هل مظاهرات الفرنسيين وإضرابهم منطقي وصحيح أم غبي ومتهور
منحى خطر لاحتجاجات فرنسا: أجواء تذكّر بأحداث «باريس 68»
الثلاثاء, 19 أكتوبر 2010
رجال شرطة يحاصرون متظاهرة في ليون (أ ب).jpg
باريس - رندة تقي الدين
Related Nodes:
رجال شرطة يحاصرون متظاهرة في ليون (أ ب).jpg
إضراب قطارات يشلّ بلجيكا
اعاد تصاعد حركة الاحتجاجات في فرنسا الى الاذهان احداث الثورة الاجتماعية التي اندلعت في باريس عام 1968 ولفّت البلاد بكاملها وغيّرت وجه البلاد.
وبدأت أمس تعبئة النقابات ضد
خطة اصلاح نظام التقاعد الذي يرفع سن نهاية الخدمة الى 62 بدلاً من 60 سنة وذلك لأغراض اقتصادية. وبعدما كان الأسبوع الماضي شهد إضراباً عاماً، عادت الاتحادات النقابية لتعلن عن إضراب جديد اليوم (الثلثاء) مع تظاهرات في انحاء البلاد.
لكن التحرك بدأ فعلياً أمس، مع تظاهرات للطلاب الثانويين في باريس ونانتير وليون وبوردو. وسقط جريح في صفوف الشرطة، إثر تعرضه لرشق بحجارة في منطقة سان وان (ضاحية باريس) كما تعرضت الشرطة الى رشق بزجاجات حارقة أمام ثانوية كومب لافيل خلال تجمع طالبي.
وواصل عمال المصافي إضرابهم، ما أدى الى وقف عمل الأنبوب الذي يغذي مطاري رواسي وأورلي بالوقود، وبدأ أصحاب السيارات يشتكون من عدم تمكنهم من التزود بالوقود الذي بدأ يشح في المحطات.
وكان رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا فيون قال في حديث تلفزيوني ان حق الإضراب مقبول لكن حق تعطيل البلاد مرفوض وأن الحكومة لن تسمح للمضربين في قطاع المصافي بأن يمنعوا الناس من الحصول على ما يحتاجونه من وقود في تنقلاتهم.
وعلم ان 50 في المئة من الرحلات الجوية في مطار أورلي ستلغى اليوم و30 في المئة من الرحلات من مطار رواسي والمطارات الأخرى.
أما بالنسبة الى أزمة الوقود، فأعلنت وزارة الداخلية عن انشاء مركز وزاري لضمان التزود بالوقود، ويتولى رئاسة المركز وزير الداخلية بريس هورتفو، أقرب المقربين من ساركوزي، وسيتولى التنسيق بين قطاعات الخدمات المختلفة لتأمين الوقود.
وعقد ساركوزي أمس، اجتماعاً مصغراً في قصر الأليزيه للنظر في التصدي للإضرابات والتظاهرات من دون التراجع عن قانون اصلاح نظام التقاعد، الذي يعتبره الرئيس الفرنسي الخطوة الإصلاحية الأساسية في عهده.
وثمة اجماع في فرنسا على ضرورة اصلاح نظام التقاعد، لإنقاذه من الإفلاس الذي يهدده نظراً للعجز الذي يعاني منه. وتقر قوى المعارضة المختلفة، من اليسار والوسط، بضرورة الاصلاح، لكن الأمينة العامة للحزب الاشتراكي لا تكشف عما تريده من اصلاح، فيما زعيم «الحركة الديموقراطية» (الوسط) فرانسوا بايرو فيقول ان هناك غالبية بديلة لسياسة ساركوزي ويذكر أسماء عدة في هذا الإطار منها اسما مدير صندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس كان والأمين العام السابق للحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند.
يذكر أن تصعيد التظاهرات وشلّ الحركة في فرنسا يأتي عشية تصويت مجلس الشيوخ على خطة إصلاح نظام التقاعد.