ديانا جبور تهاجم البوطي في صحيفة الثورة، دون تسميته!
طباعة أرسل لصديق
عمار سليمان علي ـ كلنا شركاء
14/ 12/ 2010
شنت الإعلامية المعروفة ديانا جبور هجوماً عنيفاً على الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي, دون أن تسميه, في زاويتها الأسبوعية "معاً على الطريق" في صحيفة "الثورة" الرسمية الصادرة يوم الاثنين 13 كانون الأول 2010.
وفي مقالة بعنوان "أهل سلطان لا أصحاب دين" سألت جبور:
هل يعقل أن يعاقب الله سبحانه وتعالى وهو الغفور الرحيم عباده المؤمنين الآمنين بجريرة فئة ضالة منهم إن سلمنا طبعاً أنها ضالة؟.
في إشارة واضحة إلى ما نقل عن البوطي قبل أيام, حيث انتقد الدعوة لصلاة الاستسقاء بالطريقة التي تمت الدعوة إليها في سورية،
وأرجع عدم هطول الأمطار إلى بثّ مسلسل درامي في شهر رمضان الفائت، وإلى قرارات صادرة عن وزير التربية السوري. كما حذر من أن عدم الرجوع عن هذه القرارات الوزارية، وعدم توبة الممثلين في المسلسل ستؤدي إلى أخطار لم يحددها إنما قال إن شح الأمطار هو بدايتها فقط.
وقالت جبور في ردها على كلام البوطي: هل أنزل سبحانه بأهل الشام عقوبة احتباس المطر لأن جماعة فنت فمثلت أو غنت؟ إنه تفسير من يريد أن يتحكم بخيارات البشر بحثاً عن سلطة دنيوية تجعله سلطاناً في الحياة بدل أن يكون رجل دين أي محبة وتسامح.
وقالت أيضاً: باستكمال الاستدلال الذي يلجأ إليه المخوفون سنحتار في سبب اقتصار نزول العقاب الإلهي ببلدنا أو حتى بمنطقتنا.
ثم تساءلت: هل خلت أوروبا من العصاة فلم تعرف قحطاً أو جفافاً؟ وماذا عن الأميريكتين الشمالية والجنوبية وفيهما ما فيهما من كرنفالات وحانات ومحطات تلفزة وأفلام تجرأ بعضها على المقدس وشخّص بعضها الآخر الملائكة والأنبياء والرسل.
وحتمت مقالتها بالقول: أنا مؤمنة بعقلي وبعواطفي ولا أشعر أنني بحاجة إلى وسيط يلزمني بمساره للوصول إلى درجة أخرى من الإيمان،
كما لا أؤمن أن اللـه سبحانه وتعالى قد فوض البعض بمهام المدعي العام الذي يقتصر دوره على حشد الاتهامات والمطالبة بإنزال أقسى العقوبات.
وكان الشيخ البوطي ـ حسبما نقل مراسل المحليات في "كلنا شركاء في نشرة 10 كانون الأول 2010 ـ قطع درسه الأسبوعي عند حديثه عما فعله المأمون بالإمام أحمد بن حنبل بعد تأثره بالمعتزلة، وقال للحضور أنه استخار الله في أن يحدثهم في "أمر من الأمور الناجزة التي تشغل بالنا اليوم". وأشار إلى صلاة الاستسقاء وشح الأمطار وقال: "هناك أسباب لهذه البلية إذا ارتفعت ستنهمر الأمطار بدون صلاة الاستسقاء.. وإذا بقيت ستجدون أن هذه الحالة ستستمر وتتطور".
وتبقى ملاحظة أخيرة إلى أن الأمطار هطلت بغزارة بعد حديث البوطي وبعد صلاة الاستسقاء (التي تمت يوم الجمعة الماضي) والتي لم تعجبه طريقة الدعوة إليها, فهل يقدم البوطي على الاعتراف بأنه تسرّع في حكمه وفي تفسيره, وبأنه بدا في كلامه صاحب سلطان أكثر مما هو رجل دين على حد تعبير ديانا جبور في مقالتها الموفقة التي تدل على أن إعلامنا ما يزال مصرّاً على شيء من العلمانية, ويحسب للإعلام الرسمي ولصحيفة "الثورة" تحديداً تجرؤها على نشرها بهذه الصيغة التي قد لا تعجب الكثيرين من مريدي الشيخ وأتباعه ومؤيدي أفكاره وتفسيراته وفتاويه.
أهل سلطان لا أصحاب دين
معاً على الطريق
الاثنين 13-12-2010م
ديانا جبور
هل يعقل أن يعاقب الله سبحانه وتعالى وهو الغفور الرحيم عباده المؤمنين الآمنين بجريرة فئة ضالة منهم إن سلمنا طبعاً أنها ضالة.
ألا يثبت تاريخ البشرية أن سبحانه قد تعالى على تجرؤ الضالين أو حتى الفاسدين والكافرين فلم يحملنا نحن عباده المؤمنين وزر وازرة أخرى؟
هل أنزل سبحانه بأهل الشام عقوبة احتباس المطر لأن جماعة فنت فمثلت أو غنت؟ إنه تفسير من يريد أن يتحكم بخيارات البشر بحثاً عن سلطة دنيوية تجعله سلطاناً في الحياة بدل أن يكون رجل دين أي محبة وتسامح.
لكن ماذا لو سلمنا أن الدنيا ميدان للعقاب والثواب الفوريين؟ ألن تنقلب الأمور لمصلحة الضالين وقد منّ الله علينا ليس فقط بمطر مألوف في بيئتنا بل بثلوج أضفت بياضاً ملائكياً رحباً سمحاً ومتسامحاً على عباد قد يخطئون لكن أحداً لم ينل تفويضاً لتحديد أشكال وأزمان عقابهم.
باستكمال الاستدلال الذي يلجأ إليه المخوفون سنحتار في سبب اقتصار نزول العقاب الإلهي ببلدنا أو حتى بمنطقتنا.
هل خلت أوروبا من العصاة فلم تعرف قحطاً أو جفافاً؟
وماذا عن الأميريكتين الشمالية والجنوبية وفيهما ما فيهما من كرنفالات وحانات ومحطات تلفزة وأفلام تجرأ بعضها على المقدس وشخّص بعضها الآخر الملائكة والأنبياء والرسل.
قساة الدنيا يعرفون أن الإيمان الذي يأتي به التخويف يذهب به العقل فهل هو الخوف من العقل؟
أنا مؤمنة بعقلي وبعواطفي ولا أشعر أنني بحاجة إلى وسيط يلزمني بمساره للوصول إلى درجة أخرى من الإيمان، كما لا أؤمن أن سبحانه وتعالى قد فوض البعض بمهام المدعي العام الذي يقتصر دوره على حشد الاتهامات والمطالبة بإنزال أقسى العقوبات.
dianajabbour@yahoo.com
http://thawra.alwehda.gov.sy/_kuttab_a.a...1212235410