الزميل / بهجت
اقتباس:أتمنى أن تحدد لي اسم واحد فقط من علماء البيولوجي يقول بأن نظرية التطور هي أن الكائنات تطورت بالصدفة العمياء أو الإنتخاب العشوائي . اسم واحد فقط و سأنسحب فورآ من هذا الحوار معتذرآ . من يقول ذلك إما جاهل كلية بنظرية "التطور البيولوجي biological evolution" و " الإنتخاب الطبيعي natural selection " أو مجرد ناشط أيديولوجي يشوه النظرية التي تضرب وجوده في الصميم ،و التي تركله هو و مرشديه إلى خارج الحضارة المعاصرة ، و أربأ بك من اتباع كليهما .
في مواضيعي السابقة التي كنت أطرح فيها هذا الأمر وبعد أن بدأت في قراءة النسخة العربية لكتاب وهم الإله لداوكينز التي قمت بتنزيلها من الانترنت ، قررت أن أسأل زملاءنا اللادينيين هنا هل عملية التطور والطفرات الوراثية والتكيف مع متطلبات البيئة هي عمليات عشوائية وعبث تقوم به الجينات ولا يقوم بها مسبب ذكي وينتج عنها أن الكائن الحي الذي تصادف موافقة تطوره مع متطلبات الاستمرار الحياتية وتحديات البيئة الخارجية هو الذي يستمر؟ أم أن العكس هو الصحيح أي أن التطور والطفرة كانت مقصودة ومصممة ومحددة الهدف واستجابة لتحديات البيئة الخارجية.؟ وقلت لهم في حينه نريد أن نعرف منكم لو تكرمتم هل التطور والطفرات الجينية والتكيف هي لعبة نرد أم لعبة شطرنج.
وكان الجواب من الزملاء
Logikal و فلسطيني كنعاني بأن التطور هو عملية التطور والطفرات الوراثية هو عملية عشوائية ((لعبة نرد)) ، وقد قلت لهم في حينه وبعد قراءتي لأكثر من نص في هذا الاتجاه أن قسم من المدافعين عن هذه النظرية يرى أن الطفرات الوراثية هي خبط عشواء ولعبة احتمالات تنتج أشكال جديدة للحياة ثم يتصادف أن قسما من الأشكال الجديدة التي تملك مقومات الاستمرارية في محيط البيئة الخارجية وتحدياتها هي التي تفوز بالبقاء ، ثم تقرأ للبعض الآخر كلاما في الاتجاه المغاير يفيد بأن التطور والطفرة كانت استجابة للتحديات البيئية وأنها عملية موجهة ومخططة ومحددة الأهداف.
والآن يتأكد لي أن ما سبق أن كل منكم يملك فهمه الخاص لنظرية التطور والنشوء والإرتقاء.
لكن في جميع الاحوال أنت ترى أن الشكل الذي اتخذته هذه الحشرة وقدرتها على التنكر ليس طفرة عشوائية بل تطور وطفرة جينية جاءت استجابة لتحديات بيئية ،،، جميل جدا أنا الآن وحتى تقنعني بنظرية النشوء والارتقاء التي ابتدأت لوحدها وبدون مسبب ذكي بحاجة إلى أن تجيبني على 3 أسئلة لو تكرمت لو تكرمت :
1- من الذي أخذ قرار تحوير شكل هذه الحشرة على هذا النحو الدقيق والمعقد بهدف محاكاة شكل أجزاء من كائن حي آخر وهو النبات الشجري ، هل هو ذات الكائن.؟
2- هل تقبل بتصديق فكرة أن الجهة التي أخذت القرار بإعطاء العقارب سلاح السموم وإبر الحقن ليس لديها أدنى إلمام ومعرفة بعلوم الكيمياء والصيدلة وعلم السموم والكيمياء الحيوية بل وبآلية عمل الجهاز العصبي في الكائنات الحية ؟ وهل تقبل أن تسلم بمقولة أن العقرب خبير في كل العلوم المذكورة أعلاه.؟
3- هل يقوم العقرب أيضا بتقييم اداء سمه على ضحاياه من حين لآخر ويرسل التوصيات بتحسينه إلى الأجيال القادمة وإلى الأقسام المختصة بتصنيعه داخل جسمه؟
اقتباس:إن البديل للتصميم الذكي ليس الإحتمالية العشوائية و لكن الإنتخاب الطبيعي ، هذا الإنتخاب الطبيعي هو الذي يستطيع تفسير ما يبدوا تصميما مسبقا ، وهو في نفس الوقت يجنبنا التعرض للمعضلة المزمنة التي تطرحها نظرية الخلق ، وهو السؤال المربك من الذي صمم المصمم ؟،و إذا كان مبدأ اللاإمكانية يعمل ضد وجود عالم غير مصمم ، فنفس المبدأ يعمل بشكل أكبر كثيرا ضد التسلسل النهائي لمصممين يصممون آلهة بالغي القدرة و العلم .
الانتخاب الطبيعي يفسر استمرار هذه الحشرة وعدم انقراضها وتمكن نسلها من عبور حواجز الزمن لكنه لا يفسر لنا معضلات والغاز أكبر من هذا التساؤل اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر كيف اتخذت هذه الحشرة هذا الشكل المعقد والمتخصص في نفس الوقت؟!!
أنا لا أرفض نظرية التطور لأني من الأساس لا أجدها تتعارض مع الدين وطبعا ليس هذا مجال احضار نصوص دينية تفيد بذلك ومن هذا المنطلق وكما تفضلت أؤيد نظرية التصميم الذكي واعترض على محاولات اللادينيين احداث تعارض مصطنع بين الدين والنشوء والارتقاء أعرف جيدا أنه يهدف إلى إظهار أن الدين وبالتالي الإله ، لم يكن إلا أساطير الأولين.
أما عن فكرة أن مبدأ اللاإمكانية يعمل بشكل أكبر مع من صمم المصمم ، فهذا مبحث آخر يا بهجت ولا شك أنك عندما تقول به تنطلق من الفلسفة المادية
وأنا شخصيا أؤمن بالفلسفة المثالية حيث الوعي سبق المادة بالوجود لا العكس كما يقول الماديين لأن التسليم بالمقولة المادية يعني بالضرورة أن كل جسم مادي له وعي خاص به وهذا مستحيل منطقيا ونتيجة سوف تفضي بنا إلى وثنية جديدة.
وأؤمن كذلك أن شكل ورقة الشجر التي اتخذتها تلك الحشرة بهدف التنكر وكذلك شكل ابرة الحقن المزودة بالسم والتي تشكل جزء من جسد العقرب كانت فكرة في ذهن معين وفي عقل ما قبل أن تتجسد في الواقع الخارجي خارج الاذهان وعلى أي حال هذا مبحث فلسفي قديم وعويص جدا ويحتاج إلى موضوع آخر مستقل لا شك انه مر عليك وليس هذا هو مجال بحثه.
وبالمناسبة أنا كديني معاصر لا استند في اثبات فكرة وجود الاله على هذا الجانب المتعلق بتعقد الحياة واستحالة وجودها واستمرارها بدون مسبب ذكي لأني أشاهد عمليا التوقيع الالهي في أكثر من محل وليس فقط في عالم البيولوجيا حيث أن فكرة المسبب الذكي لا تقتصر على هذا الجانب فحسب.
اللاديني يظن مثلا ان نتائج آليات عمل النشوء والارتقاء وبالصدفة المحضة هي التي انقذت لنا الاوكسيجين على كوكب الأرض من النفاذ والاستهلاك من خلال ما تطوير أحد الكائنات الحية المسمى بالنبات لنظام تنفس معاكس لنظام تنفس الأحياء في المملكة الحيوانية وعند كثير من الاحياء الدقيقة ، بحيث يعمل كنظام متمم ومكمل ومعاكس لنظام التنفس الموجود بالمملكة الحيوانية من خلال تجديد هواء الزفير لدينا وتحويله من ثاني أوكسيد كربون إلى أوكسيجين مجددا. طبعا جميع الملحدين في الدنيا يعتقدون أن الحظ وحده هو الذي جعل النبات يتطور بهذه الطريقة المتخصصة التي أنقذت لنا الحياة على كوكب الارض من الفناء.
داوكينز وأتباعه يظنون أنه من حسن حظ الحياة أن الصدفات التطورية اوجدت كائنات تتغذى على النبات وأخرى على اللحوم ، لكن هل تعرف أنه لو كانت جميع المخلوقات على الأرض نباتية لانتهى العالم منذ مليارات السنين باستهلاك النبات بسبب استمرار تكاثر هذه المخلوقات إلى مالانهاية إلى الحد الذي تقضي فيه على الموارد النباتية المحدودة وأن هذا النظام التوازني الدقيق لا يأخذ طريقه للعمل بدون مسبب ذكي.
أما أنا كإنسان ديني معاصر لا أصدق أبدا أن هذه الانظمة الحياتية والبيئية والتي ان جاز تسميتها بأنظمة تشغيل واستمرار الحياة جاءت لوحدها بدون مسبب ذكي فملوحة ماء البحر التي تحفظه من التعفن وتعمل عمل الكلور في برك السباحة تمرون عليها مرور الكرام مع أن ماء البحر الذي يشكل ثلاثة أرباع كوكب الارض كان سيتعفن ويتحول إلى شيء يشبه مياه المستنقعات وأكبر مكرهة صحية تهدد الحياة ويجب الابتعاد عنها لكونه ماء راكد خلافا لمياه الانهار والينابيع الجارية
كيف سوف تفسرون لنا يا ترى عدم تعفن ماء البحر الى الحد الذي تستحيل معه الحياة بدون مسبب ذكي بعيدا عن نظريات النشوء والارتقاء ماذا كان سيحصل في الأرض يا ترى بدون وجود هذه المادة الحافظة في محيطاتها وبحارها ،، ويا عجبا كيف لا يثير داوكينز وجود هذا القدر الكبير من الملح فيه وكيف تنظرون للمسألة باعتبارها صدفة وخبط عشواء.
اقتباس:أريد ان أستفسر منك عن أمر ما . أثناء دراستي الثانوية درسنا في مادة " التاريخ الطبيعي " و كان يطلق عليها " الأحياء " فصلآ كاملآ عن نظرية التطور ، و لأن عصرنا كان عصر التحرر العلمي و الثقافي ، اعتقدت ان هذه النظرية لم تعد تدرس في مصر المتأسلمة ،و لكني فوجئت بها تدرس بتوسع لأبنائي عندما كانوا في نفس المرحلة . أي أن نظرية التطور هي نظرية علمية تدرس ضمن المناهج العلمية المعتمدة ضمن التعليم العام في مصر ،و هي دولة إسلامية محافظة إلى درجة التطرف .
كنت سأجيبك بالإيجاب لكن الزميل جعفر علي تفضل مشكورا بإحضار الإجابة الوافية
اقتباس:لأن السؤال التالي و لكل الزملاء الذين يرفضون تلك النظرية ، هل ترفضون تلك النظرية فقط دون باقي النظريات العلمية التي يجري تدريسها في المناهج التعليمية مثل قوانين نيوتن و الكهرباء و التفاعلات الكيميائية و ... و التفاضل و التكامل ، أم ترفضون كل ما تتعلمونه في المدارس أم بعضه فقط . ثم ماهو المعيار الذي ترفض به المواد العلمية الدراسية ، هل تعتمد على ملاحظاتك الشخصية و بعض الكتابات الشعبية ، أم على نظريات علمية أخرى معترف بها .ولو اعتمدت على ملاحظاتك الشخصية ، هل تقر أن يصبح ذلك مبدأ يتبعه الجميع و يقوم مثل الشيخ ابن باز بتكفير من يقول بكروية الأرض و دورانها حول الشمس بناء على ملاحظاته الشخصية و كتب التراث ؟.
أقبل بالنظريات العلمية والقوانين الرياضية والفيزيائية وبنظرية النشوء والإرتقاء لكني أؤمن بنظرية التصميم الذكي والتي لا تتعارض مع النشوء والارتقاء إلا ربما في جانب البداية وكيفية انطلاق ديناميكية العمل حيث هذا الجانب هو أصلا محل اختلاف وغير محسوم علميا ، نظرية التصميم الذكي تنص إلى أن "بعض الميزات في الكون والكائنات الحية لا يمكن تفسيرها إلا بمسبب ذكي، وليس بمسبب غير موجه ، ولا شك أنك تعرف جيدا يا زميل أن المؤسسين والمؤمنين بهذه النظرية هم بدورهم عقول بحثية وعلمية ورياضية محترمة وليسوا مشعوذين أو من غير اصحاب الاختصاص.