بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد...
فهذه كلمة للأستاذ / وليد المسلم من موقع حراس العقيدة أرى من الفائدة نقلها هنا لعل الأمور تتضح
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?...09813fa2cd&t=417
مزايا جمع القرآن في عهد عثمان
كان نسخ القرآن في المصاحف في زمن عثمان بن عفان ? تحقيقًا لوعد الله ? بحفظ كتابه العزيز، قال تعالى: } إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {،(1) فقد وحَّد هذا الجمع صف المسلمين وكلمتهم، وردَّ عنهم ما كان محدقًا بِهم من الفتنة العظيمة، واجتث بذور الشقاق من بينهم.
ومِمَّا سبق ذكره من خطة عمل الصحابة في جمع القرآن زمن عثمان يتبين لنا مزايا ذلك الجمع المبارك،(2) ويمكن تلخيص بعضها فيما يأتي:
1. مشاركة جميع من شهد الجمع من الصحابة فيه، وإشراف الخليفة عليه بنفسه.
2. بلوغ من شهد هذا الجمع وأقرّه عدد التواتر.
3. الاقتصار على ما ثبت بالتواتر، دون ما كانت روايته آحادًا.
4. إهمال ما نسخت تلاوته، وما لم يستقرَّ في العرضة الأخيرة.(3)
5. ترتيب السور والآيات على الوجه المعروف الآن، بخلاف صحف أبي بكر ?، فقد كانت مرتبة الآيات دون السور.
6. كتابة عدد من المصاحف يجمع وجوه القراءات المختلفة التي نزل بِها القرآن الكريم.
7. تجريد هذه المصاحف من كل ما ليس من القرآن، كالذي كان يكتبه بعض الصحابة من تفسير للفظ، أو بيان لناسخ أو منسوخ، أو نحو ذلك.
ولقد حظي الجمع العثماني برضى من شهده من أصحاب النَّبِيّ ? والتابعين، وقطع الله به دابر الفتنة التي كادت تشتعل في بلاد المسلمين، إذ جمعهم ? على ما ثبتت قرآنيته، فانتهى بذلك ما كان حاصلاً من الاختلاف بين المسلمين.
عن مصعب بن سعد قال: أدركت الناس حين شقَّق عثمان ? المصاحف، فأعجبهم ذلك، أو قال: لم يعِبْ ذلك أحدٌ.(4)
وقد عُدَّ جمعُ القرآن في المصاحف في زمن عثمان ? من أعظم مناقبه.
فعن عبد الرحمن بن مهديٍّ(5) قال: خصلتان لعثمان بن عفَّانَ ليستا لأبي بكر، ولا لِعُمَرَ: صبرُهُ نفسَه حتَّى قُتِل مظلومًا، وجمعُهُ الناسَ على المصحف.(6)
وقد دافع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? عن عثمان في جمع القرآن وإحراق المصاحف؛ لئلا يتهمه من لا فقه له بتضييع القرآن، أو الجرأة عليه، وأخبر أنه فعل ذلك عن رضى من شهده من الصحابة، وأنه لو كان واليًا إذ ذاك لفعل مثل الذي فعل عثمان ?.
عن سويد بن غفلة قال: سمعت عليَّ بنَ أبي طالبٍ يقول: يا أيها الناسُ، لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيرًا في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله ما فَعَلَ الذي فَعَلَ في المصاحفِ إلاَّ عن ملأٍ منَّا جميعًا … قال: قال عليُّ: والله لو وليت لفعَلْتُ مثلَ الذي فَعَلَ.(7)
(1) سورة الحجر آية 9.
(2) انظر مناهل العرفان (1/260-261).
(3) انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص 383.
(4) رواه الداني في المقنع في معرفة رسم مصاحف الأمصار ص 18، ورواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب اتفاق الناس مع عثمان على جمع المصاحف، ص 19، ولفظه: ولم ينكر ذلك منهم أحدٌ.
(5) هو الإمام الكبير، والحافظ العلم: أبو سعيد العنبري، قال على بن المديني: ما رأيت أعلم منه. توفي سنة 198 هـ. انظر تقريب التهذيب (1/499)، وتذكرة الحفاظ (1/329).
(6) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف، باب اتفاق الناس مع عثمان على جمع المصاحف، ص 19.
(7) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 30، قال الحافظ ابن حجر: بإسنادٍ صحيح. فتح الباري (8/634
انتهت الكلمة ولي تعليق صغير:
إن من يحاولون التشكيك في أن القرآن معصوم من الزيادة والنقصان, ومنزه عن عبث البشر واهمون, وهم بمحاولتهم تلك يشبهون هذا الوعل الذي حاول نطح ضخرة ليكسرها فكانت نهايته فقدانه لقرنيه, كما قال الشاعر العربي:
كناطح صخرةً يوما ليوهنها ______ فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وأما بالنسبة للسنة وجمعها فكانت إعجازا, وقد حبا الله العرب ملكات في الحفظ يضرب بها المثل, وكانوا حريصين على حفظ كل ما يصدر من فم النبي الأمين صلى الله عليه وسلم فما بالكم بكتاب الله, وبلغ من إعجاب المستشرق مرجليوث بالسنة وجمعها أن قال رغم عداوته الشديدة للإسلام : فليفخر المسلمون ما شاءوا بحديث نبيهم, وقال أحدهم : عجبا لأمر نبيكم ما ترك لكم شيئا حتى بينه لكم حتى دخول الحمام وقضاء الحاجة. ثم يأتي بعد ذلك من يشكك في جمع القرآن أو يسخر من علم مصطلح الحديث أقصر أيها الأخ فعلم كعلم مصطلح الحديث لا يمضي فيه إلا الرجال ولا يتقنه إلا الأفذاذ, واعلم أن السند مفخرة للإمة وكما قيل لولا السند لقال كل من شاء ما شاء. وأما زعمك أن هناك منافقين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وربما رووا أحاديث نقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرفهم واحدا واحدا وكانوا بضعا وثمانين نفرا, وقد بين أسماءهم لحذيفة بن اليمان, ثم إن حديثا واحدا يقوله النبي صلى الله عليه وسلم كانت تسمعه آذان الكثرة ويرويه عنه الجم الغفير,أما من نافق فما كانوا حريصين على سماع شيء أو رواية شيء, إن الوضع في الحديث الشريف جاء بعد هذا العصر عصر الصحابة والتابعين, وكان علماء الإسلام بالمرصاد لكل من دس أو وضع حديثا كذبا على النبي صلى الله عليه وسلم, وأمامك سيل من المصنفات في الأحاديث الموضوعة, ومصنفلت جمة في الأحاديث الصحاح التي تخبر الأيام عن صحتها وأنها ربانية المصدر ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) فكيف بكتاب الله الذي قال عنه : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).