اقتباس:عزيزي نيوترال
أول شي أنت أجبت عن كل شي إلا عن يللي أنا طرحته…
أنا حاولت أن أضع أمامك صورة بانورامية وفى سياق تاريخى للمسألة بدلا من التركيز على فرعية قانون الأحوال الشخصية.
بالنسبة لمسألة قانون الأحوال الشخصية تحديدا فللحديث عنه إما أن تكون محاميا أوقاضيا أو على أقل تقدير تكون مررت بتجربة طلاق عاصف أجبرتك على الإطلاع عليه ولما كنت لا هذا ولا ذاك رأيت الإبتعاد عن هذا الفرع والإمساك بأصل المسألة ولكن - وأه من كلمة لكن- مازال من الممكن أن أدلى بدلوى فى المسألة عملا بالقاعدة الأصولية الشرعية المتفق والمجمع عليها بين العلماء والتى تقول " اللى يعرف أبويا يروح يقوله."
بمنطقك ياعزيزى خالد لو هناك إمرأة مسلمة تقاضى زوجها فى محكمة غربية بسبب إعتداءه المتكرر عليها جسديا يمكن لزوجها الدفع بأن مايفعله موافق للكتاب والسنة اللذان هما مصدر التأصيل الشرعى لعقد الزواج وتقبل المحكمة بدفعه.
ماذكرته ليس حادثة إفتراضية ولكنها واقعة حقيقية حدثت بألمانيا وراوى الواقعة هو ريتشارد بن داوكنز عن إبن عباس رضى الله عنه فى كتابه "هدى الأنام للإلحاد التام" المعروف جماهيريا بإسم "the God Delusion" وممكن أن أذكر لك الصفحة والطبعة تحديدا فى وقت لاحق لو أردت. طبعا ولحسن الحظ القاضية تم عزلها بسبب تلك الواقعة ولكن السؤال الذى يظل مطروحا هو هل يمكن القبول بقوانين مستمدة من الأديان فى مجتمع مدنى يتميز بالتعددية وإعتبار هذا نوع من أنواع ال tolerance للثقافات المختلفة?
ياعزيزى خالد هناك اليوم قيم كونية لايمكن بأى حال من الأحوال التراجع عنها والدين هو الذى عليه أن يتأقلم مع تلك القيم وليس العكس.
اقتباس:رابع شي، تطبيق الشريعة بمعزل عن العقيدة لا يؤدي الى أسلمة الدولة بحال،
المسألة مسألة مبدأ وخطوة كالتى تتحدث عنها بمثابة سابقة خطيرة و slippery slope لاأحد يعرف ماهى نهايته. هناك تشريعات بأمريكا تمنع حتى وجود زجاجة خمر مفتوحة فى السيارة حتى لو ثبت أن السائق لم يشرب منها وهم لم يشرعوا ذلك لأن الله قال بتحريم الخمر ولكن بناءا على خبرة ودراسات ونقاشات تمت بين ممثلين منتخبين ديمقراطيا فى مجلس تشريعى لدولة مدنية. لو كان هناك أحد له الحق فى إتخاذ دينه كمصدر تشريعى بأمريكا لكان المسيحيين ولكنك تجد قانون الأحوال الشخصية لايلقى بالا لأراء وفذلكات رب المجد بالنسبة لمسألة الطلاق والعلاقات خارج إطار الزواج إلخ وبالتالى فلا معنى للحديث عن أمر كذلك بالنسبة لأى أقلية.
اقتباس:ثالث شي العلاقات الموجودة فعلا بين الناس تحت الطاولة تحتاج حلا، ولن يتم حلها بتجاهلها ولا بقمعها، يتم حلها فقط بتنظيمها وفق رغبة أصحاب العلاقة
أنا لم أسمع عن أن هناك شكوى من المسلمين بالنسبة لقانون الأحوال الشخصية حتى يتعين إيجاد حل لها ومعلوماتى المتواضعة تقول أن أمريكا بتحترم عقود الزواج التى تتم خارج أرضها... أنا لاأعرف تفاصيل الأمر لكن هذا ماأعرفه بل أن معلوماتى المتواضعة تقول أنهم سعداء جدا بقانون الأحوال الشخصية بأمريكا لقدرتهم على التلاعب به وحلبه. كثيرين يقومون بتطليق زوجاتهم مدنيا وعلى الورق لكنهم فى نفس الوقت يعتبرون أنفسهم مازالوا متزوجين طبقا لمعتقدهم الدينى وبهذا الشكل يمكن للزوجة أن تذهب لهيئات المعونة الإجتماعية المتعددة وتطلب المساعدة بحجة أنها أم عازبة تعول أطفالا هجرها الندل زوجها وتحصل على إعانات مالية وغذائية وعينية والفاتورة جوزها عايش معاها وبيعملوا مع بعض أحلى حمامات على سنة الله ورسوله وفى صحة العم سام!
اقتباس:خامس شي حين يريد مواطنا أمريكيا أن يقيم علاقة مدنية مع مواطن أمريكي آخر وفق كيفية يرتضيانها، لا يقال لهما انقلعوا على أفغانستان، بل عليك أن تبرر لهما لم ينبغي أن تكون الدولة الأمريكية شريكا في عقد الزواج بينهما،
الدولة بمؤسساتها المختلفة التشريعية والقضائية شاءت أم أبت فهى شريك فى العلاقة سواء فى تنظيمها والتشريع لها أو عن طريق القضاء فى حالة حدوث نزاع ولا أعرف إذا رفعت الدولة يدها عن الأمر من الذى سيقوم بتلك المهام ولا أعتقد أنك من دعاة الفوضوية أو born again libertarian حتى يصبح دور الدولة لديك محل تساؤل.
أنا أعتقد أن مشكلة المسلمين بالغرب تتمثل فى سببين رئيسيين:
1- قلة حمقاء عالية الصوت الكثير من أفرادها مطلوب فى جرائم إرهابية مثل أبو حمزة المصرى وهانى السباعى وياسر السرى وعمر بكرى إلخ
2- شبكة من المساجد والمراكز الإسلامية المدعومة سعوديا للترويج بين المسلمين لما تعتقد أنه أيديولوجية وهو فى حقيقته ليس إلا تخلف عقلى خال من الشوائب والإضافات.
المجتمعات الغربية قطعت بالفعل شوطا كبيرا فى مسألة التعددية وال tolerance ولو هناك أى مشكلة للمسلمين بالغرب فأستطيع أن أجزم بأن سبب المشكلة هم المسلمين وأنا مغمض.
ماذا يريد المسلم الملتزم دينيا أو حتى المتطرف من الغرب? إقامة مساجد? قبل أحداث سبتمبر لم يكن هناك أى مشكلة بهذا الخصوص وكانت هناك حالات تم فيها شراء كنائس وتحويلها إلى مساجد. هل قامت أى حكومة غربية بإجبار المسلمين على تناول الخمور أو لحم الخنزير مثلا أو جعلتهم شرطا للحصول على أى إمتياز بالمجتمع? هل قامت أى حكومة غربية بمطالبة المسلمين بدفع الجزية وهم صاغرون?
شخص كأبو حمزة المصرى واقف فى نص الشارع يسب الدين للحكومة البريطانية وينادى بمحاربتها وقتل مواطنيها والبوليس البريطانى واقف ليحمى حريته فى التعبير عن رأيه!!! عايز إيه tolerance وإيمان بالتعددية أكثر من هذا? لكن عندما تبدأ الأمور تنزلق ناحية التفجيرات والإغتيالات والعمليات الإنتحارية فلا تتوقع منهم أن يقفوا متفرجين وتأكد أن الغرب سيفعل كل مافى طاقته لحماية نفسه وأظنك تعلم تماما ماهى طاقة الغرب.
قد يكون للغرب يد ويد كبيرة فى موجة الأصولية الدينية التى أغرقت الشرق الأوسط لكن ياعزيزى خالد القانون لايحمى المغفلين ولم يسقكم الغرب حاجة أصفرا لتذهبوا لقتال الملاحدة الروس فى جبال أفغانستان ولتقوموا بعمليات إرهابية فى دولكم وعليكم, حتى على سبيل التغيير, أن تتحملوا , ولو لمرة واحدة, مسئولية أفعالكم لعلكم تتعلمون الدرس.