عزيزي "المعتزلي":
كلام الأخ ATmaCA صحيح مائة بالمائة. لماذا تريد منه التراجع عن ما يقول حتى ما يصبح "مسلم مودرن"؟
هو قال:
اقتباس:ومن المعروف أن العقل ليس بمرجع لأنه هوائى ويقرر حسب طبيعته وغرضه وميوله .
وأنا أسألك تعقيبًا على كلام الزميل الكريم:
١. أليس العقل متقلب؟ ألا تتقلبه الأهواء؟ ألا يبرر شيئًا اليوم ثم ينفيه غدًا؟
٢. الوحي أليس ثابت أم متقلب؟ من يجب تطويعه ليوافق الآخر: الإنسان يتم تطويعه ليوافق الوحي أم تطويع الوحي ليوافق عقل الإنسان؟
الزميل الفاضل "أتماكا" لم يحقر العقل إلى هذه الدرجة المخزية واسمح لي بالتدخل هنا. هو أمين ومخلص لدينه ويريد تطبيقه تطبيق سليم وبعيدًا عن الأهواء. توليفة الفكر "التنويري" هذه هي اختراع ناس يعيشون في ترف المكاتب وليس فيها إخلاص العابدين. الفكر "العقلاني الإسلامي التنويري" يريد مزج "الفكر الحر" بما فيه من "استبداد بالرأي" و"استقلال بالعقل" بالوحي الإلهي. الحقيقة أرى أن كلام الزميل أتماكا ممتاز وصحيح مائة بالمائة.
يا صديقي.. إذا الوحي الإلهي لا يعلو العقل ويحكم من فوق فهو ليس وحي فيما بعد وإنما هو أضغاث أحلام المفكرين.
العقل له دور في التمييز ولكنه لا يحكم في "الوحي الإلهي" فيقضي فيه بحسب الأهواء.
مادمت ارتضيت الدين الفلاني دينًا لك فالأمانة تقتضي إما أن تقبل "الشروة" على بعضها أو تتركها على بعضها.
سعيد برؤية مشاركتك هنا.
اقتباس:لا اعرف ما هو علاقة الفكر والحب وكونك صاحب رؤية بان تعلن في كل مكان انه "لا مسلم عاقل" ... انت عندك مشكلة انك عصبي وتشطح وتشتم ثم بعد ان تهدا تبدا تدافع بالعقل وتنسى بلاويك الاولى ... كان اولى ان تكتب هذه المداخلة الرصينة في راس الموضوع وليس في ذيلة , وساعتها لو فتحت بقي ابقوا ارموني في الشارع
الأخ العزيز:
هناك بعض النقاط والتي بحاجة للتأكيد عليها:
١. طرح موضوع كهذا للنقاش هدفه استثارة الأفكار وليس استثارة الخصومات. مطارحات عقلية.
٢. أنا لا اقول أبدًا أن "لا مسلم عاقل". مستحيل أن أفكر بهذا الشكل. أملك احترام كبير لجميع الناس بمن فيهم المسلمين وغير المسلمين.
من حيث العقل، طرحت نقطة تستثير المناقشة وهي "الشريعة" ومرآتها والعقل المسلم واجتهاده المخلص الأمين للحصول على التوفيق والموائمة. كلنا نفعل ذلك في الأديان عامة ولا يوجد دين وجد التوفيق يهبط عليه من عنان السماء.
وصدقًا لم أشأ بطرح موضوع كهذا استفزاز أي مشاعر وإنما من طبعي أن أجمع مجموعة من العقول الذكية وأطرح "فكرة جدلية" وأثيرها ومن خلال السؤال والجواب أصل مع المتحاورين للحقيقة وربما أكتشف نفسي. كمثال، ذات مرة دعوت مجموعة من الشباب الرجال والشابات عندي في البيت على العشاء ثم أثرت فكرة جدلية سمعتها من سيدة متقدمة في السن وهي أن الرجال في أميركا تم "تأنيثهم" they have been feminized. صراحة الفكرة كانت غريبة جدًا ولكن ما إنْ سمعتها مشروحة من الشابات وسمعت تجاوبات الشباب حتى اتضحت لي الفكرة وضوح جيد ولا يخفى عليك ما في الحوار من بهار وضحك وهرج ومرج وهذا يقلل من رتابة الحياة.
مرة ثانية، من حيث العقل: أصدقائي المسلمين يفوقوني كثيرًا في العقل بدءًا بالشيخ طه شيخ المسجد وأصدقائي في القصيم والدمام وغيرها.. أسمع لهم دوما بانبهار صادق وتجمعنا محاورات جميلة. من المؤكد أن منتديات الحوار تحجب حقيقتنا ونظهر وكأننا في حلبة صراع.
معذرة إن تسببت لك في أي استفزاز شخصي وصدقا والله يعلم لا أملك سوى النوايا الحسنة من البداية للنهاية.
ملاحظة أخيرة: ختمت قولك بعبارة "ربنا يشفي" أو ما شابه. احترز يا أخي الكريم فربما كنت تحدث إنسانًا عنده أمراض عقلية وتكون جرحته في أعماق مشاعره وأنت لا تدري. هناك عبارات نقولها ولكن النفس بها من الجروح ما بها. وربنا يديم الخير وكل الود.