(09-16-2011, 10:43 PM)elen faddoul كتب: عزيزي بسام
وحدك قد ترشدني إلى أسباب تصديق المسيحيين للرواية الرسمية، بالفعل تقتلني الحيرة، فمع كل هذه الدماء أسبح الموضوع أخلاقي لا اتجاهات سياسية
حتى المسيحون السوريون في ألمانيا فإنهم يقفون مع النظام ويستشهدون برواية التلفزيون، التلفزيون الفاقد المصداقية منذ عهود
بل لو سمحت لي يا أختي الكريمة فأنا سأرشدك.
في بداية الأحداث تابع كل السوريين الإعلام العربي و الأجنبي كإعلام يفترض أنه محايد.
و لكن بعد فترة بسيطة جدا تبين لكل من يعيش في سوريا أن هذا الإعلام يتصرف على أنه "إعلام الثورة".
و ظهر هذا جليا من خلال
1-تضخيم الأحداث بشكل هائل كضرب أعداد المتظاهرين بعشرة على الأقل. من تفرج على هذا الإعلام خاصة من المغتربين كان يظن أن البلد خربت. ثم كان يتصل بأقربائه فيقولون له أن الأمور على ما يرام.
2-الخطاب التحريضي كأخذ رواية محددة معينة من الصعب التأكد من صحة حدوثها عن حالة تعذيب و تكرارها بشكل يتجاوز إيراد الخبر إلى مسألة إثارة الشارع.
3- اللامهنية الواضحة في أخذ أخبار عن "شهود العيان". شاهد العيان المجهول الهوية سقفه في الإعلام المهني أن يقول و "هناك روايات عن شهود عيان" و هي تكافئ تقريبا القول " روايات الاحتمال الأكبر أنها خاطئة" و لكن الجزيرة و أخواتها فتحت الهواء لهؤلاء و كأن شاهد العيان هو محمد حسنين هيكل يقول رأيت بعيني و ليس " أبو عبدو من الرستن".
4- التعامي الواضح عن عدد القتلى الكبير من الجيش و الأمن و الشارع المؤيد و الإصرار أن "الثورة" هي "ثورة" سلمية. و التمسك السمج برواية أن هؤلاء قتلهم الشبيحة أو الأمن لأنهم رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين. رغم أنه و ببساطة كان يمكن أن تزور هذه المحطات بيوت أهالي هؤلاء و تقف على الحقيقة.
من كل ما سبق أصبح كل شخص في سوريا سواء كان ضد النظام أم معه مقتنعا بما يلي:
الإعلام السوري إعلام موجه و هو إعلام النظام
الجزيرة و أخواتها أصبحت أيضا إعلاما موجها و هي إعلام "الثورة"
الفرق أن الإعلام السوري يكذب بهدف تهدئة الأوضاع و استعادة الاستقرار.
و الجزيرة و أخواتها تكذب بهدف المزيد من تفجير الأوضاع وصولا إلى إسقاط النظام أو (و هذا رأيي) بهدف إنهاك سوريا لإضعاف قوتها الإقليمية لأن الجزيرة و أخواتها تعلم أن النظام السوري لن يسقط و لا يوجد بوادر على سقوطه.
و هنا و حسب موقف الشخص فضل أحد الإعلامين:
من يريد الأمور أن تهدأ أقنع نفسه أن الإعلام السوري صادق لا يكذب أبدا و الجزيرة و أخواتها كاذبة لا تصدق أبدا و في هذه الفئة يندرج المسيحيون السوريون.
و من يريد الأمور أن تتفجر وصولا إلى إسقاط النظام (كما يظن) أقنع نفسه أن الجزيرة و أخواتها صادقة لا تكذب أبدا و الإعلام السوري كاذب لا يصدق أبدا