تابعت الحوارات في هذا الشأن في الصحافة العربية منذ سطوع نجم " مخانيث "* الليبرالية الذين واكبوا الحملة الأمريكية حتى اللحظة ، فستخرج بعشرات آلاف المقالات ووجهات النظر التي تتمحور بمعظمها حول سؤال : ما هي الليبرالية فعلا ؟!
الليبرالية – بأبسط تعريفاتها – هي التحرر من القوالب الجاهزة المعروفة ، وفي بعض تعرفاتها الإضافية : هي حرية " الفرد " في الإعتقاد والإنتماء .. الخ ، إلا أن الليبرالية – كما أفهمها بمعرفتي الضحلة – لا تفترض أبدا أن التحرر من القيود المجتمعية والدينية والقومية يعني الإرتماء في أحضان قيود أخرى .. ولا تفترض أبدا أن الحريات الشخصية أو الدينية أو.. تتعارض مع المصلحة (( المجتمعية )) العامة ..
برأيي وبرأي غيري، هذا ما فعله الليبراليون الجدد الذين بشرونا بنجاح العملية رغم وفاة الأم والمولود معا !!.
هناك حدود بالغة الضيق في أن تتبنى فكرة لأنك تؤمن بها ، وبين أن تتبناها لأنها قادرة على تلبية (( متطلبات )) وأهداف لو قيست بميزان الليبرالية ، لكفرت الليبرالية بذاتها .
2- بكل صدق، وبعد نفي قسري عن الوطن تجاوز الربع قرن، ما هي ظلال سورية في مخيلتك؟ وهل تشعر أنه لو أتيح لك العودة إلى الوطن بكرامة محفوظة، ستعود إليه؟ وإن كان الجواب بنعم فهل ستعود لتكافح وتنطلق مما تحت الصفر -وأنت في هذه السن- أم ستزوره زيارة عابرة ثم تعود أدراجك إلى هجرة طوعية بعد ان تنفك عقدة الهجرة القسرية؟
طبعا سأعود ..
سوف لن أبالغ بالحلم ، لكن لا " من يتزوج بالبريد بيجو ولاده طوابع " كما قالت صدفة العوض الله في الحدود ..
سأكتفي بهذا القدر (f)
3- قرأت لك مرارا تسخيفا بالمعارضة السورية في أطيافها المتعددة! هل ترى أن ضعف المعارضة السورية يعود لبنيتها الذاتية، أم لطبيعة النظام الشمولي الذي لم يفسح لها في عالم التجربة ممارسة تنضجها؟ وهل تعتقد أن البعث أعرق تجربة وأكثر خبرة بعد تفرده ما يزيد على أربعة عقود على سدة الحكم؟
للسببين معا ..
لا أنكر ولا أستطيع أن أنكر أن النظام الشمولي البائس في سوريا قتل جذوة المعارضة في النفوس ، لكن لا أستطيع أن أنكر أن ممارسة المعارضة السورية في الخارج وبعيدا عن أعين وبساطير السلطة لم تكن على مستوى المسؤولية .
كنت انتقدت سابقا " زواج المتعة " الذي عقده صدام حسين بين أطراف معارضة سورية في العراق تحت اسم " الجبهة الوطنية لتحرير سوريا " .. وأعتقد أنني تنبأت لها بالفشل ، وأعتقد أنه حصل .
أذكر .. أن سبب انتقادي لهكذا هيكلية تحالفية " إعلامية " أنها ما أتت بنوازع ذاتية طوعية ، بل حتمتها ظروف اللجوء إلى العراق لا أكثر .
لو بدأت الحديث عن " الهزال " والتكلس والفرقة وانعدام التعاون والتنسيق و محاولة كل طرف للتغريد منفردا وبصوته الخاص بعيدا عن الآخرين .. فسوف لن أنتهي .
طيلة أكثر من عقدين من الإبعاد القسري عن الوطن ، لم نسمع عن أي شئ يمكن أن يعطي أي فكرة لغير المتابعين للشأن السوري أن هناك جسدا معارضيا ينبض في سوريا ..
لم نسمع – مثلا – عن مؤتمرات (( وطنية )) تضم كافة أطياف المعارضة أو هيئات " موحدة " تقود وتصهر العمل المعارض في سبيل الهدف الأسمى .. كان علينا الإنتظار عشرون عاما حتى نسمع عن مؤتمر الميثاق الوطني في لندن .
طيلة عقدين لم نسمع عن تواصل بين المعارضات منفردة أو بين هيئة موحدة وبين الداخل السوري الذي نسيكم وما عاد يذكركم ولم تعودوا تمثلون له أكثر من مخلفات حقب سابقة .
على العكس ، سمعنا عن تخزعات وتصدعات في صفوف المعارضة في الخارج ، وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمين كأكبر طيف معارض ..
http://forum.shrc.org/arabic/bb/Forum4/HTM...TML/001137.html
أما أن البعث أعرق تجربة ؟!
فنعم ، والدليل أنه عرف كيف يلعب على المتغييرات الدولية والإقليمية في الخمسينات والستينات وأن يصل إلى السلطة في بلدين عربيين كبيرين .. طبعا حاليا ما عاد الحديث عن " حزب بعث " أمرا منطقيا بعد أن ماتت أفكار الحزب بعد أن خلعها رجاله من أرجلهم في أول لحظة وصول إلى القصور الجمهورية في دمشق وبغداد .
4- ما سر نقمتك الصارخة ضد الشيعة وبعض الطوائف الأخرى، هل هو بعض من غواية غزية وإن ترشد غزية ترشد؟! على أنني ألاحظ أمرا لدى الميول الطائفية التي تعتور الكثيرون، ذلك اني أرى نقمتهم على أهل القبلة من الطوائف التي ظاهرها الإسلام أكثر من نقمتهم على الطوائف المسيحية مثلا! هل هذا صحيح ابتداء، وإلى ما تعزوا ذلك إن صح؟
لا أدري إن كانت الطوائف التي تعنيها هي حزب الله والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية والثورة الإسلامية الإيرانية وحافظ ورفعت الأسد ، وإلا فعليك أن تضيف إلى القائمة : الإخوان المسلمين والإسلاميين السنة !!.
لا ، لست أنقم على (( أحد )) بسبب دينه أو مذهبة وإلا فإنني أعطي الذريعة للآخر أن ينقم علي لذات الأسباب ..
إنما – يا مشكلجي – هناك أمور لا يفيد معها خيار النعامة ودفن الرأس بالتراب ، بل (( يجب )) انتقادها كيفما كانت النتائج ..
تعرف يا حجي أنني لا أتوقف كثيرا عند الألقاب التي طالما أنعمها علي البعض .. ذلك أنني (( أعرف )) أكثر من غيري أنني طالما تحدثت عن حقوق أقليات ضمن إطار (( مجتمعي )) وطني تمنح الكل حقوقهم على قدم المساواة ..
ما أرفضه ، أو ما تراني ناقم عليه هو أن يطلب البعض (( حقوق خاصة في وطن سليب )) .. إذ لا خلاص جزئي ، ومن يطالب بخلاص جزئي إنما يدعوا لإغراق السفينة كلها حتى وإن ادعى أنه يخرق الجزء الخاص به .
5- ألا تعتقد أن خصومتك ورفضك لجماعة الإخوان السورية يتعلق بمواقف واتهامات شخصية من غير الموضوعي أن تحمل التنظيم كله مغبتها؟! وما السبيل إلى فك عقدتك منا فقد يئست من تنظيمك بعد طول نضال!
عدنا للإسقاطات الشخصية والضيقة ؟ :P
نعم لي موقف شخصي مع الإخوان لا أنكره وسبب لي هذا الموقف متاعب الله وحده يعلم كم أثرت على مستقبلي كله ، لكن هذا لا يعني أنني أنطلق منها في عدائي – إن جاز لي – لحركة أرى أنني حشرت في أنفها حشرا من قبل بعضهم لدفاعي عن حقها في الوجود ، وأنت تعرف كم تعرضت لاتهامات مضادة ..
يعني احترنا فيكم يا عرب ، هل أنا بني خونج أو خصم لهم؟ :lol:
حركة الإخوان المسلمين .. لو كان لها هذا الخطأ فقط لغفرته لها (( شخصيا )) ، إنما وكونها ذاتها أكبر من أن أطالها بشخصي ، فيفترض أنني أنتقدها من منطلقات أوسع من ذلك بكثير جدا جدا .
نقطة : انتهى .
6- التغير سنة الحياة، والإنسان يتفاعل مع كل جديد ما دام مرنا منفتحا غير جامد، في تجربتك مع عالم المنتديات (وعالم نادي الفكر خاصة) كثير من القناعات التي تضخمت، وكثير ذلك الذي اضمحل ولا شك، هل لك أن تحدثنا بصفاء وشفافية عن حدود هذا التغيير في القناعات أو حتى في لغة الخطاب الذي اعتراك من خلال هذه التجربة الطويلة (نسبيا)
طبيعي أن يتغير المرء ..
لكن اسمح لي – وكونه سؤال ذاتي حبتين – أن أؤجله مع أسئلة أخرى لبعض الزملاء كبسمه فتحي وجادمون إلى وقت آخر .
محبتي لك يا ظالمني ..
وتذكر : الخلاف في الرأي لا يفسد للسي في قضية ;)
(f)
* مخانيث ليست مصطلحا جنسيا ، بل كلمة تطلق عادة على " الأشباه " ، وقد اطلق بعض العلماء المعاصرين للمعتزلة لفظ " مخانيث الخوارج " على بعض المعتزلة ، أي أشباه الخوارج .