البابا شنودة يطالب بمعالجة الامر بهدوء وحكمة ويدين استخدام العنف ضد الاقباط
مقتل قبطي وإصابة العشرات باعنف مواجهات بين محتجين مسيحيين وقوات الامن في مصر
وعشرات المسلمين شاركوا الشرطة القاء الحجارة على المتظاهرين
2010-11-24
القاهرة ـ 'القدس العربي' من خالد الشامي وحسام ابوطالب: قتل متظاهر قبطي شاب صباح الاربعاء 'بطلق ناري' واصيب قرابة 51 اخرين بينهم رجال شرطة في مواجهات وقعت في حي الطالبية (جنوب القاهرة) بين الشرطة والمواطنين المسيحيين الذين كانوا يحتجون على قرار السلطات المحلية بوقف اعمال توسيع كنيسة، بحسب ما افادت الشرطة.
وقال مصدر أمني إن قوات مكافحة الشغب استخدمت العصي والقنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين، الذين كانوا يحتجون على أمر بوقف البناء في مبنى خدمات تابع لكنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بالمحافظة، بينما رشق المتظاهرون القوات بالحجارة، في حين ذكر مصدر طبي أن هناك مصابين بالرصاص.
واتخذت الاشتباكات بعدا طائفيا عندما انضم عشرات المسلمين الى العنف. وأظهرت لقطات تلفزيونية أن بعض رجال الشرطة رشقوا المتظاهرين بالحجارة. وقال شهود عيان إن عشرات المسلمين ألقوا حجارة على المتظاهرين المسيحيين.
وعلمت 'القدس العربي' ان قوات الامن ما زالت تحاصر كنيسة العمرانية بالجيزة، وان اكثر من 3000 قبطي معتصمون بداخلها، بينما تجري مفاوضات بين الحكومة ورجال دين مسيحيين للتوصل الى تسوية.
ودان البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية مساء الاربعاء في عظته الاسبوعية بكاتدرائية العباسية والتي حضرتها 'القدس العربي' استخدام العنف ضد الاقباط من قبل الشرطة، محذرا من ان 'العنف يولد عنفا'.
وقال البابا في عظته انه تلقى اسئلة عن رأيه في المواجهات التي وقعت في الجيزة صباح الاربعاء فقال 'ارجو ان يتناول المحافظون ورجال الامن هذه الامور بحكمة وهدوء'. وتابع 'ربنا يعطي سلطة لبعض الناس لكي يستخدموها في (تحقيق) راحة الذين تحت سلطتهم لكن السلطة لا تستخدم (اي لا تتم ممارستها) بالعنف'. واكد ان 'العنف يولد عنفا'.
وعلق البابا شنودة على حرق منازل اقباط في قرية ابو طشت بمحافظة قنا (صعيد مصر) في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري
قائلا 'ما معنى ان يتم حرق 20 بيتا بغير سبب والناس تفقد مساكنها وكل مقتنياتها'.
وتساءل 'اين رجال الامن؟' في اشارة ضمنية الى تواطؤ الشرطة وان رجال الامن لم يتدخلوا لحماية منازل الاقباط التي احرقت في هذه القرية بعد ان سرت شائعة عن علاقة عاطفية بين شابة مسلمة وشاب مسيحي. وتابع 'لو مسسنا نحن (الاقباط) احدا ولو من بعيد، تهيج الدنيا وتقوم'.
وشهدت الكاتدرائية احتجاجات من اقباط غاضبون وقال احدهم خلال العظة ان رجال الامن متواطئون مع جماعة الاخوان المسلمين،
وان المسلمين يغلقون شوارع باكملها خلال صلاة الجمعة ولا يتعرض لهم احد.
وقالت وزارة الداخلية إن الشرطة ألقت القبض على 112 على الأقل من المتظاهرين الذين قدرت وكالة أنباء الشرق الأوسط عددهم بما يصل إلى ثلاثة آلاف. لكن بيانا أصدره النائب العام عبد المجيد محمود الذي بدأ معاونوه التحقيق في الأحداث قال إن الشرطة ألقت القبض على 133 متظاهرا. ونظمت المظاهرة أمام مبنى محافظة الجيزة.
وقال مصدر طبي إن أغلب المصابين نقلوا إلى مستشفى أم المصريين القريب من مبنى محافظة الجيزة لعلاجهم، وإن جثة القتيل - وهو شاب مسيحي يدعى مكاري جاد شاكر (19 عاما) - نقلت إلى مستشفى أم المصريين أيضا. وتابع أن ثلاثة من الجرحى أصيبوا بالرصاص وفي حالة خطيرة وأن أحدهم ويدعى حربي مملوك (30 عاما) نقل من مستشفى أم المصريين إلى مستشفى قصر العيني 'بين الحياة والموت'.
ويشكل الاقباط اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط. ويقدر عددهم بما يراوح بين 6 و10' من عدد سكان مصر البالغ 80 مليونا.
ويشكو الاقباط بشكل دائم من انهم يعانون من تهميش وتمييز متزايدين منذ ثلاثين عاما، خصوصا في مجال الوظائف العامة.
وتكررت المواجهات الطائفية في مصر خلال السنوات الاخيرة لاسباب عديدة، من بينها القيود على بناء الكنائس او العلاقات العاطفية بين رجال ونساء مسلمين ومسيحيين في بلد لا يسمح بالزواج المدني.
ويقضي قانون يعرف باسم 'الخط الهمايوني' موروث من العهد العثماني بألا يتم بناء كنيسة جديدة او توسيع اي كنيسة قائمة الا بقرار من رئيس الجمهورية الذي خول سلطاته في هذا المجال الى المحافظين
مقتل قبطي وإصابة 51 بينهم رجال امن في اشتباك بين الشرطة ومحتجين اقباط في مصر... والمظاهرات تمتد لجامعة القاهرة
احتجاجا على أمر بوقف البناء في مبنى خدمات تابع للكنيسة... وقوات مكافحة الشغب استخدمت العصي والقنابل المسيلة للدموع
2010-11-24
القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من حسام أبوطالب: شهدت القاهرة أمس أعنف مواجهات من نوعها بين الأقباط والشرطة منذ أحداث الزاوية الحمراء الشهيرة التي وقعت قبل ثلاثين عاماً وتجمع قبطي بمنطقة الطالبية بالجيزة أمس بدعوة من أحد القساوسة لمواجهة رجال الشرطة الذين حضروا للمكان لمنع بناء مجمع تابع للكنيسة لعدم وجود ترخيص ببنائه.
قالت مصادر أمنية وطبية إن شخصا قتل امس الاربعاء وأصيب 51 آخرون في اشتباك بين مئات المتظاهرين المسيحيين وقوات مكافحة الشغب في مدينة الجيزة عاصمة محافظة الجيزة غربي القاهرة.
وقال مصدر أمني إن قوات مكافحة الشغب استخدمت العصي والقنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على أمر بوقف البناء في مبنى خدمات تابع لكنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بالمحافظة بينما رشق المتظاهرون القوات بالحجارة. في حين ذكر مصدر طبي أن هناك مصابين بالرصاص.
وبدأت الأحداث تشتعل إثر سقوط عدد من رجال الشرطة بعضهم ضباط في ساحة المواجهة على إثر شغب ومعارك بالاسلحة بين مسلمين ومسيحيين على خلفية تحويل مبنى تابع للكنيسة الى مكان للصلوات.
وفرضت الأجهزة الأمنية بالجيزة حصارا على الشوارع المؤدية لمبنى كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بمنطقة العمرانية، أسفل طريق المنيب الدائري، وتم الدفع بأكثر الجنود الذين حملتهم سيارات الأمن المركزي وخيم القلق والترقب على اغلب بيوت أهالي الجيزة والقاهرة وقام أولياء الأمور بإخراج أبنائهم من المدارس بعد أن تصاعدت الأحداث بسرعة وتم إغلاق عدد من الشوارع المؤدية للكنيسة ومنعت مرور الأهالي والسيارات بها، كما أغلقت الطريق المؤدي للكنيسة ومنازل المسيحيين المحيطة بها والتي تحولت إلى نطاق مواجهة حيث تجمع بها الشباب القبطي لمواجهة رجال الشرطة وأسفل طريق الدائري بالمنيب خوفا من اشتباك الأقباط مع المسلمين في الجهة الأخرى.
وقاد عدد من كبار الشخصيات الأمنية وما يزيد عن عشرة ألوية ساحة المواجهة وبصعوبه بالغة سيطر ما يقرب من ثلاثة آلاف جندي على الموقف غير أن الأقباط الغاضبين قاموا باستدعاء الآلاف من أقاربهم وجيرانهم من احياء مختلفة بالقاهرة لتعود المواجهات أشد عنفاً، وقامت الأجهزة الأمنية بالسيطرة على أهم طرق مصر (الطريق الدائري الذي يلف محافظات القاهرة الكبرى على إثر صعود الأقباط إليه وسعيهم لقطعه من على الجانبين كما فرضت الأجهزة الأمنية حصارا على المبنى المتنازع عليه خوفا من محاولة بنائه قبل الحصول على تراخيص خاصة بتحويله إلى كنيسة.
وعاود المتجمهرون الاشتباك مع قوات الأمن المركزي أمام الكنيسة بالحجارة وزجاجات المولوتوف وأحرقوا اطارات السيارات وبعض الأشجار احتجاجاً على وقف بناء مجمع للخدمات القبطية ملاصق للكنيسة.
وألقت الشرطة القبض على 85 من المسيحيين المتجمهرين بسبب أعمال الشغب والفوضى التي قاموا بها أمام مبنى محافظة الجيزة وبالقرب من الكنيسة بمنطقة الطالبية التابعة لقسم شرطة العمرانية، وتحطيم عدد من الممتلكات.
وفرضت الشرطة طوقا امنيا مشددا على المنطقة ومداخلها ومخارجها في محاولة للسيطرة على الموقف، حيث تشير التقديرات الاولية الى اصابة العشرات في هذه المعركة .
وقالت مصادر ان الاشتباكات انتقلت الى جامعة القاهرة القريبة من المنطقة بعد وصول اخبار عن المعركة المشتعلة في منطقة الطالبية، مما ادى الى اشتباك طلاب مسلمين مع طلاب مسيحيين.
وفي سياق متصل اقتحم المئات من المتظاهرين الأقباط مبنى محافظة الجيزة بشارع الهرم صباح أمس الاربعاء، وقاموا بتكسير سور المحافظة، كما تجمع العديد من الأقباط أمام مبنى حي العمرانية وقاموا بإلقاء الطوب واحتجاز العاملين رهائن احتجاجا على قيام الحي بوقف بناء كنيسة العذراء ملاك بالعمرانية.
وقد تمكنت الشرطه بصعوبة من السيطرة على الموقف بعد اشتباكات عنيفة مع الاقباط الذين إستخدموا زجاجات المولوتوف الحارقة وحطموا صباح امس مبنى ديوان محافظ الجيزة، وتمكنت الاجهزه الامنية من اخلاء موقع الاحداث لاستقبال النائب العام المستشار عبد المجيد محمود الذي انتقل من مكتبه لمعاينة موقع الاحداث على الطبيعة بعد ان سبقه فريق من النيابة العامة الى هناك في وقت سابق.
وفتحت الاجهزه الامنية الطريق الدائري القادم من المنيب الى الهرم والعكس بعدما قامت قوات الامن المركزي بغلق دائري المنيب لمنع وصول الاقباط اليه حيث بدأت نيابه العمرانية التحقيقات مع مثيري الشغب من الاقباط الذين تم القبض عليهم والبالغ عددهم اكثر من خمسين شخصا.
وقال مصدر من محافظة الجيزة لـ'القدس العربي' بأن شخصيات كنسية لعبت دوراً خطيراً في اتساع المواجهات وذلك حينما استمرت في حشد المسيحيين طيلة الليلة الماضية وبرغم التعزيزات الأمنية إلا أن ما يقارب من ستة آلاف قبطي يرابطون بمنطقة الطالبية فيما تم استدعاء قوات احتياط من معسكرات الأمن المركزي تحسباً لاندلاع المواجهات من جديد. وكشفت مصادر بمستشفى ام المصريين بالجيزة عن وجود خمس سيدات مصابات بارتجاج في المخ يرقدن بقسم الحالات الخاصة.
ووصل وفد من وزارة الداخلية للمستشفيات التي يرقد بها ما يزيد على 23 من جنود وضباط الشرطة بعضهم في حالات خطيرة كما وصل لمنطقة المواجهات قيادات وزارة الداخلية.
وأسفرت أحداث الكنيسة عن مقتل شخص في ساحة المواجهة وقالت مصادر أمنية أن عدد الحالات الحرجة من بين رجال الأمن يصل لخمس عشرة حالة وإصابة 43 شخصاً بإصابات مختلفة بعضها خطير وكان من بين المصابين الذين استقبلتهم مستشفى أم المصريين، 10 مجندين و3 ضباط أمن مركزي، واللواء ماهر محمود نائب مدير أمن الجيزة.
وذكر شهود عيان أن مستشفى أم المصريين يشهد توافداً كبيرا بين أقارب رجال الشرطة وأقارب الأقباط المصابين وقد أفادت المصادر أن القتيل هو طالب عمره 19 عاماً يدعى مكاري يوسف جاد، وكان مشاركاً في المظاهرة.
ولأن حديث الانتخابات البرلمانية والاستعدادات لها هي الحدث الأكثر أهمية فقد استثمر العديد من مرشحي الحزب الحاكم والمعارضة الأحداث الجارية للدعاية لأنفسهم من أجل جذب أصوات الناخبين الأقباط، حيث قام مرشح الإخوان جمال العشري وأنصاره بالتظاهر بالقرب من موقع الحادث، كما قام مجدي خطاب المرشح عن الوطني في الدائرة التي شهدتها الأحداث بزيارة مقر الكنيسة بالعمرانية لمحاولة التهدئة، وامتصاص غضب المتظاهرين، غير أن عددا من الأقباط قال للشروق إنهم لن يصوتوا لمرشح الوطني، وقالوا للحزب 'بيننا وبينكم يوم الانتخابات'.
وقد توجه وفد برئاسة القمص مينا ظريف كاهن كنيسة ماري مينا والملاك سريال، مكون من 4 من قادة الكنيسة، إلى موقع كنيسة (العذراء والملاك ميخائيل) التي شهدت المواجهات لإعادة المتظاهرين بداخلها، بعد مفاوضات مع الأمن بوساطة مرشحي الوطني والإخوان والناصري.
وفي محاولة لتهدئة مشاعر الغاضبين وإعادة اللحمة الوطنية قام كما عدد من المرشحين برفع صورة الهلال والصليب على المبنى محل الخلاف.
وفي سياق متصل أمر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بتشكيل فريق من النيابة العامة لمعاينة مبنى محافظة الجيزة والتلفيات التي حدثت به امس بعد اقتحام عشرات الأقباط مبنى المحافظة كرد فعل على قرار رئيس حي العمرانية بوقف بناء كنيسة العذراء ملاك بالعمرانية.
وقد استعجلت النيابة العامة تحريات المباحث عن الواقعة لتحديد هوية الجناة.
وكانت نيابة العمرانية استدعت 5 قساوسة ومأمور قسم العمرانية للاستماع إلى أقوالهم، كما طلبت تحريات المباحث حول واقعة تجمهر الأقباط على الطريق الدائرى قبل أيام ويتواجد فريق من النيابة العامة يقوم بمعاينة موقع الاحداث.
وقامت قوات من الشرطة باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق الجانبين الذين استخدموا خلال اشتباكهم كرات نارية وزجاجات مولوتوف ادت الى تكسير زجاج عدد من المدارس المحيطة بالمنطقة وهروب الطلاب الى خارج المدارس خوفا من كرات اللهب والزجاجات الحارقة.