إغلاق مكتب قناة "البغدادية" عقب الهجوم على كتدرائية سيدة النجاة في العاصمة العراقية
كتدرائية
نسوة مسيحيات يتظاهرن في اربيل حدادا على قتلى كتدرائية سيدة النجاة
اغلقت السلطات العراقية يوم الاثنين مكتب قناة البغدادية التلفزيونية الفضائية في العاصمة العراقية ومنعتها من الارسال.
وكانت البغدادية قد قالت يوم امس الاحد إن المسلحين الذين هاجموا كتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في منطقة الكرادة قد اتصلوا بها وتلوا عليها مطالبهم.
والقت السلطات العراقية القبض على مدير المكتب ومسؤول البدالة فيها بتهمة "الاتصال بارهابيين."
وكانت العملية التي نفذتها القوات العراقية لاقتحام الكتدرائية وانقاذ الرهائن الـ120 المحتجزين فيها
قد اسفرت عن مقتل 52 شخصا على الاقل.
وتقول السلطات العراقية إن اقتحام الكتدرائية كان خيارها الوحيد،

واكد وزير الدفاع العراقي عبدالقادر العبيدي بأن المسلحين كانوا يهددون بقتل كل الرهائن الذين كانوا يحتفظون بهم داخل الكتدرائية.
وكانت البغدادية، التي تتخذ من العاصمة المصرية القاهرة مقرا لها، قد قالت إن مسلحين قد اتصلوا برقم هاتفها العمومي وطالبوها ببث استعدادهم للتباحث مع السلطات بشأن الرهائن.
وبثت المحطة اثناء عملية اقتحامها من قبل قوات الامن العراقية صورا تظهر رجال الامن وهم يحيطون بمقرها. واختفت الصورة بعد ذلك بقليل قبل ان تستأنف المحطة البث من استديوهاتها في القاهرة.
كتدرائية
الكردينال عمانؤيل الثالث دلي والبطريرك شليمون وردوني والنائب يونادم كنة زاروا موقع الهجوم
ويقول المسؤولون العراقيون إن ستة مسلحين كانوا ضمن حصيلة قتلى العملية التي وقعت مساء الاحد، مضيفين بأن غالبية القتلى سقطوا عندما فجر ان المسلحين حزاما ناسفا كان يتمنطق به.
ويقول شهود إن الكتدرائية اصبحت تشبه ساحة قتال عقب الاقتحام، حيث انتشرت جثث الضحايا هنا وهناك.
وتم نقل جثث القتلى يوم الاثنين الى معهد الطب العدلي قبل تشييعها الى مثواها الاخير يوم الثلاثاء.
وقال احد المشيعين، رائد هادي، اثناء نقل جثمان ابن عمه الى احدى سيارات الاسعاف، إن اقتحام الكتدرائية كان بمثابة "مجزرة."
وقال رائد: "لا نتمتع نحن المسيحيون بالحماية الكافية. ما الذي بوسعنا عمله الآن؟ ان نغادر البلاد ونطلب اللجوء؟"
وكانت تقارير قد تحدثت عن ان المسلحين كانوا يطالبون باطلاق سراح عدد من عناصر تنظيم القاعدة المعتقلين في السجون العراقية.
وكانت "دولة العراق الاسلامية" المرتبطة بالتنظيم الذي يتزعمه اسامة بن لادن قد ادعت مسؤوليتها عن العملية في بيان نشرته في موقعها الالكتروني.
وجاء في البيان ان المسيحيين العراقيين "سيصفون" ما لم يطلق سراح نسوة مسلمات في مصر يقال انهن محتجزات ضد ارادتهن من قبل السلطات الدينية القبطية بعد اعتناقهن الاسلام.
انزال جوي
ندين قتل هذا العدد الكبير من الابرياء والهجوم على اناس كانوا يقيمون الصلاة ويبتهلون الى الرب من اجل الحب والسلام. ما حصل في الكتدرائية يعذبنا، ونحن نشعر بالحزن ازاء الجريمة التي ارتكبت بحق المسيحيين الابرياء كما الجرائم التي ترتكب بحق اخوتنا المسلمين.
الكاردينال عمانؤيل الثالث دلي، رأس الكنيسة الكاثوليكية في العراق
وقال وزير الدفاع العراقي إن قوات الامن داهمت مبنى الكتدرائية برا وجوا.
وقال الوزير عبدالقادر العبيدي: "اتخذنا قرار مداهمة المبنى عن طريق البر اضافة الى تنفيذ انزال جوي لأنه كان من المستحيل الانتظار. فالارهابيون كانوا ينوون قتل عدد كبير من اخوتنا المسيحيين الذين كانوا يحيون قداسا داخل الكتدرائية."
واضاف المسؤول العراقي: "كانت عملية
ناجحة،

إذ قتل كل الارهابيين، كما اعتقلنا عددا آخر منهم."
ويقول شهود إنهم رأوا جنودا امريكيين في المنطقة المحيطة بمكان الحادث، وطائرات مروحية امريكية تحلق فوقه، الا انه لم يتضح مدى المشاركة الامريكية في عملية الاقتحام.
من جانبه، قال النائب الكلدوآشوري في البرلمان العراقي يونادم كنة إن الحكومة تقاعست في حماية مواطنيها مضيفا بأن ابناء الجالية المسيحية لن ترهبهم اعمال العنف.
وقال كنة: "نحن مصممون على البقاء في بلادنا رغم هذه الاعمال الارهابية التي تستهدف المسيحيين."
من جانبها، قالت وزيرة حقوق الانسان في العراق وجدان ميخائيل لدى زيارتها مكان الهجوم: "ما حدث هنا كان اكثر من حادث مأساوي وكارثي. برأيي كان محاولة لاجبار المسيحيين العراقيين على ترك بلادهم وافراغ العراق من ابنائه المسيحيين."
"عنف عبثي"
كان الهجوم على الكتدرائية قد بدأ عصر الاحد.
فقد سمع سكان حي الكرادة شرقي العاصمة العراقية صوت انفجار هائل في الساعة الخامسة عصرا بالتوقيت المحلي لمدينة بغداد تبين لاحقا انه كان ناتجا عن انفجار سيارة مفخخة.
وتبع الانفجار اطلاق نار كثيف بينما كانت مجموعة من المسلحين تهاجم مقر سوق بغداد للاوراق المالية المجاور للكتدرائية.
وقام هؤلاء بعد ذلك بالتوجه الى كتدرائية سيدة النجاة، حيث اقتحموها بعد قتل عدد من حرسها.
ويقول جيم ميور مراسل بي بي سي في بغداد إنه يبدو ان الكتدرائية كانت هدف المسلحين الرئيسي.
وقال احد شهود العيان الذي كان داخل الكتدرائية عندما داهمها المسلحون إنهم قتلوا احد الرهبان فور دخولهم قاعة الصلاة. واضاف الشاهد الذي امتنع عن ذكر اسمه بأن المسلحين ضربوا المصلين وقادوهم الى قاعة داخلية.
واتصل المسلحون هاتفيا بالسلطات مستخدمين هاتفا محمولا، وطالبوا باطلاق سراح عدد من عناصر تنظيم القاعدة المحتجزين في السجون العراقية،
اضافة الى عدد من النسوة المصريات الذين قالوا إنهن محتجزات من قبل الكنيسة القبطية بمصر لاعتناقهن الاسلام.
الا ان هذه المفاوضات لم تؤد الى نتيجة، حسب مراسلنا، مما ادى بقوات الامن الى اقتحام الكتدرائية.
وقال شهود كانوا موجودون قرب الكتدرائية إنهم سمعوا دوي انفجارين من داخلها واطلاق نار كثيف.
وتقول التقارير إن المسلحين فجروا قنبلتين يدويتين اضافة الى الاحزمة الناسفة التي كانوا يتمنطقون بها.
وقد ادان البابا بندكتوس السادس عشر الهجوم اثناء عضة القاها الاثنين في حاضرة الفاتيكان، بينما قالت المنظمة الدولية للدفاع عن حقوق الاقليات إن الاقليات الدينية والعرقية في العراق تواجه مستويات غير مسبوقة من العنف.
وقال مدير المنظمة التنفيذي مارك لاتيمر: "إن الوضع الامني للمسيحيين وغيرهم من افراد الاقليات في العراق اصبح حرجا جدا. ان ضمان سلامة الاقليات يجب ان يترأس سلم اولويات الحكومة العراقية التي عليها تنسيق الاجراءات الامنية مع زعماء هذه الاقليات."
وتجدر الاشارة الى ان الكنيسة نفسها وخمسة اماكن عبادة مسيحية اخرى في بغداد كانت قد تعرضت في الاول من اغسطس/ آب 2004 الى هجمات اوقعت عشرات القتلى والجرحى.
يذكر ان المسيحيين في العراق يتعرضون منذ عام 2003 لهجمات مستمرة من قبل المتطرفين ما ادى الى هجرة كثيفة لابناء هذه الطائفة اذ لم يتبق في العراق الا نحو 87- الف مسيحي من اصل 1.25 مليون.
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2..._tc2.shtml