الجذور التاريخية لاطلاق تسميتي: مسيحيون و نصارى
لما ظهر يسوع يدعو بين اليهود بدعوته,و كان ما زال المؤمنين به أقلية قليلة بين الشعب, لقبه الشعب والسلطات اليهودية والرومانية:"يسوع الناصري" نسبة الى بلدته الناصرة التي نشأ فيها , وهذا اللقب "الناصري" لا احراج فيه لمن لا يؤمن بدعوة يسوع انه المسيح الموعود, اما صحابة يسوع فكانت تؤمن انه المسيح, فنشأ ترادف بين اللقبين: اللقب الأول "الناصري" يدل على قوميته, واللقب الثاني"المسيح" يدل على على عقيدتهم فيه.
واللقب الذي اشتهر به يسوع بين اليهود هو "الناصري" والانجيل بحسب متى الذي دون بالبيئة الاسرائيلية, ولها, ينقل في مطلعه اللقب الذي اشتهر به يسوع بين اليهود, فيقول
"جاء وسكن في بلدة تسمى الناصرة , ليتم ما قيل:انه يدعى الناصري"(متى22:2).
انها لسنّة لدى الأقليات السياسية او الدينية او القومية , أن تلبسها التسمية التي تطلقها عليها الأكثرية التي تعاديها و التي تعيش بينها وفي بيئتها.(في البيئة الاسلامية العربية هناك مثل لذلك ,الدروز ).
وباسم الناصري عرف المسيح يسوع في البيئة الاسرائيلية واشتهر به حتى تلاميذه الاوائل عرفوا به بنسبته الى الناصرة:"ان الذي كتب عنه موسى في التوراة, وكتب عنه الانبياء, قد وجدناه:انه يسوع , ابن يوسف, من الناصرة"(يوحنا 1: 43 -45)وهكذا بحسب الوطن والقومية هو "يسوع الناصري" وبحسب الدعوة والرسالة هو "يسوع المسيح", فلا غرابة ان يسمى اتباع يسوع في البيئة الاسرائيلية:ناصريين , وفي البيئة الاممية , حيث تعنيعهم دعوته اكثر من قوميته:المسيحيين, واليهود فضلوا في اوساطهم لقب :يسوع الناصري" واسم "ناصريين " لاتباعه لانه لا يدل على اعتراف بعقيدة, ولم يتحرج اليهود المتنصرون من اسم "ناصريين" لانه من عادات بيئتهم , ولانه ليس فيه استثارة لبغض اليهود ليسوع ولهم وهم الاقلية بينهم, فيسمون يسوع على السواء :يسوع المسيح ويسوع الناصري.
بعد ارتفاع يسوع حيا الى السماء وحلول الروح القدس على رسله وصحابته, اندفعوا بالدعوة للانجيل, وطالما بقيت الدعوة في فلسطين, كانوا يسمون ناصريين (او نصارى بحسب صيغة الجمع الأرامية) , فلما انتشرت الدعوة المسيحية في سوريا اخذ الناس يسمونهم "المسيحيين" .
في الدعوة ليسوع المسيح في اورشليم قال بطرس , زعيم الرسل. في خطابه الأول لبني اسرائيلفيسوع الناصري في دعوة الرسل الأولى , المسيح الرب
ثم جرت حادثة أخرى لبطرس بشفاء مقعد على يديه وسببت ايمان المئات فدعي لدى السنهدرين للاستجواب, فخطب بطرس امامهم بان ذلك تم بأسم يسوع المسيح الناصري وخطب ايضا:
فصحابة المسيح ورسله , في بيئتهم اليهودية يجمعون في القاب يسوع الى جانب اللقب النبوي الذي به يؤمنون, المسيح,اللقب القومي الذي به عرفه اليهود, أي الناصري.
فلا بد اذن من يسمي اليهود الجاحدين مسيحية يسوع أتباعه : نصارى.
نرى ذلك لما قبض اليهود على بولس الرسول في اورشليم القدس لتقديمه للمحاكمة المدنية لدى الوالي الروماني فيلكس , فرفع الدعوى عليه باسم المجلس اليهودي الاعلى المحامي ترتلس الشهير عندهم , قال:ففي البيئة اليهودية اسم اتباع المسيح هو :"النصارى" وهم من بني اسرائيل.
ثم انتشرت الدعوة المسيحية خارج فلسطين, وقام بها كطلائع للرسل, صحابة المسيح, اليهود الهلينيون الذي ولدوا في المهاجر ونشأوا علىالثقافة اليونانية, ثم آمنوا بالمسيح, وبسبب ثقافتهم والحرية الدينية التي تعودوا عليها في مهاجرهم, كانوا أجرأ الناس دعوة للمسيحية , حتى في اورشليم, فثارت عليهم السلطات اليهودية وقتلت زعيمهم اسطفان(أع 7: 45-60) وشتتوهم خارج فلسطين , فأجتازوا حتى فينيقية وقبرص وانطاكية.وفي انطاكية طفقوا يكلمون الهلينيين ايضا مبشرين بالرب يسوع فآمن عدد كثير وهنا يذكر سفر اعمال الرسل , وهو تاريخ تأسيس المسيحية :[/color]ومنذئذ شاع هذا الاسم مع الدعوة في اقطار الدولة الرومانية, ثم في اقطار الأرض كلها , فالمسيحيون هم اتباع المسيح من الأمميين.
وهكذا صار اسم تلاميذ المسيح من بني اسرائيل :نصارى, وصار اسمهم من الأمميين :"مسيحيين"[/B][/COLOR]
|