تابع ما سبق:

10 ساعات في حضن مدفأة الحائط التي أجادت وأدفأت وأشّعة وشعللة ملونة رائحة الثلج بالرماد الفضي... مساهمة فعالة من قبلي شخصيا بالمساهمة بالإنحباس الحراري الذي سيدفء الأرض ويذيب الثلج وقد يقضي على الموطن الطبيعي للدب القطبي وغيره من الأنواع التي هي بالنسبة لي مثل الديناصور الذي لم يتسنى لنا ان نخلق له بيئة صنعية بديلة بعد ان زال المناخ الذي عاش وعشش فيه صديقنا العزيز الديناصور... فهل هناك تفضيل للدب القطبي الأبيض عليه باللون مثلا او بالعرق الدموي أم بمقدار الشراسة؟؟؟

أناورغم هذا الطقس القطبي العاصف على عكس صاحبنا الإنحباس إياه، أحب الدب القطبي وكذلك أحب البرتقال الاسباني او الكرز مثلا في عز خريف باريسي او برليني.. وكلما آكل هذه المنتوجات الذي وصلت على ظهر شاحنات عبر آلالاف الميال أساهم مليا بكل أسف في الإحتباس السالف الذكر المأسوف عليه أيضا تعالى
كل ما أكل كرزا إسبانيا أشعر أني أساهم في قتل الدب صديقنا الآنف الذكر



ويتبع

.............

---

......

صرت أضيع أيضا في الآونة الأخرى بين طبقات : الكوش= الطبقة الحافظة للأوزون وتستعمل لحافظات الأطفال مع انتشار الحافظات القماشية التي تستعمل لاكثر مرة من أجل المساهمة في المحافظة على حافظة الأوزون مقارنة بحافظة بامبرز التي ترمى بعد اي غوطة مهما بلغ حجمها او لونها او رائحتها.. في الحقيقة ضعت بين الحافظات مع نشوء ابنتي التي كانت خرائية جدا ولا زالت
أنا مع إنقراض حيوانات لأن هذا سيتيح لنا وجود سلالات حيوانية اخرى تتأقلم مع المناخ الجديد الذي انتظره بفارغ الصبر نتيجة الإنحباس المأسوف عليه جهلا وأنانية وعنصرية لا أكثر وكأن الصحراء التي ستصير عليها أوروبا بعد ألاف السنين ستجعل الأوروبيين يبدأون باستخدام الجمال مثلا؟؟؟؟

الزمن ليس دائريا إنه حلزوني... هذا اذا كان يهمني في الأصل ماهي قادمة عليه هذه الأرض بعد 300 سنة مش اكتر ... متل اجري اذا ما قلنا متل طيزي
بدي آكل كرز ومنجة وأناناس وجوافة وليتشي إنتاج الصين الأصلي هالمرة MADE IN CHINA
كس أخت الصين.. بإجري
اجري السابقة الذكر

بين الذاكرة و الحنين
..........
ادخل الى الداخل كي اخرج الى القول افتح بدفعة خفيفة ابواب اداخل كي تنزاح امامي بوابات اللغة ونسق الكلام .. لعل وعسى
هكذا يكون الدخول في الذات مفتاحا لنبش ما يمكن نبشه من كنوز الذاكرة.. الذاكرة في الحقيقة هي الكنز هي التأريخ الحقيقي هي الهوية وهي الماهية وهي ما يبقى بعد ان تصير الذات رفاتا.. الذاكرة وليس الحنين الذي ليس هو الا اجترارا للاحاسيس ورغبة انانية بالتملك و الاحتواء احتواء اللحظة او المكان الذي نحن اليه امتلاك الآخر الذي يشكل مصدر الحنين.. بينما ذكراه وتذكره والتذكير به يبقى عملا تأصيليا موضوعيا بعيدا عن ممسحة العواطف هذه
ولهذه الذكرى اكتب اترنم اسجل يوميات واحوال طقس ومسيرة ايام تتكرر احيانا خالية من اي حدث يعول عليه
..............

كم نحن عبيد ذواتنا كم نحن أسرى أفكارنا كم نحن ضحايا انتصاراتنا



.............. يتبع

دلع المفتي
مدينتي محجبة ولكن بالياسمين
.....................
هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحـبّ. ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ.. لو شرّحتمُ جسدي
لسـالَ منهُ عناقيـدٌ.. وتفـّاحُ
المكان هنا حميم، كل بيت يسند كتف الآخر، والأبواب مستعدة لأن تفتح احتفاء بأي زائر، فيما تتبادل الشبابيك نظرات الحب الخجلى وهي تهمس بحكايا عشاق كانوا. إنها الشام التي تختال بقصب البروكار وألوانه الجريئة، وبروائح التوابل والبهارات وخلطات الطب الشعبية. إنها الشام التي ستضم لك عقدا من الياسمين و تشدك إلى صدرها ... تهدهدك.. وتغني لك..
يا مال الشام يما يا مالي
طال المطال يا حلوة تعالي
في الشام تشعر أنك أجمل، وتحس بقامتك أطول، في الشام، تصبح أكثر فصاحة، ويصبح صوتك أعذب.. وإن كنت. أنثى فستشعرين أنك تضجين بأنوثتك أكثر.. فيصبح شعرك أطول، وعيناك أوسع، سيبتسم لك المارة دون سبب، وسيرمونك بكلمات الغزل العذبة لتعيدك إلى أيام الصبا فجأة، وسيحملون لك أغراضك وسيدنلوك على الطريق حتى لو اضطروا أن يمشوه معك. سيمد لك احدهم وردة دمشقية قطفها للتو من أصيص بجانب دكانه، وعندما تشكرينه سيرد عليك..»لا شكر على واجب فالورد للورد».

في الشام العتيقة ستدخل مقهى عمره بعمر المدينة، لتشرب القهوة أو الزهورات الشامية من يد صاحب المقهى. فهنا لا يوجد «غراسين» بلباس موحد ولغة أجنبية. سيأتيك أبو أحمد وبيده صينية النحاس وكاس الزهورات ويقول لك بابتسامة عريضة.. «يسعد لي هالصباح»، وربما يجلس معك لدقائق ليشرح لك تاريخ المقهى وكيف انتقل له من جد إلى جد.
تتجول في الحارات، فتفاجئك وجوه الناس على طبيعتها.. لا رتوش ...لا زينة.. هم كما هم ببساطتهم، يفوح من مساماتهم تاريخ أقدم من «ديور» وأفخم من «شانيل». ستسمع بائع الخضرة يغني لبضاعته، فتخرج أم سمير نصف جسدها من الباب الموارب لتشتري كيلو بندورة الـ «ريانة وهلأ استوت». ستكمل طريقك لتتعثر بأطفال يلعبون بألعاب لم يعد يعرفها أطفال الأتاري ومباني الاسمنت. ستسترجع طفولتك، فتشاركهم اللعب وتشاغبهم. يتضاحك الأطفال فيما بينهم وهم يسخرون من هذا «الشنتير» الذي عاد طفلا..

---

ستجذبك رائحة لذيذة، لتجد نفسك أمام كوة فرن صغير، وعند المصطبة مدت أرغفة الخبز الحار، يتحلب ريقك، تلتقط رغيفاً لتلوكه بين أسنانك، تسحب من جيبك قروشا لتدفع، فيحلف عليك أبو خالد الخباز مائة يمين: «ياعيب الشوم... هَي ضيافة». تشكره والسعادة تغمرك. تهم بإكمال جولتك، ترى محل «الحمصاني» على بعد خطوات من الفرن، آه... صحن فول بالزيت والليمون مع رغيفك الحار.. أو «فتة» بالسمنة الحارة.. مع بصلة و«رائحتها»، يا له من فطور.!
تترك قدميك تأخذانك أبعد في مشوارك اللذيذ.. فتسمع: «صارت الدنيا الظهر.. قومي تلحلحي» إنها أم عبدو تستعجل ابنتها الصبية لتبتعد عن الشباك وتنهي تنظيف البيت. ترفع رأسك، تنظر إلى مشربيات البيوت الشامية المتكئة على بعضها.. تتهامس بأسرار أهلها، هنا إذاً حيكت قصص الحب والغرام منذ مئات السنين.. ومن وراء مشربية منها نظم نزار قباني أولى قصائده!
يا شام إن جراحي لا ضفاف لها ...... فمسّحي عن جبيني الحزن والتعبا
أرجعيني إلى أسوار مدرستي ........ وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا

---

ستصادف بائع الذرة يجر عربته، ودخان حار يتصاعد من القدر الكبير، يتجمع الصغار حوله، كل يريد الكوز الأكبر. يمر بجانبك رجل هرم بكامل قيافته، يلبس البدلة وربطة العنق ويزين رأسه بطربوش أحمر، تفاجأ.. فقد كنت تحسب أن الطرابيش صارت زينة المتاحف فقط. تراقبه وهو ينزل درجتين على كتف الطريق ثم يدخل بابا ضيقا علقت فوقه لافتة صغيرة: «حمام نور الدين الشهيد»... أشهر حمامات دمشق القديمة. وقبل أن ترسخ بذهنك أن تلك الحمامات أصبحت للـ «الختيارية» فقط..تسمع ضجة وربكة خلفك. تلتفت لتجد مجموعة من الشباب يحملون شابا على أكتافهم وهم يغنون أهازيج شعبية بطريقة رائعة: «شن كليلة شن كليلة الله يعينك على هالليلة»... تدرك أن حمام العريس على وشك أن يبدأ..

---

تتجاوزك سيدة محجبة «بالملاية السوداء» ذات وجه نوراني، ترافقها حفيدتها ببنطال جينز وقميص قصير... لا تناقض في المشهد، فهنا كما يقول المثل الشامي «كل مين معلق من عرقوبه». تقف السيدة عند الجزار، تطلب كيلو هبرة وتضيف «جوزي جاية على بالو كبة نية اليوم.. اتوصى فيها يا أبو سامر».. ممممم.. ما ألذ الكبة من يد سيدة بيت شامية «معدلة». بعد خطوتين تجد الحلواني واقفا يصف حلوياته بمهارة مهندس معماري يبني برجا. الحلويات الشامية من لم يتذوقها؟؟.. تقف لتشتري قطعة فتجد نفسك وقد حملت نصف المحل من البللورية والمبرومة والكُل واشكر، وبين كل كلمة والثانية يلقمك صاحب المحل «ضيافة» من حلوياته فخورا بما تصنع يداه.. تعطش ..بالطبع، فيمر أمامك بائع العرق سوس وكأنه جاء خصيصاً ليرويك من كؤوسه النحاسية شرابا باردا يعيد لك الروح

---

يطرق كعبك حجارة الرومان..تتجاذبك الأصوات والروائح والمناظر. تلاحظ حمامة تبني عشا عند بقايا نافذة، وبجانبها قطة تغفو على كتف الحارة مطمئنة أن لا أحد يجرؤ على إزعاجها، فهي بنت الشام، ولبنات الشام مكانة خاصة..
تشم رائحة القهوة التركية من باب فتح تأهبا لاستقبال الجارات «للصبحية» وقد انتصف النهار، تطل على استحياء من فتحة الباب لترى البيت الدمشقي كما صوروه لك في المسلسلات.. لكن هذه المرة مأهولاً بسكان توارثوه أبا عن جد. بركة الماء في منتصف أرض الديار تسبح فيها البطيخة وصف من الكراسي تحت فيء شجرة النارنج، وياسمينة تسلقت حيطان البيت ناثرة شذاها في كل زاوية منه. تتمنى مشاركتهن الصبحية، تبتسم.. تغض نظرك وتكمل.

---

في آخر الدرب كنيسة.. وبجانبها جامع.. تستغرب القرب بينهما.. ترى «أبونا تادروس» يخرج من كنيسته ليسلم على الشيخ محمد وتسمعه يهنئه بولادة حفيده قائلا: «ألف مبروك،بدنا ناكل كراوية».. فيرد الشيخ «ايه مو على راسي». تستغرب وتهمس في سرك.. في أي زمن يعيش هؤلاء الناس؟ ألم يسمعوا الأخبار خارج أسوار مدينتهم؟. يغمرك إحساس غريب..بأن الله أقرب هناك.
في دمشق (أقدم مدينة مأهولة في التاريخ) تشاهد بانوراما لا تجدها في مدينة أخرى، فما زالت الشواهد ناطقة على كل العصور والحقب التي توارثتها وبنت مجدها في أحشائها، فدمشق قيل فيها من القصائد والمدائح ما لم يقل في مدائن أخرى..ألم يقل أحمد شوقي
لولا دمشق لما كانت طليطلة ..... ولا زهت ببني العباس بغدان

تلوح لك الشام مودعة، وأنت تخرج من أحد أبوابها، معللا النفس بأن العودة قريبة، تسمع غناء فيروز:
شآم أهلك أحبابي وموعدنا أواخر الصيف آن الكرم يعتصر
نعتّق النغمات البيض نرشفها يوم الأماسي لا خمر ولا سهر
عنهم ومالي بالغياب يد أنا الجناح الذي يلهو به السفر
يا طيّب القلب يا قلبي تحمّلني همّ الأحبة إن غابوا وإن حضروا
تحتفظ في قلبك بذكرى جميلة ليوم من التاريخ، وتقطف ضمة ياسمين لتعمل منها حجابا لحبيبتك.

دلع المفتي
dalaa@fasttelco.com

* «مدينتي محجبة لكن بالياسمين» مقولة للماغوط

نقضاً للمقال السياحي الإصطيافي الخليجي أعلاااااااااااااااااااااه:

من أوراق الغياب الحاضر أبداً

مدخل إلى الشاااااااااااااااام
دمشق الشام وزيارة سنوية حج واصطياف.. المدينة تتراوح في أحاجيها لم تبارح معالمها وخطوطها العريضة.. فوضى وعشوائية وخوف وفقر وعيش مضطرب...
دمشق ا لقديمة تتعرى أكثر فأكثر لتناسب الموجة السياحية وتتحول الى متحف مؤطر بالزجاج.. تزداد بشاعة مع كل هذه الفوضى القائمة بالترميم وتحويل المنازل السكنية الى مقاصف وملاهي ومطاعم ومقاهي تتنافس بقلة الذوق بدءً من قائمة الطعام وانتهاءً بالموسيقى المسماة خطأ شرقية التي تستفز الروح والأحاسيس في هذه الشوارع الضيقة..
المدينة القديمة التي تعتبر من أهم الخطوط المعمارية الخاصة في العالم تدخل في مرحلة التشويه والتزوير والتسليع البشع.... المدينة القديمة المحمية من قبل اليونيسكو باعتبارها من التراث الإنساني تتعرض الى حملة شراهة وجشع لا مثيل له من قبل التجار وأصحاب الأموال والسلطة لجعلها بقرة حلوب تدر ذهباً باسم السياحة والتراث بما لا تستطيعه أي من النشاطات الإقتصادية الأخرى في بلد يرزح تحت أزمات اقتصادية ومعيشية لم يمر بمثيلها سابقاً..

يتبع

"بلا يتبع".


في القطار باتجاه الجنوب أبداً

أوراق من دفتر الغياب الحاضر

هل نعود ثانية إلى القطار وحشيش الأبقار...؟؟ هل المسافات جُمل نقيسها بالكلمات تتلاحق على مساحات الورق الهارب في قارب الوقت؟؟..... الجنوب الغارق في أبيضه المتوسط..
عودة دائمة الى فاصلة المكان كانْ.. حيث تتأرجح الروح بين الهامش والمتن وحيث اللغة تتفوق في الوصف الذي يرزح تحت وطأة اللحظة، اللحظة المتراكمة المتقطعة المسترسلة عبر مفاصل العمر ومفارق الأمكنة..
كان الفاصلة القاسمة.. تقسم السنوات الى منافي كما تقسم السنة إلى فصول وتفتعل بالأحاسيس تنوعها عبر العلاقة بين المكان وقاطنيه..
أما الجسد فيعود الى مكانه المتمكن مهلهلاً مثقلاً بآلامه المتراكمة على حواف الروح.. كلنا للألم ومن الألم نعود.
المتوسط يتوسط الأمكنة، الأرض تحيط بالمتوسط كما يحيط الرحم الجسد. هنا الفكرة المشتعلة ألقاً والخلود المتقلب على فراش الأساطير، عشّ الآلهة وعرين الأنبياء.. من هنا من دورة المتوسط الأبدية بدأ التاريخ وانتشر حاملاً معه سرّ الزيتون والفلاحة والديانة...
المتوسط نافذة على فرنسا، شرفة تشرق منها شمس البلاد وعصب للحياة والنبيذ والصنوبر..
غنّة أخرى للغة الغناء، ودفء للشتاء القادم من الشمال:

آه يا روح
يا حبر الجسد
يا جسر الوجود
بين المنفى والعدم
آه يا ألم
يا معنى الكلام
حين تشيب
اللغات
وتنطفئ
جذوة الحوار
اصمت قليلاً
لتكتمل القصيدة
في رحم الغمام




وحب..............

من أوراق تمتهن الغياب

صيف العام العاشر والصورة الحقيقية للصورة الواقعية.. حقيقة الصورة وصورة الحقيقة.. اللوحة الواقعية وصورة الرسام وهو يرسم الصورة الواقعية مع مثاله العاري "عارية تجلس أرضاً وتتمسح بقدم الرسام الذي يرسم لوحته التي تمثلها العارية تمسك قدم الرسام الذي يرسمها... إلخ"
"لوسيان فرويد" رسام البشاعة... نتذكر عاريته التي بيعت بالملايين وهو لا يزال في قمة عطائه...
الفن هو أنا... يقول في لافتة مرسومة بالزيت على قماش.. الرؤية الفلسفية في معنى الفن والشكل الذي يزعزع مفاهيم الجمال والتناسق التي سعى وراءها الفن أبداً ودوماً...

صيف يدخل في الربيع.. ربيع يتأخر عن مواعيده وفصول تتناكح غير عابئة بأحوال الطقس وقوانين الفيزياء وتعاقب الليل والنهار... أيام تهرب من قوانينها.. فنٌ يتعرى أمام صورته الواقعية فيزيدها لاواقعية ويجردها من حقيقتها الميتافيزيائية

طقس يواكب المعنى وفن يقدس الطقوس




آواخر الصيف آن الكرم يُعتصر
وأنتم بخير