البندورة تتجاوز الـ50 ليرة للكيلو الواحد.. وندرتها في السوق المحلية لم تمنع تصديرها
تحقيقات
شارك
حماية المستهلك: قمنا برفع كتاب إلى الجهات المعنية لترشيد التصدير
مزارع: بلغت خسارتي حوالي 2 مليون على الرغم من ارتفاع سعر الكيلو
تجاوز سعر كيلو البندورة في الأسواق السورية -إن توفرت- الخمسين ليرة ما دعا البعض إلى وصفها (بالذهب الأحمر)، وأسباب غلاء السعر بحسب أصحاب العلاقة ناتج عن فساد المحصول جراء موجة الحر إضافةً إلى الاستمرار بتصدير ما تبقى منه إلى الخارج.
المزارعون ورغم ارتفاع السعر في السوق السورية، اعتبروا بان المضرر ليس فقط المستهلك بل "الفلاح هو المتضرر الأول والأخير لأن محصوله فسد معظمه وتكاليف إنتاجه مرتفعة جداً انطلاقاً من حساب تكاليف (المازوت) ووصولاً إلى السماد وغيره".
تلبية طلب الدول المجاورة
سيريانيوز توجهت إلى إحدى الساحات الكائنة بالقرب من باب توما بدمشق، والتي تجتمع فيها سيارات شحن محصول البندورة القادمة من سهول حوران في درعا والسويداء والقنيطرة، حيث يتم بيعها للتجار مباشرة ، وقال التجار نذير إن " بيع محصول البندورة يخضع للعرض والطلب فالدول المجاورة في هذه الفترة من العام لا تنتج البندورة لذلك تلجأ للاستيراد من سوريا، إلا أن المحصول السوري هذا العام تعرض لهزة قوية وهي موجة الحر التي أفسدت معظمه".
وتابع نذير إنه " على الرغم من عدم تغطية محصول البندورة للحاجة السورية إلا أن التصدير للخارج مازال مفتوحاً فالطلب من دول الخليج والعراق ولبنان كبير جداً".
التاجر لا يرحم..
من جهته قال تاجر آخر يدعى محمد عبد العزيز إن " التاجر لا يعرف سوق محلية أو خارجية وكل ما يهمه هو البيع حسب السعر المقدم له للدول المجاورة أو للسوق المحلية، وغالباً ما يزيد سعر الكيلو المصدر للخارج بحوالي 7 ليرات سورية" مشيراً إلى أن " البندورة المنتجة على نوعيات ومستويات تبدأ من سعر 10 ليرات للكيلو الواحد وهي المستوى المتدني وتصل إلى 50 ليرة سورية للمستوى الجيد".
وعن سبب الاستمرار بتصدير البندورة على الرغم من عدم توفر ما يكفي السوق السورية قال عبد العزيز إن " الطلب في السوق السورية أقل من السوق الخارجية التي لا يوجد فيها أي إنتاج حالياً، وعلى ذلك نقوم بالتصدير كون سورية وإيران هم المنتجتان الوحيدان للبندورة في هذه الفترة".
بدوره قال التاجر عارف الحموي إن " التصدير ليس للخارج فقط، فهناك تصدير للمحافظات الأخرى وخاصة بين شهري 10-11 من كل عام، وهذه الفترة من العام يكون الموسم السوري للبندورة لا يكفي لتغطية الحاجة الداخلية وما زاد الطين بلة هو وجود نقص بحوالي 40% من الإنتاج هذه الفترة عن العام الماضي".
70% من البندورة للخارج
وعن نسبة التصدير، قال الحموي إن " تصدير البندورة السورية بدأ منذ منصف الشهر السابع من هذا العام واستمر حتى الشهر العاشر، فقد وصلت نسبة التصدير للبندورة إلى 70 % من المحصول وما تبقى يطرح في السوق السورية وهذا ما أدى إلى زيادة الأسعار إضافةً إلى فساد المحصول هذا العام نتيجة هجوم الذباب الأبيض وموجة الحر".
" التجار هم الوحيدون غير المتضررين من غلاء الأسعار فهم رابحون رابحون على أية حال" بحسب ما قاله أحد الفلاحين، وقال عبد الرحمن حسينية فلاح آخر إنه" لا يوجد مساعدة حكومية للفلاح الذي فسد محصوله، فقد تم ردم بعض الآبار التي تغذي الأراضي الزراعية بحجة أنها مخالفة، إضافةً إلى غلاء السماد والمازوت، وعلى هذا ارتفعت تكاليف إنتاج المحاصيل، وعلى الرغم من مبيع الكيلو بسعر مرتفع إلا أن الفلاح لا يغطي جزء بسيط من تكاليف الإنتاج".
الفلاح المتضرر الأول
وعن سبب فساد المحصول قال حسينينة إن " البندورة أصيبت بمرض قبل الموسم بفترة، وقد هجمت عليها إحدى الحشرات التي تدعى الذباب الأبيض إضافةً إلى موجة الحر السابقة، وكل هذا أدى إلى فساد المحصول دون أي تعويض أو رعاية من أي جهة، والفلاح هو المتضرر الأول".
وقال حسن عيون وهو أحد الفلاحين في درعا " زرعت حوالي 100 دونم بندورة وأنفقت عليها ما يقارب 4 ملايين ليرة سورية، إلا أن المشروع قد فسد من موجة الحر ولم يبق من الـ100 دونم سوى 5 دونمات فلو قمت ببيع الكيلو ب400 ليرة سورية لا يمكنني تعويض خسارتي".
وتابع عيون " بلغت خسارتي حوالي 2 مليون ليرة سورية على الرغم من ارتفاع سعر الكيلو " مشيراً إلى أن "السعر يتوقف على الجودة ، فالمستوى الجيد تباع سحارته بحوالي 400 إلى 500 ليرة سورية والمستوى المتدني بحوالي 100 ليرة سورية" مشيراً إلى أن " البيع يتم عن طريق السمسار أو التاجر الذي يشتري مني المحصول ويقوم بعرضه للبيع عن طريق مزاد والرابح من يحصل على الإنتاج سواء كان سورياً أو من خارج سورية".
وأردف عيون إن " سعر كيلو البندورة الجيد جداً يبلغ حوالي 10 ليرات سورية وهو لا يزال في الأرض، إلا أنه وصل حتى 25 ليرة سورية في أرضه ، فقد كنا نحصد ما يقارب 25 طن من البندورة والآن نحصد 3 طن إضافةً للكلفة العالية، فمادة المازوت أساسية للزراعة كون (مضخات) الماء التي تسقي المحصول تعمل على هذه المادة، فكل 10 ساعات نحتاج إلى برميل مازوت سعره 4 آلاف ليرة سورية ويمكنك من خلال هذه المادة فقط احتساب التكاليف، عدا عن ارتفاع سعر الأدوية الزراعية والسماد والبذار".
التجارة والزراعة خارج المسؤولية
وفي محاولة سيريانيوز لمعرفة سبب عدم التوقف عن تصدير البندورة إلى الخارج على الرغم من حاجة السوق الداخلية لها، نفى مدير مؤسسة التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد مروان الفواز مسؤولية المؤسسة عن هذا الموضوع، وفي الوقت ذاته نفت مديرية زراعة دمشق وريفها لسيريانيوز مسؤوليتها عن منع التصدير أيضاً، وقال مدير زراعة دمشق وريفها علي سعدات لسيرانيوز إن "موسم إنتاج البندورة انتهى هذا العام كونها تزرع مكشوفة، وفي شهري 11 و12 من هذا العام يبدأ تداول المنتج البلاستيكي منها وإن لم يغط ذلك حاجة السوق فمن الممكن أن نستورد من الخارج".
وتابع سعدات إن" المديرية غير معنية بمنع التصدير أو ضبط الأسعار ومن الممكن أن يتم استدعاء لجنة اقتصادية لدراسة السوق وتحديد الحل".
لا يمكن تحديد سعر أقل من الكلفة
وعن ضبط أسعار السوق، التقت سيريانيوز مدير حماية المستهلك في وزارة الاقتصار عماد الأصيل، الذي قال إن" ارتفاع سعر البندورة ناتج عن عدة أسباب هي قلة المادة الموجودة في السوق إضافةً إلى فساد المحصول" مشيراً إلى انه" تم استطلاع السوق من قبل المديرية ففي الأيام العادية من الممكن ملاحظة حوالي 500 أو 600 سيارة محملة بالبندورة في ساحة بالقرب من باب توما مخصصة للبيع، إلا أنه في الفترة الحالية لا يمكن ملاحظة أكثر من 200 سيارة".
وعن ضبط سعر البندورة، قال الأصيل إنه " من غير الممكن ضبط سعر هذه المادة لأن السعر الرائج هو الذي يفرض نفسه على السوق، وإن تم تسعير المادة بأقل من كلفتها يمكن أن تباع بالسر ويحرم السوق منها".
وعن إمكانية إيقاف تصدير البندورة، قال الأصيل إنه" كلما شهد السوق السوري خلخلة معينة في الأسعار نقوم بالدعوة إلى اجتماع لتدارس الوضع، وعلى هذا قمنا برفع كتاب إلى الجهات المعنية لترشيد تصدير البندورة في هذه المرحلة التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في سعرها".
حازم عوض-سيريانيوز
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=122799