المشكلة يا اعزائي أن التاريخ يكتبه المنتصر ............

من ناحية الاجرام ماذا فرقت بريطانيا و اميركا و حتى ستالين عن النازيين ؟؟

لا شيء ........

راجعوا كيف دمر الحلفاء مدينة درسدن .. !!
راجعوا النووي على هيروشيما و ناجازاكي ... !! و قبلها معتقلات جماعية لكل الاميركيين من اصول يابانية ...
راجعوا ماذا فعل الروس في برلين بعد دخولها .......... 2000000 حالة اغتصاب !!
ماذا فعل الحلفاء حين دخلوا إيطاليا ... ؟؟
قبل الحرب و بعدها .... كيف كانت بريطانيا و فرنسا تتعاملان مع العالم بمنطلق استعماري بحت ....
يعني ماذا فعل البريطانيون في الهند و افريقيا و طبعا فلسطين ؟؟

أنا لا ابرىء هتلر أو دول المحور لكن الاطراف كلها وسخة في هذه الحرب .... و كلها ارتكبت مجازر عنصرية ، و القبيح تشرشل هذا كان صهيوني اكثر من هرتزل نفسه .... انا اعتبره أوسخ شخصية في تاريخ بريطانيا و سبق ان دخلت في نقاش حاد مع أحد معارفي الانجليز في هذا الموضوع.

المهم أنه يجب ان نأخذ الظروف التي دفعت الحاج امين باتخاذ هذا الموقف ....

الاخ observer ، الوقوف مع الحلفاء كان مستحيلا في تلك الفترة .... على الاقل بالنسبة لنا كفلسطينيين.

اقتباس:المشكلة يا اعزائي أن التاريخ يكتبه المنتصر ............

و المؤسف ترديد ذلك التاريخ و تأكيده من قبل من هم ضحايا من كتبوه !

(12-26-2010, 10:25 PM)أندروبوف كتب:  عزيزي أوبزرفر ..

ماذا لو حدث العكس و تقاسم هتلر و ستالين غنائم أوروبا .. هل كنا لنقول الصواب كان بالتحالف مع النازيين و ستالين .؟

العزيز اندروبوف،
المسألة لم تكن مسألة لعب بالنرد و حظ، بل مسألة نتائجها معروفة لمن استطاع قراءة الواقع بشكل صحيح بذلك الوقت. فبداية النهاية لهتلر كانت عندما غزا روسيا، و الكثير من الضباط النازيين الالمان تخوفوا من هذه الخطوة، و لكنهم لم يكن ليجرؤا على الحديث، بسبب ان كل من تكلم بالموضوع كان يتهم بالخيانة و تهبيط عزيمة الامة. كما ان هتلر نفسه كان يخشى دخول امريكا الحرب و الشيء نفسه كان يطوق اليه ونستون تشرتشل، لأنهما يعلمان انه في حال دخول امريكا الحرب، ستحسم الامور للجانب الذي تتحالف معه امريكا. و في مقولة مشهورة لزعيم عالمي في ذلك الوقت (نسيت اسمه الان و لكني اظنه الجنرال ديغول)، احدا لا يستطيع ان يحارب العالم لذلك النازية حتما سوف تنكسر. و بعد عامين من الحرب كان الوضع هكذا، القوات النازية متورطة في برد و شتاء روسيا القارس، نفس الورطة التي حصلت مع نابوليون قبل مئة و خمسين عاما فخرج من موسكو بجيش مدمر، و كانت امريكا قد اعلنت دخولها الحرب الى جانب الحلفاء.

اقتباس:ليس العرب وحدهم بل الكثير من شعوب و مستضعفي العالم تحالفوا بل استعانوا بدول المحور لتخليصهم من صلف الحلفاء و العكس صحيح .

برأيي موقف شجاع و نبيل و كان من أجل مصلحة شعوبهم ..لكن تمجيد هتلر و الترحم على نازيته اليوم حماقة كبيرة .

كلا لا اوافقك الرأي، ففي تلك الفترة و في ظل غياب الوعي السياسي كان موقف الجماهير العربية (و ما زال لحد ما في يومنا هذا) تحركه النزعة العاطفية و ليست العقلانية، و كان الاجدر بالقيادة بذلك الوقت، و التي من المفترض انها ترى لمدى ابعد من المدى التى تراه العامة، ان توعي جماهيرها لخطورة التورط و الانسياق خلف الدعاية النازية. و بالحقيقة بعضها كان يدرك تلك المخاطر و لكنه كان خائفا ان يقف ضد التيار الشعبي.

(12-26-2010, 11:16 PM)فلسطيني كنعاني كتب:  .......
المهم أنه يجب ان نأخذ الظروف التي دفعت الحاج امين باتخاذ هذا الموقف ....

الاخ observer ، الوقوف مع الحلفاء كان مستحيلا في تلك الفترة .... على الاقل بالنسبة لنا كفلسطينيين.

اخي فلسطيني كنعاني،
موقف الحاج امين الحسيني كان موقفا ساذجا لأبعد الحدود. في العام ١٩٣٩ اي مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، كان قد صدر الكتاب الابيض البريطاني الخاص بفلسطين كنتيجة للثورة الفلسطينية التي اندلعت في العام ١٩٣٦، قد جامل هذا الكتاب الى حد ما العرب الفلسطينيين، فاوقف الهجرة اليهودية (على الاقل من الناحية الرسمية) و اشتد التفتيش على السلاح اليهودي بفلسطين و صادر اموال يهودية، فأخذت قوات الهاغانا الارهابية تشدد ضرباتها للجيش و البوليس الانجليزي في فلسطين، و مع تقدم قوات رومل في الصحراء الغربية، طلبت بريطانيا مساعدة الهاغانا بشكل غير رسمي لكسر شوكة الوحش النازي، فاجتمعت قيادة الهاغانا على اعلى مستويات بحضور يغعال يدين و يعقوب دوري و يغال الون و رأس حربتهم بن غوريون، و ذلك لحسم موقف الهاغانا مما يجري، فكان قولة بن غوريون المشهورة: نحارب مع بريطانيا و كأن الكتاب الابيض غير موجود و نحارب ضد بريطانيا و كأن لا نازي على الابواب.

الصورة الشيطانية للنازية لم تظهر سوى بعد انتهاء الحرب,

قبل الحرب كانت المانيا مجرد دولة اوروبية متقدمة ينظر اليها باحترام و لديها حلفاء داخل اوروبا و عبر العالم و قرار دخول الحرب حتى اللحظة الاخيرة تم على امتعاض و عدم قناعة (كان يعول عليها ان تقف في وجه الشيوعية لكن ابرام الاتفاق بين الطرفين قلب الموازين)...
لكن قبل الحرب كان هناك متعاطفين مع المانيا حتى داخل العائلة المالكة البريطانية و العديد من الساسة و المفكرين في العالم الغربي كانوا يكنون احتراما لالمانيا و صعودها المذهل ,
و خلال الحرب كانت اغلب شعوب المستعمرات البريطانية من اندونيسيا حتى مصر تؤيد ضمنيا المانيا...
و ان كان على شوية الافكار العنصرية و القومية المتطرفة, فذلك كان امرا شائعا جدا في العالم آنذاك حتى في الاوساط الاكاديمية و لم يكن ذلك بالامر المشين الذي يبدو عليه الامر اليوم...

(12-27-2010, 11:30 AM)أبو خليل كتب:  الصورة الشيطانية للنازية لم تظهر سوى بعد انتهاء الحرب,

قبل الحرب كانت المانيا مجرد دولة اوروبية متقدمة ينظر اليها باحترام و لديها حلفاء داخل اوروبا و عبر العالم و قرار دخول الحرب حتى اللحظة الاخيرة تم على امتعاض و عدم قناعة (كان يعول عليها ان تقف في وجه الشيوعية لكن ابرام الاتفاق بين الطرفين قلب الموازين)...
لكن قبل الحرب كان هناك متعاطفين مع المانيا حتى داخل العائلة المالكة البريطانية و العديد من الساسة و المفكرين في العالم الغربي كانوا يكنون احتراما لالمانيا و صعودها المذهل ,
و خلال الحرب كانت اغلب شعوب المستعمرات البريطانية من اندونيسيا حتى مصر تؤيد ضمنيا المانيا...
و ان كان على شوية الافكار العنصرية و القومية المتطرفة, فذلك كان امرا شائعا جدا في العالم آنذاك حتى في الاوساط الاكاديمية و لم يكن ذلك بالامر المشين الذي يبدو عليه الامر اليوم...

مسألة شيطنة النازية بعد انتهاء الحرب و التغاضي فيما قبلها عن التعاون معها اعطيك فيه لحد كبير حق. و لكن دعك من المسألة الاخلاقية بالنسبة للتعاون مع النازية، بل حتى انظر الى الامور من منظور برغماتي بحت، فجماهيرنا تغيبها العاطفة، فقد كانت تصدق كل كلمة ينطق بها ''يونس بحري'' من اذاعة برلين التي كانت تجامل الناطقين بلغة الضاد و تتحدث اليهم بلغتهم، حتى انه اعتقد قطاع واسع من جماهيرنا العربية بشكل ساذج فوق العادة بأن هتلر أسلم، لا بل بقي أثر لهذه القناعة، حتى هذا اليوم، عند بعض المغيبين عن ارض الواقع في الوطن العربي. و ما اشبه اليوم بالبارحة، حيث بدأت الهلوسات تعمل عند الكثير من ابناء وطنا العربي الكبير، عندما اقتحم صدام حسين الكويت، فاعتبره البعض احد اولياء الله الصالحين، اذ انهم رأوا صورته تظهر على القمر و بعضهم سمع عنزا يُمّعي و يقول صدام.

الجماهير يا عزيزي observer تؤيد اي شخص او جهة تحقق تطلعاتها... سواء اكانت واعدة ام لا, صادقة ام لا و هذا امر معروف أينما كان و ليس مختصا بالشعوب العربية....

الوجدان الشعبي تجاه الوحدة و الاستقلال و العداء للمشاريع الاستعمارية و الامبريالية موجود و لا يمكنك ان تلوم الجماهير ان هي تمسكت به و بأي طرف لاح لها انه يدعمها فيه...
نعم هناك من تسلق هذا الوجدان لكن لا يمكننا ان نطلب من الجماهير ان تعارض ما هو متوافق مع تطلعاتها سيما و ان البديل الفعلي هو المشاريع الامبريالية الجاهزة...


حتى لو انفقت اذاعة لندن عشرات اضعاف ما انفقته اذاعة برلين ستبقى بنظر الشعوب مجرد بوقا للاستعمار...

و ها هي قناة الحرة مثلا ميزانيتها تجاوزت النصف مليار دولار ذهبت كلها هباء منثورا و كأن شيئا لم يكن.... بينما ان اذاعة برلين لم تكن بحاجة الى بذل اي جهد يذكر كونها معارضة للاستعمار البريطاني...


العبرة تبقى في الوجدان الشعبي الذي يبقى هو الاساس...
بالمناسبة, نفس الامر حدث في بلدان آسيا الشرقية المستعمرات البريطانية, حيث بذل الاستعمار جهده في شيطنة اليابان و تجييش شعوب المستعمرات لمقاومتها, الا انها طبيعيا استقبلت الجيوش اليابانية بتعاطف شديد...
يذكر التاريخ ان الطلقة الوحيدة التي اطلقت على طلائع الجبش الياباني الذي انزل في احدى جزر الفلبين كانت من ضابط بريطاني و فشل في اقناع جنوده الاسيويين في اطلاق النار معه على (الغزاة) الى ان اتته طلقة من الخلف و انطلق بعدها الجنود لاستقبال اليابانيين....