لتحلم الجماهير العربية كما تشاء، و لكن تبقى استفتاءاتها بلا قيمة و لا تدل سوى على سراب.
يعني بالمختصر المفيد، عندما يقول ٩٠ بالمائة من العرب انهم لا يرون ايران عدوة، فان هذا يعني ان ٩٠ بالمائة من العرب يتمنون الا تكون ايران عدوة.

(08-17-2010, 07:23 PM)observer كتب:  لتحلم الجماهير العربية كما تشاء، و لكن تبقى استفتاءاتها بلا قيمة و لا تدل سوى على سراب.
يعني بالمختصر المفيد، عندما يقول ٩٠ بالمائة من العرب انهم لا يرون ايران عدوة، فان هذا يعني ان ٩٠ بالمائة من العرب يتمنون الا تكون ايران عدوة.

أو يمكنك ان تصيغ عباراتك بالشكل التالي (كما كان يفعل بعض زملائك في النادي هنا):
"الجماهير العربية هي عبارة عن مجموعة من الرعاع و الهمج التي لا تعي مصالحها و تنساق كالغنم وراء عواطفها الكاذبة... و النخب الحاكمة المتحالفة مع الاستعمار ثم الامبريالية ثم البوشية هي و اجهزتها و مؤسساتها هي من تقود قطعان الغنم نحو مصالحها الحقيقية غصبا عن تلك القطعان ....
اذا اعتبرت مثلا تلك النخب و اجهزتها ايران الشاه صديقا و حليفا و نديما, على القطعان ان تصدق ان ايران جارة حضارية و لديهنا مصالح تاريخية معها, و اذا اعتبرتها عدوا و خطرا و مشروعا (تفريسيا) ينبغي ان تتذكر تلك القطعان طنب الصغرى و الجحشة الكبرى (واطنباااه) و حقيقة ان ايران رافضية المذهب مجوسية الاعتقاد باطنية النوايا تريد نشر التشيع و احلال الفارسية مكان العربية....

و كذلك الامر بالنسبة لتركيا.....
و كذلك الامر بالنسبة لروسيا
أو الصين
أو فنزويلا
أو اي دولة اخرى يدلنا عليها الامير مقرن و عبد الرحمن الراشد و باقي صبيان النخب الحاكمة...

و عاشت النخب الحاكمة
و عاش الاعلام النفطي
و عاش النفط
و عاش الزفت, الذي لولاه لسيطر الرعاع و الهمج على الطبقات النخبوية المخملية الارستقراطية الحاكمة.....
و لتخسأ الجماهير الهمجية القاصر عن فهم حقيقة ما يجري من حولها..."

(08-18-2010, 08:27 AM)أبو خليل كتب:  

(08-17-2010, 07:23 PM)observer كتب:  لتحلم الجماهير العربية كما تشاء، و لكن تبقى استفتاءاتها بلا قيمة و لا تدل سوى على سراب.
يعني بالمختصر المفيد، عندما يقول ٩٠ بالمائة من العرب انهم لا يرون ايران عدوة، فان هذا يعني ان ٩٠ بالمائة من العرب يتمنون الا تكون ايران عدوة.

أو يمكنك ان تصيغ عباراتك بالشكل التالي (كما كان يفعل بعض زملائك في النادي هنا):
"الجماهير العربية هي عبارة عن مجموعة من الرعاع و الهمج التي لا تعي مصالحها و تنساق كالغنم وراء عواطفها الكاذبة... و النخب الحاكمة المتحالفة مع الاستعمار ثم الامبريالية ثم البوشية هي و اجهزتها و مؤسساتها هي من تقود قطعان الغنم نحو مصالحها الحقيقية غصبا عن تلك القطعان ....
اذا اعتبرت مثلا تلك النخب و اجهزتها ايران الشاه صديقا و حليفا و نديما, على القطعان ان تصدق ان ايران جارة حضارية و لديهنا مصالح تاريخية معها, و اذا اعتبرتها عدوا و خطرا و مشروعا (تفريسيا) ينبغي ان تتذكر تلك القطعان طنب الصغرى و الجحشة الكبرى (واطنباااه) و حقيقة ان ايران رافضية المذهب مجوسية الاعتقاد باطنية النوايا تريد نشر التشيع و احلال الفارسية مكان العربية....

و كذلك الامر بالنسبة لتركيا.....
و كذلك الامر بالنسبة لروسيا
أو الصين
أو فنزويلا
أو اي دولة اخرى يدلنا عليها الامير مقرن و عبد الرحمن الراشد و باقي صبيان النخب الحاكمة...

و عاشت النخب الحاكمة
و عاش الاعلام النفطي
و عاش النفط
و عاش الزفت, الذي لولاه لسيطر الرعاع و الهمج على الطبقات النخبوية المخملية الارستقراطية الحاكمة.....
و لتخسأ الجماهير الهمجية القاصر عن فهم حقيقة ما يجري من حولها..."

عزيزي ابو خليل،
انا لا اناقش هنا قضية عداء ايران للشعوب العربية فهذه قضية واضحة، فقد تبين جليا حقد الملالي مثلا عندما سرقوا الطائرات المدنية و العسكرية العراقية عندما وثق بهم العراق و اودعها لديهم كأمانه ابان حرب الخليج الاولى. و قضية مصادرة جزر ابو موسى و طنب الكبرى و طنب الصغرى و سلخها من وطنها الام لا تدل على صداقة ايران للعرب، كما ان اطلاق التصريحات بين الفينة و الفينة حول ضم البحرين لايران و الصراع على الخليج العربي لا تشير الى حسن نوايا الملالي نحو الامة العربية.

و لكن ما اناقشه هنا هي الاستفتاءات العربية التي لا تشير سوى الى عدم نضج الشارع العربي لاتخاذ زمام المبادرة بالطرق الديمقراطية و الاستفتاءات. فتخيل يا ابو خليل مثلا ان يمتلك الشارع زمام اموره و تقرير مصيره عن طريق الاستفتاء منذ يوم الغد، فكيف ستكون قراراته يا ترى؟؟
سيتم التصويت بحوالي ٩٠ بنعم لفتح حدود الدول العربية مع اسرائيل لمهاجمتها دون حساب ادنى اعتبار لموازين القوى المائل بشكل واضح لصالح اسرائيل، مما سيؤدي الى مزيد من احتلال الاراضي العربية بمباركة المجتمع الدولي تحت ذريعة دفاع اسرائيل عن نفسها.
و سيتم مثلا ايضا التصويت بنعم لصالح فتح باب الجهاد في افغانستان و البوسنة و الهرسك و غيرها من بؤر التوتر بين المسلمين و بقية خلق الله مما سيستجلب على العرب اسوأ التبعات السياسية و الاقتصادية و العسكرية.
بكل تأكيد سيصوت الشارع العربي بنعم الكبيرة لصالح مثلا تطبيق الشريعة الاسلامية، مما سيحول الوطن العربي الى مجتمع طالباني كبير معادٍ لحقوق الانسان و البشرية.
هذه امثلة بسيطة لما ستكون عليه الامور فيما لو ترك الامر للشارع العربي و قد بدأت ارهاصاتها بانتخاب حركة حماس بنسبة كبيرة من الشعب. في الشرق الاوسط ايها الزميل بعكس كل العالم الحكومات اوعى من شعوبها و ادرى بمصالحها.

عزيزي observer.... ردك مقسوم الى قسمين...
القسم الاول حول محاولتك اثبات نظرية عداء لايران لنا عبر وقائع و قضايا معينة...
و الثاني حول نظرية (الهمج الرعاع versus النخب الحاكمة) و هذا موضوع فلسفي معقد منذ ايام الاغريق و له بحث يطول, لكن ما يعنيني منه انك هنا تبدو من داعمي النخب السلطوية الحاكمة في مشيخاتنا العربية عوضا عن (الجماهير الغبية و القاصرة)...

بخصوص القسم المتعلق بأسباب العداء لايران , فهو لا يعدو عن الاسطوانة المشروخة اياها (طنب الصغرى و البحرين و العراق و لبنان و اليمن... الخ...) و سبق و نوقشت مرارا.. و الهدف من اثارتها لا يخفى (على الشعوب الهمجية) اياها


خذ مثلا موضوع الجزر الثلاث... موضوع حدودي عادي يوجد مثله لدى اغلب دول المنطقة بدون استثناء (خذ مثلا لواء الاسكندرون) , و ناقشناه سابقا, حيث تنازلت ايران عن البحرين مقابل الجزر الاخرى... اي مسألة حدودية بين جيران و اصحاب تاريخيين.. اصبحت موضوع مؤامرة و رافضة و مجوس و تفريس و هلال شيعي و بعبع جاي ياكلنا...

---

بالمناسبة...
هذا احصاء اخر تبين فيه ان (قطيع الهمج الرعاع) اياه اختار بشار الاسد االزعيم لاكثر شعبية بين الرؤساء العرب

Assad - Most popular Arab leader
Published June 10th, 2009 - 17:34 GMT

An American public opinion poll held in six Arab states indicated that Syrian President Bashar al-Assad is the most popular Arab leader. The poll, conducted by Maryland University in cooperation with Al-Zughbi International Foundation for Polls, showed that al-Assad has got most votes among Arab leaders. The poll included a sample taken in six Arab countries, namely Egypt, Jordan, Lebanon, Morocco, Saudi Arabia and the UAE.

Crown Prince of Abu Dhabi, Sheikh Mohammed bin Zaid Al Nhayan came second, and Sayyed Hassan Nasrallah, Secretary General of Lebanon's Hizbullah came third. As for international figures, Venezuelan President Hugo Chavez came first, and President Bashar al-Assad came second, SANA reported.

In response to a question about the most dangerous factor that poses a threat to the region, Israel was ranked first with 88%, and USA was the second with 77%. On the Arab-Israeli conflict, 44% of the participants said that Israel has become weaker after the recent war in Gaza Strip, while 11% considered that it is stronger.

On the other hand, 77% supported establishing a Palestinian national unity government. Regarding Iraq, 72% voted that Iraq became worse since the US occupation in 2003. The public opinion poll was announced recently during a lecture held at Brookings Institution in the presence of a big number of US government officials, diplomatic missions and research centers.

http://www1.albawaba.com/en/news/assad-m...rab-leader

(08-18-2010, 02:52 PM)أبو خليل كتب:  بخصوص القسم المتعلق بأسباب العداء لايران , فهو لا يعدو عن الاسطوانة المشروخة اياها (طنب الصغرى و البحرين و العراق و لبنان و اليمن... الخ...) و سبق و نوقشت مرارا.. و الهدف من اثارتها لا يخفى (على الشعوب الهمجية) اياها


خذ مثلا موضوع الجزر الثلاث... موضوع حدودي عادي يوجد مثله لدى اغلب دول المنطقة بدون استثناء (خذ مثلا لواء الاسكندرون) , و ناقشناه سابقا, حيث تنازلت ايران عن البحرين مقابل الجزر الاخرى... اي مسألة حدودية بين جيران و اصحاب تاريخيين.. اصبحت موضوع مؤامرة و رافضة و مجوس و تفريس و هلال شيعي و بعبع جاي ياكلنا...

---

هذه المشاكل الحدودية و غيرها من المصالح الاخرى و التي تراها عادية غالبا هي ما غيرها السبب في عداء الدول لبعضها البعض. لاحظ لا يوجد لنا اي مشاكل مع اليابان و لا هندوراس و لا الاكوادور ولا جزر المالديف، و لكن هناك عداء علني وواضح بيننا و بين اسرائيل و آخر غير ظاهر يخبو تحت الرماد بيننا و بين ايران و بيننا و بين تركيا و يستعر بين الفينة والفينة حسب المعطى السياسي، و هذا ما يفسر مثلا القلق العربي من امتلاك ايران لقوة نووية، ولا تنسى ان هذا البعبع (حسب تعبيرك) لم يتوانى مرة في العام ١٩٧٩ من استخدام انيابه ضدنا.

اقتباس:بالمناسبة...
هذا احصاء اخر تبين فيه ان (قطيع الهمج الرعاع) اياه اختار بشار الاسد االزعيم لاكثر شعبية بين الرؤساء العرب.....

انا لا احبذ لفظة رعاع، بل اقول الشارع الغير مهيأ او الغير واعٍ للديمقراطية. بمناسبة شعبية رؤوساء العرب لدى مواطنيها، فاني اذكر ان صدام حسين تم انتخابه بنسبة ١٠٠ بالمائة بورق اقتراع كتب بالدم، وهذه الحالة تتشابه في كل الدول العربية (انتخابات و ديمقراطية غير حقيقية).
لو قدر للسوريين ان يمارسوا انتخابات حقيقية سيصبح البيانوني الرئيس السوري الجديد و سينزل علم الوحدة العربية من اعلى الساري ليرتفع بدلا منه علم لا اله الا الله محمد رسول الله.

اقتباس:هذه المشاكل الحدودية و غيرها من المصالح الاخرى و التي تراها عادية غالبا هي ما غيرها السبب في عداء الدول لبعضها البعض. لاحظ لا يوجد لنا اي مشاكل مع اليابان و لا هندوراس و لا الاكوادور ولا جزر المالديف، و لكن هناك عداء علني وواضح بيننا و بين اسرائيل و آخر غير ظاهر يخبو تحت الرماد بيننا و بين ايران و بيننا و بين تركيا و يستعر بين الفينة والفينة حسب المعطى السياسي، و هذا ما يفسر مثلا القلق العربي من امتلاك ايران لقوة نووية، ولا تنسى ان هذا البعبع (حسب تعبيرك) لم يتوانى مرة في العام ١٩٧٩ من استخدام انيابه ضدنا.

عزيزي اوبزيرفير, المشاكل الحدودية التاريخية بين الدول المتجاورة شيئ, و الابتلاع الصهيوني لفلسطين شيئ آخر مختلف تماما... لا يجوز ابدا ان تضع الامرين في كفة واحدة....

عندما رسمت القوى الاستعمارية الحدود فعلت ذلك بمعزل عن الدول المعنية التي اما لم يكن لها وجود انذاك او كانت خاضعة و تابعة لهذا الاستعمار...
تكاد لا تجد اي دولتين في منطقتنا لا يوجد لديهما على مناطق حدودية متحفظ عليها , حتى تلك المرسومة بالمسطرة كخط مستقيم, و ازيدك, بأنه مثلا عندنا في لبنان, بين المحافظات و الاقضية و البلدات, هناك مشاكل حدودية و اراض متنازع عليها تعود الى زمن الانتداب الفرنسي الذي عين الحدود بطريقة اعتباطية على الورق دون العودة الى ابناء القرى...

اما الاحتلال الاسرائيلي, فامر مختلف نوعيا عن كل ذلك.. هو اغتصاب وجسم غريب زرع في منطقتنا, نرفضه و نعاديه من منطلقات تاريخية و قانونية و انسانية, ليس بيننا و بين يهود الفلاشا و روسيا و بولندا قواسم مشتركة و لا روابط تاريخية و حضارية تجمعنا كتلك التي تجمعنا بايران و تركيا و حتى ان شئت الهند, حتى تصبح المسألة مسألة حدود متنازع عليها... و لاحظ ايضا ان هناك برضو مسائل حدودية بيننا و بين الكيان الغاصب تعود الى زمن الترسيم و هي مسائل مختلفة عن مسألة الرفض الوجودي و العداء التاريخي الذي نكنه لهذا الكيان الغريب المزروع في منطقتنا....

النزاعات الحدودية التاريخية بين الدول المتجاورة شيئ, و قضية اغتصاب فلسطين و عدائنا للكيان الغاصب شيئ اخر مختلف تماما... علاقتنا مع ايران و تركيا مختلفة تماما عن تلك مع (اسرائيل)....
اما بخصوص البعبع الذي ابتدأ عام 79, فهل نفهم من كلامك ان قضايا الجزر الثلاث و النفوذ الاقليمي و المذهب الشيعي كلها امور ابتدأت فقط بعد الثورة؟
و لماذا كانت الانظمة الرسمية العربية تسكت عنها ايام الشاه, بل و لماذا كان مشايخ العربان يقفون بالصف على باب الشاه؟ (ما زلت للان تجد لدى العائلات الارستقراطية و الحاكمة العربية صورا يتفاخرون بها تجمع اعضاءها بالشاه أو حاشيته او كلبا من كلابه المهجنة الراقية و يعلقون تلك الصور للان في صدر الصالون امام الضيوف.....
لماذا تتذبذب علاقة الانظمة المشخاتية العربية مع ايران طبقا لتذبذب علاقة الاخيرة مع الغرب؟
الان فيما لو حدث مثلا انفراج في العلاقة بين ايران و امريكا و اتفاق على نقاسم النفوذ و السماح بامتلاك ايران الطاقة النووية في مقابل دعمها لعملية السلام في المنطقة (و هذا ما صرح به العديد من الساسة الغربيون و الايرانيون) , انا اكيد بأن الاعلام النفطي سوف يهلل للبعبع السابق و سوف ينتقل للاشادة بايران و تقدمها العلمي و النووي..
بالمناسبة.. انظر الى هذا الاعلان الامريكي في السبعينات و هو يتفاخر بأنه حتى شاه ايران اصبح لديه قدرات نووية....



اين كان اشاوس الاعلام العربي ليولولوا عن البعبع يومها؟

طبعا كانوا في بلاط الشاه ينتظرون لساعات على امل الحصول على شرف فرصة لقائه و التسليم عليه....




بالنسبة لموضوع بشار الاسد و قصة ال90%, لاحظ -حضرتك-ان الاستفتاء حصل في 6 دول عربية ليس بينها سوريا (الاردن, مصر, السعودية, الامارات, المغرب و لبنان) و لاحظ انها دول تتبع للحظيرة الامريكية, اي ان شعوب تلك الحظيرة أيدت بشار الاسد رغما عن انف انظمتها المشيخاتية المنبطحة...

و اذى اردت الاصرار على ان تلك الشعوب جاهلة و قاصرة يا ريت اذا لا بقى تحاضروننا بقى عن الديموقراطية و الحرية و باقي السمفونية التي تبين انكم لا تؤمنون بها الا عندما توافق اهواءكم.....

تحياتي...

عزيزي ابو خليل،
انا لا اقارن درجة العداء مع اسرائيل بتلك التي مع ايران او تركيا. و لكن ما اردت قوله ان ايران لم تكن في يوم من الايام و حتى تاريخ هذه اللحظة صديقة للعرب، و دعمها لحركات المقاومة الجادة منها (كحزب الله) و الغير جادة (كحماس) ما هي الا ورقة تساوم بها من اجل مصالحها حينما يحين الجد. فايران لم تتورع مثلا من التعاون مثلا مع امريكا في فترة الحرب العراقية الايرانية لشراء اسلحة منها لدعم المجهود الحربي فيما عرف آنذاك بفضيحة الكونتراس في الوقت التي اطلقت على امريكا مسمى الشيطان الاكبر.
ايران قورش لا تختلف عن ايران كسرى ولا تختلف عن ايران الشاه ولا تختلف عن ايران الملالي في رؤيتها لعلاقاتها مع العرب، فجوهرها يبقى واحد و لكن لونها يتغير مع تغير نظام الحكم هناك. ففي زمن الشاه كانت ايران مخفرا امريكيا ثانيا في الشرق الاوسط بعد اسرائيل، و اليوم اختلف الشريكان الامريكي و الايراني فقررت الاخيرة فتح مخفرها الخاص بها وفق رؤيتها و لونها الجديدين. و مع هذا لا تتوانى ايران في التعاون احيانا مع الشيطان الاكبر من اجل تسليك مصالحها كما يحدث اليوم بالعراق.

نرجع لقضية الديمقراطية و الاستفتاءات، و هنا اكرر ان الشعوب في الشرق الاوسط غير ناضجة بعد لمثل هذه التجربة (و لا ارى ما يهين في مثل هذا القول، فهو وصف علمي لما يحدث و غير المقصود التقليل من شأنها)، بدليل صعود التيارات المعادية اصلا للديمقراطية (كحماس، و الاخوان في مصر و من قبلهما في الجزائر) بطرق ديمقراطية. و لا اعرف مثلا كيف تفسر لي نتيجة الاستفتاء التي قامت بها الجزيرة نت قبل حرب الخليج الاخيرة و التي اعطت ما نسبته ٩٠ بالمائة لصالح انتصار العراق على امريكا فيما لو نشبت الحرب بينهم!!!!
لاحظ ان هذه الشعوب عاطفية تنبع قراراتها من قلبها و ليس من عقلها، و هنا سأعطيك مثلا آخرا من الامس القريب، و هو عند انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في العام ١٩٩١ هبٌّ المقاومون الفلسطينيون في الضفة الغربية و قطاع غزة يقفزون الى السيارات العسكرية الاسرائيلية، التي كانوا بالامس يقذفونها بالحجارة، يزينونها باغصان الزيتون، و بعد المؤتمر و بعد او توتر و احتكاك مباشر مع الوضع العسكري الاسرائيلي بالضفة رجع رشق الحجارة.
عزيزي ابو خليل، الشعوب الديمقراطية من سماتها انها تنتهج سياسات ثابتة، فلا تتعكر مثلا سياساتها اتجاه بلدان حصل بها حادث او حادثين خطف لرعاياها فيها (كما حصل من خطف في اليمن مثلا) او لا تنتهج سياسة عدائية ضد دول لان الاعلام فيها معادٍ لها (للدول الديمقراطية)، بينما لان شعوبنا عاطفية و غير ديمقراطية فان رسم كاريكاتوري عفوي يهيجها من المحيط الى الخليج و يجعلها تحرق سفارات و مصالح دول يُشك في طواطؤها مع مع راسم تلك الرسوم الساخرة!!!!

سأترك مسألة نضج الشعوب و اهلية النخب الحاكمة لموضوع منفصل قريبا.. لكن ما يعنيني اهو ان الشعوب العربي (سواء اكانت ناضجة ام لا) هي في موقع آخر غير موقع نخبها و حكامها و مؤسساتها الاعلامية التي تجعّر بعكس آراء شعوبها.....

اما بخصوص العداء لايران, اشكرك على تميزك المنهجي بينه و بين العداء لاسرائيل....
ما اود ان اقوله, انه بالنسبة الي انا اعتبر ان ايران كانت سندا لي كلبناني في وجه الاحتلال الاسرائيلي و لولاها لكان لبنان منذ 17 أيار 1983 بمثابة اردن آخر ....هي لو ارادت ان تعمل حقا وفق مصالحها لارتمت في الاحضان الامريكية للتو و لانهال عليها المن و السلوى الدوليين بدل الشمحطة وراء حركات الممانعة المنبوذة و المحاربة مشيخاتيا و دوليا....

بالنسبة لايران كونترا, سبق و ان ناقشت ذلك و سأنقل مداخلتي يومها كما هي:

------------------------------------------------------
اذكر انه في ما مضى كان لي نقاش مطول مع بعض الزملاء في منتدى "مجاور" حول موضوع ايران غيت, حيث كان البعض يتخيل ان تلك الصفقة هي بمثابة دليل دامغ على (المؤامرة التاريخية السرية) التي تربط الفرس الروافض باليهود و الصليبيين للنيل من المسلمين

طبعا انا اعرف انه لا يوجد من يصدق مثل هذا الهراء في النادي هنا (ربما باستثناء الزميل ابن نجد -اينه بالمناسبة؟)

لكن -و نتيجة مراجعاتي يومها لمصارد التحقيقات الاصلية الامريكية و التقرير الصارد عنه و هو متوفر على موقع الارشيف الوطني الامريكي على ما اذكر (ساحاول التفتيش من جديد على روابطه, استطيع ان اقول لك ما يلي:

باختصار فان قصة ايران غيت و ما فيها هو ان الادارة الامريكية و كعادتها في ممارسة الالاعيب القذرة في تمويل و هندسة الانقلابات في العالم الثالث (الان تحول الامر الى هندسة "الثورات الملونة" ) كانت بحاجة لتمويل عصابات الكونترا في نيكاراغوا, و كان الكونغرس قد اصدر للتو تعليمات بالتشدد في كيفية صرف ميزانيات ال سي اي ايه و تمويل العمليات الخارجية و كذلك الامر (ينسى الجميع التعرض لهذه النقطة الحساسة) اتخاذ اجراءات لمنع ما كان سائدا من استحصال تمويل عبر انظمة ديكتاتورية غنية (و غبية) موالية لامريكا لتمويل تلك الانشطة, و ذكر التقرير بالاسم البقرة الحلوب و العشيقة اللعوب الممكلة العربية السعودية ارض الحرمين و مهد الاسلام الخ..... و التي كانت تمول من اموال الشعب السعودي كافة طلبات السي اي ايه السرية و التي لا يمكن تمريرها بالطرق القانونية عبر الكونغرس....


فكان ان تفتقت عبقرية كبار القادة الاستخبارتيين عن طريقة طالما اعتمدت في هكذا ظروف و هي مطابقة لطريقة عصابات مافيا تبييض الاموال,
و كان الوضع السياسي في لبنان حرجا مع سيطرة الميليشيات الموالية لايران و خطف العديد من الامريكيين و الغربيين بينهم قادة استخبارات, و كانت ايران في الوقت نفسه (نتيجة الحصار الدولي عليها , ابان حربها مع حارس البوابة الشرقية المهيب الركن ) في حاجة ماسة الى اسلحة معينة و قطع غيار لاسلحة امريكية من جملة عطايا الامريكيان لشرطي المنطقة الوفي ايام الشاه...

المهم, اي طفل صغير لديه تجربة يوم او يومين في السوق يعرف ان التجارة بشكل عام و تجارة الاسلحة بشكل خاص هي تجارة قذرة, و للحصول على انواع معينة بنبغي ان تتعامل مع اجهزة سرية و عصابات و مافيات و سوق سوداء و سماسرة و حتى مع الشيطان نفسه ... و لا تقل لي انك لا تعرف ذلك او لا تتوقعه... ازعل منك ها...
عموما, وجدت امريكا الامر مؤاتيا لعقد صفقة سرية بينها و بين ايران لتزويدها باسلحة معينة و قطع غيار, مقابل الافراج عن مخطوفيها في لبنان, و استعمال اموال الصفقة تلك في تمويل عصابات الكونترا...
طبعا لم يكن ممكنا تزويد الاسلحة من الترسانة الامريكية مباشرة لان ذلك سيستدعي تحقيقات من لجان الكونغرس التي كانت حمراء العين وقتها, فكان الحل بأن تقوم اسرائيل بتزويدها من ترسانتها الخاصة و تقوم امريكا بتعويض تلك الاسلحة لاسرائيل بشكل روتيني و ذلك سيحظى بتأييد الكونغرس اوتوماتيكيا.....

و هكذا كان,
قامت ايران بالحصول على الاسلحة التي تريد عبر وسطاء سريين تماما كما تحصل عليها من اي سوق سوداء و كما تفعل جميع الدول في العالم ,
و لكن و بعد اتمام الصفقة و لكي تتهرب ايران من تنفيذ كامل التزاماتها تجاه امريكا, قامت بفضح تفاصيل تلك الصفقة عبر صحافي كان موال لها (في تلك الايام - حسن صبرا و هو الان عمود ركن في ثورة الارز و القرنبيط) فقام بنشر تفاصيل الصفقة في صحيفته المغمورة (الشراع) التي زوده بها الايرانيين المسيطرين على بيروت الغربية يومها, (حسن صبرا يومها كان من اشاوس جبهة الصمود و التصدي و يحمل كلاشينكوفا يحرر به العالم من نير الاستكبار و الاستعمار, قبل ان يكتشف مؤخرا ان الاستعمار لا يريد شيئا سوى امننا و سلامتنا و تحضرنا و حبنا للحياة...

عموما...

تقاطعت معلومات الشراع يومها مع حادث طائرة سقطت في ادغال امريكا اللاتينية و تبين انها كانت تنقل اموال و ان عددا من طاقمها الصرعى (نسيت عددهم) هم من موظفي السي اي ايه....الامر الذي اعطى مصداقية للمصادر الايرانية عبر الشراع,
و هكذا تم افتضاح الامر برمته و تشكيل لجان تحقيق و استقصاء امريكية شملت ريغن و نزولا الى اصغر موظف امني امريكي له علاقة بالموضوع, و تمت لفلفة الموضوع ولم يحساب رؤوس كبيرة كي لا تصاب ادارة ريغن بالاحراج في ظرف دولي كان حرجا وقتها,

و المحصلة النهائية كانت ما يلي:

1. حصلت ايران على اسلحة امريكية جديدة (لنك ) بسعر competetive كان متعذرا الحصول عليه من السوق السوداء حتى من وسطاء اسرائيليين

2. كانت ايران غيت بمثابة فضيحة سياسية للادارة الامريكية و اظهرت الالاعيب و الصفقات السرية التي كانت تقوم بها داعية الحرية و نشر الديموقراطية

3. كان في الامر انجاز استخباراتي ايراني دفعت ايران ثمنا بخسا مقابل فضيحة باهظة لامريكا

4. ايران غيت هي في الحقيقة فضيحة للنظام السعودي الذي تم فضح دوره (الدعائري) في تمويل و تنظيف اعمال سيده القذرة حتى بدون مقابل اللهم الرضا على كرسي الرئاسة (مع ان احدا لم يهدد هذا النظام ولا مرة)

5. و اخيرا و هنا لب الموضوع, الصفقة برمتها صفقة استخباراتية طبيعية تحدث دوما بين الاصدقاء و الاعداء و لا خلفيات ايديولوجية او مؤامراتية لها , و ليس كما يحلو لاعراب امريكا من السلفيين ان يستعملوها كدليل لمؤامرة الروافض و اليهود للقضاء على اهل السنة و الجماعة ...


و اخيرا عذرا للاطالة, و سيكون لي عودة ان اقتضى الامر لذكر المصادر و المراجع الاصلية و التفاصيل...

لا حاجة لمصادر لان ما ذكرت دقيق للغاية، ولكن المأخذ على ايران في هذه القضية هو استعدادها الكامل عند اللزوم للتعاون مع الشيطان نفسه في سبيل مصالحها. و لا يغرنك العمائم السوداء و البيضاء التي يعتمرها الملالي فما زالوا غير اهل للثقة.

ملاحظة: اتفهم تماما موقف ابناء الطائفة الشيعية اللبنانيين من ايران، كما اتفهم حب الموارنة اللبنانين لفرنسا.

(08-19-2010, 01:46 PM)observer كتب:  لا حاجة لمصادر لان ما ذكرت دقيق للغاية، ولكن المأخذ على ايران في هذه القضية هو استعدادها الكامل عند اللزوم للتعاون مع الشيطان نفسه في سبيل مصالحها. و لا يغرنك العمائم السوداء و البيضاء التي يعتمرها الملالي فما زالوا غير اهل للثقة.

ملاحظة: اتفهم تماما موقف ابناء الطائفة الشيعية اللبنانيين من ايران، كما اتفهم حب الموارنة اللبنانين لفرنسا.

لا احد غبي لدرجة ان لا يتعامل مع الشيطان من اجل مصالح آنية ملحة كالحصول على اسلحة متطورة او قطع غيار عسكرية نادرة... حتى المجاهدين الفلسطينيين احيانا يحاولون الحصول على اسلحة عبر رشوة جنود اسرائيليين...
نحن نعيش في عالم واقعي....

بالنسبة لموقفي من ايران فهو غير منطلق أبدا من كوني شيعي (هل تعتبر سوريا شيعية؟ ام ان حماس روافض؟)...
انا ارحب بأي دولة تدعمني سواء كانت سنية او شيعية او من عبدة القرود....
تركيا مثلا رحبت بمواقفها الاخير رغم تواضعها و تفاهتها... مع ان الزملاء هنا انبروا لمهاجمتها يومها و تذكروا فجأة لواء الاسكندرون و مجازر الارمن!!!
و كذلك الامر مع قطر مثلا التي هي بوجهين و لسانين, ارحب بالوجه الذي يعنيني منها
الامر نفسه مع فنزويلا ...
ايران مثلا لو عادت الى سياسات الشاه فانني سأنبذها و ربما قد تتبناها انت ساعتها...
اي فتفوتة دعم ارحب بها من اي دولة اتت...