وجدت هذا المقال المكتوب بالعامية الفلسطينية، لكن به من الأفكار أكثر من ألف مقال بالفصحى. الموقع الذي نقلت عنه لا يمنع النقل لأسباب غير تجارية ما دام ذكر المصدر.
الحل هو.. الحل
رضيت منظمة التحرير بالهم والهم ما رضي فيها، ومع هيك إسرائيل بطّلت بدها، شو بتقدروا تعملولها؟
|علاء أبو دياب|
هو: تاخدي 100 شيكل وتطلعي معي؟
هي: إنت واحد بتستحيش، حقير، شو مفكرني يا قليل الأدب!؟
هو: طيب 500 شيكل؟
هي: إنت واحد بتستحيش، حقير.
هو: 1000 شيكل؟
هي: إنت واحد بتستحيش.
هو: طيب 1500 شيكل؟
هي: يعني من عقلك كل هالجمال بألف وخمسمية بس!؟
هو: ممتاز هيك بدينا نتفاهم، 100 شيكل شو رأيك؟
هيك بالزبط اللي بصير في المفاوضات بين إسرائيل ومنظمة التحرير، منظمة التحرير تنازلت عن المبدأ الأساسي اللي هو عدم الاعتراف بشرعية وجود إسرائيل، الإعتراف ما كان بوجود إسرائيل مع إنو تم تسويقه بهاي الطريقة وتمريره لإلنا على أساس إنو غير مؤثر، ما همه موجودين شو بدها تفرق إعترفنا أو لأ؟ ما احنا عارفين يا جهبذ إنت وياه انهم موجودين وحاربناهم وحاربونا سنين، شو شايفنا دون كيشوت وبنقاتل طواحين الهوا!؟ بس الإعتراف هون بشرعية وجودها، بحقها التاريخي بالأرض،
وهادا الفخ اللي وقعتنا فيه قيادة منظمة التحرير واللي كان أهم هزيمة للثورة الفلسطينية والسبب في الإنحدار اللي إحنا فيه اليوم.
الإعتراف بشرعية وجود إسرائيل رجعنا للـ 100 شيكل، صرنا بلا مبدأ، يبقى زيّنا زي غيرنا، ليش حتى يدفعولنا 1500 شيكل، يعني لو حتى كنّا بنجنن وكَسْماتنا بياخدو العقل هادا بقولش إنو يندفعلنا أكتر من السوق. أصلاً إحنا أسوأ بضاعة ثورية في سوق الشعوب الساعية للتحرر،
إحنا الوحيدين –ويكفينا شرف السبق- اللي أعترفنا بشرعية إحتلال أرضنا. مني وعليّ مش موافق على المفاوضات بس حتى لو بدك تفاوض فاوض صح، إحنا بدينا المفاوضات من آخرها، بدينا باللي لازم نختم فيه إذا وصلنا لحل بدينا بالاعتراف، مفكرين حالهم بحضروا فيلم ناجي العلي لما بستشهد ناجي بأول مشهد بعدين ببدا الفيلم!
طبعاً جماعتنا أكلوا المقلب ودخلوا عالبلد وصاروا مسؤولين عنها وصار مفهوم ضمناً إنو الشعب الفلسطيني همّه سكان الضفة وغزة وحق عودة فش، وقصة من البحر للنهر بتنقعها في البحر أو النهر حسب الرغبة وبتشرب ميتها، وفلسطينية الداخل في أحسن أحوالهم بكونوا هنود حمر القرن الحالي، القدس بتكون موضوع نقاش ممتع من باب كسر حاجز الصمت وإستمرارية الحاجة للتفاوض.
يعني رضيت منظمة التحرير بالهم والهم ما رضي فيها، قبلت بحل الدولتين الساقط أخلاقياً وسياسياً وجغرافياً وأمنياً، ساقط بكل الصفوف من اول لثاني عشر، ساقط على روسنا وروس اللي خلفونا ومع هيك إسرائيل بطّلت بدها، حره عاد بدهاش، شو بتقدروا تعملولها؟ كانت بدها تلعب وبطلت، فش بإيدك إشي تعملوا يا فخامة الرئيس أبو مازن ويا سيادة رئيس الوزراء سلام فياض غير تركب الطيارة وتروح تتحزْوَن وتتمسكن باب دار هالرؤساء التانيين، وتشكيلهم ضعفك وقلة حيلتك وطفرك وقلة مدخولك، طبعاً إذا إسرائيل مشكورة رضيت تعطيك تصريح خروج من مناطق يهودا والسامرة..
يوم عالصبح شفت الأخبار وِلا هو أبو مازن بقول تجميد للاستيطان لا يستثني القدس شرط أساسي لاستئناف المفاوضات المباشرة! شو هالشجاعة والصلابة والراديكالية هاي؟ يعني على شوي وفكرت حالي بسمع هوجو شافيز، شوي شوي برضه، مش هيك الأمور بتنحل، شو هالمطلب العنيف هادا؟
شو مفكرنا ولاد زغار كل يوم تحطلنا هدف ونلحقه؟ وإذا تحقق مطلب كل عشر سنين مرة نزقفلك؟ سيدي إحنا شعب ناضل وتعب أكتر من ستين سنة مش عشان يصير موضوعه عالق عند وزارة الأشغال الإسرائيلية وبلدية معاليه أدوميم! تجميد الاستيطان صار شرط للتفاوض؟ من ايمتى هادا سقفنا!؟ إسرائيل بدها إياك تعترف فيها دولة يهودية وانت بدك تجميد الاستيطان؟ الاسرائيلي بطلب وعيك وتاريخك وإنت بتطلب يوقف جرافة؟ على فكره هاي اللعبة صارت بايخة، ومش بس إسرائيل، أنا كمان ما بدي ألعب، وكتير زيي بالمخيمات وبالداخل وبالضفة وغزة وبالقدس ما بدهم يلعبوا، هاي اللعبة صارت مملة ودايماً بنضل نخسر، خليكم إلعبوا لحالكم آخرتها تعتم عليكم الدنيا وتروحوا على بيوتكم.
وبعد 15 سنة من لعبة “انا كل ما اقولّه آه يقولّي هو لأ” –عفكره لازم نحكي مع روبي تسمحلنا نعملها النشيد الوطني للسلطة، كتير لابقة أكتر من فدائي-، هات نحاول نلخص الورطة اللي أحنا فيها، كانتونات محاطة بجدار، خمسة مليون إنسان عايشين عالمساعدات، وأكتر منهم لاجئين على طريق فقدان حقهم بالعودة، تنازل عن اكتر من 70% من الوطن الأصلي، احتلال مجاني مش مكلف أسرائيل اشي، تنازل عن مليون ونص فلسطيني في الداخل، إنقسام داخلي.. الخ.
شو الحل؟ من وجهة نظري،
الحل هو الحل.. حل السلطة الوطنية وإجبار اسرائيل على تحمل مسؤوليات احتلالها، خليها تتفضل تأمن أكل وشرب وشغل للملايين اللي احتلتهم، احنا مش مجبورين كشعب إنّا نبيع مواقف وحقوق للدول المانحة عشان رواتب شهر 10، ولا مضطرين نتراجع عن قرار وطني عشان اكم الف تصريح عمل! قبل السلطة كنا ناكل ونشرب وننتفض ونشتغل ونلف فلسطين كلها والأهم من هادا كله كُنّا نحلم، بدناش منكم اشي بس خلونا نحلم، خلولنا مساحة للأمل، اسمحولنا نقول لولادنا إنو في يوم رح تصير تسمع صوت شُفير التاكسي بعسقلان بنادي على آخر راكب على غزة، اتركوها عالقه أحسن ما تحلوها حل ممسوخ، الفقاعة اللي برام الله هاي كلها منتفعين وناس أغنياء كبرت على اكتافنا وسرقت رزقنا وبنت فيه اكم عمارة خلونا نفكر انو الوضع تحسن، بس الناس البسيطة انمسحت، الشعب كله صار مستهلك، بطّل حدا يعرف ينتج، الكل بدور على مؤسسه أجنبية يشرب فيها نسكافيه ويقبض بالدولار آخر الشهر، هادا الفلسطيني اللي بدّك إياه؟ هادا الفلسطيني الفيّاضي اللي بحتفل بشارع التفافي فتحولوا اياه الأمريكان، هادا اللي بدكم نصيره!؟
الغوا اوسلو واعتذروا لفلسطينية الداخل عن الخطيئة اللي ارتكبتها منظمة التحرير بحقهم لما تنازلت عنهم، يمكن ساعتها يسامحوكم،
حِلوا السلطة – وتنسوش تاخدوا حماس بطريقكم- وراجعوا المرحلة بكل اخطاءها واعطونا برنامج نضالي حقيقي أهدافه بتليق بنضالاتنا، بدنا دولة ديمقراطية علمانية من البحر للنهر، بدنا حق عودة وبدنا ساحلنا كله، اليهودي ببقى هون ما رح نرمي حدا بالبحر، بس بكون مواطن، حقوقه زي حقوقي وواجباته زي واجباتي، حتى لو هالحل اليوم ببين مستحيل بس هادا هو سبب وجود الثورات، تحقيق المستحيل، وإسأل التاريخ بجاوبك.
من ناحيتي ما رح أزيدها على منظمة التحرير مش لأني ظلمتها او بالغت، بالعكس بس من باب “أذكروا محاسن موتاكم” مش أكتر. نهايته، بدكم تمثلونا، هاي قضيتنا وهيك بس بنرضى تنحل، إذا مش قد هالقصة فاتركوها الله يرضى عليكم، مسامحينكم على اللي عملتوا فينا وعلّي سرقتوا منّا، بس اتركونا بحالنا، وعلى رأي درويش، خذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا. وأظن أنكم أخدتوها وزيادة فَـ… الله معكم.
المصدر:
موقع قديتا.