بسم الله الرحمن الرحيم ...
تسائل الزميل الفاضل " نيو مان " حول أكثر من مسألة حتى الآن و يرفض تماما أن يجاوب على سؤال العبد الفقير إلى الله للمرة الخامسة على التوالي !! ...
و سبب رفضه كما قد يدرك القارئ .. هو رفضه للإقرار بالحق الدامغ الذي توضحه الآية الكريمة بأن القرآن الكريم يقرر أن القمر ليس ذاتي الإضاءة و أن الشمس ذاتية الإضاءة و فيها إشارة إلى أن القمر استمد نوره من الشمس و هو ما يتوافق ما معطيات العلم الحديث ..
فكيف علم محمدا صلى الله علية و سلم ذلك و هو النبي الأمي إن كان بزعمك هو مؤلف القرآن ؟؟!!
هذا هو مربط الفرس زميلي الفاضل " نيو مان " ..
المهم ..
طرح الزميل الفاضل و المحترم " نيو مان " تساؤلا .. ألا و هو ...
اقتباس:في الاستعمالات المجازية يقصد التشبيه - وفي حالتنا هنا هي هداية الناس السائرين في ظلام الجهل والوثنية
فلماذا أعطى القرآن أن هداية الله المجازية هي نور في حين انه استعمل الضياء في نفس التعبير المجازي نفسه و أعطى هذا لمحمد وموسى ـ هل تجد استعمال الضياء مجازي عن الله في القرآن فترشدني إليه ??
هل يمكن أن اسمع إلى إجابة موجزة كما طرحنا السؤال ???
أولا قبل أن أنتقل إلى الإجابة ... أعلق على نقطة لتصحيح سؤالك ..
أقول أن الاستعمالات المجازية ليست عندنا للتشبيه فالله تعالى ليس كمثله شيء .. و إنما يكون للتقريب للأفهام ..
ثانيا .. السؤال الذي تطرحه لا علاقة له على الإطلاق بالموضوع الذي نتكلم عنة .. ألا و هو الإعجاز .. فأنت تتكلم الآن في صفات الله .. أما الإعجاز فقد تم إثباته بالفعل ... فأنت الآن تنتقل إلى نقطة أخرى ليس لها علاقة بالموضوع و رغم ذلك سأجيبك بإذن الله .. و لكن ألا يحق لي على الأقل أن تعلن انتقالك إلى نقطة أخرى و أنك انتهيت من النقاش في النقطة الأولى ؟؟!!
هذا هو التوضيح ..
و نصيغ أيضا سؤالك على النحو التالي ..
لماذا قال الله تعالى عن نفسه أنة نور السموات و الأرض و لم يقل أنة ضياء السموات و الأرض ؟؟!! رغم أن اللفظين استخدما بشكل مجازي ؟؟!!
الإجابه بعون الله سبحانه و تعالى و بحمده ....
أولا فيما يتعلق بصفات الله فإن معتقد المسلم أننا نثبت لله ما أثبته لنفسه فإن أثبت لنفسه بأنة سبحانه و تعالى " نور " فهو نور تبارك و تعالى ... و لو قال ضياء فهو كذلك ... و لا نسأل لماذا لأنة تعالى أعلم بما يليق به و بما يتناسب معه ..
و لكن لا بأس إذا ما سأل أحدهم عن ذلك للاستفسار فقط عن العلّة اللغوية في اتخاذ هذا الاسم ..
و أعترف في البداية بأن تلك المسألة قد حيرتني أنا أيضا حتى رجعت إلى القاموس المحيط و معاجم اللغة و التفاسير لأجد ضالتي ..
ففي القاموس المحيط يقول عن الضياء بأنة الفترة من طلوع الشمس لغروبها في حين أن النور لم يقيض بوقت في أي من المعاجم التي رجعت إليها فالضياء هو الوحيد الذي ذكر مقيضا بوقت ...
أما النور فمعناه الإضاءة أو الهداية كما جاء في تفسير السعدي و أيسر التفاسير لأبا بكر الجزائري ...
فجاءت الإضاءة في القرآن الكريم للشمس ... و الإنارة للقمر ..
فلماذا ؟؟ ... رغم أن كلتا الكلمتين الضوء و النور لهما نفس المعنى ؟؟
هذا مفتاح الرد على تساؤلك ..
فتعالى نبحث سويا .. !
قال الله سبحانه و تعالى في سورة الأنعام في الآية 96
(( فالق الإصباح و جعل الليل سكنا و الشمس و القمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم ))
فالق الإصباح كما جاء في تفسير العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي ...
" كما أنة فالق الحب و النوى , كذلك هو فالق ظلمه الليل الداجي , الشامل لما على وجه الأرض , بضياء الصبح الذي يفلقه شيئا فشيئا حتى تذهب ظلمة الليل كلها , و يخلفها الضياء و النور الذي يتصرف به الخلق في مصالحهم و معايشهم "
فهذا دليل على أن الليل يأتي علية النهار فيغشى ضياء الشمس الكون فيطمس و يغطى ضوء القمر مع وجوده ...
فإذا ما نظرت إلى السماء نهارا في جو لطيف قد ترى ضوء الشمس الأبيض و ترى القمر ...
و من هذا يتبين لنا ..
أن ضوء القمر دائم عكس الشمس الذي ضوئها مقيد بوقت ..
و معنى أن الله سبحانه و تعالى قد عبر عن ضوء القمر بأنة " نور " و فرق بينها و بين ضوء الشمس بأنة " ضياء " تعني أن الدلاله اللغوية التي تأتى دائما في لغة العرب للتعبير عن الضوء الغير دائم بأنة " ضياء " أما النور فهو معنى أعم و أشمل و لا يقيد بوقت ..
و هناك معنى آخر .. الضياء كما تقول معظم المعاجم
يصحبه الحرارة و الاحتراق .. أما النور فبلا حرارة و هذا ما يقولة أيضا تفسير السعدي و معظم التفاسير فيقولون في تفسير كلمة " و قمرا منيرا " ((
أي منيرا , بلا حرارة .( والقمر نورا)..
... و سأضرب لك مثالا بسيطا في أمر يحدث لنا كل يوم لتقريب المعنى للأذهان ... فعندنا في مصر مثلا عندما يكون الطقس حار ... فإنك قد تقول مثلا " ضوء الشمس ضارب في نفوخي ... الجو حار جدا " :) .... و لكنك لا تقول " نور الشمس ضارب في نفوخي ... " فالنور عادتا يأتي في المعاني الألطف ...
و القرآن قد نزل بلغة العرب ..
و قد تسألني ماذا تقول في قول الله عز و جل " الحمد لله الذي خلق السموات و الأرض و جعل الظلمات و النور "
فالنور هنا له معنيان حسي و معنوي ... و الذي يلزمنا الآن المعنى الحسي .. و هو أن النور هو النهار .. و قد أوضحت سالفا بأن كلمة النور تأتي دائما في لغة العرب على الاستدامة ..
و نقول سبحان الله !
هذا دليل على ذكر دوران الأرض في القرآن الكريم !! فالليل هنا .. نهار في مكان آخر ... و النهار في مكان .. ليل في آخر !! .. فالنهار لا ينقطع عن الكرة الأرضية بأي حال من الأحوال ..
ملحوظة لكي لا يتبس عليك الأمر : الآية الأولى تخاطب قوم محمد صلى الله علية و سلم أو أي من يستقبل تلك الآية في بلدة فيكون المعنى صحيح في كلتا الآيتيتن ... ففي الأولى المعنى خاص بأهل قطر واحد ... و الأخرى تتكلم عن الأرض و خلقها بصفة الكلية ... فسبحان الله الذي أحكم آياتة في كتابة المجيد ..
و بذلك يتضح تماما لماذا استخدمت الكلمتين " الضياء " و " النور " في آية الشمس و القمر ...
و قد تعود و تسألني لماذا وصف الله تعالى التوراة – و ليس محمدا صلى الله علية و سلم كما قلت أنت - بأنة ضياء في قوله تعالى " و لقد ءاتينا موسى و هارون الفرقان و ضياءا و ذكرا للمتقين " ؟؟
لأن التوراة قد نسخت بنزول القرآن الكريم و لذلك فإن الله أخبر بأنها نسخت بنزول القرآن فنورها ليس بدائم و لكنها حق و نور في زمان موسى علية السلام ما لم يمسها التحريف و ما لم تنسخ بشريعة ((
و قد أسلفت بشرح أن الضياء في القاموس المحيط يعبر عن فترة محدودة لذلك جاءت كلمة ضياء للدلالة على التوراة التي هي محدودة حتى نزول شريعة محمد صلى الله علية و سلم )) ...
و لذلك لم يوصف القرآن أبدا بأنه " ضياء " و إنما بأنه " نور " .... !
فماذا عن قول الله سبحانه و تعالى ...
" الله نور السموات و الأرض "
المعنى هنا يأتي بالنور بالمعنى المعنوي ... أي الهداية ... و الضياء كما تقول كل المعاجم يصحبة حرارة ... و لذلك فقد قال الله تعالى عن محمدا صلى الله علية و سلم بأنة " سراجا منيرا " أي أن نورة نابع من ذاتة بالنسبة لمن حوله و كلمة سراج أيضا تعطي معنى النور مع الحرارة و الاحراق فجائت كلمة منيرا لتلطف المعنى فهو سراج و لكنة ليس مؤذي لمن حوله ... نور لطيف هادي ... يهدي الناس بأمر الله ..
و كذلك فإن هدى الله يكون رحمة بعبادة ... فلا يصح التعبير بكلمة ضياء فهي في لغة العرب ترتبط بالشعور بالحرارة و الإحراق عكس كلمة نور الذي يهدي الناس دون ذلك الشعور ... فجائت كلمة نور ألطف و أعم من كلمة ضياء .. (( و كما شرحت في مثلى السابق حول القول الذي يتقولة العامة في مصر في حياتهم لتقريب المعنى و الدلاله اللغوية للذهن أكثر ))
لذلك قال تعالى
" الله نور السموات و الأرض "
و في تفسير السعدي ما يؤيد هذا ... ففي تفسيره عن كلمة النور في حق الله عز و جلّ ..
(( نور السموات و الأرض الذي نور قلوب العارفين بمعرفتة و الإيمان به , و نور أفئدتهم بهدايته و هو الذي أنار السموات و الأرض بالأنوار التي وضعها , و حجابه النور , لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه كما ورد في الحديث النبوي الشريف الصحيح ))
فالنور هو الهدايه و لفظ الهدايه " النور " متناسب مع لطف هدايتة و عظم نعمه الرحيمة عز و جلّ ...
توضيح : عندما نتكلم عن النور في الآية نقصد بها السموات و الأرض فقط كما جاء في الآية ... أما عن ذات الله فهي كما يخبرنا الحديث الشريف و جاءت كلمة حجابة نور تلطيفا أيضا و هذا من رحمتة بعبادة أنة لا يريد أذاهم و انما هدايتهم فهو نور على نور " هدى " لكل من في السموات و الأرض .
و بذلك يتضح المعنى بحمد الله تعالى و قدرتة بلا تلبيس ... (( و إن كنت لا أفهم ما علاقة هذا بالموضوع قيد النقاش أصلا !!!!! ))
و الله سبحانه و تعالى يخاطب العباد من حيث أصل المعنى لا من حيث الكيفية فله المثل الأعلى و لعلك تتفق معي أنة لا يصح تشبيه الخالق بالمخلوق فالمخلوقات بينها و بين بعض قد تتفق في أصل المعنى و تختلف في هيئة الشيء فقدم الحصان ليست كقدم الطائر مع اشتراكهم في لفظ القدم و هما الاثنان مخلوقان و بينهما تباين .. فالتباين بين الخالق و المخلوق أعظم .
و الله تعالى أعلى و أعلم ..
و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك ... و ما كان من صواب فمن الله وحده و ما كان من خطأ فمني و من الشيطان و الله و رسوله منه براء ..
...................
و الآن يا أخ NEW MAN فقد أجبتك على سؤالك ... فبالله عليك ... أجب على تساؤلاتي ..
1 – ما علاقة كل هذا بمسألة الاعجاز الذي أثبت بالفعل في الآية الأولي . .؟؟؟؟؟!!!!!!!
2- و هو مترتب على ما قبلة ... لماذا لم تجاوب سؤالي الذي أكرره للمرة السادسة بلا إجابة !!!
ألا و هو ...
[SIZE=5]
لماذا وصف الله سبحانة و تعالى الشمس بالسراج و القمر بالنور رغم ورودهما في نفس الآيه ... و لماذا لم يقل و جعل الشمس و القمر نورا ؟؟؟ !!
و سوف أظل أكررة ليكون شاهدا على تهربك الدائم من الاجابة على سؤالي ...
و الحمد لله رب العالمين ..
و السلام على من اتبع الهدى :hony: