اقتباس: نظرية المؤامرة
عشنا و شفنا الزمان الذي بات البعض فيه يصف المخططات الصهيونية التي نفذت اصلا و تنفذ الان و ستنفذ في المستقبل ب( نظرية المؤامرة).....
قد يصح استخدام مصطلح ( نظرية المؤامرة) عند الحديث مثلا عن الاطباق الطائرة او اغتيال جون كندي او وجود مرض الايدز ..... اما عند تناول مواضيع تبدأ(مؤامرات) سايكس بيكو و تنتهي ب( مؤامرات) استئناف الاستيطان السرطاني منذ يومين و تمر ب(مؤامرات) قوة اللوبي الصهيوني في الكونغرس الامريكي و (مؤامرات) استغلال و استثمار عقدة ذنب الاضهاد الذي عاناه اليهود, فتلك يا عزيزي ليست بمؤامرات, بل وقائع حدثت و تحدث فعلا.....
(نظريات المؤامرة) الوهمية تلك لسعتني مرارا كمواطن لبناني, و أشاهدها كل فترة بعيني الاثنين لايف, اسمع طنينها و انفاجاتها بأذنيّ ..... اعيش مع (نظرية المؤامرة) و اتلمسها كل يوم.... حبيبة قلبي( نظرية المؤامرة)
اما عن المهارة الاسرائيلية الاعلامية في التسويق و كسب التعاطف و التأييد العالمي فحدث ولا حرج, ليس في الامر لا (نظرية مؤامرة ) و لا من يحزنون, يستطيع اي انسان مطلع ان يدرك هذا الامر.... و الذي ينفي هذا الامر ن يعاني على الارحج من اضطرابات عقلية.....
نعم الجميع يعترف بأن المجتمع الاسرائيلي مجتمع ديموقراطي داخليا, لكن تلك الديموقراطية محصورة بالسكان اليهود داخل الكيان الغاصب, حتى عرب ال48 من غير اليهود لا يتمتعون بكامل الحقوق التي يتمتع بها نظراؤهم اليهود, اما عن الفلسطيين خارج الكيان, و كذلك عن العرب خارج الكيان, فحدث و لا حرج, و الامر معروف....و يا مرحبا عندئذ بنظرية (المؤامرة)....
من هذا المنطلق, نعم المجتمع الصهيوني مجتمع محاسبة و شفافية عندما يتعلق الامر بشعبه و مصالحه اما عندما يتعلق الامر بحقوق جيرانه و ضحاياه و مغتصََبيه فنعم الشفافية و المحاسبة و الديموقراطية.....
ما تراه اعلاه من (محاسبة) للجندي الراقص هو امر سخيف و تافه مقارنة بالفظائع العامة التي يمارسها قادة و حكومة و نظام هذا الجندي.... لا نريد و لا يعنينا محاسبة هذا الجندي المسكين على تصرف تافه قام به, و مجرد الاهتمام الاعلامي و التصفيق لهكذا محاسبة هو دليل غباء و انبهار فارغ.... نريد محاسبة الجرائم الهامة و الخطيرة كالاحتلال و الاجتياح و الاغتيال و الاعتقال و التصفية و النفي..... و عندها سنسامحهم على الجرائم و الجنح و التصرفات الغير لائقة التي قد يمارسها جنودهم....
و اذا كان الكيان فعلا كيانا شفافا محاسبا ذا مصداقية, فليتفضل اولا و يعترف اولا بالمحكمة الجنائية الدولية و بلجان التحقيق الاممية و بالقرارات الدولية اصلا (لماذا اسرائيل على عداء شبه دائم مع منظمات العدالة الدولية طالما انها دولة شفافية و محاسبة؟) ......
ليعترف الكيان بمسؤوليته عن الجرائم الكبرى التي ارتكبت منذ قيام كيانه الى اليوم, و ليترك امر (التحقيق) في رقصة هنا و ركلة هناك و كف هنالك لوقت اكثر اريحية ...
مبنى المحكمة العسكرية الاسرائيلية حيث ستعقد تلك المحاكمة السخيفة سيكون على الاغلب مقاما على ارض لمالك فلسطيني مطرود, القاضي الذي سينظر في القضية التافهة سيكون على الارجح جنرالا احتل اراض و شرد سكانا و قتل ارواحا....
لا نعترف بفضل هكذا محاكمة سخيفة و لا نقبل بان يتم استثمارها من قبل اعراب الليبرالية لتلميع صورة الكيان الغاصب المحتل, و الاغتصاب يبقى اغتصابا حتى لو تمت محاسبة المغتصِب لانه استعمل شدة غير ضرورية مع الضحية او انه لم يرتد واقيا ذكريا ..... ينبغي محاسبته اولا عن جريمة الاغتصاب بحد ذاتها..... و الباقي تفاصيل....