"الحقيقة" تضع يدها على المزيد من فضائح النصب والاحتيال في فبركة "انشقاقات" الضباط المزيفين
مسلحون نصابون يقدمون أنفسهم على أنهم من "الفرقة 18" المدرعة ويظهرون هويات لضباط شرطة ، أما النقيب المخطوف واصل أيوب ... فحكاية أخرى جديدة!!؟
باريس ، الحقيقة ( خاص) : بتاريخ 23 شباط / فبراير الماضي نشرت "الحقيقة" تقريرا ( شاهده هنــا) كشفت فيه أن النقيب الطيار المدرب في المعهد الجوي التابعة للكلية الجوية بحلب ، الذي ظهر في شريط على أنه " منشق"، هو عمليا مختطف . فقد كشفنا في الشريط أنه كان مقيد اليدين ويقرأ من خلف شاشة " لابتوب"، وحين يصل إلى تقديم بطاقته العسكرية ، يتقدم شخص ما من عدسة الكاميرا ليعرض هويته بالنيابة عنه! وهذا دليل آخر على أنه مقيد وليس حر الحركة!
هذا الأمر ليس كل شيء ، فقد عدنا اليوم إلى الشريط نفسه مع وصول أشرطة أخرى يظهر فيها الشخص نفسه ، واصل ايوب ، وسنعود إليها لاحقا. ما لفت انتباهنا في الشريط القديم الذي ظهر فيه مقيد اليدين ، ولم ننتبه إليه في حينه ، هو أن الهوية "العسكرية" التي عرضت من قبل شخص آخر أمام الكاميرا .. هوية مزورة !؟ كيف اكتشفنا ذلك ؟ الأمر بسيط ، فقد قارناها بهوية الضابط عبد الرزاق طلاس الذي كان أول ضباط يعلن انشقاقه صيف العام الماضي. ولدى مقارنة الهويتين ، نكتشف في الحال أنهما مختلفتان كليا. ومن المعلوم أن البطاقات العسكرية الخاصة بالضباط السوريين العاملين كلها موحدة في الشكل ، بغض النظر عن الرتبة والاختصاص والجهة التي يخدم فيها.( انظر نهاية هذا التقرير وقارن بين البطاقتين). هذه الهوية المزورة تجعلنا ننفي أن يكون واصل أيوب أصلا ضابطا طيارا ، أو أن يكون هناك أصلا ضابط بهذا الاسم في المعهد الجوي . والأرجح أنه شخص آخر مدني مخطوف أو من وحدات أخرى ، وسنجد قصة أخرى تدعم ذلك بعد قليل.
وبالعودة إلى الشريط الجديد الذي نشر يوم أمس ، نلاحظ أن المخطوف نفسه ظهر بين ضابطين مفترضين(؟) أحدهما يقدم نفسه على أنه " الملازم الأول أنس حيمود من كتيبة محمد بن عبد الله في مدينة حمص"، فيما يقدم الآخر نفسه ، وهو بملابس مدنية (!!؟)على أنه "الملازم عمرحسن العلي" من الكتيبة نفسها. المفارقة المذهلة في الأمر أن ضباطا لا يعرفون التراتبية العسكرية!! فبعد أن يقدم واصل أيوب نفسه ، يتحدث الملازم عمر الحسن العلي ، ثم الملازم الأول أنس حيمود ، وهذا غير جائز عسكريا ، فأنس حيمود يجب أن يكون هو المتحدث الثاني وليس الأخير! أكثر من ذلك : يبدو واصل أيوب وكأنه " مغلوب على أمره" فهو يتحدث " بدون نفس" كما نقول في التعبير الدارج، وعلامات القلق على وجهه وفي طريقة حديثه واضحة.
مع هذا ليس هذا كل ما في الأمر. فالأنكى من هذا كله هو أن النصاب الذي يقدم نفسه في هذا الشريط على أنه " الملازم الأول أنس حيمود" ، والنصاب الآخر الذي قدم نفسه باسم "الملازم عمر حسن العلي" شخصان دجالان ومنتحلا صفة . ولدينا دليل قاطع على ذلك . فقد عثرنا على شريط نشر للتو ( وهو منشور جانبا) يقدمان فيه نفسيهما على أنهما من "الفرقة 18 ـ اللواء 120 م /ك" ، إلا أنهما يظهران بطاقتين عليهما ترويسة في الأعلى تشيران إلى أنهما صادرتان عن وزارة الداخلية (يعني ضباط شرطة!! هذا بافتراض صحة الهويتين ، علما بأن الهويتين أيضا مزورتان . فهويات ضباط الشرطة شبيهة تقريبا بهويات ضباط الجيش من حيث تقنية التصنيع من البلاستيك المقوى الحساس للضوء، أي الصورة من أصل البطاقة ، وليس عليها ختم)!!!!؟؟؟
الأدهى والأعهر من هذا كله أن هذا النصاب المدعو" الملازم أول أنس حيمود" كان ظهر في 7 شباط / فبراير الماضي في شريط لـ" كتيبة الفاروق" التي يسيطر عليها عناصر "القاعدة" والوهابيون الآخرون على أنه "ضابط أسرته كتيبة الفاروق خلال إغارتها على أحد الحواجز العسكرية في حمص"!!
في الشريط الأول "أسير" ، وفي الشريط الثاني يشكل سرية من " المنشقين" ، ويستخدم هوية ضابط شرطة في الوقت الذي يقدم نفسه على أنه ضابط من اللواء 120 مشاة في الفرقة المدرعة 18 !!!؟ ( اضغط هنــا وتوقف عند الدقيقة 1.26 ).
كيف أصبح "ضابط أسير" لدى "كتيبة الفاروق" ضابط شرطة .. وضابطا في الفرقة 18 المدرعة ، واللواء 120 في الفرقة المذكورة / مشاة ميكانيكية معا !!؟ حتى إبليس نفسه لا يعرف ، فإبليس أول ثائر عاقل وصادق مع نفسه في التاريخ ، وقد انتصر بذكائه وقوة منطقه العقلي على شعوذات الله نفسه ، باعتراف القرآن ذاته!!
ما هو تفسير ذلك ؟ الأمر بسيط : هو أن تسعة أعشار "الضباط " المنشقين المزعومين هم مجرمو حق عام و / أو مسلحون إسلاميون ينتحلون صفة ضباط . هذ من جهة ، ومن جهة أخرى ، فإن أجهزة السلطة ضبطت خلال إحدى مداهماتها في حمص الشهر الماضي وكرا لهؤلاء مليئا بالبطاقات العسكرية وبطاقات الشرطة المزورة ، و أدوات تزوير ليس البطاقات فقط ، بل وحتى جوازات السفر!
مع هذا فإن الأكثر إجراما في القضية هو أن هؤلاء القتلة يقومون باختطاف العسكريين وعناصر الشرطة ( حفظ النظام) من السيارات العامة أو من الطريق
(*) ـ شاهد هنا شريطا لمراسل "الجزيرة" أحمد زيدان ، وهو من أنصار "القاعدة"و"طالبان "الأفغانية ، معروف بـ"فتاويه" القذرة ضد أبناء الأقليات في سورية كونه سليل جماعتي "الطليعة المقاتلة" و"الأخوان" السوريتين. الشريط صوره زيدان في "جبل الزاوية" مع من يسميهم "جنود الجيش الحر". يستطيع المشاهد أن يكتشف في الحال ، من أحاديث هؤلاء ولحاهم وطريقة تصرفهم ، أنهم عناصر من المنظمات الإسلامية ولا يوجد بينهم عل الأرجح شخص واحد سبق له أن كان في الجيش.(بدلا من تعبير: "ستارح..ستاعد" المعروف في " النظام المنضم" في الجيش ، نسمع : الله أكبر! وهو ما يذكر بالإيعازات في الجيش السعودي : باذن الله رجلك اليسار عن اليمين فردها!!).
وهم ذاهبون إلى أعمالهم ، ثم يصفونهم جسديا ويأخذون ملابسهم وهوياتهم وينتحلون صفاتهم وأسماءهم لاحقا. ومعظم الهويات الشخصية السليمة ، العسكرية والشرطية ، التي استخدمت من قبل "المنشقين" إنما كانت في الحقيقة هويات عسكريين أو عناصر شرطة جرت تصفيتهم بعد اختطافهم!
هكذا تشكل "الجيش السوري الحر"، وهكذا يجري تشكيل كتائبه من الإسلاميين والمجرمين وقطاع الطرق والمهربين وشذّاذ الآفاق الذين ينتحلون صفات ضباط وعسكريين "منشقين"!! ومع ذلك يخرج علينا العميل رياض الأسعد ، و العملاء في "المجلس الوطني السوري" من الدجالين والنصابين ليقولوا لنا أصبح تعداد "الجيش الحر" عشرات الألوف من الضباط والعسكريين "المنشقين"، بينما تتولى "الجزيرة" وأخواتها لاحقا تسويق هذا العلف الإعلامي لقطعان الغنم والبهائم من جمهورها الذي يمشي على أربع وينبح ويعوي وينهق بالشعارات الطائفية والمذهبية المقرفة ، ثم... يصنع ثورة الحرية والكرامة بالنصب والدجل والاحتيال والأونطة!!؟
قارن بين هوية ضابط عامل حقيقية ( هوية طلاس في الأسفل)وهوية ضابط نصاب منتحل صفة في الأعلى