(09-13-2010, 01:52 PM)thunder75 كتب: (09-13-2010, 12:34 PM)لواء الدعوة كتب: (09-13-2010, 06:33 AM)thunder75 كتب: صدقني هذا العرس ليس عرس الإسلاميين والتعديلات التي طرحها أردوغان لا تمس علمانية الدولة في شيء
أعرف تماما سبب تمسح الإسلاميين بأردوغان ، انه البحث عن نموذج اسلامي ناجح بعد النماذج الفاشلة والكارثية التي قدموها في كل من ايران وافغانستان وفلسطين والسودان والعراق ناهيك عن تجاربهم الفاشلة كأحزاب معارضة
لكنكم مصرون على اعتبار أردوغان إسلامي وحزب العدالة والتنمية حزبا اسلاميا رغم انهم يصيحون صباح مساء بأن العلمانية بالنسبة لهم خط أحمر وهو على عكس كل الأحزاب الدينية لم يجدا أي تعارض بين العلمانية والدين
بل هو عرس إسلامي لكل الحركات الإسلامية ولكل الإسلاميين الذين دعموا التجربة التركية بكل شيء ، أردوغان خلفيته اسلامية 100% ، وهو أيضاً تتلمذ على يدي الأب الروحي للإسلاميين الأتراك " نجم الدين أربكان " .
ولكن للضرورة أحكام كما يقال ، وعدم الحديث عن اسلامية اردوغان في تركيا هو أمر صائب واجتهاد رائع للإسلاميين الجدد .
بمناسبة الحديث عن التجارب الفاشلة ... فهي ليست تجارب فاشلة ... انما تجارب مورست ضدها شتى انواع التآمرات والظلم والهجمات العالمية فتوقفت فترة ومن ثم عادت من جديد سواء في افغانستان او السودان ... وبمناسبة الحديث عن فلسطين من قال لك بان تجربة حماس فشلت ؟
نقطة أخرى وما دخل العراق بالتجارب الإسلامية للحركات الاسلامية ؟
ألا تعرف ما هو دخل الحركة الاسلامية في العراق
من يحكم سواء في حكومة العميل نور المالكي أو في مجلس حكم بريمر والحكومات السابقة في العراق هي أكبر 3 أحزاب اسلامية فالحزب الاسلامي وهو يمثل فرع الاخوان المسلمين (حزب طائفي سني) في العراق أي أكبر حزب اسلامي سني في العالم والمجلس الاعلى وحزب الدعوة وهما اكبر حزبين طائفيين شيعيين.
كثير من العرب وبضمنهم المتعاطفين مع الاتجاه الإسلامي يتصور أن حزب العدالة والتنمية هو حزب ديني يهدف في المدى البعيد إلى القضاء على العلمانية وتحويل تركيا إلى دولة دينية إسلامية ضمن مخطط طويل المدى ، لكن الحال ليس كذلك على الإطلاق.
فلا يوجد في الخطاب السياسي للحزب أي فكر ديني أو تعبوي يستعمل النص الديني أو الرموز الدينية خلافا للأحزاب الدينية العربية ،
العدالة والتنمية هو أشبه ما يكون بحزب محافظين غربي ينظر للإسلام كجزء من الهوية الثقافية التاريخية المميزة لتركيا وليس كأيدولوجيا للحكم ومن يتأمل في تجمعات هذا الحزب سوف يلاحظ أنه لا يوجد أي مظهر من مظاهر التدين الشكلي المعروفة بالأحزاب العربية تميز أعضاءه رجالا ونساء وسوف يلاحظ أننا أمام حزب لا يستعمل أي شعار إسلامي في خطاباته ولا يطالب مثلا بتطبيق الشريعة الإسلامية وبتوحيد أقطار إسلامية وبإعادة الخلافة ولا يرفعون شعارات من قبيل الإسلام هو الحل ، بل ويرفع أنصاره صور مصطفى كمال أتاتورك في مكاتبهم ومسيراتهم التي تمتلىء بالنساء والصبايا الغير محجبات وبالعلويين الذين يبلغ تعدادهم 18 مليون نسمة في تركيا.
بل ويصرح قادته بالحرف الواحد أن العلمانية في تركيا هي خط أحمر. أكثر من ذلك فإن قادة هذا الحزب لا يتوقفون عن السعي لانضمام بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي المسيحي العلماني ولا يتوانى عن تلبية كل متطلبات الانضمام وخوض المعارك الديبلوماسية في سبيل تحقيق هذا الهدف.
لماذا إذن يصر الخطاب الإعلامي العربي وكثير من الكتاب والصحافيين على تصنيف العدالة والتنمية مع الأحزاب الدينية الإسلامية إذا كان نفس الحزب يقول وعلى لسان أردوغان في خطابه الإعلامي المعلن أنه حزب علماني بل ويصرح رئيسه أن حماية القيم الجمهورية والعلمانية التي أرساها أتاتورك هي على رأس واجبات حكومته ولماذا يتجاهل الإعلام العربي أن هذا الحزب لم يبني قواعده الشعبية على "الإسلام هو الحل" ولاعلى "استعمال الدين في السياسة" ولا على استعمال النص الديني أو المطالبة بالرجوع إليه ولماذا يتجاهل الإعلام العربي أن العدالة والتنمية لا يوجد في تاريخه أو حاضره رجال دين أو مفكرين إسلاميين ينظرون له أو يضعون له أيدولوجيا دينية على شاكلة القرضاوي وسيد قطب والمودودي وحسن البنا تستهدف تغيير المجتمع القائم إلى شكل من التدين يؤمنون أنه الشكل الصحيح.
أم أنه إسقاط للأحلام المريضة بعودة الخلافة على واقع غير موجود ومحاولة مستميتة ومزيفة للبحث عن تجارب إسلامية للحكم الديني الناجح.
لماذا إذن يتجاهلون الفرق الجوهري والحيوي بينه وبين كل الأحزاب الإسلامية فهذا الحزب ( لا يرى أي تعارض بين العلمانية وبين الإسلام) بخلاف الأحزاب الدينية العربية وهنا يكمن الافتراق بين الإثنين
هناك في العالم الإسلامي حزب واحد يشبه حزب العدالة والتنمية قدم هو الآخر تجربة ناجحة وحضارية اقتصاديا وسياسيا مشرقة لدول محسوبة على العالم الإسلامي ويصر رئيسه على مقولة أن الإسلام هو دين علماني إنه حزب اتحاد الملايو الوطني الذي لا يزال يقوده رئيس وزراء ماليزيا السابق محمد مهاتير صانع معجزة ماليزيا الاقتصادية والذي يعده كثير من الغربيين أفضل رئيس وزراء بالقرن العشرين.
أردوغان ومحمد مهاتير هي تجارب ناجحة ومشرقة في العالم الإسلامي ، والشيء المشترك بين الاثنين أنهما على عكس كل الأحزاب الدينية لم يجدا أي تعارض بين العلمانية والدين بل واعتبروا العلمانية طريقا للنهضة.
![[صورة: erdogan_ap416.jpg]](http://www.hamasna.com/knowledge/erdogan_ap416.jpg)
![[صورة: 243kpdz.jpg]](http://i42.tinypic.com/243kpdz.jpg)
تجربة العراق لا تمت للحكم الإسلامي ولا للتجربة الإسلامية بصلة ، فلا تحدثني عن الأحزاب الشيعية مثل حزب الدعوة وغيرها فهي أحزاب خانت بلادها ووطنها من أجل أهدافها الرخيصة ، وأما الحزب الإسلامي فدخول الحزب ليس من أجل تطبيق مشروعه وهدفه الذي بني من أجله وإنما اقتحم العملية السياسية من أجل حفظ حقوق أهل السنة وهم الطائفة الأكثر اضطهاداً واقصاءً في العراق الآن ، أي أن دخول الحزب الإسلامي كان من باب دفع الضررين ، وهو اجتهاد خالفه فيه الكثير من الأحزاب الإسلامية ، بل إن الأب الروحي للحزب وهو الشيخ محمد الراشد انتقد الحزب الإسلامي بسبب مواقفه الهزيلة في باب " نقص المنطق السلمي للحزب الإسلامي العراقي " .
نعود للتجربة التركية الإسلامية ، فلا يمكن الحكم عليها بدون البحث في ماضيها وسبب تحولات بعض مواقفها وطريقة خطابها السياسي ، فطريقة تعامل الدولة العلمانية القمعية مع الأحزاب الإسلامية واجهاضها بواسطة الإنقلابات العسكرية والاعدامات للكثير من التجارب لاغنية للأحزاب الإسلامية في تركيا سيجبر الإسلاميين الجدد على استنباط طرق ووسائل كثيرة لمواجهة هذا القمع سواء من باب تأخير المواجهة الفاصلة الإعلان عن الهوية الإسلامية بشكل واضح ومحدد أو من باب المناورات السياسية التي تجريها تلك الأحزاب .
وهذا ما هو حاصل مع حزب العدالة والتنمية والذي وقفت بجانب طرحه حول العلمانية وطريقة الحكم في الدولة قبل أن يطرح هو مبادئه ومطالبه .
بل اني لمته بالتسرع حول منع الغاء الحجاب في تركيا حرصاً على تقدم مسيرته التنموية بدون أن تعترض قافلته أي من الشبه التي تروج لها العلمانية الحاكمة في تركيا .
أما حديثك عن حسن البنا والمودودي ، فهو كلام مردود ، فحسن البنا يشكل رمزاً للكثير من الإسلاميين الأتراك ، عدا عن ذلك لكل منطقة رمزها وملهمها الذي تبني عليه الكثير من أفكارها ، فالطبيعة الفكرية للإسلاميين المصريين تختلف عنها عند الإسلاميين الباكستانيين تختلف عنها عند الإسلاميين الأتراك .
فالإمام النورسي رحمه الله هو ملهم جميع الإسلاميين الأتراك ، وقلما تجد حزباً واحداً لا يدين للإمام النورسي بفضله وعلمه ومرجعيته الفكرية والإسلامية ، وهو الذي قال أمام المحكمة العسكرية التي اقميت له بسبب مطالبته بتحكيم الشريعة الإسلامية :
اقتباس:"لو أن لي ألف روح لما تردّدت أن أجعلها فداء لحقيقة واحدة من حقائق الإسلام فقد قلت: إنني طالب علم، لذا فأنا أزن كل شيء بميزان الشريعة، إنني لا أعترف إلا بملة الإسلام.. إنني أقول لكم وأنا واقف أمام البرزخ الذي تسمونه (السجن) في انتظار القطار الذي يمضي بي إلى الآخرة لا لتسمعوا أنتم وحدكم بل ليتناقله العالم كله، ألا لقد حان للسرائر أن تنكشف، وتبدو من أعماق القلب، فمن كان غير محرم فلا ينظر إليها.
إنني متهيئ بشوق لقدومي للآخرة.. وأنا مستعد للذهاب مع هؤلاء الذين عُلقوا في المشانق. تصوروا ذلك البدوي الذي سمع عن غرائب إستانبول ومحاسنها، فاشتاق إليها.. إني مثله تماماً في شوقي إلى الآخرة والقدوم إليها. إن نفيكم إياي إلى هناك لا يعتبر عقوبة. إن كنتم تستطيعون فعاقبوني المعاقبة الوجدانية. لقد كانت الحكومة تخاصم العقل أيام الاستبداد وهي الآن تعادي الحياة، وإذا كانت هذه الحكومة هكذا، فليعش الجنون، وليعش الموت، وللظالمين فلتعش جهنم".
فحديثك عن عدم ذكر الإسلاميين لحسن البنا وقطب والمودودي ليس موضوعياً وخصوصاً أن لكل منطقة شيخها ورمزها الذي تفتخر به .
فإن كان للإخوان في مصر حسن البنا وسيد قطب ، وللجماعة الإسلامية في باكستان المودودي والندوي ، وللحركات الاسلامية في العراق الصواف والبدري وللحركات الإسلامية في فلسطين القسام وياسين والشقاقي وللحركات الإسلامية في الجزائر بلحاج وعباس مدني وحشاني ونحناح ، فإن للإسلاميين الأتراك النورسي وسعيد بيران وأخيراً نجم الدين أربكان .
فالتطور التاريخي للإسلاميين الأتراك كان عبارة " استخدام الثورات المسلحة والتي بدأها الشيخ سعيد بيران ، وبعد ذلك العمل السري ، وبعد ذلك العمل السلمي في إعادة الاسلام لمكانته الطبيعية في حكم البلاد ومثل هذا التوجه نجم الدين أربكان ، وبعد ذلك استغلال الوضع القائم لتحقيق هدف الإسلاميين ويمثل هذا التوجه حزب العدالة والتنمية الآن " .
وحتى أختصر الحديث ، الحكم على تجربة أردوغان ليس وقته الآن وخصوصاً أن التجربة في بدايتها بعد ، والمعارك السياسية والقضائية بين الحزب وبين المؤسسة العسكرية والقضائية والتي خزمها الحزب في أكثر من مرة وأجهض عدة انقلابات كانت مخططة للإطاحة بالحزب .
ورغم ذلك سيكون تعامل التيارات الإسلامية مع غيرها من الأحزاب العلمانية أو غيرها ليناً متحكماً إلى القانون ، ومن هنا إلى أمد متوسط البعد سيكون هناك علمانية متوسطة وجزئية في النظام التركي وهذا يرجع لطبيعة المنطقة وأحوالها المختلفة تماماً عن أحوال العالم الإسلامي .
فلا تنسى أن العلمانيين والأحزاب العلمانية في الدول العربية مدمية إلى أخمص قدميها في دماء الأحزاب الإسلامية وولدت حالة قوية وكبيرة من الثأر وافحتقان في نفسو العلمانيين بدءً من ضرب عبد الناصر للإخوان المسلمين ومروراً بإجهاض التجربة الديمقراطية في الجزائر ومرواً بمذابح الإخوان في سوريا والعراق والتآمر الذي خاضته فتح لإسقاط المشروع الإسلامي في فلسطين .
فالعلمانيين في الوطن العربي هم عبارة عن عملاء وطابور خامس وبيدق من بيادق الإحتلال والإستعمار الخارجي يستخدمه للنيل من خصومه من الأحزاب الإسلامية " وهي التي تشكل بالعادة أكبر خطر وجودي على المشاريع الغربية في المنطقة " .
ولي عودة إن شاء الله بعد أن أنهي بعض المشاغل ... وشكراً على حوارك .
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
/
أردوغان يحقق فوزاً كاسحاً في الإستفتاء العام لتعديل الدستور
