(09-24-2010, 02:39 AM)spinoza612 كتب: كل الذين ذكرتهم مجرد اشخاص معدودين على اصابع اليد وهذا ليس دليل على صحة الاسلام
...بل دليل على صحة الاسلام وبطلان غيره ... فهم ليسوا اشخاص عاديين ... بل هم مميزين بالعلم والتفكير والمكانة الاجتماعية والبحث الحر والهدف الوصول الى الحق وقد وصلوا اليه
..... وهناك ادلة كثيرة على ان الاسلام هو الدين الصحيح وليس هنا مجال ذكرها
اقتباس:اغلب العلماء ملحدين
....هذا الكليشيه الالحادي بان عقمه للعيان
....وكما قلنا فالعلماء الغربيين اغلبهم لادينيين اي يؤمنون بوجود الاله وليسوا ملحدين
.....وقد ذكرنا نماذج عنهم وبينت لك ان بعض من ذكرتهم انت انهم ملحدين لم يكونوا كحذلك
اقتباس:اما عن الاعجاز في القرأن فهو عبارة عن خزعبلات
......تدعي هذا الكلام لجهلك في القران وجهلك في العلوم وتغاضيك عن قصص الاف العلماء وفي كل الميادين ممن اسلموا بسبب الاعجاز العلمي في القران الكريم
اقتباس:فكل الاديان الابراهيمية الان في صراع من اجل اثبات صحة كتبها السماوية
.....لا يوجد اديان ابراهيمية .. فديانة ابراهيم واولاده وذريته هي الاسلام الحنيف
.....اسمع قول الله تعالى : {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}
والايات كثيرة في بيان ذلك
اقتباس:صراعات فيما بينها
....الصراع بين البشر موجود وليس بسبب الدين فقط....والتاريخ الحديث يدلك على ذلك
....فيكفي ذكر الحربين العالميتين التين حصدتا ارواح عشرات الملايين من البشر..ولم يكن سببها دينيا
اقتباس:وصراعات من اجل ان تكون متوافقة مع العلم الحديث
... طبيعي ان يسعى كل صاحب دين الى اثبات صحة دينه
.....ومن وسائل ذلك الاستدلال بالعلم الحديث على صحة كلامه وتعاليم ومعلومات الدين
.... والدليل والاقتناع هو الفيصل في النهاية
.....فالناس لها عقول ولها علوم وتستطيع التمييز بين الغث والسمين.... وبين الصحيح وبين التلفيق
اقتباس:قلت لك منذ البداية بان الدين والعلم يتعارضان في كل شي
....الدين الاسلامي غير ذلك تماما
....الدين الاسلامي يتوافق مع العلم
....وهناك الاف الكتب والدراسات والمحاضرات والابحاث العلمية التي تؤكد هذه الحقيقة .... والتي جعلت الكثير من علماء الغرب يسلمون
اقتباس:العلم يأخذ بالنظرية الداروينية
والدين النظرية الخلقية
فكيف تفسر بان هؤلاء الذين اعتنقوا الاسلام واقتنعوا به كدين انهم يأمنون بكل جوارحهم بالنظرية الخلقية
....نظرية الخلق هي التي باتت سائدة في العلم وعند العلماء
....من يلحد منهم فلغرض في نفسه او لمصلحة دنيوية فقط لا غير
اقتباس:هل تؤمن بكل عقلك وهل انت مقتنع بالقصة الطفولية لاهل الكهف وقصة الاسراء والمعراج وقصة نوح ولوط
طبعا
ولا اعرف ما الدافع العقلي الذي يجعل منك ترفض هذه القصص الاعجازية
اسمع التالي كي تستفيد وتنير عقلك وتوسع افاقك
مفهوم القصة في القرآن الكريم
القصة لغةً : ( القصة : الخبر ، وهو القَصَض ، وقصَّ علي خبره يقصه قصا : أورده ). ومنه: (القص وهو تتبع الأثر), (والقَصص: الأثر)(والقصص: الأخبار المتتبعة). وللقصة معان أُخرى متقاربة ، فهي تأتي بمعنى(الخبر) , و(الأمر والحديث) و(الجملة من الكلام). (والقَصص: الخبر المقصوص، بالفتح, وُضِع موضعَ المصدر حتى صار أغلب عليه, والقِصص, بكسر القاف: جمع القِصة التي تكتب).
فمدلول القصة في اللغة واضح, وواسع, ولكن بعض المُحْدَثين يختار مدلولا للقصة فيه بعض القيود, وهو: ( الحكاية عن خبر وقع في زمن مضى لا يخلو من عبرة ، فيه شيء من التطويل في الأداء).
القصة اصطلاحاً : أما مفهوم القصة في القرآن الكريم قد تتفاوت فيه وجهات النظر, وذلك نظرًا لما في القصة القرآنية من خصائص تميزها عن غيرها؛ من صدقٍ في الواقعية التاريخية , وجاذبيةٍ في العرض والبيان , و( شموليةٍ في الموضوع, وعلوٍ في الهدف, وتنوعٍ في المقصد والغرض, ووضوحٍ في الإعجاز).
- فمدلول القصة في القرآن الكريم : هو مدلولها اللغوي مضافاً إليه تلك الخصائصُ والسِمَاتُ التي تميز بها القَصص القرآني على غيره... والله تعالى أعلم.
- وللقصة ألفاظ تداخلها في مدلولها كثيرًا, ك ( النبأ, والخبر, والمَثَل), ولا يتسع المقام لتفصيل ذلك.
أثر القصة وأهميتها في القرآن الكريم
أثر القصة في النفوس:
لقد جاء القرآن الكريم داعيًا إلى الهداية والرشاد, بأساليبَ شتى ؛ فتارةً بالوعد والوعيد , وتارة بالإقناع العقلي, وتارة ثالثة بوخز الضمير والوجدان, ورابعةً بتوجيه الفطرة إلى حقيقتها, وخامسة بالإعجاز بشتى ألوانه, وأحياناً كثيرة: بأسلوب القصص, الذي هو أقرب الوسائل التربوية إلى فطرة الإنسان, وأكثر العوامل النفسية تأثيرًا فيه, وذلك لما في هذا الأسلوب من المحاكاة لحالة الإنسان نفسه, فتراه يعيش بكل كيانه في أحداث القصة, وكأنه أحد أفرادها, بل وكأنه هو" بطل القصة" أو" الشاهد" فيها, فيَرَى من خلالها كلٌ من الصالح والطالح ما في نفسه من أحاسيس, وما في خَلَده من أحاديث, وما يجري حوله من أحداث وحوار.. كل ذلك من خلال تجاوبه مع القصة.. فالقصة لا سيّما إن كانت بأسلوب شيِّق, وبيان رائق لها من التأثير والجاذبية مالا تبلغه أيُّّ وسيلة أخرى من الوسائل الدعوية أو التعليمية أو التربوية, فكيف إذا كانت بأسلوب ربانيٍّ معجز, له من الواقعية والصدق ودقة التصوير, ومِن السِمَاتِ ما ليس لغيره!!
وأكثر المناهج نجاحا في عرض الفكرة أو صياغة المادة العلمية بأسلوب قَصصي جذاب..هي أكثرها نجاحا وأينعها ثمارا.. لأنها تكون حينئذ أحب إلى قلب السامع, وأقرب إلى فطرته, وأسهل عليه حفظا وفهما, وأدعى لتلقيها بدون أيّ مشقة أو ملل..
- ولذلك؛ « كانت القصة ولا تزال مدخلا طبيعيا يدخل منه أصحابُ الرسالاتِ والدعواتِ, والهداةُ, والقادةُ, إلى الناس وإلى عقولهم وقلوبهم, ليلقوا فيها بما يريدونهم عليه, من آراءَ, ومعتقداتٍ, وأعمالٍ..», « ولقد أصبحت الفنون كلها اليوم من وراء القصة.. »
أهمية القصة في القرآن الكريم :
ورودها منسوبة إلى رب العزة والجلال في قوله تعالى: ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) {سورة يوسف: 3}.
أمر الله رسوله صلّى الله عليه وسلم أن يقص على الناس ما أوحي إليه: ( فاقصص القَصَص لعلهم يتفكرون ) {سورة الأعراف: 176}.
القصة مَعلم بارز من مَعالم القرآن الكريم لتوضح الحقائق وإزالة الشبهات: ( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ) {سورة النمل 76}.
والَقصُّ بالمفهوم العام كان من مهمات الرسل عليهم الصلاة والسلام: ( يا معشر الجن والإنس ألم يأتِكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي ) { سورة الأنعام 130 }.
وحياة الأنبياء هي محور القصص , وهم موضع القدوة والأسوة ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) {سورة الأنعام90 }.
خصائص القَصَص القرآنيّ
يتميز القَصَص القرآنيّ عن غيره من سائر القصص بخصائص يعلو بها جلالةً وقداسةً, ويزداد بها بلاغة وإعجازًا, ويعظم بها أهمية وتأثيرًا, وبهذه الخصائص استحق أن يُوسَم بأحسن القصص في قوله تعالى: ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) {سورة يوسف: 3}. فمن تلك الخصائص:
1 التكرار الهادف المعجز: ولما لهذه الخِصِّيصة من تميز وظهور.. فإنما أفردنا الحديث عنها لبيان المراد بإطلاق ( التكرار) في القرآن, وبيانِ مغازيه وأهدافه التي تزيده سموا ورفعة, وبيانِ الكتب التي ألفت خاصة في بيان تلك الروعة القرآنية .
2 الواقعية التاريخية : ونعني بها أن كل ما في قَصص القرآن الكريم من أخبار الأولين هي حقائق تاريخية صادقة لا يصادمها عقل, ولا يخالفها نقل, وسواءٌ في تلك المصداقية ما كان من أخبار الأنبياء مع أقوامهم, وما كان من قبيل المعجزات وخوارق العادات, كانفلاق البحر وكلام الهدهد والنملة, وليس فيها أي نوع من التناقض أو الاختراع, ولا أي شكل من أشكال الخيال أو التصوير المجرد عن الحقيقة, ولا أي صورة من صور الرمز أو الإشارة.
3- الشمولية المطلقة : فقصص القرآن الكريم شاملة من عدة جهات:
أ-( في حصر النفوس المخاطبة وطِباعها ووجهاتها ومكامن شعورها..
ب- في تنويع الأساليب والوسائل الملائمة لكل جنس وطبقة ولون..
ج- ومن حيث الزمن ؛ فالقصة تتحدث عن الماضي والحاضر والمستقبل..) .
د- ومن حيث شمولية موضوعاتها ؛ فكما أنك تجد في موضوعات القرآن الكريم شمولاً.. فكذلك تجد في قصص القرآن الكريم شمولاً لكل تلك الموضوعات , من عقائد وعبادات وأخلاق وآداب اجتماعية واقتصادية وسلطانية وغير ذلك..
4- كونها هادفة : فالغاية الأولى من قصص القرآن الكريم هي تأملها وأخذ العبرة منها وتصحيح العقائد والأخلاق , حتى ينصلح الفرد والمجتمع , وليست الغاية قاصرةً على إمتاع النفوس بسماع قصص مسليِّة أو بطولات خيالية , أو إظهارَ براعة أدبية مجردة عن هدف الإصلاح - كما هو الحال في عامة الفنِّ القصصي - وليست الغاية أيضا سردًا تاريخيًا جافا, كما هي مهمة المؤرخين, فالقرآن الكريم بكل ما فيه من قصص وغيرها هو كتاب هداية وعبرة بالدرجة الأولى, قال تعالى : ( لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب, ما كان حديثا يفترى , ولكن تصديقَ الذي بين يديه وتفصيلَ كل شيء , وهدًى ورحمة لقوم يؤمنون ) { سورة يوسف: 111}.
5- الإعجاز القصصي : إن القصة تمثل جزءًا كبيرًا من القرآن الكريم , وبالتالي فهي كسائر القرآن في كل خصائصه وسِمَاته العامة , ومن ذلك كونه معجزً ؛ فوجوه الإعجاز التي تجدها في سائر القرآن الكريم تجدها في القصص , لكن القصص يزيد على ذلك بوجوه أخرى من الإعجاز تميزه عن غيره.. فمن تلك الوجوه: التكرار الهادف ؛ حيث تجد في كل موطن من العبر واللطائف والإشارات ما لا تجده في نفس القصة في موطن آخر, ومن وجه آخر؛ حيث يعجز إنسان مهما أوتي من البيان عن التنويع في قصة واحدة بضروب من الفصاحة, دون أن تظهر عليه علامات الضعف أو الرِّكَّة أو التفكك أو التكلف. ومنها: إخباره عن قصص ماضية دارسة صدَّقها أهل الكتاب. ومنها: إخباره عن قصص مستقبلة غيبية.. منها ما صدقتها الأيام, ومنها ما سيقع.. وغير ذلك مما هو مبسوط في مظانِّه من كتب الإعجاز...
أهداف القَصَص القرآنيّ
إن الهدف الأول من القصص القرآني لا يتجاوز المحور الأعظم لأهداف القرآن الكريم , ألا وهو كونه هداية للناس أجمعين فالقصة القرآنية تمثل جزءاً كبيراً من القرآن الكريم , وهي تتحد مع ما سواها مصدرًا وموضوعًا وغايةً, ولكن إذا ما أردنا شيئاً من التفصيل فإننا نستطيع أن نجمل أهداف القصص القرآني في النقاط التالية وذلك من خلال ما أشارت إليه آيات القرآن الكريم متفرقة في معرض حديثها عن قَصص متعددة :
1- تثبيت قلب النبي صلّى الله عليه وسلم , قال تعالى: [ وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ] {سورة هود: 120} ففي أخبار المرسلين وتكذيب أقوامهم تسلية وتصبير لقلب النبي صلّى الله عليه وسلم وللمؤمنين والدعاة من بعده على ما يلقاه من أذى المشركين وتكذيبهم , كما قال تعالى: [ قد نعلم إنه ليَحْزُنُك الذي يقولون.. ] إلى آخر الآية [ ولقد كُذِبتْ رسلٌ مِن قبْلِك فصبروا على ما كُذبوا وأُوذوا حتى أتاهم نصرُنا ولا مبدِّلَ لكلماتِ اللهِ ولقد جاءَكَ من نبأِ المرسلين ] {الأنعام: 33 34}.
2- إثبات صدق النبي صلّى الله عليه وسلم في رسالته ؛ لأن دعوة الأنبياء واحدة ومنهجهم واحد , وبالتالي فإن النبي صلّى الله عليه وسلم كما قال جل شأنه : [ قل ما كنتُ بِدْعًا من الرسل ] {سورة الأحقاف: 9} وقال أيضاً: [ وما أرسلنا مِن قبلِك إلاّ رجالا نوحي إليهم فاسْألوا أهلَ الذكرِ إن كنتم لا تعلمون ] { سورة النمل: 43}. ومن وجه آخر ؛ حيث ينبئ النبي صلّى الله عليه وسلم بأخبار الأمم السابقة والقرون الساحقة مما لا يعلمه أحد من كتاب العرب فضلا عن أميٍّ مثلِهِ ( صلّى الله عليه وسلم ) وهذا ما أشار إليه الحق سبحانه وتعالى حين قال: - وهو يعرض قصص الأنبياء الواردة في {سورة هود -عليه السلام-: 11 } - [ تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنتَ تعلمُها أنت ولا قومُك من قبلِ هذا ] , وأيضاً حين قال سبحانه وتعالى مخاطباً نبيه صلّى الله عليه وسلم في {سورة القصص: 44-46 } بعد عرض شيق وطويل لنبأ موسى وفرعون : ( وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ{44} وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ{45} وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )
3- الإعتبار والإتعاظ من خلال النظر في سنة الله النافذة في هذا الكون , فالعاقبة دائما للمتقين , والبوار والخزي دائماً على الظالمين , وما أكثر الآيات التي تأمرنا بالسير في الأرض للنظر والإعتبار من عواقب وآثار الماضين , وفي هذا يقول سبحانه: [ لقد كان في قَصَصِهم عبرةٌ لأولي الألبابِ ] {سورة يوسف: 111} ومعنى العبرة: هو التأمل والإتعاظ والإعتبار بأن نقيسَ أنفسنا على السابقين ممن قصَّ الله علينا نبأهم بالحق , فنعلمَ أنَّ سنة الله ماضية فينا كما خلت في الذين من قبلنا , إن خيراً فخير.. وإن شراً فشر..
4- تصحيح العقائد الفاسدة وتثبيت العقائد الصحيحة - ومحورها أمران : الإيمان بالله وحده, والإيمان بالبعث بعد الموت - , وهذا ظاهر من خلال دعوات الرسل والأنبياء جميعاً لأقوامهم .
5- تقويم الخلق والسلوك الفردي والجماعي , وتحقيق خلافة الإنسان في الأرض, وهذا ظاهر من خلال معالجة كل نبي لصفة معينة في قومه عدا الكفر كان يسعى لإصلاحها ؛ فالقصص يصوِّرُ مثلاً شناعة ما كان عليه قوم لوط.. وما كان عليه أهل مَدين.. وما كان عليه الطغاة والمفسدون من ظلم وجور ومنع للفقراء.. وتصوِّر أيضاً شناعة الحسد الذي حمل أحد ابني آدم على قتل أخيه.. وشناعة طبائع اليهود... وفي جانب آخر تصور ما كان عليه الأنبياء والصالحون من صبر وعدل وعطاء .. وكيف حقق سيدنا سليمان عليه السلام وغيره الخلافة في الأرض على أساس من العدل والخلق والاستقامة...
6- وثمة أهداف أخرى كثيرة لمن تأملها من أولي الألباب , مثل التوكل على الله , لاسيما بالنسبة للدعاة والمصلحين , وانتهاج الأسوة الحسنة في الأنبياء, والتجمل بمكارم الأخلاق , وتعلم آداب الحوار , والجدال بالحسنى , وأساليب الدعوة إلى الله تعالى , وكيف يدخل الداعية إلى قلوب المدعوين , ومعرفة طبائع الناس عامةً عند كفرهم وإيمانهم , وطبائع أقوام بعينهم مثل بني إسرائيل , وكيفية التعامل معها , وتشخيص أمراض المنحرفين والمعاندين , وكيفية معالجتها , وغير ذلك ...
- هذا ما يتعلق بأهداف القصص القرآني عموماً , أما إنْ أردنا تفصيلاً أكثر فإننا سنجد أنفسنا أمام بحر لا ساحل له ولا قرار, حيث إنَّ المتدبر لقصص القرآن الكريم واجدٌ في كل قصة , بل في كل آية ، وفي كل كلمة والتفاتة قرآنية , ومن الأهداف والعبر والإشارات واللطائف.. ما تعجز عنه الألسن ولا تبلغ مداه الأفهام, وصدق الله العظيم إذ يقول مبيناً تلك الأهداف العظيمة من القصص : [ لقد كان في قَصَصِهم عبرةٌ لأولي الألباب ما كان حديثا يُفترَى ولكنْ تصديقَ الذي بين يديه وتفصيلَ كلِّ شيءٍ وهدًى ورحمة لقوم يؤمنون ] {سورة يوسف: 111}. وتأمَّلْ كيف جاء لفظ [عبرةٌ] منكرًا ليفيد الشمول والعموم ؛ ففي قصصهم عبرة عن كل شيء, وفي كل شيء من قصصهم عبرة.. ولكنْ مَن يستخرجُ تلك الدرر والجواهر؟!!.. إلا من آتاه الله عقلا نيرًا وقلبًا مبصرًا.. ولذلك جعل العبرة في الآية السابقة قاصرة على » أولي الألباب « .. [ إنَّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيدٌ ] { سورة ق: 50\37}.
اقتباس:وهل كان الهك في حاجة الى عبادتكم فكما تقولون انه كامل ولا يحتاج شيئا فلماذا خلقكم هل هو ناقص من تلك العبادة
.....الله تعالى غني عن العالمين وغني عن عبادتهم
.....واما لماذا خلقهم الله فلغايات وحكم كثيرة