بسم الله الرحمن الرحيم ..
صدقني زميلي الفاضل ... دخلت لأرى ردك .. فهالني ما قرأت في مداخلتك الأخيرة .. مما يدل أننا لم نتقدم بوصة واحدة في الحوار حتى الآن .. فأما أنك لم تفهمنى أو أنك لا تريد ذلك .. و سوف أفترض الآن الافتراض الأول حسنا بالظن بك ..
لذا أراني مضطرا لاستقطاع وقت يعلم الله كم يؤثر على مشاغلي الخاصة للرد على تلك المداخلة .. و هي في الحقيقة مردود عليها من قبل .
اقتباس:ويعرف الله انه ذكر في القرآن ان النور هو ما يخرج عن القمر ، لانه يعكس شعاع الشمس ( الضياء والسراج ) .
الزميل الفاضل .. يقول الحق تبارك و تعالى ...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ..
" وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا "
هذه الآيه تنسف كل ما تقوله ...
فمعنى التفريق بين الشمس و القمر بأن الأول سراج و الآخر منير .. يعني أن الأول شرطا هو نورة مستمد من ذاتة ... و الآخر نورة ليس شرطا أنة مستمد من ذاتة ...
هل تستطيع أن تجاوب على هذا السؤال الذي وجهتة لك حتى الآن أكثر من ثلاث مرات و لازلت تتهرب من الاجابة ؟؟
أشك ..
فماذا فعلت لكي تشوشر ... أو ماذا قرأت و التبس عليك الأمر ..
قرأت الآتين الكريمتين .. الأولى ..
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا) ..
و الثانية ..
( الله نور السموات و الأرض )
فاتخذتها ذريعة لتقول بأن القرآن لم يفرق بين الشمس و القمر .. بدليل تشبية الله بالنور هنا و الذي شبة به القمر هناك ..
و لتوضح مقصدك قلت ...
اقتباس:فلماذا لم يشبه هدايته للناس ، بالضياء ( الصادر مباشرة من الشمس ) بدلا من النور ( سقوط ضياء الشمس على القمر فيأتي الى الناس نورا ) .
و هذا تلبيس لا شك فيه ... و قد وضح ذلك للقارئ الفطن الآن ... فالتفريق قد حدث بالفعل في الآيتين الأولتين اللتين كتبتهما الآن ...
يبقى السؤال ..
هل هناك فرق بين الضياء و النور ؟؟
و هي قشتك الأخيرة التي تتعلق بها ..
و في الحقيقة إنك إذا ما نظرت إلى أي معجم لن تجد تفريقا واضحا بين الكلمتين .. إلا أنة في الحقيقة الأمر القرآن قد فرق بينهما .. و بما أن القرآن هو أقدم وثيقة تاريخية في اللغة العربية و هو الأصل الذي يحتكم اليه في المتشابهات و هو الذي تعود اليه المعاجم في الفصل .. نستنبط الآتي ..
الضياء ..
تأتي تلك الكلمة للتعبير عن النور الحسي لا المجازي .. فالضوء من الضياء و لا يستخدم إلا لوصف الضوء الحسي ... و يشترط أن يكون الجسم الموصوف بالاضائة مضئ بذاتة .. فلا يصح أن يوصف أي قمر بأنة مضئ .. أو أن نقول مثلا أن الزجاج يقع عليه النور فيضئ .. و انما نقول أنة قد وقع عليه النور فأنير ..
النور ..
أهم شئ أنها تستخدم في المعاني الحسية و المجازية فالضوء من الضياء و لا يستخدم إلا لوصف الضوء الحسي - كما أسلفت - أما النور فهو قد يأتي بمعنى
استبيان الشئ أي أنة يصلح للتعبير عن كلمة هدى عكس كلمة ضوء أو ضياء التي لا تصلح للتعبير عن ذلك المعنى المجازي و تاتي الكلمة للتعبير عن معاني شتى .... أهمها ...
لا يشترط أن تأتي الكلمة بالتعبير عن شئ معين بأنة " منير " و يكون النور ليس ذاتي الاضائة ... و كذلك .. قد تأتي الكلمة للتعبير عن الأشياء ذاتية الاضائة ..
فالكلمة لا تدلل على مصدرية " النور و انما تتدلل على وجود النور ..
فهل معنى ذلك أن كلمة النور لا يستفاد منها بأي حال من الأحوال عن مسأله مصدرية الضوء تلك ؟؟؟
لا .. و انما كما أسلفت في كل مداخلاتي السابقة و لم تفهمنى أنت ..
الكلمة مجردة تحتمل المعاني الكثيرة و لكن مع وجود السياق و القرائن يتحدد معني ، و بذلك يكون التحديد موجبًا للاعتراف بالإعجاز لأن مقدمتك فاسدة .
و بذلك ... فالأمر أصبح واضحا بإذن الله تعالى ...
و بذلك أيضا فإن استدلالك بالآية الكريمة ...
اقتباس:شبه هداية محمد للناس بانه ( سراجا منيرا ) اي مثل الشمس .
خاطئ تماما ... و في غير محلة و لا يدل على ما تريد الوصول اليه ... فمحمد صلى الله علية و سلم مصدر " الهدى " ( منيرا ) بالنسبة لاصحابة ... و الشمس مصدر ضوء ( ضياءا ) للناس ... و الله سبحانة و تعالى هو مصدر " الهدى " ( نور ) لكل العباد .. و هو الذي خلق محمدا صلى الله علي و سلم و جعلة سراجا بالنسبة لاصحابة ..
فكلمة نور لا تتدلل على أن الهدى ليس مصدرة الله أو أن " نور " الله " هداه " مستمد من غيرة فالله سبحانة و تعالى غني عن العالمين ... و كذلك فإن كلمة ضياء تصرف المعنى عن مقتضاة لأنها لا تستخدم إلا لوصف الضوء و لا تصلح للتشبية المجازي ..
و قولك ...
اقتباس:انتم تفترضون في قول القرآن ( ضياء للشمس ونور للقمر ) اعجازا علميا ، فكيف يعجز الله في القرآن عن فهم الاعجاز العلمي الذي كتبه ، فيقع هذا التشبيه المخل ؟؟؟
يتبين الآن أنك أنت من عجزت عن فهم الكلمة و لوازم الاتيان بها في القرآن الكريم ... و التشبية في غاية البلاغة ... و الله تعالى يهدي لنورة من يشاء و لكن الذين كفروا يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلا يتم نورة و لو كرة الكافرون ..
.....
و السؤال الذي سوف تعجز عن الاجاب عنة يا زميلي الفاضل ... و الذي سوف يكشف محاولاتك الدائمة للتهرب من فهم الآية الكريمة و الاقرار بالاعجاز العلمي فيها ...
هو ذلك السؤال ...
الذي أكررة للمرة الرابعة و لم أجد منك جوابا شافيا سوى الهروب إلى أمور أخرى ليبس لها علاقة بموضوعنا .. ألا و هو ...
لماذا وصف الله سبحانة و تعالى الشمس بالسراج و القمر بالنور رغم ورودهما في نفس الآيه ... و لماذا لم يقل و جعل الشمس و القمر نورا ؟؟؟ !! هل تستطيع الإجابة على هذا السؤال ...
أترك الاجابة لكل من يقرأ الموضوع ...
[IMG]
]http://www.science4islam.com/pictures/2004...-03-1.jpg[/IMG]
[IMG]
]http://www.science4islam.com/pictures/2004...-03-2.jpg[/IMG]
__________________________
و بعيدا عن هذا الحوار الساخن ...
أصدقك القول .. أنني أستمتعت بالحوار معك كثيرا .. و أسأل الله تعالى أن يهديني و اياك إلى صراط مستقيم ... و أن يجمعنا إما في حوار يكون له فائدة و هدى لكلانا ... أو أن يجمعنا في جنات الخلد في هدي دين الحق الذي يرتضية سبحانة و تعالى و هذا ما أسأل الله تعالى أن يوفقنا اليه ..
و تحياتي القلبية اليك .. و شكرا لك على هذا الحوار المثمر :hony:
و السلام على من اتبع الهدى ... :hony: