كنيسة تعيد النظر بخطة حرقها للمصحف
إندونيسيا شهدت تظاهرة تندد بخطة كنيسة أميركية لحرق نسخ من المصحف الشريف (الفرنسية)
قال القس تيري جونز، وهو راعي كنيسة بولاية فلوريدا الأميركية تخطط لإحراق نسخ من المصحف الشريف في الذكرى التاسعة لـهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، إن كنيسته تعيد النظر في قرارها بعد تصاعد التحذيرات من هذه الخطوة.
وأشار جونز في تصريحات لشبكة سي إن إن الأميركية إلى أن كنيسته -"دوف وورلد أوتريتش سينتر" (كنيسة مركز اليمامة للتواصل العالمي)- تنظر بجدية إلى تحذير قائد القوات الأميركية بأفغانستان، الجنرال ديفد بترايوس، الذي توقع أن تؤدي الخطوة إلى تصاعد العنف ضد وحداته وتهديد حياة الجنود، خاصة بعد المظاهرات الغاضبة التي اجتاحت عددا من الدول الإسلامية.
ورغم ذلك فإن جونز نفسه أعلن في وقت سابق عزمه المضي قدما في حرق نسخ من المصحف الشريف يوم السبت القادم في ذكرى سبتمبر، وفي هذا السياق قال لـ(سي إن إن) "كنا قد اتخذنا قرارا حاسما في هذا الأمر، ولكننا ندرس الوضع ونقيم الخطوة التي سنقوم بها وما هي التداعيات التي قد تسببها والرسالة الحقيقية التي نريد إرسالها".
وأكد أن كنيسته تدرك جيدا أن الخطوة ستكون هجومية خصوصا للمسلمين، وأضاف قائلا "أشعر بالأذى حين يحرقون العلم وحين يحرقون الإنجيل، ولكننا نشعر بأن الرسالة التي نحاول أن نرسلها أهم بكثير من شعور الناس بالأذى"، معتبرا أن الرسالة موجهة إلى من وصفه بالعنصر الأصولي في الإسلام وليس المعتدلين.
وكانت كنيسة دوف وورلد أوتريش سنتر في مدينة غينسفل بولاية فلوريدا أعلنت في أواخر يوليو/تموز الماضي على صفحتها في فيسبوك عزمها على تخصيص "يوم عالمي لحرق القرآن"، على حد قولها.
وردا على تصريحات القس جونز شبه إمام مسجد الإسلام في ولاية أتلانتا بليمون الأمين لشبكة (سي إن إن) ما يهدد جونز بفعله بما قام به النازيون،" إذ إن انطلاقتهم السياسية كانت بمسيرة لإحراق الكتب تطورت في وقت لاحق لتصل إلى إحراق البشر".
ودعا الإمام المسلم القس جونز إلى قراءة القرآن قبل إحراقه ليقرأ ما فيه عن عيسى وموسى والسيدة مريم عليهم السلام.
راسموسن: خطط حرق نسخ من المصحف سيزيد المخاطر على قوات التحالف بأفغانستان (الفرنسية-أرشيف)
تحذيرات
ولاقت خطوة الكنيسة لحرق نسخ من المصحف الشريف انتقادات كثيرة داخل الولايات المتحدة وخارجها.
فقد حذر القائد الأعلى للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال ديفد بترايوس من أن هذه الخطوة قد تعرض حياة القوات للخطر كما تهدد كل الجهود في أفغانستان.
كما أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن خطة إحراق نسخ من المصحف الشريف، وأكد أن هذه الخطة ستزيد من حجم الخطر الذي تتعرض له قوات التحالف في أفغانستان.
وانضمت صحيفة الفاتيكان "أوسرفاتور رومانو" إلى منتقدي حملة "اليوم الدولي لحرق القرآن" الذي دعت إليه كنيسة في فلوريدا.
وتحت عنوان "لا أحد يحرق القرآن"، أعربت الصحيفة في أحدث إصداراتها عن تخوفها من أن تفسح هذه الخطوة الطريق لإلحاق الأذى بشكل كبير بالأقليات المسيحية في الدول ذات الغالبية المسلمة.
تظاهرة لإندونيسيين تنديدا بخطط حرق نسخ من المصحف الشريف(الفرنسية)
احتجاجات
وفي ردود الفعل الغاضبة على خطة الكنيسة حذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانباراست من أن خطة حرق نسخ من المصحف الشريف في ذكرى 11 سبتمبر قد تؤدي إلى ردود فعل من المسلمين لا يمكن السيطرة عليها.
ونصح المتحدث الدول الغربية بمنع استغلال حرية التعبير لإهانة المقدسات الدينية، وإلا فإن مشاعر المسلمين لا يمكن السيطرة عليها.
وشهدت العاصمة الإندونيسية جاكرتا في الأيام الماضية تظاهرات أمام السفارة الأميركية احتجاجا على ما يخطط له.
كما نظم مئات الأفغانيين في كابل أمس احتجاجات على خطة الكنيسة، وحمل المتظاهرون لافتات تطالب الحكومة الأميركية بمنع الكنيسة من تنفيذ مخططاتها، ورددوا شعارات منددة بتلك المخططات بينها "الموت لأميركا". وتجمع المحتجون، ومعظمهم من طلبة المدارس الدينية، خارج مسجد ميلاد النبي في العاصمة كابل.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها أفغانستان احتجاجات من هذا القبيل، فقد لقي ثمانية أشخاص مصرعهم مطلع هذا العام في اشتباكات مع قوات الأمن الأفغانية والأميركية أثناء احتجاجات على تدنيس القوات الدولية نسخا من المصحف الشريف بولاية هلمند.
وهدد علماء أفغان في ذلك الشهر من العام 2005 بالدعوة إلى الجهاد ضد الولايات المتحدة ما لم تسارع بتسليم المحققين العسكريين الذين تردد تدنيسهم للمصحف الشريف في معتقل غوانتانامو.
كلينتون تندد بخطط حرق المصحف
انضمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للإدانات في الولايات المتحدة ضد مسعى كنيسة في ولاية فلوريدا حرق المصحف الشريف السبت في الذكرى التاسعة لـهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وفيما أعلن الأسقف تيري جونز مضيه قدما في مسعاه طالب عدد من ممثلي الديانات السماوية وزير العدل الأميركي باتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يعتدي على المسلمين.
ووصفت كلينتون في مأدبة إفطار أقامتها لبعض الشخصيات الإسلامية هذا العمل بأنه شائن وغير جدير بالاحترام. وقالت إن التزام الولايات المتحدة بالتعايش الديني يعود تاريخه إلى بداية نشأة الأمة الأميركية.
أتذكر انفعالي على موضوع نيوترال حول مريم العذراء ولا يوجد سوى المسلم من يتفهم مشاعر المسلم بحرق القرآن ....بالنسبة لي لو حرقوا الإنجيل لن أنزعج ....بعكس استفزاز نيوترال ..
.تساؤل ...هدم كنيسة أو جامع ألا يعد بمثابة حرق قرآن أو إنجيل وهذا ما قام به الغزاة عند الاحتلال