اقتباس:و كيف تعرف أن الوحي وحي و ليس همس شياطين؟
و لماذا صدقت وحي المسيحية و لم تصدق وحي اليهودية أو الاسلام؟ مش كله من عند ربنا؟
و كيف يعالج عقلك المسائل الأخرى التي لم يتعرض لها الوحي؟
تعال قارن بين الوحي و القوانين البشرية ستعرف الفرق
أخي المعتزلي:
تحية حارة من القلب. استميحك أن تكون هذه هي آخر مشاركة أكتبها هنا حيث نفسيتي المتعبة هذه الأيام غير مؤهلة للخوض في نقاشات على هذا المستوى. أيضًا لا أريد لأحد أن يفهم أني أريد تجريح دينه وأعني هنا المسلمين.
بالنسبة لسؤالك أعلاه:
تسألني: كيف أعرف أن الوحي وحي وليس همس الشياطين؟
جوابي: مقاصد الباري تبارك اسمه كلها خيرة وبالتالي فهو يوحي لخير الإنسان الأسمي والضر والقبح هو ما يهمس به الشيطان. روح الله ساكن بداخلنا ونقدر به أن نميز ما لله ونتبعه ونترك ما للشيطان ونُعرض عنه.
تسألني: لماذا صدقت وحي المسيحية ولم تصدق وحي اليهودية أو الإسلام؟
جوابي: صدقت وحي المسيحية لأن بها مسيح الإنجيل. وصدقت وحي اليهودية لأن المسيحية هي امتداد لما جاء في اليهودية. بالنسبة للإسلام ففيه أشياء جميلة بدون شك ولكن هناك أيضا أمور في الإسلام تجعلني أميل لاختيار مسيح الإنجيل على ما سواه. من المؤكد أنك تعرف مقصدي فلا أريد أن تكون خاتمة مشاركاتي هنا هدفها مفاضلة بين دين ودين وإظهار أن هذا أفضل من ذلك حيث لا أتعاطى مع الأمور على هذا النحو وخاصة في حواراتي مع الناس.
تسألني: كيف يعالج عقلك المسائل الأخرى التي لم يتعرض لها الوحي؟
جوابي: ما يوحي به الله هو هدفه أن أعمل مشيئة الله ووحي الله ليس كتالوج تلاجة يفصل التفاصيل لكل صغيرة وكبيرة ولكن هدفه السير في ضوء ناموس الله الأسمى والذي يرتكز على القاعدة العريضة والتي مفادها أن "الله محبة". إذا كان الله محبة وهو حقًا كذلك فكل شيء من هناك سوف يستقيم عوده وتتضح معالمه. بالحب أفهم جميع المسائل التي يستعصي على عقلي فهمها.
القوانين البشرية ليست بالضرورة عندي في صدام مع وحي الله فوحي الله عندي هدفه اكتشاف الله والتنعم بصحبته وأن أكون له خليلاً وهو لي خليلاً. الله لا يريد أن يثقل كاهلي بمجموعة من القوانين والعقائد ولكنه يدعوني إلى راحته، إلى حضنه هو.
صديقي الغالي المعتزلي.. اسمح لي أن أكتفي بهذا القدر وسوف نواصل المزيد من مثل هذه المحاورات الشيقة ربما على برنامج السكايب أو بالإيميل.
أخي العزيز/ أختي العزيزة "أمة الحق والحقيقة":
شكرًا على تعليقك واذكرني بدعاك وحفظك المولى تبارك اسمه في حفظه.