اهلا زميلي ( هل انت من سوريا )
كي يتضح الموقف الخاص بي تماما
لا أخفي عنك أنه حتى الآن ما زالت نفسي تشتاق إلى المعرفة والحقيقة , سواء كانت في الله أم في غيره , وما خرجت يوما إلى شرفة المنزل إلا ونظرت إلى الأعلى وتفكرت في هذا الكون وكبره وما هو موجود فيه , أفكر فيه لأنني جاهل للحقيقة الكبرى ( مثلي مثل غيري ) فلا أحد يعرفها , فهم يقولون لك عن هذه الحقيقة بأنها ( الله ) ولكن هذا لا يحل شيئا , هذا يفتح ابوابا وابواب .
الايمان بالله وخلقه للكون وازليته حل سهل بالنسبة لتطور عقولنا وادراكنا وفهمنا وتفسراتنا
ولكن بطبعي لا أرى ولا اعتقد بأن هذا الحل يعني اي شيء , فالقول بأنه لا بد من خالق للكون هذا مجرد تخمين واستنباط من واقع الحياة المعاشة , فما دام لم يرى احد كيف وجد الكون فكل كلام في هذا المجال مجرد تخمين وظنون .
ولأننا نجهل سبب وأصل وجودنا فإننا نحاول أن نفكر , وإن لم نجد جوابا مريحا على هذه الاسئلة , ولكن التفكير أفضل من الخمول والكسل وهناك متعة في التفكير ومحاولة معرفة الأشياء وحقيقتها لن تجدها إذا دفنت رأسك في الأرض وقلت بأن الله موجود ( هكذا فقط ) , نعم لا اختلاف على أنه الحل الاسهل والاكثر منطقية ولكن لا يعني أبدا صحته ولا يعني أبدا أنه أجاب على سؤال اصل وجودنا بجواب مريح عقولنا من عناء البحث في المجهول .
إن مسألة التفكير وحيرتنا تأتي من جهلنا عن أصلنا وأصل الوجود , وكلنا نريد أن يكون هناك حقا للكون إله ولكن ما دمنا نجهل هل هذا الشيء حقيقي أم مجرد افتراض فسنظل في حيرة من امرنا ما دمنا لا نملك سوى الافتراضات وليس الحقيقة.
وعندما نملك الحقيقية لن ترى طرحا مشابها لما نطرحه الآن لأن الحقيقية تغنيك عن كل شيء بحيث تجد أن كل كتاباتنا مجرد عبث وافعال صبيانية تقريبا , ولكن لأننا لا نملك سوى هذه الأدوات فإننا مجبرون على استخدامها .
وكما قلت سابقا مسألة وجود الله من عدمه ليست شاغلا لي , لأنني أرى بأن الله بافتراض وجوده فهو شيء لن يدركه أحد لا عقلا ولا بصرا ولا اردلكا ولا بأي طريقة أخرى , ما أريد معرفته حقا هو اصل الكون وكيف وجد , وهذا لا يعني أنني اريد أن اعرف ذلك كي أعرف هل الله موجود أم لا بل لاشباع جوع المعرفة الذي في داخلي .