تحية مجددة للجميع (f)
رجاء يا عزيزى العقل الجميل فتح موضوع جديد لمناقشة تحفظاتك على التثليث والتوحيد المسيحى..
من باب الترتيب والنظام أولاً، ومن باب أهمية الموضوع من ناحية ثانية، ومن باب إتاحة الفرصة للجميع بالمشاركه عن طريق عنوان واضح.
وشكراً لك مقدماً (f)
نأتى للغالى وابن شبرا البار، الحاخام الحاج المقدس نيوترال (f)
بداية، فوجهة نظرك لا تخلو من الوجاهة، فأنت تتعرف على الدين من خلال ممثلى الدين (الإكليروس)
أنا أقدر وجهة نظرك، وأعتقد أنها صالحة للتعارف وتكوين فكرة مبدأية لمن لا يعرف هذا الدين من أساسه..
لكن يا عزيزى لو تعمقنا، لوجدنا أنها مؤشر سطحى إستنتاجى غير محكم، ولا يمكننى بناء حكم صحيح بناء عليه..
النتيجة المحسومة، هى تكوين "إنطباع شخصى" نتيجة "خبرة إحتكاك" بفئة من البشر فى زمان ما، ومكان ما..
فمثلاً أقول "الفكر السلفى" كذا كذا فى التعامل مع الموقف الفلانى..
"كنيسة الفاتيكان" كذا كذا فى العصر العلانى..
"الأزهر" كذا كذا كذا فى هذه الفتوى..
لكن آليات الحكم على دين، أكبر من هذا وأعقد بكثير من هذه النظرة الجزئية يا رفيق.. هذا كاف لتكوين إنطباع فقط حول ظروف زمكانية..
أى بالنهاية.. هو حكم على أشخاص متأثرين بالدين.. وليس حكما على الدين ذاته..
نأتى لتعليق وتحفظات أكثر تفصيلاً لعلها تشرح مقصدى:
اقتباس:لا يوجد دين يعيش في الفراغ ولا يوجد شئ إسمه المسيحية بدون مسيحيين
هنا يلزمنا تحديد من هو المسيحى..
أنت تنظر له بطريقة ما هو مكتوب فى بطاقته الشخصية، أو بحسب ما يقول أنه منتمى لفريق الصليب فى موضع آخر..
طيب يا مقدس بحسب أقوالك فى محضر سابق، فأنت بنفسك كنت مسيحى إنتساب (مش انتظام) :D
هل كنت تعيش فعلاً بأسلوب مسيحى حتى يصح النظر للمسيحية من خلال المسيحيين؟
صدقنى لا أنا ولا غيرى ولا أكبر راس مسيحى أو مسلم أو غيره يصلح لكى يكون معياراً لدينه..
وكل منا فى لحظات الصدق مع النفس - وما أندرها - يعلم إلى أى مدى هو متحذلق ألفاظاً ونصائح - هو بنفسه - يكسرها ويحطمها مراراً ويختلق لنفسه ألف عذر وتبرير..
لنكن واقعيين..
جميعنا كغنم ضللنا.. ملنا كل واحد إلى طريقه..
ولا يوجد يوم يمر على محاورى الأديان (العظماء) دون أن يحطم كل واحد عشرات من تعاليم دينه (يحطم دينه بنفسه)
اقتباس:والإكليروس كانوا رمز لهذا الدين وفي نفس الوقت ممثلين للسلطة وقتها
حسناً.. نحتاج هنا تمييز وفصل بين تمثيلهم للدين، وتمثيلهم للسلطة (الحكومة)
كيف نفصل يا عزيزى كل تصرف صادر منهم ونرده إلى أسبابه سياسية أم دينية؟
أظنك تعلم ذلك أكثر منى.. :)
اقتباس:ولا توجد سلطة تعيش في فراغ والإكليروس كانوا يمارسون سلطة سياسية ـمستمدة من عقيدة دينية - علي المسيحيين أنفسهم وهم كانوا خاضعين لها تماما
هنا خطأ وليس مجرد إختلاف وجهات نظر..
فجملة مثل "سلطة سياسية مستمدة من عقيدة" هى خاطئة تماماً وضد المسيحية كتعليم دينى..
(لا يقدر أحد أن يخدم سيدين)
لهذا إعترضت سلفاً على تعبيرك "الإصلاح" بأنه "تحجيم دور الكنيسة"
حينما يكون الإكليروس هو الخليفة.. فهذا هو الوضع الخطأ..
فالدين يتعامل بالنوايا، والمسيحية تحديداً تعلم المحبة والتسامح لدرجة إتهامها بالسلبية سياسياً (يدافع عنكم وأنتم صامتون / حملان وسط ذئاب / أن جازيتم الشر بالشر فأى فضل لكم / أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم / طوبى لكم إذا طردوكم وعايروكم / من ضربك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً)
فإن كانت هذه التعاليم تحكم الإكليروس (كرموز دين) فى تصرفاتهم الشخصية.. فكيف تتوقع منهم حكم سياسى والسياسة مهنة اللف والدوران؟
أمر من إثنان لا ثالث لهما..
- إما أن يتصرفوا بأصول الدين (وستفشل السياسة لا محالة، فلا دين فى السياسة)
- وإما أن يتصرفوا بأصول السياسة (وسيفشل الدين لا محالة، فلا سياسة فى الدين)
والوضع الأخير هو الذى حدث، بل إستغلوا سلطاتهم الدينية فى السيطرة السياسية.. وقتلوا كل من يخالفهم فى الرأى..
وعلى فكرة، فهذا سيحدث مع أى نظام حكم على أساس دينى فى أى زمان..
العلمانية يا عزيزى، هى رد الأمور لأصولها وليست تحجيم لدور الدين فدور الدين ليس هكذا..
الإكليروس بالأساس تخطوا تعاليم الدين فعلاً من كونه هدف غير أرضى، لـ"وسيلة" سياسية، فكانوا سياسيين الهدف..
نأتى لمثالك حول "بوش" ومؤيديه..
ضربت المثال للتدليل على ماذا؟
أنا أراه مثال للإنتخاب العاطفى الغير مبنى على أسس إستحقاق سياسية..
الدولة الديمقراطية، هى الدولة التى تنتخب أكثر المرشحين كفاءة (سياسة وإدارة) بغض النظر عن أى اعتبارات أخرى..
وبهذه النظرة، لو حكمنا (كدول عربية) شخص بكفاءة "شارون" لانصلح الحال منذ زمن..
مثالك يا عزيزى، أرى أمريكا فيه تعانى نظرية "حجا أولى بلحم توره" وما تكون النظريات السياسة هكذا..
لكن بالنهاية.. هل تجد هذا تعليم دينى؟
هل نظرية أمريكا فى مثالك.. مستمدة من أساس دينى؟ أم نمط إجتماعى سائد الآن؟
اقتباس:أنا لايهمني نصوص زي أعط مالقيصر لقيصر ولكن بالواقع علي الأرض
ما تسميه "نصوص" يا عزيزى.. هى تعاليم الدين..
كون ذلك غير حادث فى وسط مسيحى، إذن فالحكم (الدينى) أن هذا الوسط مخالف لتعاليم دينه..
هنا، عندما أنتقد انا هذا الوضع، وأطالب المسيحيين بتطبيق "أعط ما لقيصر لقيصر"، فأنا هنا الممثل للدين وليس من خالفه (حتى لو كان إكليروس، فالتعاليم تقول "ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس")
اقتباس:أنا مازلت عند رأيي في إن كل دين به جانب مضئ وجانب مظلم ومايمنعك من رؤية الجانب المظلم في دينك هو إيمانك به
عندك رابط لإمرأة من أسرة مسيحيةإسمهاStanton, Elizabeth Cady ستجد إسمها في القائمة الأبجدية تتحدث عن تجربتها مع المسيحية أقراه علشان تعرف إن الصورة مش كلها مضيئة زي ماأنت عايزها تكون
حقك أن تحتفظ بنظرتك يا عزيزى..
ومن حقى أن أطلب تبريراً لهذه النظرة..
أنا - بكل أسف - لم أقرأ الرابط لعدة أسباب..
- أنا لست جيداً فى الإنجليزية وثقافتى بها تنحصر (أحيانا) عند "ثانك يو"
- توقعت - وقد أكون مخطئاً - أنها قصة من فتاة لادينية عن أسباب تركها للمسيحية.. وهذه لا تدخل ذمتى ب3 شلن فى ميزان "من القائل / دوافعه لكى يقول"
- التجربة الشخصية ليست دليلاً، بل وجهة نظر..
بإختصار وسؤال مباشر..
ما هى تحفظاتك يا عزيزى نيوترال على تعاليم المسيحية التى كونت منها وجهة نظرك (ومعيار إحترامى لوجهة نظرك هو معيار معقوليتها) أن هناك "جانب مظلم" بتعاليم المسيحية؟
وشكراً لك (f)