{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
رسالة الاب الياس زحلاوي الى القس الامريكي الذي دعا لحرق القرآن الكريم
seasa1981 غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 170
الانضمام: Aug 2010
مشاركة: #1
رسالة الاب الياس زحلاوي الى القس الامريكي الذي دعا لحرق القرآن الكريم
رسالة الأب الياس زحلاوي إلى القس الأمريكي الذي دعا لحرق القرآن الكريم
2010-08-27
السيد القسيس تيري جونز المحترم
لقد قرأت دعوتك إلى احراق القرآن الكريم على نطاق العالم يوم الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) القادم.
وقد جاء في نص هذه الدعوة أنك قسيس في إحدى كنائس فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية.
تساءلت، وأنا كاهن عربي كاثوليكي من دمشق (سوريا) ما عسى أن تكون غايتك من تلك الدعوة وأنت قسيس أمريكي؟؟؟
تساءلت؟؟ وأسألك: ما عملك بوصفك قسيسا؟؟؟
هل أنت قسيس مسيحي حقا يخدم الله في إحدى كنائس أمريكا؟
أم أنك مواطن أمريكي وحسب يدّعي خدمة المسيح؟؟؟
هل تراك استسلمت لأمريكيتك بدل أن تستسلم لمسيحيتك؟؟؟
ما الذي تريده من دعوتك هذه؟؟
أن تؤجج مزيدا من الأحقاد بين الشعوب؟
وهل في ذلك ما ينسجم مع السيد المسيح الذي تمثله في نظر نفسك ونظر الكثيرين؟؟؟
قل لي هل في شخصية يسوع في كلامه في سلوكه في مواقفه كلها ما يبرر إن من قريب أو من بعيد مجرد التلميح إلى نفور ما أو حقد ما أو بغض مابين الناس جميع الناس؟؟؟
أو نسيت أن يسوع كان في كليته محبة وغفران وسلام
أو نسيت ما علّمنا يوم علّم تلاميذه والناس من بعدهم أن يقولوا للآب السماوي إله الجميع (واغفر لنا خطايانا كما نغفر نحن لمن أخطأ إلينا)
أو نسيت أو تناسيت أن يسوع عندما كان معلقا على الصليب تنهال عليه الشتائم وكلمات الشماتة الدنيئة رفع صوته قائلا (يا أبتي اغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يعملون)
فمن تراك تمثّل؟ ومن تراك تريد أن تهدي بدعوتك تلك؟؟؟؟؟
أما كفاك ما جرى ويجري منذ 11أيلول (سبتمبر) عام 2001 من قتل وتدمير وتشريد وتجويع لمئات الملايين من الناس في شتى أرجاء الأرض بدءا من فلسطين وهي (وطن يسوع ) على يد حكامك بالذات وعلى رأسهم جورج بوش الذي كان يدّعي الاتصال المباشر مع الله؟
ألا ترى معي أنك بدعوتك تلك برهنت على غربتك الحقيقية عن يسوع وعلى حاجتك الملحّة إلى إعادة اكتشافه من جديد كي تكون قسيسا مسيحيا حقا يدعو مثل يسوع للمحبة الشاملة وللاحترام التام لكل انسان وللالتزام الكامل بتعاليمه الرائعة التي تدعو جميع المؤمنين به دون استثناء إلى الوقوف دائما في صف الفقراء والمظلومين والمحرومين؟؟
أخي القسيس تيري جونز
هل لك أن تقول لي بكل صدق لو جاء يسوع اليوم في صف من تراه سيقف
أفي صف الأقوياء المتغطرسين الظالمين الذين يهيمنون على العالم وينهبون خيراته دون شبع ويستبيحون القوانين والمعاهدات الدولية كلها ويقتلون الناس في أوطانهم ويدمرون البيوت فوق أصحابها ويشردونهم في أرجاء الأرض؟؟؟
أم سيقف في صف هؤلاء المظلومين والمحرومين والجياع والمشردين؟؟
وهل تراك نسيت ما سيقول يسوع نفسه في يوم الدين لكل انسان يمثل بين يديه (كل ما فعلتم بأحد أخوتي هؤلاء الصغار بي أنا فعلتموه)؟؟؟
هل تراك نسيت أو تناسيت أن يسوع لم يشر في حديثه عن يوم الدين إلى إنتماء أي إنسان لأي دين؟؟؟
إنما هو أشار فقط إلى انتماء كل إنسان إلى بني البشر جميعا وإلى وقوفه مع المحرومين منه والمستضعفين والمظلومين في الأرض
فما بالك أنت القسيس المسيحي الأمريكي تقف مع الظالمين في بلدك الذين امتد ظلمهم حتى شمل العالم؟؟؟؟
ألا تخشى المثول أمام يسوع في يوم الدين وأنت مثقل بما يثقل ضمائر حكامك الذين أعمتهم آلهة السلطة والمال والقوة والتخمة؟؟
أخي القسيس تيري
هل تراني أظلمك إن رأيت أن نقمتك على الإسلام هي التي تبرر دعوتك المستهجنة تلك إلى إحراق كتاب المسلمين المقدس القرآن الكريم؟؟
ولكن دعني أسألك أنا الكاهن الكاثوليكي السوري ماذا تعرف عن الإسلام؟؟
يبدو لي أن في خلفية دعوتك لإحراق القرآن الكريم من الجهل بالمسيح والمسيحية ما يحملني على الإعتقاد بجهلك بالإسلام والمسلمين؟؟؟
صدقني ليس في نيتي أن أدينك وليس في نيتي البتة أن أدخل معك في أي سجال ديني سواء منه ما يتناول المسيحية أو الإسلام إنما دعني أقترح عليك بعد أن صليت طويلا عملا مشتركا نقوم به أنا وأنت معا يوم الحادي عشر من أيلول القادم
تسألني أي عمل وأنت في فلوريدا وأنا في دمشق؟
هو ذا العمل الذي أقترحه عليك
إني أدعوك لزيارة سوريا حيث ستكون في ضيافتي وفي ضيافة أصدقائي الكثيرين من مسلمين ومسيحيين
فسوريا بلد تدين غالبية سكانه بالإسلام والمسيحيون فيه أصلاء ويعيشون فيه جنبا إلى جنب مع المسلمين منذ قرون وقرون
تعال ولا تخشى شيئا
تعال عساك تكتشف عن الاسلام والمسلمين ما يريحك ويفرحك ويفاجئك وما سيحملك حيث أنت اليوم في فلوريدا الجميلة على دعوة الناس الملحة إلى التعايش في احترام ومحبة وتعاون جميع الناس في أمس الحاجة إليها بدل الدعوة (اللا مسيحية إلى تأجيج الأحقاد والتناحر)؟؟
تعال إلى سوريا فتدهش بطبيعة الناس وإلفتهم وإيمانهم وعلاقاتهم وتعاونهم وانفتاحهم الودود على كل غريب
تعال إلى دمشق لأجعلك تعيش خبرة ما كانت لتخطر لا ببالك ولا ببال جميع كنائس الغرب وأساقفته وكهنته وقساوسته
تعال لترى وتسمع جوقتين (مسيحية وإسلامية) تسبحّان معا في الأعياد المسيحية والإسلامية الله الواحد الله الذي خلقنا كلنا والذي إليه مآلنا جميعا
أخي القسيس تيري
أدعوك أخي وأنا جاد في تسميتك أخا لي وفي دعوتي لك وإني لأنتظر منك كلمة لا غير
وثق بأنك ستجد لك في دمشق أخا بل إخوة كثيرين فأخبرني ولا تتأخر إني على موعد معك في دمشق
أسأل الله أن يجعل لقائنا هذا المرتجى بداية لطريق طويل ومشوق نشقه معا مع إخوة لنا كثيرين في دمشق والعالم وما أحوج العالم اليوم إلى طرق مشرقة
تعال فطريق دمشق في انتظارك

الأبجدية الجديدة - مصادر متنوعة
08-28-2010, 05:40 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
seasa1981 غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 170
الانضمام: Aug 2010
مشاركة: #2
RE: رسالة الاب الياس زحلاوي الى القس الامريكي الذي دعا لحرق القرآن الكريم
انظروا الى نفاق اقباط المنتديات !
وقد وضعت هذه الرسالة حتى يتعلموا الادب المسيحي الصحيح
وحب الوطن بدون انتماء غربي
ويهملونه لانهم حقودون
هم يريدون حتى بلاد الشام ان تحترق واثبت لكم ذلك في موضوع سابق ،
نباحهم وعويلهم دائما عالي معتقدين انهم بذلك يكسبوا الرأي
08-28-2010, 10:26 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
seasa1981 غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 170
الانضمام: Aug 2010
مشاركة: #3
RE: رسالة الاب الياس زحلاوي الى القس الامريكي الذي دعا لحرق القرآن الكريم
يا عم زحلاوي دول ولاد وسخة ما ينفعش معاهم الا الجزمة القديمة
العقول مركونة ،مالهاش لازمة
08-28-2010, 05:10 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #4
RE: رسالة الاب الياس زحلاوي الى القس الامريكي الذي دعا لحرق القرآن الكريم
دمشق .. شام برس من خلدون عليا
فخر بلدي .. كلمتان تعنيان أشياء كثيرة وشيء واحد بنفس الوقت ، فالفخر له معان عديدة ، وبلدي له معنى ً واحد في قلوب كل المواطنين السوريين .. هو سورية المحبة والعطاء .. سورية الثقافة والفن والرسالة الإنسانية التي تجذرت في أرض أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ .. من هنا من هذه الأرض المباركة انطلقت جوقة الفرح لتنشر رسالة الثقافة والفن والحضارة والإنسانية في كل أنحاء الوطن .. ولتنطلق فوق الغيوم عابرة المحيطات لتصل إلى البعيد .. لتقول كلمتها من الولايات المتحدة الأمريكية ، وبالتحديد من قلب عاصمتها واشنطن .. أننا دعاة الحرية والمحبة والسلام ، أننا أول من يعترف بإنسانية الإنسان وبأهميته ودوره في بناء وطنه ، مهما صغُر أو علا شأنه ....
إذا إنها جوقة الفرح .. عدد كبير من أطفال سورية المتطوعين قدموا أجمل اللوحات في مهرجان العالم العربي في مركز جون كينيدي في واشنطن ، ... أكثر من 120 طفلا ً ومتطوعا ً غادروا إلى هناك مع ملهمهم ومؤسس جوقتهم الأب الياس زحلاوي ، أنشدوا ، غنوا .. حاملين معهم رسالة واضحة .. سورية .. لوحة فسيفسائية نادرة في العالم وعصية على التقليد .. لم يكتفوا بذلك بل جابوا بقاع الوطن ليؤكدوا أن المواطن السوري ، متطوع بالفطرة لخدمة بلده الذي رباه ورعاه .
كل هذا بالتأكيد لم يكن بعيدا ً عن اهتمامات السيدة أسماء الأسد التي كانت دائما ً معهم .. حضرت حفلاتهم .. جلست معهم .. شجعتهم .. أعطتهم المعنويات .. حاورتهم .. تعلموا منها ، أن الوطن للجميع وكل منا يساهم في بناء هذا الوطن ( طبيب ، عامل ، موسيقي ، مؤرخ ، مهندس ، فنان .... الخ ) كلهم أياد ٍ بيضاء تتكاتف لتبني وطنا ً أذهل العالم بتنوعه وتماسكه .
السيدة أسماء الأسد التقت نموذجا ً من الجوقة وكرمتهم ، تحدثت عن الوطن ، الحب ، التطوع ، ثقافة المواطنة .. استمعت لهم واسمعتهم ..
السيدة أسماء الأسد التي آثرت تأخير التكريم لانتهاء الدراسة مقدرة كم أخذت الجولة من وقت الجوقة ليحققوا الانجازات التي حققوها ، أكدت أهمية ما قدمته الجوقة على مستوى الوطن من خلال تعبيرها عن التنوع الغني الذي تعيشه سورية ومن خلال ما تقوم به من نشر المحبة بين السوريين .

وقالت السيدة أسماء الأسد لأعضاء الجوقة : " لقد كانت رحلتكم إلى واشنطن محطة هامة جدا ً ، من رحلة مستمرة منذ 37 عاما ً ، فهي تعبير عن الحوار والمحبة والتنوع الموجودين في سورية " . واضافت : " كنا نفتخر بالمحبة الموجودة في سورية والتنوع والأخوة.. لكن اليوم لا يكفي الفرد أن يكون فخوراً بذلك.. وأضافت: لماذا لا يكفي.. لأننا بحاجة لنشر هذه الثقافة الموجودة لدينا في العالم كله.. علينا نشر المحبة بدل نشر الكره والتعصب وهذا ما قمتم أنتم به، من خلال الرحلة التي قمتم بها وتواصلتم مع الجميع في تلك المنطقة " .
و شددت السيدة أسماء الأسد على أهمية مشاركة الجوقة في مهرجان جون كينيدي مؤكدة أن سورية أرسلت إلى واشنطن أغلى ما تملك وهم (أولادها وشبابها والمواطن السوري) واعتبرت السيدة أسماء أن أطفال الجوقة لم يكونوا سفراء لبلدهم فحسب وإنما كانوا سفراء للمحبة وسفراء للعطاء عرّفوا المواطن الأميركي على بلدنا سورية .
وأشادت السيدة أسماء بالجوقة وقالت : نجحتم أكثر من أي سفير عادي، بالسياسة يستطيعون تشويه صورتنا ويقدرون على معارضة أفكارنا.. لكن بالفن والموسيقا جعلتموهم يصمتون ليسمعوا كلمات المحبة الواضحة التي كانت تخرج منكم ، وأشارت السيدة أسماء إلى الشهادات العديدة التي سمعتها من مغتربين نقلوا من خلالها ما سمعوه ودهشوا به بعد أمسيات عديدة قدمها أطفال جوقة الفرح في ثلاث ولايات أميركية .
ورأت السيدة أسماء أن هذا النجاح تمييز أكثر لكون الفرقة هم من المتطوعين وأن للجميع مشاغلهم ومسؤولياتهم وواجباتهم في مجتمعهم ومحيطهم. وأن ما انجزوه كمتطوعين هو تكريس لقناعة أكيدة بمحبتهم وانتمائهم الكبير لبلدهم سورية .
وأوضحت السيدة أسماء الأسد أن الإرادة قادرة على صنع المعجزات وان هذا ما تميزت به الجوقة وشددت على أن بناء الوطن هو مسؤولية الجميع وأن كل مواطن سوري قادر على المساهمة في ذلك من خلال عمله الذي يقوم به بحيث يضع قطعة بناء واحدة من الموزاييك الغني الموجود بهذه اللوحة الفنية المتألقة دائماً بالانسان وهي لوحة (سورية). ‏
ووصفت السيدة أسماء الأسد قائد ومؤسس جوقة الفرح بأنه أب العطاء والمحبة وأنه أثبت أن الإخلاص للوطن هو الأساس وأن الإيمان بالوطن هو مصدر إلهام وثقة وفخر لكل مواطن في هذا البلد .
السيدة أسماء الأسد رأت أن هذه الجوقة هي نتاج ما زرعه الأب زحلاوي منذ سنوات طويلة وقالت : " ما نراه اليوم من ورود هي نتاج البذار التي زرعها الأب زحلاوي ولا تقل أهميتها عن أهمية الوردة الدمشقية والياسمين والتي تفوح بعطرها ليس في دمشق فحسب بل بكل بلاد الشام عبر سورية.
واعتبرت السيدة أسماء أن البذرة التي زرعها وعطر المحبة الذي نشره سيبقى منتشراً من خلال الجوقة التي أسسها قائلة: سورية تفتخر بعراقة وحضارة ماضيها، وأنتم جميعاً بابداعكم وانجازاتكم أضفتم اليوم لوناً مهماً من ألوان الانجاز لسورية، ورأت السيدة أسماء أن المرء يحتار فيما يقدم ويعطي لشخص أعطى كل ما لديه ليس من خلال يوم أو نهار أو ساعة أو سنة بل من خلال الحياة كلها فلم أجد إلا قولاً بسيطاً (فخر بلدي) مقلدة هذه العبارة كوسام على صدر الأب إلياس زحلاوي.

بدوره الأب زحلاوي شكر للسيدة أسماء اهتمامها الكبير ورعايتها للجوقة واستعرض تاريخ تشكيل الجوقة و قال : هذه الجوقة التي انطلقت من دمشق ووصلت إلى واشنطن استطاعت أن تنقل صوت وصورة سورية الحضارة والتفاهم والمحبة والسلام .
واوضح الأب زحلاوي أن فكرة إنشاء الجوقة أتت عندما شاهد جوقة فرنسية تنشد في سينما الزهراء في ستينيات القرن الماضي وأنه ومنذ ذلك الوقت عمل على تأسيس جوقة سورية تجوب العالم وتقدم رسالة سورية الحضارية .
وأشار الأب زحلاوي إلى الجو التطوعي الجميل الذي تعيشه الجوقة مؤكدا ً انه لو تم الاعتماد على المال لكان دمر كل شيء .. وأضاف : اعتمدنا على محبتنا لبلدنا الذي هو بحاجة لجهودنا جميعا ً فواصلنا الطريق بكل محبة بعيدا ً عن المال الذي هو آخر اهتمامات الجوقة .
وأكد الأب زحلاوي على أن الحياة ليست سهلة وتابع : " ولأنها ليست سهلة فإننا مطالبون بالعطاء وهذا واجبنا تجاه بلدنا .. الله أعطانا سورية .. هذا البلد العريق الذي انطلقت منه الديانات السماوية الكبرى وانطلقت منه أعظم الحضارات في التاريخ .. وهذا ما يؤكد أهمية دور الجميع في بناء هذا الوطن " .
وفي نهاية حديثه قدم لوحة للسيدة أسماء الأسد هدية من كل جوقته تحمل رمزاً كبيراً (للسيدة العذراء.. أم الجميع) وأيقونة سائلاً الله أن يحفظ ويرعى الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء وعائلتهما ، وعائلتهما الكبيرة سورية، محملاً أطفال الجوقة رسالة بالتصميم على المتابعة وحمل الرسالة التي ليست بحجم سورية فحسب بل بحجم الوطن العربي .

بعد ذلك توقفت السيدة أسماء الأسد مع مجموعات المكرمين وأثنت على انجازاتهم وتطوعهم كل حسب دوره وموقعه سواء كانوا منشدين أو عازفين أو متطوعين. كما استمعت منهم عن عملهم وانطباعاتهم وشجعتهم على بذل الجهد كل حسب موقعه للمساهم في بناء ورفعة الوطن .
وعقب التكريم قال الأب الياس زحلاوي في تصريح للصحفيين: الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته يقدمان دعما ً كبيرا ً للجوقة وهذا ليس غريبا ً فهما يبديان اهتماما ً كبيرا ً بكل مافيه خدمة للوطن ويكونان أول المشاركين والمتطوعين فيه .
وأضاف الأب زحلاوي : أنا مواطن سوري وما قمت به هو خدمة لبلدي وبالتالي الجوقة هي جوقة سورية بامتياز ولا يجوز أن تنسب إلي كفرد لأن الجوقة من سورية ولسورية .
وفي معرض رده على سؤال شام برس حول الرسالة التي أرادت الجوقة إيصالها في واشنطن قال : قدمنا لهم وجه سورية الحقيقي .. التاريخ ، الحضارة ، العيش المشترك ، المحبة ، هذه الرسالة وصلت لكل الأمريكيين ومن قلب واشنطن وحتى الأمريكيين أنفسهم اعترفوا بذلك في صحفهم .
وأضاف كل مواطن سوري سواء في سورية أو خارجها يستطيع المساهمة في بناء وطنه وهذا واجبنا جميعا ً .
السيدة كلوديا توما نخله قائدة جوقة الأطفال قالت في حديث لـ شام برس : كلام السيدة أسماء الأسد أعطانا دفعا ً كبيرا ً فحديثها عن لوحة الفسيفساء السورية ودور كل مواطن في بناء وطنه هو منهج عمل حقيقي ولقد كان لهذا التكريم دور كبير في إعطاء دفع كبير للجوقة كما انه حملنا مسؤولية كبيرة لبذل المزيد من الجهد والوقت لخدمة وطننا والمشاركة في بنائه .
وأضافت : عندما دعينا إلى مهرجان كيندي أردنا تقديم وجه سورية الحضاري وان سورية بلد الأحرار في العالم و كان هدفنا تسليط الضوء على أجواء الإخاء والمحبة والتسامح الذي نعيشه في كل بقعة من بقاع هذا الوطن الكبير .
أطفال الجوقة عبروا عن سعادتهم الكبيرة بهذا التكريم فبكل بساطة وعفوية ، وقالت الطفلة راية الريس 13 عاما ً إحدى أعضاء الجوقة : أنا سعيدة جدا ً .. السيدة أسماء الأسد رائعة .. انا فرحة جدا ً .. إنها تحب سورية ونحن نحب سورية .. سأتذكر هذا اليوم ولن انساه ما حييت . نحن نحب السلام والفرح نحب الجميع ونعمل من اجلهم .
الطفل روي السليم 15 عاما ً: استمعت من السيدة أسماء الأسد أثنا حديثها معنا إلى كلام جميل .. إنها تريد ان نساهم جميعا ً في بناء الوطن .. إنها تحب الوطن إلى أقصى الحدود وهذا ما يستوجب علينا ان نؤمن به .. إنها مثال رائع .. سأحتفظ بكلامها في ذاكرتي .. لن أنسى صورتها بيننا .. ستبقى صورة حية في خيالي ... وعن الرسالة التي قدمتها الجوقة في واشنطن قال : الرسالة هي المحبة والسلام هي وجه سورية الحقيقي الذي يعرفه الجميع ..
الدكتور سيرج حجير المغترب السوري في الولايات المتحدة قال : لقد كان اللقاء رائعا ً .. السيدة أسماء الأسد تؤمن بهذا الوطن إلى درجة لا يمكن وصفها ... تؤمن بقدرة كل إنسان فيه .. ترى أن لكل منا دوره الهام والذي لا يقل عن دور أي مواطن آخر ..
وبالنسبة لي فقد كنت مع الجوقة خلال رحلتها في الولايات المتحدة .. لقد استطاعت ان تنشر رسالة سورية بالتسامح والمحبة .. ان تظهر وجه سورية الحضاري والإنساني .. لقد استطاعت الجوقة أن تكشف الاكاذيب التي تروج هناك والتي تهدف للإساءة إلى سورية .. لقد علموا الأمريكيين معنى المحبة والحوار والحرية والسلام الحقيقيين .
ميس خطيب إحدى المتطوعات مع الجوقة قالت : أنا كنت مغتربة في الولايات المتحدة ولما علمت أن الجوقة ستقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة ساهمت بدور تطوعي بسيط من أجل خدمة هذه الجوقة إيمانا ً بأهمية الرسالة التي ستنقلها عن وجه سورية الحضاري .
يشار إلى أن (جوقة الفرح ) هي جوقة كنيسة سيدة دمشق ، في دمشق . بدأت الجوقة عام 1977 بخمسة و خمسين طفلا من كلا الجنسين ، ومن جميع الطوائف المسيحية .و كانت خدمتها الأولى ليلة عيد الميلاد من نفس العام .انتسب للجوقة عدد جديد من الأطفال و الشبان و الشابات ، و هي تعدّ اليوم حوالي 500 منشد تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و 75 سنة .
وتهدف الجوقة إلى المساهمة في بناء الإنسان المسيحي في كل عضو من أعضائها و إحياء الطقوس الكنسية البيزنطية و المحافظة عليها و نشر ترانيمها . وإحياء ترانيم دينية عربية عامة تخاطب كل مؤمن بالله و إحياء التراث الموسيقي العربي و إنشاء خط يتبنى قضايا الإنسان عامة و الإنسان العربي خاصة بإنشاد ما يعود له من حقّ في الحياة و الكرامة و الحرية و الفرح .
و تضم الجوقة حاليا خمس جوقات يشرف عليها فنياً و إدارياً شبان و شابات من الجوقة ذاتها وهي :
الجوقة الأولى ( التحضيرية ) : و تضم أطفالا من الصفوف الابتدائية الثاني و الثالث و الرابع.
الجوقة الثانية ( الابتدائية و الإعدادية ) : تضم من الصفوف الابتدائية الخامس و السادس و الصفوف الإعدادية .
الجوقة الثالثة ( الثانوية ) : تضم شبانا و شابات من الصفوف الثانوية .
الجوقة الرابعة ( الجامعية ) : تضم شبانا و شابات جامعيين .
الجوقة الخامسة ( الكبرى ) : تضم الخريجين و بعض السيدات و الرجال .
و تدير الجوقة لجنة تسمى اللجنة العليا و التي تخطط لنشاط الجوقة و تشرف عليه و تقيّمه تضم الأب المؤسس و المسؤولين الإداريين و الفنيين عن كل جوقة ، إضافة لمسؤول مالي وعضوين منتخبين كما ان العمل في الجوقة طوعي و مجاني .
ويذكر أن الكاهن المؤسس لجوقة الفرح هو الأب الياس زحلاوي من مواليد دمشق ، دَرَسَ الفلسفة و اللاهوت في القدس ، وسمي كاهنا في عام 1959 ، و في العام 1962 انتقل إلى دمشق و انصرف لخدمة الشبيبة .
و من خلال اهتمامه بالشبيبة أسس و بتكليف رسمي من السلطة الكنسية في العام 1968 ، أسرة الرعيّة الجامعيّة في كنيسة سيدة دمشق ، و أسّس كذلك مع المخرج المرحوم سمير سلمون في العام 1968 فرقة " هواة المسرح العشرون " .كما أسّس عام 1977 ، في نفس الكنيسة ، جوقة الفرح .
و هو يواصل العمل في مختلف هذه النشاطات بالإضافة إلى عمله ككاهن رعيّة في كنيسة سيدة دمشق ، و قد عُيّن فيها منذ العام 1977 .
درَّسَ الأب الياس زحلاوي اللغة اللاتينية و الترجمة في جامعة دمشق بين العام 1975 و 1980 ، و درّسَ تاريخ المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية في العامين 1978 و 1979 ، و هو أيضا عضو في اتحاد الكتّاب العرب منذ العام 1973 .
و قد اختير عضوا في اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة منذ تأسيسها في شهر أيار 2001 وكتب في شؤون كثيرة ، منها الشأن الفلسطيني .


الأحد 12-07-2009


23322332
242424

http://www.youtube.com/watch?v=cmzE45ebzFU&feature=related


737373
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-29-2010, 11:38 AM بواسطة بسام الخوري.)
08-29-2010, 11:29 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
هيروهيتو غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 32
الانضمام: Aug 2010
مشاركة: #5
RE: رسالة الاب الياس زحلاوي الى القس الامريكي الذي دعا لحرق القرآن الكريم
يا ريت يفهموا مثلك كلهم . وحرق الكتب بشكل عام سيء . فكيف القرآن . هو جر شكل مع الاسلاميين حتى يهاجموا امريكا ثم تتكرر نتائج 11 سبتمبر . اذكياء بالشر وليت الاسلاميين يرتفعوا بنسبة الذكاء .
انا لا اتدخل ولا اهاجم
بس والله مستقبلي مظلم من المتطرفين في العالم ويا ريت رجال الدين المسيحي في العالم والعالم العربي بالاخص يتكاتفوا معك ايها المحترم .
اخطاء الفاتحين الاسلاميين ندفع ثمنها
08-29-2010, 01:41 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #6
RE: رسالة الاب الياس زحلاوي الى القس الامريكي الذي دعا لحرق القرآن الكريم
المواطنة أولاً... الكلمة التي اغفلتها وسائل اعلامنا للمطران يوحنا ابراهيم
طباعة أرسل لصديق
كلنا شركاء
29/ 08/ 2010
نقلت بعض وسائل الاعلام السورية خبر مأدبة الإفطار الرمضاني التي أقامتها بطريركية السريان في حلب على شرف علماء المدينة والتي حضرها مفتي عام الجمهورية ومفتي حلب ورئيس أوقاف حلب.
إلا أن وسائل الاعلام غفلت عن نص كلمة نيافة راعي أبرشية حلب للسريان الأورثوذكس مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم التي ألقاها في هذه المناسبة بعنوان (المواطنة أولاً...) وذلك مساء يوم الخميس المصادف في 26 / آب /2010
ونظراً لأهمية هذه الكلمة ننقلها كاملة فيما يلي:


صاحب السماحة الشيخ الدكتور أحمد بدرالدين حسون مفتي عام الجمهورية العربية السورية ...
سماحة مفتي حلب الدكتور محمود عكام...
فضيلة الشيخ الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني مدير أوقاف حلب...
أصحاب السيادة المطارنة الأجلاء، ورؤساء الطوائف...
أصحاب الفضيلة علماء ورجال الدين الإسلامي...
أسعد الله مساءكم...
هذه مأدبة الإفطار مميزة اليوم، كونها تجمع نخبة من وجوه البلد ذوي اختصاص واحد، بل يمكن القول بأننا جميعاً ننتمي إلى عائلة واحدة، تعمل في اتجاه واحد، عامودياً مع الله حيث كلنا نرفع أكف الضراعة إلى خالق السموات والأرض، ونصلي أولاً من أجل أنفسنا، ثم من أجل الرعية التي نشعر بمسؤوليتنا تجاهها. وأفقياً مع الناس، أي مع جميع المؤمنين بالله تعالى مسلمين ومسيحيين ومن كل المذاهب، ونفتش كيف نسخّر طاقاتنا ومواهبنا لخدمة الإنسان.
ويبدو أن كرم صوم رمضان الكريم واضح من خلال العلاقات الطيبة، التي تجمعنا مع بعضنا بعضاً. إذ في كل سنة نكون أمام موقف أو حدث أو مناسبة، ونختار موضوعاً لأحاديثنا في هذا الشهر الفضيل. وأشعر أنه مع كل التحديات التي تمر علينا أصبحنا بحاجة ماسة في هذه الأيام لنوجه أنظارنا إلى موضوع المواطنة، الذي رغم اختلافنا في وجهات النظر من خلال تعاليمنا الدينية، ولكننا متفقون في الإيمان بالله تعالى الواحد الأحد، والانتماء الكلي لتراب هذا الوطن الغالي، والالتزام بالقيم والأخلاق التي هي نجاح كل إنسان يريد أن يكون في علاقة طيبة مع الله من جهة، ومع أخيه الإنسان من جهة أخرى.
أصحاب السماحة والسيادة والفضيلة...
اسمحوا لي أن أقول لكم بأني أرى في المواطنة السقف الأهم لهيكل البناء الذي يجمعنا كأعضاء، ولكل عضو خصوصيته، معلمنا بولس الرسول يقول في هذا الصدد : فَإِنَّ الْجَسَدَ أَيْضاً لَيْسَ عُضْواً وَاحِداً بَلْ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ. إِنْ قَالَتِ الرِّجْلُ لأَنِّي لَسْتُ يَداً لَسْتُ مِنَ الْجَسَدِ. أَفَلَمْ تَكُنْ لِذَلِكَ مِنَ الْجَسَدِ ؟ وَإِنْ قَالَتِ الأُذُنُ لأَنِّي لَسْتُ عَيْناً لَسْتُ مِنَ الْجَسَدِ. أَفَلَمْ تَكُنْ لِذَلِكَ مِنَ الْجَسَدِ ؟ لَوْ كَانَ كُلُّ الْجَسَدِ عَيْناً فَأَيْنَ السَّمْعُ ؟ لَوْ كَانَ الْكُلُّ سَمْعاً فَأَيْنَ الشَّمُّ ؟ وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَضَعَ اللهُ الأَعْضَاءَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا فِي الْجَسَدِ كَمَا أَرَادَ. وَلَكِنْ لَوْ كَانَ جَمِيعُهَا عُضْواً وَاحِداً أَيْنَ الْجَسَدُ ؟ فَالآنَ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَلَكِنْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. لاَ تَقْدِرُ الْعَيْنُ أَنْ تَقُولَ لِلْيَدِ لاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْكِ. أَوِ الرَّأْسُ أَيْضاً لِلرِّجْلَيْنِ لاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْكُمَا. بَلْ بِالأَوْلَى أَعْضَاءُ الْجَسَدِ الَّتِي تَظْهَرُ أَضْعَفَ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ. وَأَعْضَاءُ الْجَسَدِ الَّتِي نَحْسِبُ أَنَّهَا بِلاَ كَرَامَةٍ نُعْطِيهَا كَرَامَةً أَفْضَلَ. وَالأَعْضَاءُ الْقَبِيحَةُ فِينَا لَهَا جَمَالٌ أَفْضَلُ. وَأَمَّا الْجَمِيلَةُ فِينَا فَلَيْسَ لَهَا احْتِيَاجٌ. لَكِنَّ اللهَ مَزَجَ الْجَسَدَ مُعْطِياً النَّاقِصَ كَرَامَةً أَفْضَلَ. لِكَيْ لاَ يَكُونَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَسَدِ بَلْ تَهْتَمُّ الأَعْضَاءُ اهْتِمَاماً وَاحِداً بَعْضُهَا لِبَعْضٍ. فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ (1 كورنثوس 12: 14 ـ 26).
هذه ليست نظرية مبنية على خيال، إنها واقعٌ وحقيقةٌ، فهيكل الوطن الكبير والواسع فيه تنوع في الأعضاء، ولكل عضو خصوصيته، ولا بد أن يحترم كل عضو العضو الآخر، وأن يدرك كل عضو أهمية العضو الآخر، وأن يعطي كل عضو كرامة للعضو الآخر، هكذا تبنى الأوطان، وكما نقول نحن في المسيحية : كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ. كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي. لاَ يَطْلُبْ أَحَدٌ مَا هُوَ لِنَفْسِهِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مَا هُوَ لِلآخَرِ (1 كورنثوس 10 : 23 و 24).


نحن لسنوات خلت بدأنا نُدخل في قاموس أحاديثنا، خاصة في مناسبات مباركة كهذه، اصطلاحات وعبارات وكلمات، نريد من خلالها أن نؤكد على انتمائنا الواحد لهذا الوطن الغالي، منها : قبول الآخر، العيش المشترك، الحوار بين المسيحية والإسلام، الوحدة الوطنية، الإخاء الديني، وغيرها من الكلمات التي أصبحت مألوفة في أحاديثنا ولقاءاتنا المشتركة، وهذا ليس بعيداً عن واقع العلاقة بين أبناء الديانتين المسيحية والإسلام منذ اللقاء الأول بينهما في القرن السابع للميلاد.
أنا أؤمن بأننا نتوخى جميعاً بناء حياة مشتركة مبنية على التعددية، وهذا يتطلب بناء مجتمع متماسك، لا تؤثر فيه الالتباسات الفكرية، ولا الاجتهادات التي تأتي من كل الأطراف، خاصة عندما نتبارى في هضم مفاهيم جديدة دخلت في حياتنا كمؤمنين، مثل : العولمة، والتكنولوجيا بكل أبعادها، والتفوق العلمي، وغيرها من الأمور التي يجب أن تكون من ايجابيات القوة التي نطالب بها، خاصة نحن المؤمنين بالله الواحد الأحد، والحاملين رسالة السموات، ولا ينبغي أن نتأثر كثيراً بنظريات تأتي من هنا وهناك.
أضرب لكم مثلاً، حتى قبل وقت قصير، كنا نستخدم عبارة الديانات السماوية أو الديانات التوحيدية، والذين كانوا يستعملون هذين الاصطلاحين كانوا ينطلقون من مفهوم ما يجمع وليس ما يُفرِّق، ولكن ظهرت رؤى أخرى جديدة شددّت على أن إطلاق تسمية السماوي والتوحيدي على الديانات لا تعبر بالضرورة عن مفهوم مشترك بيننا. فاليوم يَطرَحُ بعضُهم اصطلاحاً جديداً لهذه الديانات الثلاث، وهو ديانات رسالية أو رسولية، لأنها أتت إلى الناس برسالة من السماء عبر رسل من الله، وأنبياء يَدعون إليه تعالى ويُخبرون عنه الناس، ويقول صديقنا الدكتور يوسف زيدان في هذا المجال : سواء جاء هذا الخبر عن الله بكتاب فكان رسولاً، أو عُوِّلت دعوته على كتابٍ سابقٍ فكان نبياً.
وسواءً اتفقنا مع الدكتور زيدان أو اختلفنا، فإننا نؤمن بأن الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام هي في حقيقة أمرها تعتمد على ينابيع واحدة، ولهذا يظهر المشترك بينها كثيراً. أما الدكتور زيدان فإنه يطلق عليها اسم التجليات ويقول : تلك التجليات الثلاث الكبرى، التي تحفل كل ديانة منها بصيغ اعتقادية متعددة، نسميها المذاهب والفرق والنحل والطوائف. من هنا جاء في القرآن الكريم : لكم دينكم ولي ديني (الكافرون 6).
فالتعددية والتنوع هما غنى للمجتمع، وهنا يأتي دور التعددية الدينية التي تمثل حقيقة إنسانية علينا نحن أن نسعى لتنميتها وصونها والحفاظ عليها، وفي الوقت ذاته التمسك بمبدأ المواطنة بما تعنيه هذه الكلمة من أبعاد ومعانٍ منها : حرية الفرد والجماعة، والعمل الطوعي لارتقاء الوطن إلى ما فيه خير كل المواطنين، وأيضاً حفظ الحقوق والواجبات، خاصة ما له مساس بعلاقة المواطنين مع بعضهم بعضاً.
من هنا أتوجه إليكم في هذا الشهر المبارك بكلمة محبة، وأقول : أن ما يصدر عن بعض الأفراد في مجتمعاتنا من إساءة لكرامة الإنسان، وحرية الوطن، ليس له علاقة بتعاليم أدياننا، لا بل أشعر بأن شهر رمضان الفضيل والكريم بكل ما في هذه الكلمة من بُعدٍ روحي، يدعونا لأن نعمل معاً في سبيل عدم السماح لأحد مهما كان وزنه، أو حجمه، أو انتماؤه، أو رؤيته، للمساس بالمبادئ التي بنيناها معاً، بناءً على أرثنا المشترك، في سبيل أن يبقى هذا الوطن عالياً في كل الاتجاهات. نحن نرفض حماية آخر يأتي من بعيد ويتخيل أنه يصون ويحافظ ويحمي جماعة في نظرها هي من الأقليات، وننبذ كل فكر يتطاول على تاريخنا المشترك، ويتظاهر بأنه يحمي هذا أو ذاك، لأننا تعلّمنا بأننا جميعاً في حماية الله، وضمن أسوار هذا الوطن أخوة وأخوات، نعمل يداً بيد من أجل بناء الوطن في كل المجالات.
إذاً صوم رمضان في هذا الشهر الفضيل، واللقاءات بين الأخوة والأخوات، مسلمين ومسيحيين، والصلوات، والتراويح، والفكر الذي يتوجه إلى أخينا الإنسان في مجتمعاتنا، خاصة المحتاج والفقير واليتيم والمهّمش والضعيف، لا يمنع بأن نُنَمِّي روح المواطنة بل يدفعنا جميعاً على أن نضع الوطن في قائمة أولويات توجهّنا، وأن نبنيه بسواعدنا، وأن نحذر من أي فكر غريب، أو رؤية جديدة لا تسمح لنا بأن نعيش تحت سقف المواطنة.
أرجو الله أن يبارك هذا الوطن العزيز، ورئيسنا المحبوب الدكتور بشار الأسد، وكل العاملين معه، وأن يعيد المناسبات والأعياد الوطنية والدينية علينا جميعاً بالخير واليمن والبركة.
أشكر لكم إصغاءكم وليكن صيامكم مباركاً وكل رمضان وأنتم بخير.

المطران يوحنا ابراهيم
رئيس طائفة السريان الأرثوذكس بحلب

إفطار في دار المطرانية
26/ 8/ 2010
08-29-2010, 10:01 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #7
RE: رسالة الاب الياس زحلاوي الى القس الامريكي الذي دعا لحرق القرآن الكريم
زحلاوي وطريق دمشق

thumbnail

قبل ثمانية أيام وجه الأب الياس زحلاوي، المعروف بالسماحة والكياسة واتساع الثقافة، رسالة مفتوحة إلى القسيس الأميركي تيري جونز الذي دعا لحملة عالمية لإحراق القرآن الكريم، في ذكرى الهجمات الإرهابية على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، يوم الحادي عشر من أيلول الحالي.
في مطلع رسالته عرَّف الأب الياس نفسه بأنه كاهن عربي كاثوليكي من دمشق، ونظراً لتناقض دعوة جونز لتأجيج الكراهية مع صفته الدينية، فقد سأله الأب زحلاوي دون مواربة: «هل أنت قسيس مسيحي حقاً يخدم اللـه في إحدى كنائس أميركا؟ أم إنك مواطن أميركي وحسب يدّعي خدمة المسيح؟... أما كفاك ما جرى ويجري منذ 11 أيلول عام 2001 من قتل وتدمير وتشريد وتجويع لمئات الملايين من الناس في شتى أرجاء الأرض بدءاً من فلسطين وهي (وطن يسوع) على يد حكامك بالذات وعلى رأسهم جورج بوش الذي كان يدّعي الاتصال المباشر مع اللـه؟».
يرى الأب زحلاوي في دعوة جونز لحرق القرآن غربة حقيقية عن يسوع وجهلاً بالمسيح والمسيحية، فـ«يسوع كان في كليته محبة وغفراناً وسلاماً». وللخروج من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة يوجه الأب زحلاوي دعوة للقسيس جونز للمجيء إلى سورية كي يكون في ضيافته وفي ضيافة أصدقائه الكثيرين من مسلمين ومسيحيين: «فسورية بلد تدين أغلبية سكانه بالإسلام، والمسيحيون فيه أصلاء، يعيشون جنباً إلى جنب مع المسلمين منذ قرون وقرون». يعد الأب زحلاوي ضيفه بأن يدهش «بطبيعة الناس وألفتهم وإيمانهم وعلاقاتهم وتعاونهم وانفتاحهم الودود على كل غريب... تعال إلى دمشق لأجعلك تعيش خبرة ما كانت لتخطر ببالك ولا ببال جميع كنائس الغرب وأساقفته وكهنته وقساوسته... تعال فطريق دمشق في انتظارك».
إن العبارة الأخيرة لا تزدحم بالمعاني والدلالات وحسب بل تزدحم بالوعود أيضاً، فعلى طريق دمشق مشى بولس الرسول فتحول من يهودي شديد التعصب إلى قديس حمل المسيحية من سورية إلى العالم.
لست أشك بحصافة ونزاهة وإنسانية دعوة الأب الياس زحلاوي، لكنني أشك في أن يستجيب القسيس جونز لها، فأميركا لا تستطيع أن تعيش دون أعداء، وعندما لا تجدهم تصنعهم! فقد صنع الأميركيون وحش الإرهاب في مقر المخابرات المركزية الأميركية في لانجلي، ثم وضعوه في أحضان العرب والمسلمين كي يبرروا لأنفسهم إطلاق النار عليهم. واستخدام الدين لخدمة أغراض السياسة ليس بالأمر الجديد، فعندما احتل الفرنجة القدس باسم الدين، ذبحوا أهاليها من العرب المسيحيين دون تمييزهم عن العرب المسلمين.
05/09/2010
حسن م يوسف
09-05-2010, 11:24 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #8
الرد على: رسالة الاب الياس زحلاوي الى القس الامريكي الذي دعا لحرق القرآن الكريم
الاب الياس زحلاوي وعبر ( كلنا شركاء) : رسالة مفتوحة إلى جميع أعضاء السينودس من أجل الشرق.
طباعة أرسل لصديق
كلنا شركاء
08/ 10/ 2010


رأيت من واجبي أن أكتب لكم، بوصفي كاهناً عربياً كاثوليكياً من دمشق، قبل انعقاد مؤتمركم بأيام.

وشئت لنفسي أن أكون صوتاً، أجل صوتاً ليس إلا. وأرجو ألا ترَوا فيّ سوى صوت… قد يرجّع أصوات الكثيرين منكم، المخنوقة أو المختنقة.






لا شكّ أن الكثيرين منكم "استعدَّوا لهذا اللقاء المصيري"…

إلا أني أرجو أن يكون بعضكم قد "تجاوز" "أداة العمل"، التي وُضعت بين أيديكم منذ أشهر، والتي استغرقت ثماني صفحات كاملة من صحيفة "المراقب الروماني" الرسمية، إلى ما يمسّ أصول القضية الكبرى المطروحة، لا فروعها فحسب.

ذلك بأن "أداة العمل" هذه، لم تأتِ، كما أرى، إلا على ذكر عابر وخجول، لما أسمَيته القضية الكبرى، التي تقصم ظهر الشرق كله، بمسلميه ومسيحييه، عنَيتُ بها الصراع العربي الإسرائيلي، وما استتبعه من محرقات حقيقية ومروّعة، أصابت وتصيب الشرق كله، بدءاً من فلسطين، وامتداداً إلى لبنان وسورية ومصر والعراق، وانسحاباً إلى جميع البلدان العربية دون استثناء، في انتظار ما يخبَّأ لإيران. فهنا، وهنا خصوصاً، يكمن أحد أسباب الأصولية الإسلامية المتطرّفة، وأحد أهمّ أسباب تأجّجها المتسارع.

ثم إن "أداة العمل" هذه، لم تأتِ، لا من قريب ولا من بعيد، على ذكر القضية الكبرى الأخطر، التي تهدّد العالم برمّته، عنَيتُ بها قضية السياسة الغربية الهَوجاء والظالمة، التي تنتهجها الولايات المتحدة الأميركية على نطاق العالم، والتي تجرّ فيها معها الدول الغربية كلّها، والعديد العديد من الدول الأخرى، بما فيها - للأسف - معظم الدول العربية!

وهنا أيضاً، بل هنا خصوصاً، يكمن السبب الأكبر لتأجّج الأصولية الإسلامية على نطاق العالم.

فلا ننسيَنْ أن الإسلام، بوصفه إسلاماً، منذ أن كان في أوج قوته وسطوته، حتى يومنا هذا، احترم المسيحيين واليهود، بل تعاون معهم دونما تحفّظ، في شتى مجالات الحياة والإدارة والثقافة والعلوم. وفي هذا الصدد، يؤلمني أن أذكّر الجميع بما كان عليه الغرب في هذه الأثناء، من لاسامية مستشرية، مناقِضة للإنجيل، وبما اندلع فيه من حروب دينية، تَذابح فيها المسيحيون طوال قرون…

لذا، أجدني مضطراً، بوصفي مواطناً وكاهناً عربياً من سورية، لأن أطرح عليكم السؤال التالي: ما جدوى مثل هذا المؤتمر، إن لم يتصدّ لما يضمن بقاء البشر وحضارتهم، في حقّ وكرامة وحرّية؟

ثمّ دعوني أيضاً أتساءل معكم بصوت عالٍ: ما جدوى مثل هذا المؤتمر، وما سيصدر عنه من توجيهات وتنظيمات وتمنّيات، تخصّ مظاهر الحضور المسيحي في الشرق كله، وطبيعة علاقاته بالمسلمين واليهود، إن كانت أرض الشرق بأكمله ملغومة وقابلة للانفجار في أي لحظة، وسماؤه تملأها طائرات غربية إسرائيلية، تهدّد وجود البشر وحضارتهم في كل لحظة، وقد تلغيهما، كما يحلو لها ومتى يحلو لها، في احتقار مطلق لجميع المؤسسات الدولية وقراراتها ومعاهداتها - النافذة على الجميع إلا على إسرائيل! - دون أن تصدر ولا كلمة واحدة بحقّ طفل الغرب المدلّل "إسرائيل"، لا من حكومات الغرب، ولا خصوصاً من كنائس الغرب؟

أن تكون الحكومات الغربية راضية، في خنوع مقزّز، عن سياستها المكيافيلية البائسة، أمر بات مألوفاً منذ مئات السنوات. أما ألا تكون كنيسة المسيح في الغرب، واقفة بقوة وشهامة، في صفّ الشعوب المظلومة والمقهورة والملغاة، بدءاً من فلسطين، وألاّ ترفع السوط والصوت عالياً، في وجه جلاّدي البشر، فهذا أمر يناقض الإنجيل، ولا يجوز له أن يستمر.

قولوا لي: "أوَليس الله أحقّ بالطاعة من الناس؟"

ألا يجدر بكنيسة يسوع اليوم، في الشرق والغرب، في الشمال والجنوب، أن تتذكّر هذه الكلمة البسيطة والرائعة، التي قالها أول خليفة ليسوع على الأرض، بطرس الرسول، في وجه جلاّديه، لتقولها بدورها بألف طريقة وطريقة، ودونما تردّد أو خوف، في وجه حكام الغرب جميعاً؟

قد يتذكّر بعضكم أني رأيت من واجبي، بوصفي كاهناً عربياً كاثوليكياً، من سورية، أن أوجّه، يوم 7/2/2010، رسالة مفتوحة إلى رئيسي الأعلى، البابا بيندكتوس السادس عشر، بشأن الإعلان عن الدعوة إلى عقد ما هو مؤتمركم اليوم، رجَوته فيها دعوة نخبة من الكنائس الأرثوذكسية في الشرق، ونخبة من مسلميه، لأن موضوع هذا السينودس الاستثنائي والأول، بسبب جميع الظروف الخطيرة التي مرّ ويمرّ بها الشرق، يمسّ لا شؤوناً تنظيمية أو طقسية أو خيرية، أو حتى ثقافية ما، تعني العرب الكاثوليك وحسب، بل هو يمسّ في الصميم وجود الجميع دون استثناء في هذا الشرق. كما أني رجَوته أيضاً، دعوة نخبة من كنائس الغرب كله، لأن ما سيعالَج فيه من أمور الشرق، إنما هو إحدى نتائج السياسة الغربية برمّتها، وللمزيد من الوضوح أقول: هو إحدى نتائج السياسة الأميركية، التي تُهيمِن عليها - على نحوٍ لم يعُد بخافٍ على أحد - سياسة ما يُعرف باللوبي الصهيوني.

ربّ قائل يقول: ما دخل الكنيسة في السياسة؟ أوَلم يقُل يسوع منذ ألفَي عام: "أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله"؟

لو كان لقيصر أن يظلّ قيصراً!

أمّا وقد جعل قيصر من نفسه إلهاً، وإلهاً يصرّ على انصياع كل شيء وكل إنسان له، حتى ممثّلي الرب يسوع، فيما هو يدمّر العالم، ويدعم دعماً مطلقاً من يدمّرون الشرق كله من أجل بناء دولتهم في فلسطين، على أشلاء سكانها العرب الأصليين، في مخالفة صريحة وفاجرة، لجميع الشرائع الدينية والإنسانية، فهذا أمر لا يجوز لأحد أن يسكت عنه، فكيف لكنيسة الرب يسوع أن تسكت عنه؟

إزاء هذا الواقع العالمي البائس، ثمّة سؤال ملحّ يطرح نفسه: أوَليس للكنيسة عامة، وللكنيسة الغربية خاصة، وعلى رأسها كنيسة روما، أن تقول شيئاً بهذا الشأن؟

ثم، أوَليس للكنائس العربية، المتهاوية والمهدّدة في بقائها بالذات، أن ترفع الصوت عالياً في وجه كنائس الغرب، لتقول لها ما يتوجب عليها أن تقول، كي تقول كنائس الغرب بدورها لمسؤولي الغرب ما يتوجب عليها أن تقول لهم؟

وهنا، دعوني أقول لكم: أخشى ما أخشاه، أن تفعل كنيسة الغرب اليوم، ما فعلت في الأمس البعيد، وفي الأمس القريب…

ففي الأمس البعيد، واقعتان مؤسفتان، تورّطت فيهما كنائس الغرب، من جرّاء تورّطها مع السلطة الزمنية، بدءاً من عهد قسطنطين.

الواقعة الأولى، هي واقعة اللاسامية المخزية، التي اتّخذت أشكالاً لا تحصى طوال قرون وقرون، حتى انتهت بالمحرقة النازية التي ذهب ضحيّتها الملايين من اليهود وسواهم، والتي نجم عنها، بعد الحرب العالمية الثانية، ما يشبه العشق المفاجئ لليهود واليهودية من جهة، وعقدة ذنب حيال اليهود واليهودية من جهة ثانية، تجعلهم يغفرون لهم كل ذنوبهم ومظالمهم، أية كانت، في فلسطين خاصة، والشرق عامة…

أما الواقعة الثانية، فهي واقعة لا تقلّ خطراً عن الأولى، وهي تزاوج السلطتين، الزمنية والكنسية، تارة في تعاون وتواطؤ، وطوراً في تنافس وتناحر، بل وتحارب، وذلك أيضاً طوال قرون وقرون، والمذهل أن كل ذلك تواصل إبّان اكتشاف القارة الأميركية، وطوال عهود الاستعمار الغربي بجميع مظاهره - الإسباني والهولندي والبرتغالي والبريطاني والبلجيكي والفرنسي والألماني والإيطالي! - هذا الاستعمار البشع الذي فرض على القارات الخمس كلها نظاماً لا إنسانياً، دفعت ثمنه شعوب أُبيدت، وشعوب استُعبدت واستُغلّت واستُنزفت، بحيث لم تعُد تقوى على النهوض. ومن المؤسف أن هذا التواطؤ الكنسي العام مع حكّام الغرب، لم يفلت منه إلا قلّة قليلة من الكهنة والراهبات والرهبان والأساقفة، الذين تجرّأوا واستنكروا، فأدَّوا شهادة الدم، التزاماً منهم بإنجيلهم، ودفاعاً عن الشعوب المظلومة.

اغفروا لي مثل هذا الكلام، فأنا أعرف أنه ثقيل جداً على السمع والقلب. إنما الحقيقة هي الحقيقة. ومن كان منكم في شكّ، قليل أو كثير، مما أقول، أرجوه أن يقرأ الكتاب الذي نشره عام 1997، الصحفي الإيطالي "لويجي أكاتولّي"، بموافقة البابا يوحنا بولس الثاني، تحت عنوان "عندما يطلب البابا الغفران". وقد نُشر في آن واحد بلغات ثلاث: الإيطالية والإنكليزية والفرنسية.

إن صمت كنيسة الغرب، بالأمس البعيد، لم يكن له ما يبرّره. ولذا نهج البابا يوحنا بولس الثاني، بعد البابا بولس السادس، طريق التوبة وطلب المغفرة، في صدق وشجاعة.

كما أن صمت كنيسة الغرب اليوم، ليس له ما يبرّره. وقد آن لها أن تتحرّر منه، لئلا تكرّر اليوم ما ارتكبت في الماضي من أخطاء كان ثمنها باهظاً جداً في طول الغرب وعرضه!

وإني أرى أن على كنيسة الشرق، العربي وغير العربي، كله، واجب رفع الصوت عالياً وجريئاً، لتوقظ كنيسة الغرب من سباتها غير المبرّر. فعساها، إذا ما استجابت واتّخذت المواقف المطلوبة، بسرعة وشجاعة، عساها تستعيد بعض صدقيّتها الضائعة، وسط ما انتشر في الغرب من لامبالاة مستشرية واتّهامات مخزية…

أخيراً، ثمّة سؤال لا بدّ لي من أن أطرحه عليكم. وأنا أرجوكم أن تطرحوه بصراحة على السينودس:

هل وعود الله للبشر يمكنها أن تُجتزأ وفق هوى بعض الناس ومصالحهم، أم هي كلها واحدة من ألِفِها إلى يائها، أي منذ مطلع سفر التكوين، حتى اكتمال تحقيقها في الرب يسوع؟

وبعبارة أخرى: هل يتّفق وعد الله المزعوم بالأرض لإبراهيم، الذي تتذرّع به الصهيونية لسرقة الأرض، كل الأرض من فلسطين إلى لبنان وسورية والأردن وسيناء، أي من الفرات إلى النيل، هل يتّفق هذا الوعد المزعوم مع ما كانه وقاله وفعله المسيح المخلّص، يسوع الناصري، ابن فلسطين؟

وأرجو ألا تعودوا إلى بلادكم، دون حمل جواب صريح من الكنيسة الأم في روما.


الأب الياس زحلاوي : كاهن عربي سوري "كنيسة سيدة دمشق"





أخوكم الأب الياس زحلاوي

دمشق عيد القديس فرنسيس الأسيزي.
http://all4syria.info/content/view/33199/104/
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-09-2010, 11:06 AM بواسطة بسام الخوري.)
10-09-2010, 11:05 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
salvation غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 4
الانضمام: Oct 2010
مشاركة: #9
الرد على: رسالة الاب الياس زحلاوي الى القس الامريكي الذي دعا لحرق القرآن الكريم
بعض الاشخاص القدماء كانوا يحرقون اوراق من كتب و القرآن التي يوجد بها اسم الله حتى لا تدنس !

تخيلوا لو لم يعطـه احد اهتماما ؟

المبالغات تنتهي بمبالغات اكبر !
10-10-2010, 02:37 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رسالة في التفكير فارس اللواء 0 487 06-09-2013, 09:06 PM
آخر رد: فارس اللواء
  رسالة في الإعلام فارس اللواء 0 466 06-08-2013, 11:00 AM
آخر رد: فارس اللواء
  رسالة في السياسة فارس اللواء 0 462 06-06-2013, 12:15 AM
آخر رد: فارس اللواء
  من واشنطن - لقاء مع المفكر الامريكي تشارلز كابشن...التحديات الجمة التي تواجه USA بسام الخوري 0 794 04-18-2012, 08:22 PM
آخر رد: بسام الخوري
  رسالة إلى العقيد Nowruz 18 5,305 11-01-2011, 08:46 PM
آخر رد: فخري الليبي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS