(11-23-2010, 12:58 AM)علي هلال كتب:  مش قاري حاجة الا لما تجاوب على اسئلتنا كلها , انت مش قلت هتفضى يومين او تلاتة للاستفسار؟؟

يا أخ علي
ما هي هذه الأسئلة ؟.

(11-23-2010, 08:55 AM)بهجت كتب:  يا أخ علي
ما هي هذه الأسئلة ؟.

المداخلة رقم 16 و 19 , كيف نعرف وعي الحيوان؟ الا يمكن ان يكون له فكر ورأي؟ فما هو تعريف وعي الانسان أصلا؟ وشكرا.

تسجيل متابعة واهتمام
انا قمت بتنزيل الكتاب لكني لم أجد وقت لقرأته

هذه هي المقاطع التوضيحة لتجربة الشق المزدوج ونظرية التواريخ البديلة مفصلة بشكل واقعي وعلمي اكثر كما شرحها الخواجة بهجت بالمشاركات السابقة رقم 28 و 39 و 41 مقسمة الى ثلاثة اجزاء وهي باللغة الألمانية للأسف ولكن ما يهمنا هو توضيح الفكرة بالبعد الثالث لتكون اقرب للتخيل والفهم ومن ثم طرح الأسئلة رغم ما قاله العالم (بور) عنها من ظن أنه يفهم نظرية الكوانتم فهو لا يفهم منها شيئا . ولكن لنحاول ونخيب ظنون الخواجة.







الآن الأسئلة كالتالي:
في بداية الجزء الأول يكون هناك قاذف للفوتون بدون عائق امامه وتكون النتيجة ان الفوتون في كل مرة يأخذ مسار ومكان له على اللوح . والسؤال هو لماذا يغير مساره ولا يأخذ نفس المكان في كل مرة ؟ هل السبب هو المراقب؟
ولكن الاستفهام الناتج عن السؤال السابق وأرجوا ان لا اكوم خرجت عن الموضوع , هو ماذا يحدث لأشعة الليزر لكي لا تغير مسارها؟.
ايضاً ذكر مثال على الطلقة التي تخرج من السلاح وانها ممكن ان تأخذ عدة مسارات , هل هذا ممكن على الواقع ان يخترع سلاح بهذا الشكل ولو انه اقرب مثال على هذا هو الصواريخ التي تتبع الطائرات او اي هدف محدد ويكون المراقب هو الذي يحدد المسار.

اقتباس:1- في التجربة السابقة لو أطلقنا مليون جسيم من النقطة ( أ ) و قسنا النتائج على النقطة (ب) سنجد أنها تتوزع كما لو كانتا موجتين متداخلتين ( شرائح مضيئة بجوارها أخرى مظلمة و هكذا ) كما شاهدنا من قبل .

ماهي طبيعة الشرائح السوداء ؟هل امتصت طاقة الفوتون لأني لم افهمها بشكل جيد رغم اني فهمت انها تأخذ المسار المقعر بالموجة.

اقتباس:- سنضيء الآن الفتحتين ( 1 أو 2 ) و ندعوها النقطة ( ج ) التي ستقع على مسار بعض الجسيمات بالطبع . هذه العملية سنطلق عليها مع الموسيقار محمد عبد الوهاب " فين طريقك فين و يروحوله منين ؟" و لكن العلماء في الغرب الذين لا يحتارون مع عبد الوهاب يسمونها معلومات (which – path) ، نفس المعنى أي هي المعلومات الخاصية بأي الطرق ستسلكها جسيمات الكوانتم ؟.حسنا سنضيء الآن أحدى الفتحتين ، و نراقبها لتحديد عدد المسارات التي ستعبر الفتحة 1 أو الفتحة2 ، و نحن في كل حالة سنستبعد الفتحة الأخرى من المراقبة .

كيف تتم عملية المراقبة (الألية) لجسم غير مرئي اصلاً ومجهول الهوية؟

اقتباس:- بالمراقبة سنعرف الآن عدد الجزيئات التي عبرت من أ إلى ب خلال الفتحة 1 أو 2 فقط كل على حده ،و لكننا لن نحسب المسارات التي عبرت 1 و 2 في نفس الوقت ، و لأن نموذج فاينمان يفترض مرور الجسيم من 1 إلى 2 ثم إلى 1 و أن التداخل يكون بين مساراتها ، مما يعطي التأثير الموجي ، الآن لن يمكننا سوى حساب مسار واحد فقط من أ خلال 1 ( أو ) 2 إلى ب ، و بالتالي لن تكون هناك مسارات متداخلة ،و النتيجة طبقا لنموذج فينمان هي أن ظاهرة التداخل ستختفي وهذا ما حدث بالفعل ! ، في هذه الحالة سنحصل على تجمعين فقط من الجسيمات كما لو كانت مجرد كور للعبة كرة القدم .

لماذا تم استبعاد احد الفتحات ؟ وماذا سيحدث لو تم حساب الفتحتين معاً؟ ام لا يمكن الحساب بسبب التداخل الموجي؟

ارجوا ان تقوم بشرح مبسط لتجربة جون ويلر لأني لم افهمها لا منك ولا من الشرح الذي يوجد في الجزء الثالث وخاصة موضوع العدسات وعلاقتها بتحديد التاريخ في اللحظة الاخيرة.

اقتباس:نتائج هذه التجارب تلقي بأضواء قوية على معنى التاريخ . وفقا للبديهة و لقوانين نيوتن فالتاريخ عبارة عن تسلسل محدد من الحوادث جرت في الماضي . و لكن وفقا لفيزياء الكوانتم فمهما كانت دقتك في قياس لحظة ما ، سيكون الماضي الذي لم تراقبه غير محدد ،و لكنه طيف واسع من الإحتمالات كذلك سيكون المستقبل ، و بالتالي فالكون ليس له تاريخ أو ماضي واحد .
أن يكون الماضي بلا شكل محدد ، فهذا معناه أنك بقياس نظام ما في الحاضر تؤثر في ماضيه .

افهم من كلامك اذا طبقنا هذه النظرية يكون الناتج انه لا يوجد تاريخ ثابت بشكل صحيح بمعنى انه عند لحظة كتابتنا للتاريخ نكون قد ححدنا له مسار معين او سلوك معين رُغم امتلاكه عدة مسارات (كطاقة وعي تخرج من داخلي لتؤثر على احساسي عند كتابتي لحدث معين وتجعلني اكتب هذا الحدث بالذات) , تماماً كأن يقذف المراقب الفوتون ليرجع ويحدد سلوكه , وبالنفس الوقت نستطيع أن نغير بالماضي ونفهمه اذا قمنا بحساب مساراته المحتملة التي لم تُكتب والتي حدثت بالفعل.هل علم الآثار والبحث بالتاريخ صحيح اذا طبقنا عليه هذه النظرية المجنونة؟!! هل فهمي سليم أم سقيم (جنون)؟!! ارجوك يا خواجة بهجت ان تشرح لي هذه النقطة وتسترسل بالشرح لان معناها خطير بالنسبة لي عند اسقطها على التاريخ الزمني للأمم حسب فهمي ان صح فهمي طبعا.

اقتباس:(هنا سأنصحك نصيحة لن تسمعها من أحد تعرفه و لا من فاينمان نفسه ، أيضا لن تقدرها حق قدرها أبدآ ! .. لا تثق في معنى الزمن الذي تعرفه من خبرتك في الحياة العادية ، الزمن ليس له وجود مستقل و لكنه مجرد فرضية ابتكرها العقل البشري لربط الأحداث الفيزيائية التي يشاهدها كي يتمكن من عمل نموذج لها . ) .

ارجوا أن تتحملني وتعذرني على كثرة الأسئلة ولكن أطمع أن توضح لي هذه النصيحة بأمثلة.

اقتباس:جون ويللر لا يكتفي بالنتائج المدهشة لتجربته ، بل هو يعطيها أبعادآ كونية أراها خارج مدى هذه الدراسة ، و لكن لو ظهت حاجة لها مستقبلآ سنتعرض لها أيضا . و لكني لن امنع من يشاء البحث عنها في الشبكة و تقديم شرح لها في هذا الشريط ، فقط رجاء بلغتنا هذه البسيطة و بدون مصطلحات التراجمة المصطنعة .

لماذا لا تفتح شريط(مجرد اقتراح) وتقوم بسرد عدة امثلة لهذه النظرية تحديدا لكي لا يتششت الحوار هناً , ونتشارك جميعاً بالمناقشة وخصوصاً أن في هذا المنتدى يوجد مجانين كُثر سيساعدون على اثبات النظرية وتجريبها وتتطبيقها بعدة مجالات بشكل علمي وعملي وسيساعد أيضاً في اثراء النقاشات بين الزملاء ويرسخ اهمية النظرية ويزيد نسبة العقلاء ..

ايضاً لو اردنا ان نعبر عن نظرية الكوانتم بطريقة الدين للاخوان المؤمنين نقول عنه هو القضاء والقدر هل هذا يصح مع ان عارف انك حساس جدا عند موضوع الدين بس اعمل ايه انا اريد أن افقهم بالدين وأُعلمهم التأويل بطريقة علمية ومعرفية بدل علم الغيب والعنعنات الذين يمتلكونه..

و أكتفي بهذه الأسئلة وأتوقف بالتفكير هنا عند هذه النظرية واحتمالات تتطبيقاتها التي لا تنتهي لأني دماغي لا تستطيع الاستمرار اكثر بالتفكير والله يستر من المعكرونة الفائقة وتتطبيقاتها وطباخيها الخواجات.


شكراًلك ....

نظرية كل شيء
( 2 )

"The first principle is that you must not fool yourself and you are the easiest person to fool.” Richard Feynman

" إن المبدأ الأول هو ألا تخدع نفسك ،و أنت أسهل إنسان يمكنك خداعه " ريتشارد فينمان.

حتى الآن استعرضنا المقترب الذي تقدم خلاله علم الفيزياء في جهده الحثيث و الموفق في فهم الكون ، حتى هذه المرحلة التي جرى استعراضها لم نتجاوز الفيزياء التقليدية ، نعم هي تقليدية حتى لو اشتملت على رؤى ثورية مثل نظرية ماكسويل في الموجات الكهرومغناطيسية ، و بشكل أخص نظرية أينشتين في الجاذبية التي عرفت بالنسبية العامة ، و التي اعتقد الناس وقتها أنها قمة الإنجازات الفيزيائية التي لن يجتازها أحد . كل تلك النظريات تبقى تقليدية لأنها تتبنى رؤية فيزيائية تقوم على التاريخ الواحد . نعم لا نجادل أن هذه الفيزياء التقليدية نجحت في تفسير سلوك الأجسام الكبيرة ، و أنها كانت الأساس العلمي الذي قامت عليه تكنولوجيا مبهرة غيرت نوعية الحياة على الأرض ، إلا أنها أيضا -كما تابعنا- لا تفسر لنا سلوك الجسيمات الذرية و ما دون الذرية . فقط فيزياء الكوانتم هي التي تفسر لنا سلوك تلك الجسيمات ، و لكنها فيزياء الكوانتم مربكة لأنها تتفارق مع خبرتنا في الحياة اليومية ، هذه الفيزياء تقوم على كل التواريخ الممكنة و التي لكل منها سعة إحتمالية probability amplitude محددة ( سبق أن تحدثنا عنها في مداخلة سابقة ) . كي نفهم الكون بشكل عميق يجب أن يكون لدينا نموذج واحد متماسك لهذا الكون ، وهذا لن يتحقق لو كانت لدينا قوانين تقليدية للفيزياء و أخرى قوانين الكوانتم . لهذا يجب أن يتوفر لدينا بدائل من قوانين الكوانتم ليس فقط لقوانين ماكسويل للموجات الكهرومغناطيسية وقوانين أينشتين للجاذبية بل لكل قوانين الطبيعة ، هذه القوانين قام العلماء بتطويرها بالفعل و تسمى قوانين مجال الكوانتم (quantum field theories).
بداية ووفقا لمشاهدات عديدة توفرت قناعة لدى العلماء بأنه يمكن تقسيم القوى المعروفة إلى 4 أنواع هي .
1- الجاذبية Gravity. هي أضعف القوى ، و لكنها أيضا تؤثر كقوة جذب على كل الأجسام في الكون ، كما أنها أبعد القوى تأثيرآ . و لو جمعنا تلك القوى بين الأجسام الكبيرة ستكون أكبر القوى في الكون.
2- الكهرومغناطيسية Electromagnetism. توجد فقط بين الأجسام ذات الشحنة الكهربائية ،وتعمل كقوة جذب بين الشحنات المتعاكسة ،وقوة تنافر بين الشحنات المتشابهة ، هذه القوى لا تعمل في الأجسام الكبيرة لأنها تكون متعادلة كهربيا ،و لكنها تعمل على مستوى الذرة و الجزيئات ، و الموجات الكهرومغناطيسية هي التي وراء الكيمياء و البيولوجيا .
3- القوة النووية الضعيفة Weak nuclear force.و هي التي تسبب النشاط الإشعاعي ،و تلعب دورآ في تكوين العناصر داخل النجوم و في بداية تكوين الكون ،ولا نصادفها في الحياة اليومية .
4- القوة النووية القوية Strong nuclear force. وهي القوة التي تربط بين البروتونات و النيوترونات داخل النواة ،و أيضا تربط بين الكوارك التي تكون كل من البروتونات و النيوترونات . هذه القوة هي مصدر الطاقة الشمسية ،وهي مثل القوة النووية الضعيفة لا تقابلنا في الحياة اليومية .
أول هذه القوى التي أبتكر العلماء نموذجا لها طبقا لفيزياء الكوانتم هي الكهرومغناطيسية ، و يطلق على نظرية الكوانتم للمجال الكهرومغناطيسي اسم كوانتم الكهروديناميكية (QED) quantum electrodynamics . نعم نحن ندين للعالم الكبير فاراداي بفكرة أن هناك "مجال" لعمل القوى الكهرومغناطيسية ، و لكن مفهوم مجال القوى في فيزياء الكوانتم مختلف تماما كما أنه أعم ليشمل كل القوى و ليس فقط القوى الكهرومغناطيسية .
هنا لا بد أن نتوقف لنغير أفكارنا عن المادة و القوة بشكل أساسي ( هذا لمن يفعل ذلك من قبل ) . وفقا للكوانتم يطلق على جزيئات المادة إسم هو ( فيرميون fermions ) و تنقسم هذه الجزيئات إلى الكوارك quarks و هو 6 أنواع ،و الليبتون Leptons وهي أيضا 6 أنواع و مثال لها الإلكترونات .أما القوة فتنتقل بواسطة حاملات للقوة تطير بحرية من و إلى جزيئات الأجسام ،و بهذا تشكل مجال القوة و تقوم بنقلها و يطلق عليها اسم هو (البوسون bosons) و مثال ذلك الفوتون أو جزيء الضوء ، و البوسون بالتالي هو الذي ينقل القوى الكهرومغناطيسية .
لتفسير مجال القوة .. هناك صورة يقدمها علماء الفيزياء لما يحدث .. يقوم جزيئ المادة -و ليكن الإليكترون على سبيل المثال - بقذف وحدة بوسون ثم يعود الإليكترون لحالته الطبيعية ( أشبه بمدفع يقذف قذيفة ) ، تلتصق وحدة البوسون بجزيئ مادي آخر و تمتص فيه مسببة تغير في حركة جزيء المادة الجديد الذي استقبل البوسون . طبقا ل(QED) تفسر التغيرات في المادة ذات الشحنة داخل المجال الكهرومغناطيسي - أي التي تشعر بالمجال الكهرومغناطيسي – بأن تلك التغيرات هي نتيجة التبادل بين الفوتونات . أكدت التجارب صحة التوقعات ل (QED) ،و لكن كانت هناك مشكلة في الحسابات تغلب عليها "فينمان" بواسطة طريقة بيانية أطلق عليها بيانيات فينمان (Feynman diagram) ، هذه الطريقة أصبحت أداة أساسية في الفيزياء الحديثة ، و تستخدم في كل نظريات مجال الكوانتم و ليس فقط في QED .
ملحوظة : للمزيد من المعلومات عن Feynman diagram يمكن البحث عنها في الشبكة ، فالمادة ذات طبيعة فنية لا يمكن تبسيطها دون الإخلال بالمحتوى .
ظهرت هناك مصاعب أخرى في التقديرات الرياضية تغلب عليها فينمان بتطوير آلية تسمى " إعادة التطبيع " renormalization ، و ذلك بأن تعادل الكميات اللانهائية السالبة تلك الموجبة ،و تبقى كميات محدودة يمكن تقديرها لكل من الكتلة و الشحنة . كان نجاح التطبيع في QED دافعا للبحث عن نظريات لمجال الكوانتم للقوى الثلاث الأخرى . في نفس الوقت بدأ العلماء في التقكير بأن تقسيم القوى إلى 4 أنواع قد يكون مجرد تصور لا أساس له نتيجة النقص في المعلومات ليس إلا ، و بالتالي فمن الأنسب البحث عن نظرية كل شيء التي توحد بين القوى الأربع في قانون واحد يتوافق مع نظرية الكوانتم .
في عام 1967 اقترح العلماء محمد عبد السلام ووينبرج و شيلدون جلاساو كل على حده أن القوة النووية الضعيفة و الكهرومغناطيسية توحدتا في قوة واحدة أطلقلوا عليها اسم هو القوة الكهربائية الضعيفة electroweak force ، و بناء على تقديرهم تنبؤا بوجود جسيمات جديدة سموها ,W-,Z0+W ، و تم بالفعل اكتشاف الجسيم الأخير عام 1973 في المؤسسة الأوروبية للبحوث النووية في جنيف (CERN) European Organization for Nuclear Research و الجسيمان الأولان عام 1983 ، بينما نال الثلاثة جائزة نوبل في الفيزياء عام 1979 .
تنويه . في كتاب االتصميم العظيم أغفل المؤلفان ( شيلدون جلاساو ) ربما على سبيل السهو !
الكوارك .
أما القوة النووية القوية فأمكن صياغتها في نظرية أطلق عليها( QCD ) Quantum chromodynamics ، طبقا QCD تتكون البروتونات و النيوترونات و غيرها من الجسيمات المادية من الكوارك ، هذا الكوارك له خاصية مميزة أطلق عليها العلماء اسم اللون ، رغم أنها تختلف عن الألوان المرئية المألوفة لنا .
يظهر الكوارك من 3 ألوان هي :أحمر- أخضر-أزرق .
وكل كوارك له شريك مضاد-جزيء ، و تسمى مضادالأحمر ، مضاد الأخضر – و مضاد الأزرق .
الفكرة هي أن مجموعات الكوارك التي ليس لها لون نهائي هي وحدها التي يمكن أن توجد بشكل منفصل ،وهذا يمكن تحقيقه بإحدى طريقيتين .
1- تشكيل أزواج من اللون و ضده الذي سيلغيه .
2- تشكيل مجموعة من 3 ألوان مختلفة أو من 3 مضادات ألوان مختلفة . عند تشكيل مجموعة من 3 ألوان مختلفة سيكون الناتج مجموعة متماسكة يطلق عليها إسم "باريون" baryons ،و من أمثلتها البروتون و النيوترون . ومن البروتون و النيوترون تتشكل المادة الأساسية للكون .
هناك صفة أخرى مرتبطة ب QCD يطلق عليها (asymptotic freedom) ، هذه الخاصية تعني أن قوة الربط بين الكوارك تكون ضعيفة عندما تكون المسافة بينهما صغيرة ،و لكنها تزداد عندما تتباعد ،و ذلك أشبه بالرابطة المطاطية . هذه الصفة تشرح لنا لماذا لا نصادف الكوارك المنفصلة في الطبيعة و لا نستطيع إنتاجها في المعمل . رغم هذا فنحن نقبل نموذج الكوارك لأنه قادر على تفسير سلوك البروتون و النيوترون بشكل ممتاز .
منذ نجاح العلماء في توحيد القوى الكهرومغناطسيسية و النووية الضعيفة ، حاول العلماء منذ 1970 في إيجاد طريقة لربط القوة النووية القوية بالنظرية . كانت هناك أكثر من محاولة فاشلة حتى اقترح العلماء ما يسمى النموذج الموحد ،و لكن هذا النموذج لم يوحد القوى النووية بشكل حقيقي بل ترك كلاهما يعمل بشكل منفصل . يبقى أن المشكلة الأكبر أن هذا النموذج لم يشمل قوى الجاذبية ، بل و الأهم أنه لم يمكن خلق نظرية كوانتم خاصة بالجاذبية حتى لو كانت منفصلة عن الآخرين .
و لكن تلك قصة أخرى .

نظرية كل شيء
(3)

لماذا كان من الصعب على العلماء إيجاد نظرية كوانتم خاصة بالجاذبية ؟.
السبب هو إحدى مفاجآت الطبيعة الغير متوقعة ، لسبب غير واضح لأحد فوجئ العلماء بمبدأ هايزنبرج لعدم اليقين يقفز أمامهم كالعفريت ليفسد حياتهم . كيف حدث هذا ؟ .. وجد العلماء أن قيمة مجال الجاذبية و معدل التغير في هذا المجال يلعبان نفس دور الموقع و السرعة في فيزياء الكوانتم للجزيئات . هذا معناه أنه كلما إزدادت درجة الدقة في تعيين قيمة المجال ، قلت بالتالي درجة الدقة في تعيين معدل تغير الجاذبية . هذه العلاقة ليست مجرد علاقة رياضية مصمتة ،و لكن هناك مستتبعات فيزيائية هامة لهذه العلاقة . هذه المستتبعات ليست أقل من نتيجة مفزعة تقول أنه لا يوجد هذا الشيء المسمى الفراغ الخالي empty space . كيف يكون هناك فراغ و لكنه ليس خالي ، أليس هذا ضد أي منطق ؟، حسنا سنقبل هذا و نتسائل لماذا لا يكون هناك فراغ خالي ؟ .
يجيبنا العلماء لأنه ليكون الفراغ خاليا يجب أن تكون قيمة المجال و معدل التغير فيه = صفر لكليهما . نظرآ لأن عدم اليقين يجعل من قيمة المجال و معدل التغير فيه ليسا محددا القيمة ، فهذا يعني أن الفراغ لن يكون خاليا أبدآ . يمكن أن يكون في حالة من الحد الأدنى من الطاقة يسمى الvacuum .و لكن هذه الحالة ستكون معرضة بما يعرف بتشنجات الكوانتم jitters quantumأو تذبذبات الفاكيوم vacuum fluctuations ، حيث الجزيئات و المجالات تظهر و تختفي من الوجود بحركات سريعة !.

يمكننا أن نفكر في تذبذبات الفاكيوم بأنها زوج من الجزيئات يظهران معا في نفس الوقت ، يتباعدان ، ثم يلتقيان معا فيلغي كل منها الآخر ، و فقا لرسومات فينمان البيانية فهذا السلوك يعبر عنه بمنحنى مغلق . يطلق العلماء على هذه الجزيئات "الجزيئات الإفتراضية" ، و بعكس الجزيئات الحقيقية لا يمكن الكشف عن تلك الجزيئات الإفتراضية مباشرة بكاشفات المادة ، رغم ذلك يمكن قياس تأثيرها مثل حدوث تغيرات صغيرة في طاقة مدارات الإليكترون ، و قد وجد أن القياسات العملية تتوافق إلى أقصى حد من الإفتراضات النظرية !.
خبر سعيد جدا .. لقد حلت تلك الجزيئات الإفتراضية المشكلة ، فلماذ ظللنا معلقين عند هذه المعضلة ؟.
الأمر ليس ورديآ تماما .. فهناك مشكلة من النوع الجوهري . هذه الجزيئات الإفتراضية التي تتلاشى تمتلك طاقة بالفعل ، و لأن عدد الجزيئات سيكون لانهائيا ، فالطاقة ستكون لا نهائية . هذا معناه أنه وفقا لقانون النسبية العامة ، ستحيط الطاقة اللانهائية تلك بالكون حتى يصبح حجمه لا متناهي الصغر ،وهذا شيء من الواضح أنه لم يتحقق .
يبدوا أن لعنة اللانهاية تصيبنا كلما حاولنا فهم القوى بصيغ الكوانتم ،و قد تغلبنا عليها سابقا بآلية هي إعادة التطبيع ،و لكن المشكلة مع الجاذبية ليست بتلك السهولة ، فلا توجد معايرات ثابتة parameters يمكن الرجوع إليها مثل كتلة أو شحنة الإليكترون ، لهذا فكر العلماء في أسلوب آخر للتغلب على تلك اللانهئيات غير إعادة التطبيع .
في عام 1976 تبنى العلماء مفهوم جديد هو " سوبرجرافيتي supergravity وسوبر هنا لا تعني أنها جاذبية فائقة القيمة ، أو أن العلماء يعتقدون في تفوق النظرية ، بل تعود إلى مصطلح آخر هو supersymmetry بما يعني أن خواصها لا تتغير نتيجة دورانها أو الحصول على صورة المرآة لها . نحن هنا لسنا بصدد التماثل كما نفهمه في حياتنا العادية ،و لكنه نوع آخر من التماثل بحيث تصبح جزيئات المادة و جزيئات القوة ،و بالتالي المادة و القوة وجهين لنفس الشيء .
ماذا يعني هذا الكلام المعقد ؟. هذا يعني أن كل جزيء مادي مثل الكوارك له شريك هو جزيء قوة ، و كل جزيء قوة مثل الفوتون سيكون له شريك هو جزيء مادة ، هذا التصور يحمل إمكانية حل مشكلة اللانهاية ، فقد وجد أن دائرة فينمان المغلقة للقوة ستكون موجبة ، و الدائرة المغلقة للمادة سالبة ،و بالتالي سيلاشي كلاهما الآخر . معظم علماء الفيزياء يتعتقدون الآن أنه من المحتمل أن تكون نظرية " سوبرجرافتي" هي الحل الأمثل لتوحيد الجاذبية مع القوى الأخيرة ، بالرغم أن أحدآ لم يقم بالحسابات التي تدعم فكرة تلاشي كل القيم اللانهائية ، نظرآ لصعوبتها من ناحية و إحتمالية الخطأ العالية في الحسابات الرياضية .
من الصعب اختبار فكرة supersymmetry ، فلم يمكن مشاهدة جسيمات يمكن أن تكون شريكا للجسيمات التي نعرفها ، و لكن حسابات الفيزيائيين دلت أنها يجب أن تعادل 1000 مرة أو أكثر كتلة البروتون ،و مثل هذه الجسيمات غير موجودة ، و لكن العلماء يأملون في إنتاجها في مسارع الجزيئات Large Hadron Collider "LHC" في جنيف .
هذه النظرية ( سوبرجرافتي) لم تنشأ من فراغ و لكن من النظريات الأخرى التي لم تنضج كلية و التي ناقشها العلماء تحت مسمى نظرية " الأوتار " String theory . طبقا لهذه النظرية فالجسيم ليس نقطة و لكنه نسق من الذبذبة له طول لا نهائي و لكن ليس له عرض أو ارتفاع ، أي له بعد واحد فقط . نحن هنا سنواجه اللانهائية أيضا ، و لكن يعتقد العلماء أنه باختيار النموذج المناسب سيمكن التغلب على تلك المشكلة .
هناك مشكلة أخرى هي أنه لتكون تلك النظرية متناسقة يجب أن يكون هناك 10 أبعاد بدلآ من تلك 4 المعروفة لدينا ،و لكن لو كان هناك 10 أبعاد لماذا لم نلاحظ الأبعاد الست المتبقية ؟.لدى العلماء تفسير هو أن تلك الأبعاد ملتفة حول بعضها مشكلة فراغ ضئيل للغاية . طبقا لنظرية الوتر فالأبعاد المتبقية ملتفة على بعضها فيما يسمى الفراغ الداخلي ، وهو غير الفراغ الخارجي المكون من 3 أبعاد و الذي نشعر به . هذه الأبعاد الداخلية ليست مجرد أبعادا مختفية تحت الوسادة !، بل لها أهمية فيزيائية كبيرة .
بالإضافة لمشكلة الأبعاد ، فنظرية الوتر تعاني من معضلات عديدة ، فهناك على الأقل 5 نظريات للوتر و ملايين الطرق التي يمكن أن تلتف بها الأبعاد الداخلية ،و هذا بالطبع أربك الفيزيائيين الذين اعتقدوا أن نظرية الوتر هي النظرية الفريدة لكل شيء theory of everything (TOE) !.
حوالي عام 1994 بدأ العلماء يكتشفون الإزدواجية في أعمالهم ، و أن النظريات الخمس للوتر بالإضافة لملايين الطرق لشرح إلتفاف الأبعاد الإضافية كلها كانت طرق لشرح نفس الظاهرة رباعية الأبعاد. يعتقد العلماء الآن أن نظريات الوتر الخمس و نظرية السوبرجرافتي كلها مجرد صور تقريبية لنظرية أساسية ، و كل منها صالح في مواقف مختلة .
هذه النظرية الأساسية أطلق عليها نظرية إم أو (M-theory) . كثير من العلماء يحاولون فك رموز تلك النظرية و لكن هذا ربما يكون ذلك مستحيلآ ، و أن اعتقاد العلماء بوجود نظرية واحدة لكل شيء ليس سوى وهم ،و أنه من غير الممكن إيجاد صيغة واحدة لها ، و أنه كي نصف هذا الكون علينا استخدام نظريات مختلفة لمواقف مختلفة . كل نظرية تعبر عن نموذج بعينه للواقع ، و كلها سيكون مقبولآ طالما تتفق في التنبوء بنفس النتائج في المساحات التي تتقاطع فيها ، أي التي يمكن فيها استخدام أكثر من نظرية.
خصائص النظرية إم .
سواء حصلنا على صيغة واحدة للنظرية أو عدة صيغ فهناك عدد من الخصائص للنظرية
1- للنظرية إم 11 بعد للفراغ – زمن .
2- يمكن للنظرية إم أن تحتوي ليس فقط على الأوتار المتذبذبة بل أيضا على الجزيئات ، الأغشية ثتائية الأبعاد ، و غيرها مما يصعب وصفه ،و تشغل حتى 9 أبعاد و يطلق عليها البران p-branes ، حيث P أي عدد من صفر إلى 9 .

ماذا عن طرق لف الأبعاد الداخلية ؟. تحصر النظرية طرق اللف بشكل محدد . الشكل الدقيق للأبعاد الداخلية هي التي تحدد كل من الثوابت الفيزيائية كشحنة الإليكترون و العلاقات المتبادلة بين الجزيئات الأساسية ، بعبارة أخرى تحدد القوانين الظاهرية apparent laws للطبيعة . و يطلق عليها الظاهرية لأنها تلك التي يمكننا ملاحظتها في عالمنا مثل قوانين القوى الأربع و الثوابت الفيزيائية مثل الشحنات و الكتل ،أما القوانين التي يمكن وصفها بانها "صميم الأساسية" فهي تلك الخاصة بالنظرية إم .
القوانين إم تصلح لعوالم متعددة ، لكل منها قوانينها الظاهرية المختلفة ، التي تتوقف على الكيفية التي تلف بها الأبعاد الداخلية . و تعطي النظرية إم حلولآ لعدد كبير من الفراغات الداخلية المختلفة تصل إلى 10 أس 500 أي 10 أس 500 من العوالم المختلفة ، كل منها له قوانينه الخاصة .
كان نيوتن بعتقد أنه في حاجة لبعض الحسابات لفهم العالم ،و يعتقد المتدينون أنهم يفهمونه بالفعل ،و لكننا الآن أمام 10أس 500 من العوالم لا يشغل عالمنا نحن سوى إحداها فما هو العمل ؟.

(11-23-2010, 05:09 PM)علي هلال كتب:  

(11-23-2010, 08:55 AM)بهجت كتب:  يا أخ علي
ما هي هذه الأسئلة ؟.

المداخلة رقم 16 و 19 , كيف نعرف وعي الحيوان؟ الا يمكن ان يكون له فكر ورأي؟ فما هو تعريف وعي الانسان أصلا؟ وشكرا.

الزميل المحترم علي هلال .
أقدر متابعتك للموضوع رغم أنه بعيد عن تخصصك الدراسي وربما اهتماماتك .
ليس هناك ما يستحق الحوار حول هذه النقطة ، لقد ضربت مثلآ بالكائنات الفضائية فقط لإيضاح أننا نصنع نموذج الواقع نتيجة انفعالنا به ، و بالتالي فالحقيقة ليست ذاتية بل هي علاقة بين المدرِك و المدَرك ، أو بين المشاهِد و المشاهَد ، لعله أصبح واضحآ أن مناقشة وجود كائنات فضائية أو إدراك الحيوانات خارج مجال إهتمامنا في هذا الموضوع .
رغم هذا فسوف أجيب على ماطرحته قدر مايسمح به المجال .
يا صديقي ..
كالعادة مثل هذه التعبيرات الشائعة كمصطلح "الوعي consciousness"معقدة الفهم ، فمفهومها يتغير عندما نستخدمها لأن وعينا نفسه لحظة مناقشة المفهوم هو جزء من ذلك المفهوم . في هذا الموقف أكون أمام أحد حلين كلاهما لا يناسبني تماما . الأول تبسيط مخل لمفهوم أعرفه بشكل أفضل ، أو إطالة تشتت الجهد . الحلان لن يرضيا أحد فالأول سيكون موجزآ بحيث لن يضيف شيئا بل سيكون تعقيدآ جديدآ ،و الثاني وهو تأجيل الحوار حول هذا المفهوم أو غيره و طرحه بشكل مستقل ، سيراه الأذكياء هروبا من الرد على عبقريتهم الزائدة ( ومش هنخلص في ليلتنا السودا - بالطبع لا أقصدك بتلك الملاحظة و لكن هناك زملاء يصرون على فرض أجندتهم أو يقلبوها حفلة شتائم تلائم جهلهم المقيم - انظر المشكلة مع الله !) .
ما يمكن أن أقوله عن الوعي في عجالة هو أن مصطلح "الوعي consciousness" ينتمي إلى ما يمكن أن يطلق عليه تعبير مظلي ، أي هو تعبير يغطي ظواهر عقلية متعددة ، فهو الخبرة الذاتية ، إدراك الذات ، القدرة على اكتساب الخبرة ، الشعور ، فهم ماهي الذات . هناك أيضا من يعرف الوعي بكونه نظام سيطرة تنفيذي على العقل . إستخدام تعبير الوعي في الطب يختلف عن استخدامه في الفلسفة و علم النفس . الوعي في المجالبن الآخرين يعني أشياءا أبعد مما في مجال الطب ، فهو ليس فقط مجرد اليقظة و الإستجابة و الإتصال ... الخ ،و لكنه يتجاوز ذلك إلى الذاتية و التغير و الإستمرارية و الإنتقائية ،و هناك نقاش إذا كان الوعي يشمل أيضا القصدية !.
كل تعبير مما سبق يمكن تغطيته في 2-3 صفحة ، أي اننا أمام موضوع مثل جبل الثلج معظمه مغمور لن يمكنك ملاحظته من النظرة الأولى .
الوعي كالحياة و التفكير و الشعور و الضمير و....كلها نراها من صفات المادة العضوية المركبة ، كما كتبت في مداخلة سابقة ، يمكننا أن نمد الخط على استقامته فنقول نحن نشعر بالفعل بأن لنا وعي مستقل ، فهل لنا ذلك حقا ؟.ربما يكون من المفيد أن نتصور ذلك ، و لكن العلم لا يدعم تلك النظرية .من فهمنا لقواعد البيولوجيا الجزيئية ، فالبيولوجيا محكومة بقوانين الفيزياء و الكيمياء تماما مثل الكوكب الذي يتحرك على مدار محدد ، كما تؤكد التجارب الحديثة في علم الأعصاب أن عقولنا تتبع القوانين الفيزيائية و الكيميائية كغيرها من المواد ،وهي التي تحدد وعينا و تصرفاتنا و ليس " وكالة " خارج قوانين الطبيعة . نحن ببساطة لسنا أكثر من آلة بيولوجية ،و تصورنا للوعي و للإرادة ليس أكثر من وهم . بالطبع سيكون الجسم الإنساني آلة متناهية التعقيد و نحتاج إلى تريلونات المعادلات و بلايين السنوات لحل أبسط التصرفات ، لهذا نشأ ما يسمى النظرية الفعالة effective theory ، هذه النظرية فزيائيا هي " إطار لصنع نموذج لظاهرة ما تحت الملاحظة ، والتي تشرح مجمل السلوك دون الدخول في التفاصيل" .على سبيل المثال اخترعنا علم الكيمياء لشرح العلاقة الإجمالية بين الذرات و الجزيئات المتفاعلة دون الدخول في تفاصيل العلاقة داخل الذرات ، على مستوى الإنسان هناك علوم تشرح مجمل السلوك دون التفاصيل ، هذه هي النظريات الفعالة . فما يسمى الوعي و الإرادة ندرسها في علم السيكولوجي " النفس " ،و ندرس الممارسات الجماعية في علوم مثل السياسة و الإقتصاد و هكذا .
أما عن المداخلات 15 و 19 عن وعي الحيوانات .
إن العلماء قد درسوا عالم الحيوان باستفاضة ، و كل المعلومات عن الحيوانات متاحة للجميع . و نعلم أن وعي الحيوان بالعالم يأتي عن طريق الحواس الظاهرة فقط . ولذا فالحيوان من ناحية الوعي لا يخرج أبدا عن اطار الظواهر، الفردية والجزئية ، والمحيط ، وزمان الحالة . واذا خرج احيانا فليس عن وعي أو شعور أو اختيار ، بل تحت تأثير الغريزة (الطبيعة الاجبارية) وبصورة غير واعية وشعورية .فالحيوان من هذه الناحيه ايضاُ سجين في حدود خاصة . الحيوان اذا توخى غاية وتحرك نحوها كما يشاهد في بعض الحيوانات الاجتماعية كنحل العسل، فهو يفعل ذلك بحكم الغريزة وبدون وعي .
أتمنى أن نتوقف قليلآ عن مناقشة مثل موضوع الوعي حتى نهاية العرض .

(11-23-2010, 08:29 PM)AbuNatalie كتب:  تسجيل متابعة واهتمام
انا قمت بتنزيل الكتاب لكني لم أجد وقت لقرأته

مرحبا بك يا صديقي .
أتمنى ان يثير العرض اهتمامك و ان يكون موفقا . في إنتظار أي ملاحظات تراها .

أشكرك عزيزي الدكتور بهجت على الاهتمام بسؤالي فقد استفدت فعلا وان شاء الله أقرأ آخر المداخلات قريبا جدا نظرا لضيق الوقت واختلاف التخصص الدراسي كما تفضلت (مع ان الفيزياء بجانب الهندسة ابدعا لنا ما نراه من اختراعات باهرة وتكنولوجيا معجزة لذلك اعجب بها ومنها) .

تحياتي .

الأخ إندروفن .
يا صديقي .. ايه حكاية خواجة تلك ؟. بهجت مجرد إنسان ابن بلد بسيط ، نشأ في الدلتا و تعلم في مدارس مصرية حكومية ثم في جامعة القاهرة ، يعني كله مصري صميم .و لكني لست ممن يرون أن يكون الإنسان مصريا يعني أن يكون من عبدة النصوص الدينية .
آثرت أن أكمل الجزء الخاص بنظرية كل شيء قبل أن نعود إلى تجربة الشق المزدوج الشهيرة Double-slit experiment ،
مبدئيا لم أتمكن من مشاهدة الفيديوكليبات الألمانية فلم تظهر عندي بشكل واضح ، كما أن اللغة ستكون عائقا . رغم هذا فهذا لن يغير شيئا طالما شاهدنا التجربة من قبل في الوصلة السابقة .
لماذا ظهرت الشرائح السوداء .
دعنا نقدم تفسيرا لكل الزملاء حتى لغير المختص .
1- نحن متفقون ألا نصحب منطق الحياة اليومية معنا إلى فيزياء الكوانتم . هذا ضروري جدا . علينا أن نعمل على نماذج تحقق نتائج التجارب العملية و تفسرها ،و ليس على نماذج صنعناها من تجارب الحياة اليومية و منطقها .
2- منذ سنوات طويلة نعرف أن الضوء مكون من جسيمات متناهية الصغر تسمى فوتونات ، رغم ذلك نتعامل معه كموجات دون أن نشعر بأي تناقض ، أي أن الضوء يتصرف كموجات و أيضا كجسيمات في مواقف فيزيائية مختلفة ! . نحن سنتوسع قليلآ ،و نقبل أن نتعامل مع الإليكترونات و حتى الجسيمات متناهية الصغر ككورات الباكيبول كموجات في حالات خاصة ، بناء على نتائج تجارب عملية .

3- من خواص الموجات ظاهرة التداخل الموجي بين موجتين (أ و أكثر ) و ينتج عن ذلك إما تضاعف قيمة الموجة عند تلاقي قمتين في نفس النقطة او تآكلها حتى تصبح صفرآ عند تلاقي قمة مع قاع على أن تكون للموجتين نفس الإرتفاع . كل شق سيصبح مصدرآ لموجة ،و بالتالي سيكون لدينا موجتان تتداخلان ،و بالتالي ستزداد قيمة الموجة عندما تتلاقى قمتان ،و ستقل حتى الصفر عندما تتلاقى قمة مع قاع .


4- عند استقبال الجسيمات (الموجتين ) على ستارة . ففي المناطق التي تتلاقى فيها القمم ستكون لامعة ،و في المناطق لتي تتلاقى القمة و القاع ستكون القيمة صفر أي معتمة .
5- بالتالي لم يحدث إختفاء للمادة في المناطق المظلمة ، بمعنى أنه لم تصل إلى هناك مادة في حالة الشقين ثم تلاشت ،و لكن ما حدث هو أن المادة توزعت على شكل موجات قبل الوصول إلى ستارة الإستقبال . لا يوجد أي إشارة إلى تلاشي المادة ، بمعنى أن القانون الأول للمادة مازال سائرا ( قانون أن المادة لا تفنى ولا تستحدث ) .
6- أكثر من ذلك لو اطلقنا إليكترون إثر الآخر ، فالنتيجة ستكون نفسها . كيف حدث هذا ؟. هناك تفسير واحد هو أن الإليكترون تداخل مع نفسه . كيف أيضا ؟. معناه أن الإليكترون تحرك في كل المسارات في نفس الوقت !!. و بالتالي فعندما خرج من الفتحتين معا ، تداخل مع نفسه كموجتين ،و بالتالي و مع تكرار هذه التداخلات بين إليكترونات متتالية ظهر أثر الموجات على الستارة .


7- كيف يتحرك الإليكترون نفسه على مسارات مختلفة في نفس الوقت ، هل هذا منطقي ؟. لا ليس منطقي وفقا لخبرة الحياة اليومية و الفيزياء التقليدية . و لكن هل نحن متاكدين من أننا نعرف ما هي المادة و ما هو الزمن ؟. هل الإليكترون هو تلك الدائرة و عليها علامة (-) وهل الزمن هو ما تقيسه الساعة في المعمل . الإليكترون لا يشبه شيئا نعرفة والجسيم ليس نقطة ،و الزمن لا نعرفه سوى كعامل يمكننا من فهم ما يحدث وفقا لأبنيتنا العقلية .
8- نحن لدينا تجربة و هذا النموذج هو الذي يمكننا من فهم التجربة و تفسيرها .
9- ماهي الحقيقية .. ما هو الواقع .. ماذا يحدث بالفعل ؟. لو سألت هذه الأسئلة انس فيزياء الكوانتم .
10- هل هذا هو التفسير الوحيد لدينا ؟. لا .. لدينا تفسير آخر او نموذج آخر قدمه لنا فينمان ، لتداخل الإليكترون مع نفسه .وهو ما شرحته في المداخلتين39-41 .

اقتباس:كيف تتم عملية المراقبة (الألية) لجسم غير مرئي اصلاً ومجهول الهوية؟

هذه مشكلة تكنولوجية بسيط .
أنت تضيئ الفتحة بشعاع ضوئي ضعيف ،و بالتالي ( تشاهد ) الجسيمات العابرة ،مع ملاحظة انها ستكون معروفة مسبقا فهي إما إليكثرونات او كرات الباكيبول .. الخ .
سأتوقف هنا لإلتقاط الأنفاس . و سنستكمل فكرة المراقبة .