طارق السويدان: شعار "الإسلام هو الحل" لم يعد يجدي نفعاً
أكد الدكتور الكويتي طارق محمد السويدان أن الدعوة ُ والحديث عن تفاصيل ِ الدين والبحث الشرعي لا تنهضُ بالأمم ِ، والاكتفاءُ برفع شعارات مثل"الإسلام هو الحلُ" أساليبُ لم تعدْ تجدي نفعاً من وجهةِ نظر ِالسويدان، فمواكبة ُ العصر ِيتطلبُ التجديدَ في طرق مخاطبة الآخرين، وذلك في الحلقة الثالثة من برنامج "وجوه إسلامية" الذي يبث على شاشة العربية الجمعة 13-8-2010 الساعة 14.30 بتوقيت غرينتش.
في أحد الأحياء العامة الكويتية ولدَ السويدان عام 1953. توفيَ والدُهُ وهو صغيرٌ فتولتْ أمهُ مسؤولية َتربيتِهِ، حيثُ حرصَتْ على تعليمِهِ في عددٍ من المدارس. كان السويدان متديـّناً منذ ُ صغرِهِ وكانَ أصدقاؤهُ يطلقونَ عليهِ لقبَ (ملا) وتعني باللهجةِ الخليجيةِ الإنسانَ الملتزمَ دينياً، ورغمَ الظروفِ المعيشيةِ الصعبةِ إلا أنهُ استطاعَ إكمالَ مراحل ِ دراستِهِ الابتدائيةِ والمتوسطةِ والثانويةِ بتفوّق.
بعد حصولـِهِ على شهادةِ الثانويةِ العامة سافرَ إلى الولاياتِ المتحده لإتمام دراستِهِ فالتحقَ بجامعةِ تلسا في ولايةِ أوكلاهوما، وحصلَ فيها على شهادة ِ الدكتوراه مع مرتبةِ الشرف عامَ 1990. وكانَ اللافتُ أنَ الدكتور طارق قد تخصصَ في هندسةِ البترول رغمَ تديـّنِهِ، لكنه ُانخرط َ في العمل الدعوي خلالَ فترة تواجدِهِ في أمريكا رغم تخصصهِ العلميّ البحت.
وبينَ العمل في القطاع الحكوميّ ِوالقطاع ِ الخاصّ، ِتمايزَتْ مراحلُ حياة ِالدكتور السويدان حتى استقرّ بهِ الحالُ في مجال بعيد كل البعدِ عن دراسةِ الدكتواره التي يحملها في هندسةِ البترول، فهو اليومَ يعدّ ُ من أبرز وجوه الدعوةِ الإسلامية، ولكنْ وفقَ أسس وطرق مبتكرة وليستْ تقليدية.
وللدكتور السويدان ستة أبناء: ثلاثة ذكور وثلاثُ إناث، جميعُهُم يدرسونَ تخصّصاتٍ مختلفة ً في الغرب، وزوجتـُهُ بثينة الإبراهيم داعية ٌإسلامية ٌأيضاً تشرفُ على عددٍ من المشروعاتِ الخاصةِ بها وبزوجـِها كمراكزِ التدريب الشبابية ِ التي يمتلكانها داخلَ الكويت وخارجها وآخرُها مركزين تمّ َافتتاحُهُما أخيراً في السعوديه وتركيا، وللدكتور طارق فلسفة ٌخاصة ٌهو وزجتـُهُ في تعليم ِ أبنائِهما.
عام ،1992 قدم السويدان أولَ برنامج ٍ دينيّ ٍ في مسيرتِهِ. البرنامج ُنفذ لتلفزيون الكويت الرسمي وحملَ عنوانَ "قصص وعبر"، وجاءَ مختلفاً عن البرامج الدينية المعتادة في تلكَ الفترة.
ويعمل السويدان حالياً مديراً عامّاً لقناةِ الرسالة ذاتِ التوجهِ الإسلاميِّ، وهو يعتقدُ أنّ َالقناة قد قدّمتْ شيئاً مختلفاً عن غيرِها من القنواتِ ذاتِ التوجهِ نفسِهِ. فهي أولُ قناة ٍ منحَتْ للفناناتِ المعتزلاتِ فرصة َتقديم برامجَ دعويةٍ على شاشاتِها. وللرجلِ رأيٌ مختلفٌ حولَ الحيادية في طرح وسائلِ الإعلام.
وبحسبِ السويدان، فليسَ هناكَ مسمّى رجل دين في الإسلام فهذا المسمّى يخصّ ُدياناتٍ أخرى ليسَ الإسلامُ من بينـِها، فالداعية ُمن المفترض أن يعملَ في مختلفِ أمور ومناحي الحياة، ولا يقتصرُ نشاطـُهُ على الدعوةِ فقط، كما أنَ تغييرَ الصورة النمطية عن المتدينينَ الذينَ يطلونَ عبرَ الفضائياتِ يكونُ عاملَ جذبٍ للجمهور ووسيلة ً تساعدُ على إيصال ِالأفكار بكلّ ِ سلاسة.
ويضيف: "استخدامُ النوافذ الإعلامية والقنواتِ الفضائية للدعوة إلى التشدّدِ الذي قد يصلُ إلى حدِّ التطرف من قبل ِ بعض ِ مقدّمي البرامج الدينية أحدُ أبرز ِمخاطرِ الفضاءِ المفتوح".
الدكتور طارق يؤكدُ على أهمية ديناميكيةِ الدعاة الإسلاميينَ وتعزيز ِقدراتهم الذاتية ِلمواكبةِ العصرِ والاستفادة من التطوّر التكنولوجيِّ الذي يشهدُهُ العالمُ، وعدمِ الاكتفاء بالوسائل التقليديةِ المعتادة كالشاشة أو المـِنبـَرِ أو المحاضرة.
و يعتبرُ أنّ دخولَ الإسلاميينَ إلى معتركِ السياسة قد يسيءُ إلى الدين، فالعملُ السياسيّ ُقائمٌ على الخصومةِ في الغالبِ وهذا قد يجعلُ بعضَ الأطرافِ يخاصمون الدين ِ وليسَ الأشخاص.
بعيداً عن السياسة، والتي لم يفكرْ ضيفـُنا في اقتحامِ معتركِها، قضى الدكتور السويدان ثمانية َعشرَ عاماً في محراب الدعوة والفكرِ ألـّف َخلالـَها خمسة وثلاثينَ كتاباً، وسبعة ًوعشرينَ برنامجاً تلفزونياً ، واثنين وخمسينَ برنامجاً إذاعياً.
مسيرة ٌ حافلة ٌحصلَ خلالـَها على جائزةِ الشباب العالمية لخدمةِ العمل الإسلاميّ في مجال الإعلام عام 2008، وكرِّمَ كأحد المبدعين الكويتيين عامَ 2009 من قبلِ حكومةِ بلادِهِ.