أضعف الإيمان - هيام بين شرارة وحجار
الثلاثاء, 05 أكتوبر 2010
داود الشريان
في 25 آب (اغسطس) الماضي، نشرت جريدة «النهار» اللبنانية مقالاً للكاتبة الصحافية، هيام القصيفي، بعنوان
«المطاوعة في وسط بيروت». تحدثت فيه عن رفض أحد فنادق العاصمة اللبنانية تقديم النبيذ في رمضان لمواطنين مسيحيين. وفي 26 أيلول (سبتمبر)، نشرت جريدة «المستقبل» رداً على المقال بقلم الكاتب وضاح شرارة، بعنوان «الحنين الى الانكفاء على حارة الموالي والانتساب الى عصبية الدولة»، قال فيه: «وفي عبارة جلية، يريد خبر الصحافية القول إن السلفية السنّية وهيئاتها تزحف الى قلب «لبنان المسيحي»، وتهدم حرياته». رد وضاح شرارة المثير والطويل، أغضب غسان حجار، مدير تحرير «النهار»، فانتصر لزميلته هيام، وأرسل رداً قاسياً الى «المستقبل»، ونشره في مقال له في «النهار» قبل أن تنشره «المستقبل»، بعد أن خفف بعض عباراته. «المستقبل» نشرت بعد ذاك الرد الأصلي، وردت عليه في شكل عنيف.
مقال هيام القصيفي كان جريئاً ومباشراً، وينطوي على مرارة مفهومة، وهي قالت: «لسنا أهل ذمة، ولا نريد أن تنقص حقوقنا بحجج واهية، مموهة بستار ديني»، لكنه لم يكن يحتمل تفسيرات وضاح شرارة، وفي المقابل لا يستحق رد وضاح قسوة غسان حجار وغضبه. كان بالإمكان تحويل الموضوع الى حوار ثقافي وحضاري بديع ومثير. لكن الأقلام سكرت بالنبيذ الذي لم يسكب خجلاً من رمضان. صار بعض الصحف البورجوازية أشبه بمقهى شعبي. استبدل الصحافيون اللبنانيون الردح بالحوار. وانجروا الى مواقف طائفية ومذهبية، ورسب الجميع في امتحان اللغة. صارت الكتابة شتماً وسباباً، واعتبر بعضهم كلام الآخر «وقاحة تتجاوز الأصول المهنية والأخلاقية»، و «حميّة الأخ الصغير، الموتور، أو القبضاي، المسرع إلى رفع أكمام قميصه ليبدأ بالعراك».
بقيت الصحافة اللبنانية رفيعة المستوى، حتى في عز الحرب الأهلية. ترفعت عن الأحقاد، والشتائم، والحس الطائفي والمذهبي. وحين دخلت الى شارع صحافة بيروت صحف جديدة استعذبت الإثارة ونقلت لغة الأحزاب الى أعمدة الصحف، رفضت الصحف التقليدية مجاراتها. لكن يبدو أن عنف المذهبية والطائفية هزم الصحف، هزم الاعتدال... وبدّد الأمل.
http://international.daralhayat.com/inte...cle/188185
http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?storyid=431192
i do not know if he speaks arabic
رد على الرد
المستقبل - الاحد 3 تشرين الأول 2010 - العدد 3789 - نوافذ - صفحة 10
ها إنّنا ننشر ردّك بعد تردّد، من جانبنا أوّلاً، إذ رأينا أنّ بيانه ومضمونه ربّما كانا فاضحين لك ولما تمثّله صفتك في جريدة النهار العريقة. أما من جانبك فقد أخذتنا الحيرة حيث أنّك لم تطلب النشر في الردّ الذي أرسلته لكثيرين منّا، بخطّ اليد أوّلاً، ثمّ عدت إلى إرساله مطبوعاً بعد انقضاء ساعات، طالباً النشر ومذكّراً إيّانا، مرّة أخرى بأنّك سترفع دعوى بحقّ الكاتب وضاح شرارة "من دون الجريدة"، ثم ما لبثت أن نشرته، متعجّلاً، يوم الخميس 30 أيلول على الموقع الالكتروني لصحيفة النهار، وفي محلق "شباب النهار"، حاذفاً جملة اتهمت فيها الكاتب بـ "إرضاء سيده السنّي" واضعاً كلمة "أسياده" في مكانها.
هذا وكنا قد قلنا إنّك ستجد من ينصحك بطيّ الورقة تلك إذ بدوت فيها كأنّ كلّ ما يهمّك هو أن تردّ على من "نفث سمومه" على "الزميلة القديرة في النهار" بأن وصفها بالمخبرة، علماً أنّك، في موضع آخر من الردّ، تقول إن كلمة مخبر "تلازم الصحافي الحقيقي بدل الكتّاب المتلهّين بالتنظير..." بما أبداك حائراً تجاه أيّهما أرفع شأناً: المخبر الذي احتقرته أوّلاً، أو الكاتب المنظّر "القدير" الذي ازدريته تالياً.
أما سوء تفسير كلمة "مخبر" (Reporter) فهذا قد ينسحب على سوء قراءتك لمجمل هذه المقالة وربما على أي مقالة أخرى. واختلال القراءة هو اختلال في الفهم أيضاً، يدفع بصاحبه إلى استدعاء لغة شائعة تستعملها العامة من قبيل الهزء من الشعراء والفلاسفة إنكاراً لعسر الفهم والإدراك.
هذا وإنّنا قد تساءلنا لماذا انبريت أنت (مدير تحرير جريدة النهار) للردّ على المقالة بدلاً من المعنيّة بها، هيام قصيفي. وقد رأينا أنّ ما دفعك إلى ذلك غيرة الأخ الكبير. لكنّنا لم نجد في ردّك إلا حميّة الأخ الصغير، الموتور، أو القبضاي، المسرع إلى رفع أكمام قميصه ليبدأ بالعراك.
لا فكرة واحدة في ما كتبت. شتائم فقط، محض شتائم وجّهتها للكاتب الذي لا يفاجئنا ألا يعرف من كانوا مثلك مَن هو وماذا يمثّل في تاريخنا وحاضرنا الثقافيّين. هذا وإنّك، إلى ذلك، قليل الحصافة. كيف، على سبيل النصيحة، تشتم رجلاً بألفاظك تلك، وتعد بأنّك سترفع دعواك إلى القضاء؟ أما كان أجدى لك ألاّ يقاضيك هو على شتمك له؟ وبالمناسبة، أما كان أجدى لصحافي أن يناقش الرأي بالرأي بدل أن يسرع إلى التهديد بالقضاء قاصداً بذلك الكتّاب أنفسهم، لا كتاباتهم.
وإذ تطلب منا، أنت "مدير تحرير" جريدة النهار المرموقة "التعامل معه (نص وضاح شرارة) بطريقة مهنية مختلفة" أي عدم النشر على الأقل! كما تتوعد بـ"لنا في ذلك رد أمام القضاء المختص".. فهذا يعيدنا إلى فحوى مقالة الأستاذ شرارة نفسها التي تتعرض لظاهرة مستشرية في بعض الأوساط مفادها "النزول عن السياسة" والأخذ بـ"سمة أخلاق المولى والتابع الفارقة"، فالذي يتوعد هنا بالقضاء مثله مثل من طالبتْ بحرية المشرب والساكتة عن الحقوق والحريات السياسية والسيادية الوطنية، أي من الذين يستكثرون محكمة دولية على شهداء "النهار" جبران تويني وسمير قصير.
وعلى منوال سوء القراءة وركاكة الفهم أنت تظن في صاحب "الأمة القلقة" و"دولة حزب الله" "حقداً على شيعيته" و"محاولة إرضاء سيده السنيّ". وهذا الظن هو عادة من ظنون ضمير المخبر ولسانه (الواشي وليس الريبورتر)، فيكون قولك هذا نفث سمّ و"وقاحة تتجاوز الأصول المهنية والأخلاقية، و(قد يكون) لنا في ذلك رد أمام القضاء المختص".
على أيّ حال، ها إننا ننشر ردّك، داعين إلى قراءته، كما إلى قراءة نصّ وضاح شراره المنشور في عدد "نوافذ" بتاريخ 26 أيلول 2010 بعنوان "الحنين الى الانكفاء على حارة الموالي والانتساب إلى عصبية الدولة"، ويمكن الإطلاع عليه عبر موقع جريدة المستقبل على الإنترنت
www.almustaqbal.com.
"نوافذ"
رد من جريدة "النهار" على وضاح شرارة
رد مدير تحرير جريدة "النهار" غسان حجار على مقال
للكاتب وضاح شرارة في جريدة "المستقبل" بالآتي:
المستقبل - الاحد 3 تشرين الأول 2010 - العدد 3789 - نوافذ - صفحة 10
فوجئت صباح الأحد بمقال للسيد وضاح شرارة (في باب نوافذ) ينفث فيها سمومه على الزميلة القديرة في "النهار" هيام القصيفي ويصفها بالمخبرة
ثم يجرها إلى مواقف مذهبية ما بين الشيعة والسنة، وهو أمر لم تدخل فيه إطلاقاً عندما كتبت عن منع المشروبات الكحولية في بعض المطاعم خلال شهر رمضان من منطلق احترام الحرية الشخصية لكل فرد في بلد متعدد متنوع.
وإذا كان للسيد شرارة أن يدلي برأيه الثمين، فلا يجوز له توصيف الزميلة بـ"المخبرة". (من باب التجريح والإهانة وليس الفهم) ثم ربط ما كتبته بمقالات في صحف أخرى يدخلها في باب التآمر والتنسيق بحملات ربما مشبوهة إلى الكاتب، وهذه تهمة أخرى لا يملك الفيلسوف العظيم دليلاً عليها. وفي هذين الأمرين تعد شخصي على الزميلة وكرامتها، ووقاحة تتجاوز الأصول المهنية والأخلاقية، ولنا في ذلك رد أمام القضاء المختص.
وكلمة "مخبر" (إذا فهمها السيد شرارة) تلازم الصحافي الحقيقي بدل الكتاب المتلهين بالتنظير والذين يبنون شهرتهم على قدح وذم لا يمتان إلى الواقع بصلة إلا من باب تصفية الأحقاد. وما دام الشيء يذكر فإن حقد السيد شرارة على شيعيته ومحاولته ارضاء سيده السني، لا يجب أن ينعكسا على علاقته بالآخرين،
ودفع الآخرين إلى مستنقعه الطائفي البغيض.
أنا أكيد من ان ادارتكم لم تقرأ النص المنشور وإلا لكانت تعاملت معه بطريقة مهنية مختلفة. واقبلوا مني كل التقدير.