هذه الأخبار صحيح انها مسلية , ولكن فيها الكثير من المبالغة ..
هل يعقل ان الوليد بن يزيد .. يريد ان يشرب الخمر فوق الكعبة ؟!
أول من سيقتله جنده اهل الشام
ناهيك عن اهل مكة والحجيج , وهم في قمة الهوس الديني
بل هو أمر لايقبله عقل , ففيه نهاية حكم بني امية كلهم
انما عندما ارادوا خلعه , لابد ان يأتوا بما يوجب ذلك
ونشروا حوله الاف الشائعات والكذب والتزوير , والا فما مبررهم
لخلع خليفة , قد بايعه كل الناس , الا ان يكون خلل في دينه
فالخلافة هي منصب ديني قبل كل شي ...
الرجل كان من خيرة بني امية ومن صفوت الناس
شجاعة ً وشرفا ً وشدة ً وبأسا ً وكرما ً, انما بدأت هذه التخريفات من عمه الأحول
الذي كان يريد خلعة والمبايعة لأبنه من بعده , وكان الناس قد بايعوا للوليد من بعده
يوم مبايعتهم له كخليفة , ولكنه مات قبل ان يتمكن من خلعه
ثم استعرت على ايدي ابناء عمومته بعد خلافته.. من ابناء الملوك , يريدون ملك ابائهم
والوليد هو من اعاد العطاء لاهل المدينة , وكان قد اهلكهم الفقر من قبله
وزاد الناس في اعطياتهم وكان فارسا ً كريما ً
وهو يقول يوم حصاره , عندما اتهموه بأتيان امهات الاولاد من جواري ابيه
ياأخا السكاسك ان فيما احله الله سعة عما ذكرت!
وقال يوم قتله وهو ممسك بالمصحف يوم كيوم عثمان , وقد صدق
فقد كانت نهاية بني امية , يوم قتله ... وماكانت الامم تقوى عليهم قبل تشرذمهم
هذا بعد ان قاتل قتالا ً شديدا ً , ليس يقاتل مثله رجل خليع تافه لاهم له الا السكر والعربدة.
اي ملك , امبراطور خليفة سمه ماشئت , يريد احدهم خلعه , لابد من الاف القصص كهذه وغيرها
كما حدث في العصر الحديث من اكاذيب على الملك فاروق الذي كان خراب مصر يوم خلعه
والملك سعود , الذي بدأ خراب السعودية يوم خلعه ..
وقبلهم الامين والوليد , وعلي ابن ابي طالب عليه السلام والقائمة تطول ...
هذه الاخبار بعضها صحيح , وبعضها مليئ بالتهاويل , وبعضها كذب محض
اما عن الشرب والتمتع بالجواري والاستماع , فأن هذا الأمر كان منتشرا ً
بين فئات المجتمع الاسلامي , لأبناء الذوات وحتى عامة الناس ..
في تلك الايام وهذه الأيام , فقد كان جده عبدالملك يشرب
وهذا رأي الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود!
ورأي ابو حنيفة النعمان صاحب المذهب
مثل هذه الاخبار تنبع خطورتها عند القيام بمشروع بحث
يرصد نمط الحياة العربية في تلك العصور سواء اكان تاريخ او حياة اجتماعية
كما قام فرج فودة او سيد القمني ... ان بحث من هذا النوع
لايمكن ان تقوم به وحدك مهما بلغ علمك , فأنت بحاجة
لعالم او متخصص في علم الحديث , لعزل الغث من السمين
بدون توفر متخصص في علم الجرح والتعديل عند البحث سيبقى العرب
ينتجون مؤلفات ومسلسلات عن شخصيات تم التشنيع عليها
او اختلاق بطولات لااصل لها , كما هو الحال مع القعقاع بن عمرو التميمي
الذي الف كل اخباره المختلقة سيف بن عمر التميمي الزنديق الكذاب ..
وهو اليوم يقدم كبطل عظيم في الدراما العربية !
كتب التاريخ كالطبري والبداية والنهاية ... وغيرها
يكتب فيها المؤرخ كل ماسمع عن الحدث بالسند
وكل رواية عن حدث معين , مختلفة اختلافا ً تاما ً عن الأخرى
واحيانا ً , حتى اسماء الشخصيات , مع الاشعار المصاحبة !!.
مهمة رجال الحديث ... او علماء الجرح والتعديل
فرز الاحاديث , مايصح ومالا يصح , مايمكن الاستشهاد به ,
ومايستحق الرمي في سلة المهملات , فالكثير من رجال السند في هذه الكتب
اسماء مخترعه تم تأليفها ... وسرد القصص من خلالها ... او هم وضاعون
من اصحاب المآرب والأهواء ....
هذا يذكرني بما يفعله المخالفون للمذهب السني
حيث يذكرون رواياتهم , ثم يسردون مواضعها في كتب السنة ... مما يجعل العامة
مصدقين لكلامهم , بينما الحقيقة هي موجودة كأحاديث ضعيفة وموضوعه ...
كما هو الحال مع احد الاحباش الذي استشهد برواية بكتاب التاريخ البداية والنهاية
على انه جائز عند اهل السنة الاستغاثه بالصالحين.
لاننسى ان تأريخ الأمويين كتب في العصر العباسي , ولاننسى ايضا ً انه تاريخ عراقي
ناهيك عن المؤلفين من اهل الأهواء او المعادين للسلطة
الذين يؤخذ كلامهم وكأنه منزل من السماء ,حقيقة لاتقبل الشك , كالمسعودي الشيعي
او الاغاني لصاحبة الاموي الشيعي المعادي بطبيعة الحال
لبني العباس من جهتين! , ثم لايجب ان ننسى ان مثل هذه الكتب
هي كتب ادبية تجمع الطرف والملح والاشعار , وهذا الهدف الرئيس من تأليفها