الإعجاز في جسم الإنسان
عُجب الذنب أصل الإنسان الذي لا يبلى
بقلم الدكتور عثمان جيلان
عجب الذنب هو آخر عظمة في العامود الفقري (العصعص ) جاء ذكره في الأحاديث النبوية على أنه على أنه هو أصل الإنسان والبذرة التى يبعث منها يوم القيامة وأن هذا الجزء لا يبلي ولا تأكله الأرض .
الأحاديث الشريفة :
1- قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما تنبت البقل وليس في الإنسان شيء إلا بلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب " أخرجه البخاري ومسلم ومالك في الموطأ وأبو داود والنسائي "
2- وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال " كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب " أخرجه البخاري والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد في المسند ومالك في الموطأ .
3- عن أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم " وإن في الإنسان عظماً لاتأكله الأرض أبداً فيه يركب يوم القيامة قالوا أي عظم يارسول الله ؟ قال عجب الذنب . رواه البخاري والنسائي وأبو داود وابن ماجة واحمد في المسند وأخرجه مالك .
فالأحاديث الصحيحة السابقة واضحة المعني وتحتوي على الحقائق التالية :
1- أن الإنسان يخلق من عجب الذنب.
2- عجب الذنب لايبلى.
3- فيه يركب الخلق يوم القيامة.
الذي أخبرعنه المصطفي عليه الصلاة والسلام والذي سيركب الخلق منه يوم القيامة .
مراحل تكوين الجنين :
يبدأ تكون الجنين عندما يحدث تلقيح البويضة بحيوان منوي ، حيث يدخل الحيوان المنوي إلي البويضة وتصبح مخصبة ويتكون نتيجة لذلك الزيجوت ، ينقسم الزيجوت إلي خليتين وكل خلية تنقسم إلي خليتين وهكذا يستمر الانقسام وتكاثر الخلايا في الجنين حتى يصبح الجنين عبارة عن قرص emb ryonic discمكون من طبقتين طبقة وذلك في اليوم الرابع عشر :
صورة للعامود الفقري وتظهر آخر فقرة والتي تسمى عُجب الذنب
هما :
أ- الكتلة الخارجية تسمى Epiblast:وهي تحتوي على الخلايا الأكلة Cytotrophoblastsالتي تقضم جدار الرحم وتثبت الكرة الجرثومية فيه ، كما أنـها تسمح بتغذية الكرة الجرثومية مما يتكون حولها من الدماء والإفرازات الموجودة في غدد الرحم .
ب- الكتلة الداخلية تسمى Hypoblast:التي منها يتكون الجنين بإذن الله تعالى في اليوم الخامس عشر يظهر في مؤخرة الجنين الطبقة الظهرية خيط يسمى الخيط الأولي primitive streak نهايته مدببة تسمى العقدة الأولية وبمجرد ظهور هذا الخيط يعرف أن هذه المنطقة هي مؤخرة القرص الجنيني ومن هذا الخيط الأولي والعقدة الأولية primitive nodeتتكون جميع طبقات وأنسجة وأعضاء الجنين وهي :
- طبقة الاكتودرم : Eckoderm
والتي يتكون منها الجلد والجهاز العصبي المركزي بتأثير من الحبل الظهري .
2- طبقة الميزودرم Mesoderm
ينشأ منها العضلات الملساء المغطية للجهاز العضمي ، والعضلات المخططه المرتبطة بالعظام كذلك ينشأ منها الجهاز الدوري والقلب والعظام والغضاريف والجهاز التناسلي والبولي ( عدا المثانة) والأنسجة تحت الجلد والجهاز اللمفاوي والطحال والغدة الكظرية فوق الكلوية.
3- طبقة الاندودرم : Endorm
يتكون منها النسيج الطلائي المبطن للجهاز الهضمي والتنفسي وملحقات الجهاز الهضمي ( الكبد والبنكرياس ) والمثانة البولية والغدة الدرقية والجار درقية والقناة السمعية.
إذن فالخيط الأولي والعقدة الأولية واللذان يمثلان عجب الذنب يتكون منهما ويخلق منهما الجنين مصداق لقول الرسول صلي الله عليه وسلم ( منه خلق ).
وبعد ذلك يحدث له نكوص الخيط الأولي والعقدة الأولية وتراجع إلى الخلف (المؤخرة) ويستقر في منطقة العصعص ليكون عجب الذنب الذي أخبرنا عنه المصطفى عليه الصلاة والسلام أن الإنسان يخلق منه. وبعد ذلك يتراجع ويستقر في آخر فقرة في العصعص ليكون البذرة التي يعاد تركيب الإنسان منها يوم القيامة.
فالخيط الأولي وعقدته الأولية يمثلان عجب الذنب الذي أخبرنا عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم. [1]
الجنين المسخ دليل على أن عجب الذنب يحتوي على الخلايا الأم التي تكون الجنين :
كما نعلم أنه بعد تكوين وخلق الجنين من الخيط الأولي والعقدة الأولية يتراجعان ويستقران في العصعص وفي آخر فقرة منه وتبقي موجودة في العصعص محتفظة بخصائصها ومقدرتها الكلية الشاملة وإذا حدث لها مؤثر ونمت مرة أخري فإنها تنمو نموا يشبه نمو الجنين مكونة ورما مسخيا يشبه الجنين المشوه وتخرج بعض الأعضاء كاملة ( قدم أو يد ) بأصابع وأظافر ووجود هذه الخلايا في منطقة العصعص لكي تحفظ البدأة الشرية ويمكن الاستدلال بهذا على صحة الحديث الذي يقول إن الإنسان يركب من عجب الذانب يوم القيامة فمنطقة عجب الذنب تحتوى على خلايا الخيط الأولي والعقدة الأولية وهي ذات مقدرة شاملة كلية بحيث لو نمت خلية فإنها تنمو نموا بحيث تكون جنيناً حيث تبدأ في تكون الطبقات الأولية الثلاث الكتودرم والميزودرم والاندودرم تماماً مثل نمو الجنين، وينمو ورماً مسخياً ، يشبه الجنين بحيث تبرز بعض الأعضاء كالقدم واليد والأعضاء الباقية تكون داخل الورمه بحيث عندما يفتح الورم بعد استئصاله يفتح فيجد الجراح الأعضاء الباقية والأجهزة داخل الورمه فيجد الأسنان والأمعاء والعظام والشعر والغدد .
وهذا يستدل به على إمكانية إعادة تركيبه يوم القيامة ( تركيب الانسان) من عجب الذنب الذي يحوي خلايا الخيط الأولي والعقدة الأولية ذات المقدرة الكلية الشاملة [2].
صور للتوءم المسخ الذي ينتج عن حدوث ورم في عُجب الذنب إنه دليل لا يدع مجالاً للشك أن عُجب الذنب يحتوي على الخلايا الأم التي يتكون منها الجنين
أما أنه عجب الذنب لا يبلى..
لقد أكتشف العلماء أن الذي يقوم بالتخليق والتنظيم لجميع خلايا الجنين هو الخيط الأولي والعقدة الأولية وقبل أن يتكونا لم يكن هناك أي تمايز أو تحديد لمصير خلايا الجنين فقط عبارة عن طبقتين لكن بمجرد ظهور الخيط الأولي والعقدة الأولية يحدث التمايز ومن أهم العلماء الذين أثبتوا هذه الحقيقة العلمية هو العالم الالماني الشهير (هانس سبيمان) حيث قام بدراسات وتجارب على الخيط الأولي والعقدة الأولية وأكتشف أن الخيط الأولي والعقدة الأولية هما اللذان ينظمان خلق الجنين وأطلق عليهما أسم (المنظم الأولي أو المخلق الأولي) (Primary Organizer)وقام بقطع هذا الجزء (الخيط الأولي والعقدة الأولية) وزرعه في جنين أخر في المراحل الجنينية المبكرة في الأسبوع الثالث والرابع فأدى ذلك إلى نمو جنين ثانوي من هذه القطعة المزروعة في الجنين المضيف حيث تقوم هذه القطعة المزروعة بالتأثير على البيئة التي حولها والمكونة من خلايا الجنين المضيف بحيث تؤثر عليها وتنظمها ويتخلق منها جنين ثانوي مغروساً في جسد الجنين المضيف.
وقد بدأ العالم الألماني تجاربه على البرمائيات بحيث قام بأخذ المنظم الأولي (فتحت المعي الخلفي) وزرعه في جنين أخر أدى إلى نمو جنين ثانوي والزراعة تكون بقطع المنظم الأولي ( الخيط الاولي والعقدة الأولية ) ووضعه في جنين أخر في نفس العمر وتحت طبقة الإبيبلاست فيؤدي ذالك إلى نمو محور جنين ثانوي ولقد قام العالم الألماني (سبيمان) عام 1931م بسحق المنظم الأولي وزرعه مرة أخرى فلم يؤثر السحق حيث نما مرة أخرى وكون محورا جنينياً ثانوياً رغم سحقه ولم تتأثر خلاياه وفي عام 1933م قام هذا العالم وعلماء آخرون بغلي المنظم الأولي وزراعته بعد غليه فشاهدوا أنه يؤدي إلى نمو محور جنين ثانوي بعد غليه ولم تتأثر خلاياه بالغليان ولقد نال العالم الألماني (سبيمان) جائزة نوبل عام 1935م على اكتشافه للمنظم الأولي.
وكما أسلفنا أن العالم الألماني سبيمان هو الذي أطلق على هذا الجزء إسم المنظم الأولي أو المخلق الأولي للعظام ، وقد قام بعملية زرعه في جنين آخر فأنتجت جنيناً ثانوياً وفي عام 1931م قام بسحقه وزراعته بعد سحقه فلا حظ انه لازال يؤدي إلي نمو محور جنيني ثانوي ، وفي عام 1933م قام بغليه وزراعته بعد غليه فأدي إلي نمو جنين ثانوي ولم يتأثر بالغليان .
وفي عام 1935 نال العالم الأماني سبيمان جائزة نوبل على اكتشافه المنظم الأولي وزراعته له[3]
صورة للعالم سبيمان وتلميذته مانجولد ويظهر فيها جائزة نوبل لاكتشافة وزراعته للمنظم الاولي ( عجب الذنب) في البرمائيات
ولقد قام الدكتور عثمان الجيلاني بالتعاون مع الشيخ عبد المجيد الزنداني في رمضان 1424هـ في منزل الشيح عبد المجيد الزنداني في صنعاء بتجربة على العصعص حيث قاموا وتحت تصوير تلفزيوني بأخذ أحد فقرتين لخمس عصاعص للأغنام وقاموا بإحراقها بمسدس غاز فوق أحجار ولمدة عشرة دقائق ( حتى احمرت وتأكدوا من احراقها التام بحيث أصبحت حمراء وبعد ذلك أصبحت سوداء متفحمة فوضعوا القطع في علب معقمة وأعطوها لأشهر مختبر في صنعاء ( مختبر العولقي ) وقام الدكتور / صالح العولقى أستاذ علم الانسجة والامراض في جامعة صنعاء بفحصها نسيجيا وكانت النتيجة مبهرة حيث وجد خلايا عظمة العصعص لم تتأثر ولازالت حية وكأنها لم تحرق ( فقط احترقت العضلات والأنسجة الدهنية وخلايا نخاع العظم المصنعة للدم . أما خلايا عظمة العصعص فلم تتأثر [4].
[1] Primitive streak
uring the development usually on day 15, a thickened linear band of epiblast known as the primitive streak appears caudal in the midline of the dorsal aspect of the embryonic disc.
It is clearly visible as a narrow groove with slightly bulging regions on either side.
KEITH. L. Moore. The Developing Human, page 54.
Human embryology 4th edition, page 69.
[2] Teratoma :- Containing Representative cells from all three embryonic Layers ( ectoderm, Mesoderm, endoderm) and containing hair, teeth, muscle, glands,…
The precise origin of teratoma probably from migrating totipotential cells found in proximity to the hensens node in the early embryo the peak incidence is in the second and third decades.
1- Sho practice of surgery page102
2- Sabiston text book of surgery 16th edition page
[3] .Human embryology, 4th edition page 196
[4] ملخص للبحث الذي قدمه الدكتور عثمان جيلان في المؤتمر السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي عقد في دبي 2004م.
المصدر : موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة