تحيــة طيبــة ؛؛
لا شيئ يجعلني في حيرة من امري مثل جملة " هذا ليس الإسلام الحقيقي " هذه الجملة نسمعها في كثير من الاحداث ليست في احداث الحادي عشر من سبتمبر ولا في اعقاب التظاهرات الهمجية للمسلمين بعد الإساءة لنبي الإسلام بل اقدم من ذلك إلى زمن الخوارج الذين اثقلتهم تهمة الإرهاب والتي يخال إلي ان لو استطاع احدهم القيام من قبره لقام وصرخ بأعلى صوته مابالكم ؟ لماذا حملتونا تهمة الإرهاب والقتل والتدمير والتفجير والتنسيف ؟ آلا تقرؤون القران ؟ ، حقيقةَ وجود إسلام حقيقي اشبه بوجود أطباق طائرة ، ماهذا اللغز الذي لم يكتشفه احد منذ 1430 سنة ؟ اين يقبع ذلك الإسلام الحقيقي وهل له كتاب غير القران ؟ او هل له رسول غير محمد ؟ ، في كل حادثة إرهابية في شتى بقاع العالم يظهر لنا غربان المنابر بتبريرات وترميمات ويحّمّلون التهمة ذلك الإسلام المتطرف ، عندما خرج الملايين من الشعوب الإسلاموية بعد ان رسم رسام مغمور في صحيفة مغمورة صوراً كاريكاتورية مسيئة لنبي الإسلام وقامت هذه الجموع بإحراق السفارات والأعلام وتهديد موظفي تلك السفارات بالقتل كان هناك في خلفهم من يقف في المنابر العالمية وفي الفضاء العالمي ويقول انه ليس بأسلام حقيقي بل متطرفين همجيين ، وعندما وقعت احداث الحادي عشر من سبتمبر خرج لنا حتى قبل ان تشيع جنائز الابرياء القتلى الذين طحنت عظامهم تحت قضبان واعمدة البرجين وقالوا ان ما حدث لا يمت للإسلام بصله بل هم من الخوارج وكانت السعودية لها باع طويل في تلك المعازف النشاز التي امتلئ بها الفضاء حتى اشمئيز منها .
انا لا أتهم المسلمين بالعنف والهمجية وحب القتل والتدمير لأنهم ليسوا السبب بل إسلامهم ، في الحقيقة لا يوجد إسلام نخبوي ولا إسلام حقيقي ولا وهمي ولا حتى صيني ، الإسلام هو الإسلام ،الإسلام الحقيقي والإسلام التايواني له نفس الكتاب وهو القران ونفس القران فيه من آيات القتل والحض على القتال والتدمير والسلب والنهب الكثير ، ولكن سياسة القرود الثلاثة ، لا اسمع لا اتكلم لا ارى ، ختمت على عقول رجال الدين المسلمين او المجملين لفكرهم ،المشكلة لا تكمن في الإسلام ككل بل في ان الكهنوت الإسلامي لا يرغب ولا يريد ان يعترف انه هناك خلل في الإسلام ، لا يزالون يصرون ان الإسلام صالح لكل مكان وزمان حتى وإن كان لا يزال يبيح إمتلاك الإنسان ، مهما بحثت في احاديث الكهنوت الديني فأنك لن تجد اي إعتراف بأنه يوجد في الإسلام شيئ لم يعد صالح للقرن الحادي والعشرون ، وإن وجدت مثل هذا ، فمستحيل ان تجد من يعترف بأن فيه خلل ونشوة قتالية منقطعة النظير .
لا أعلم أي هدف يصبوا إليه هؤلاء الكهنوت من فصل الإسلام إلى إسلامين حقيقي ومتطرف إلا من اجل تحسين الصورة وتجميلها ويمكن ان تقول ترقيعها ، مع ان هؤلاء المتأسلمين انفسهم غير مقتنعين بما يقولون لذلك لا غرابة في أن تجدهم يلقبون إبن لادن بالشيخ ، هذه المسلسل الطويل من فصل الإسلام إلى قسمين انتج لنا إسلام نخبوي عالمي ، إسلام يظهر بصورة جميلة ومسالمة وهادئة ، إسلام يدعم التطور والحضارة والبناء والتجديد ، ورواد هذا النوع من الإسلام كثير ولا حاجة لذكرهم ، على سبيل المثال تعامل السعودية مع دول الغرب بهذا النمط من الإسلام على عكس الإسلام " التنفيذي " في الداخل .
سيستمر الكهنوت الديني في التجميل والتجميل ولكن كل حدث وحادثة ستكشف نقاباً جديداً عم سبق وقلت عنه الخلل الإسلامي .