آن الأوان لوضع حد لانتشار الرموز الدينية
طباعة أرسل لصديق
المحامي ميشال شماس: كلنا شركاء
06/ 10/ 2010
المتتبع للمشهد العام والحياة العامة في سورية سيلحظ بالتأكيد تزايد انتشار استخدام الرموز الدينية لاسيما في السنوات الأخيرة، لتعبر بشكل فاقع عن الانتماء الديني لهذا الشخص أو ذاك، فأينما نظر المواطن وأينما اتجه سيقع نظره على أحدى الرموز الدينية، فأصبح محاصراً بتلك الرموز، ولا مفر أمامه من رؤية تلك الرموز في سيارة الأجرة، في الباص أو السرفيس في السيارات الخاصة والحكومية على السواء يراها ملصقة على الجدران وواجهات المحلات وكذلك في المكاتب الخاصة والحكومية وفي أجهزة الموبايل وأجهزة الكومبيوتر حتى الساعات وألعاب الأطفال لم تسلم من تلك الرموز، فهذا يضع سمكة على سيارته، وذاك يكتب عبارة "الله محمد" وذاك يعلق صليباً على صدره ، وأخر يعلق مصحفاً، وفي المكاتب الحكومية يستخدمون أجهزة الكومبيوتر لوضع أدعيات دينية إسلامية ومسيحية. تدخل إحدى المحلات يبادرك صاحب المحل قائلاً : " صلّي على النبي " وعندما لا ترد عليه يكرر عليك العبارة حتى ترددها ورائه أو ترحل من المحل، صلبان وسيوف وهلال على واجهات المحلات.. تدخل أحدى المحلات وما أن تفتح الباب حتى تسمع صوتاً يأمرك بأن تذكر الله..
تركب السرفيس أو الباص تُفاجئ بأحدهم وقد رمى في حضنك مصحفاً، وبعد قليل يعود هذا الشخص ليأخذ منك ثمن المصحف، حتى وأنت جالس في منزلك ترتاح من عناء العمل يأتي من يقرع بابك ليعرض عليك شراء صورة السيدة العذراء، تدخل أحد البيوت فتحسب نفسك أنك في جامع أو كنيسة من كثرة الصور والعبارات الدينية المنتشرة في أرجاء الغرفة.
ولم يقتصر الأمر على انتشار الرموز الدينية في مجمل حياتنا اليومية ، بل إن الأمر أخذ يسير باتجاه استغلال تلك الرموز والشعارات في الترويج لمنتجات وبضائع وسلع غذائية وغيرها كما في ظاهرة البنوك والنشاطات الاستثمارية الإسلامية،وتخصص محال تجارية على بيع سلع ذات سياق «ديني» كمحال الحجاب والزي الإسلامي، أو الحلي ذات الرموز الدينية المسيحية، أو في استخدام الأسماء والرموز الدينية كعلامات وأسماء لمشاريع تجارية، فضلاً عن التصاعد المطرد للاستثمار في القنوات الفضائية الدينيةوتسويق الأشرطة الصوتية والمرئية والأقراص المدمجة ذات المضمون الديني التي نسمعها يومياً وعلى مدار اليوم في السرافيس وسيارات الأجرة . لتحل مكان وديع الصافي وعبد الوهاب وأم كلثوم وفيروز.. حيث لم نعد نصحوا هذه الأيام على صوت فيروز، ولا حتى على صوت الديك وهو يصيح معلناً بداية يوم جديد من عمرنا. حتى العصافير والبلابل والحساسين لم نعد نسمع شدوها، بعد أن هربت إلى حيث من يستحق سماعها، وهي تشدو أعزب الألحان، فلم يبق أمامنا إلا نصحوا قسراً على أصوات النشاز من أشباه المطربين والمغنين والدعاة الجدد الذين تفوح منها راحة البترول حتى أزكمت أنفونا.
وهكذا فقد تغير كل شيء في السنوات القليلة الماضية ليس في مسيرة مجتمعنا السوري وحسب، بل وفي مجتمعاتنا العربية أيضاً، منذ أن تسللت الطائفية الدينية إلى مجتمعاتنا واستحواذ رجال الدين والدعاة الجدد على اهتمام شريحة واسعة من الناس، كنتيجة طبيعية للتضييق على حريات الناس وحقهم في التعبير عن آرائهم، ومنعهم من الانتظام في أحزاب سياسية ونقابات مهنية أوفي منظمات المجتمع المدني، حيث تم تهميش دورها لمصلحة رجال الدين والجمعيات الدينية، التي ملأت الفراغ الذي أحدثه فشل المشروع القومي العربي بمختلف تياراته القومية واليسارية في انتشال بلداننا العربية من براثن التخلف والتجزئة ووضعها على سكة التطور والتقدم.
وإنطلاقاً مما تقدم تأتي أهمية المطالبة بمنع استخدام الرموز الدينية بمختلف أشكالها وألوانها سواء في السيارات أو في المكاتب الحكومية أو على واجهات المحلات والجدران وفي المدارس والجامعات.. وحصر استخدامها فقط في البيوت و دور العبادة، على أن يسبق قرار المنع حملات توعية في مختلف وسائل الإعلام وعقد الندوات لشرح أهمية هذا القرار وأثره في تعزيز الانتماء للوطن الذي يجمعنا كبديل عن الانتماء الديني أو الطائفي الذي يفرقنا، وأثره أيضاً على تعزيز العلاقات بين أبناء الوطن الواحد والارتقاء بها فوق أية انتماءات أخرى وأن يستند كل ذلك على حسن تطبيق مبدأ المواطنة بصرف النظر عن أي انتماء لسياسة أو دين أو عرق أو جنس أو لون معين..
المحامي ميشال شماس: كلنا شركاء
Comments
أضف جديد بحث
الاستعمار واذنابه
مواطن سوري 2010-10-06 16

37
المتشدقون بالعلمانية والمواطنة ما هم الا مسوقون لبضاعة الغرب الذي استطاع الاستعمار تسويقها اثناء احتلاله لبلادنا بحجة حماية الاقليات الغير مسلمة, طول عمرنا بنعتز وبنفتخر بحضارتنا الاسلامية التي امتدت قرونا طويلا , وكنا اصحاب الحضارة والنور الذي يشع منه لباقي الامم , ولا كنا وقتها علمانيين ولا وطنيين وكان يعيش بيننا كل الطوائف الدينية الاخرى حتى اليهود كانو عايشين بيننا بأمان وسلام , لكن كل هذه المقالات والافكار التي يروجها العلمانيين المسلمين وغيرهم من اتباع الديانات الاخرى للمنطقة ماهي الا لسلخ المسلم عن كل ما يربطه بدينه الذي نجحوا في تهميشه والتضييق عليه الى ان اصبح مجرد ممارسة عبادات مقتصرة بالمسجد وفي البيت ,
رد
مو معقول هالحكي!
محمد 2010-10-06 16:01:38
والله مو ناقص غير الدولة تلبس الناس لباس موحد وتخترلنا أسماء ولادنا! الحكي اللي حضرتك عم تحكي هو قمة التطرف العلماني إذا مو منتبه لحالك! بعدين إذا ولد صغير -شحاد عمليا-ً وزع على ركاب ميكرو كتيب ديني كطريقة للشحادة عملتلي ياها ظاهرة؟! أنا لمدة 10 سنين وأكتر كنت أركب كل يوم 4 ميكرويات على الأقل صارت معي هالقصة مرة واحدة فقط لا غير! إذا العبارات والمظاهر الديني ما عم تتهجم على أتباع بقية الديانات ليش كل هالقد زاعجتك؟ أنا مسلم وملتزم وما عندي مشكلة إذا واحد مسيحي وشم أو علق صليب هالقد قدو! يصطفل شو بدي فيه؟! أنت ليش متضايق؟ مو ملاحظ أنو ما في حريات عامة بالبلد ولهون عم تلحقو الناس وعم تطالبوها تتخلى عن هالحريات الشخصية الأساسية, مشان كم علماني ما ينزعج خاطرهون؟! طبب إذا فعلاً بتؤمن بالديموقراطية خلي الدولة تعمل استفتاء! ليش عم تطالب بقوانين؟! ناقصنا تسلط وقمع من الدولة؟! هي وأنت محامي وعلى أساس علماني وبتؤمن بالحرية! شو خليت للماويين مثلاً؟!
رد
إلى مواطن سوري.حاجتك بقا
محسن 2010-10-06 17

51
وارجع لورا،إذا إنت مو عاجبك أبقى فارقنا بريحه طيبه وروح على أفغانستان.
رد
سوريا
محمد 2010-10-06 14:09:18
اشكر المحامي على رأيه ... فهو يعيد الامل بان سوريه مازال فيها اناس يفهمون المواطنة و يفهمون العلمانية و يفهمون ان الدين لله و الوطن للجميع .... المشكلة في سوريا ان اغلب المتشدقينبالدين هم اناس لا يفقهون فيه شيئا و لم يقرأو عنه شيئا و غير قادرون على المناقشةو لم يعودا يفهموا من الدين إلا المظاهر و القشور و لم يعلموا ما هو الجوهر ... يجب محاربة كل من يدعو الى استمرار هذه المظاهر الدينية بشكلها اللامنطقي في الشوارع
رد
كلام صحيح
ALAN 2010-10-06 13:22:48
دائما بئول انو الأديان و المذاهب بأنواعها هي من أكتر الشغلات الي بتنشر الحساسية بين أفراد البلد الواحد , بل و أحيانا بتسبب نفور و محاولة عدم اختلاط ....... كلام جميل و لا غبار عليه!!
و بالنسبة للمدارس : فبرأيي الدين الو مكانو الصحيح ... و المدرسة مو هي هاد المكان.
تحياتي

رد
الى صاحب تعليق مواطن سوري
حسن 2010-10-06 12:42:39
السيد المحامي ماعم يتصرف لحالو هو عم ينفذ مخطط تدريجي لتشويه الاديان والعادات والتقاليد مع ادعائه بانه غير متعصب لدينه وانه سيترك اولاده حرية الاختيار بحجة الوطن الواحد والدليل مجموعة مقالاته لو وضعت بالترتيب الزمني لةجدت النتيجة مخطط مبيت
رد
مواطنة سورية جداً
عنجد عيب علينا بقى 2010-10-06 12:33:31
إي عنجد... ظاهرة بتخجّل! بس يمكن فالج لا تعالج... و الدليل تعليق الأخ المواطن السوري الفهيم و اللي بيدل على فهم عميق و جوهري لحكي السيد ميشيل...
غريب إنو الناس حاسة حالا محتاجة لأنو تجتمع مع بعضا بس من خلال هي المظاهر الطائفية السخيفة... و بيغوصو فيها، و بينسو كتير أشياء تانية ممكن تجمعون غير الطائفية.
و إذا بدنا نضل هيك بحياتنا ما رح نصير بشر
رد
حاجتك بقا
مواطن سوري 2010-10-06 10:34:37
حاجتك بقا لاحقلي الناس على دينهم وبدك تغير دينهم وايمانهم وبدك تلغي كتاب التربية الدينية من المدارس وبدك ......
يا حبيبي اذا مو عاجبتك حياة الناس بسوريا وتربيتهم الدينية ابقى فارقنا بريحة طيبة لشي بلد محتاجة لافكارك واقتراحاتك المتنورة ,
اترك الناس تعبد ربها على كيفها , بكرة بالاخرة كلو بينحط بظهرك وتتحمل وزرهم ,
http://all4syria.info/content/view/33111/161/