{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
'كسور' مارلين مونرو
بداية و نهاية غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 17
الانضمام: Nov 2010
مشاركة: #1
'كسور' مارلين مونرو
عناية جابر

انني فاتنة حقاً- تقول مارلين مونرو في مذكراتها وقد كتبها نورمان ميلر- ومشرقة، حتى أنني أنا نفسي أشعر بذلك وأشعر بأنني على أحسن حال. سوى أن هذا لايكفي ، وتزول هذه الفتنة يوماً وهذا الإشراق بزوال الجسد، وما يبقى هو ما أكتبه من شعر، الأمر الذي سوف يجعل الناس يحبونني أخيراً.
أجل ، الشقراء الأجمل بين الشقراوات، كتبت الشعر، وهذا الجانب من شخصيتها لا يعرفه الناس، فالسواد الأعظم منهم كان يراها على هيئة بغيّ مكّارة كما رآها في 'نياغرا' و'حواء' و'غابة الإسفلت' و'البعض يفضلونها شقراء'.
مونرو الفاتنة، الفتنة الأشّد فتكاً بين فاتنات العالم حتى اللحظة، وعرفت كل المتع الحسيّة، قلة من الكتب عنها كشفت عن حقيقتها المختبئة وراء قناع المرأة خالية البال و'القنبلة الجنسية'. أيّ من أفلامها لم يعكس حالات وهنها، وارتباكها النفسي كما فعلت مجموعتها الشعرية الصادرة حديثاً في امريكا تحت عنوان:' كسور' والمتضمنة أشعاراً وتدوينات وخواطر ورسائل مأخوذة من أرشيف خاص لمونرو، إكتُشف مؤخراً.
تقول مارلين في بعض كسورها التي ترجمها وأعدّها فوزي محيدلي:

عن البحار

وقع بصري على العديد من
البحّارة الشبان المتوحدّين
الذين بدوا أصغر من أن يكونوا تعساء
ذكّروني بالأشجار الشابة النحيلة المثابرة على
النمّو والتألم.

عن الأشجار

يا الأشجار الحلوة الحزينة
أتمنى لك نعمة الراحة
لكن عليك دائماً
البقاء على حذر.

عن الزواج

أعتقد أني كنت دائماً
مرعوبة حتى العظم من أن اكون
زوجة احد ما
سيما وأني تعلمت من الحياة
ان الشخص لا يستطيع ان يحب
شخصاً آخر لمدى العمر.

هل كتبت حقاً تلك الدمية؟ لعلها فعلت وهاهي كسورها، فثمة من يقول انها كانت قارئة نهمة، وتركت وراءها مكتبة من أربعمائة كتاب لكبار المشاهير في الأدب والشعر منهم ديستويفسكي ووالت ويتمان وهمنغواي وكرواك وميلتون.
اعتادت هذه المرأة تدوين ملاحظاتها وقصائدها على شتى أوراق الفنادق وقصاصات الورق وعلى الصفحات البيضاء الأولى للمجلات التي كانت تشتريها. في كتابها 'كسور' تُركت عن قصد بعض الأخطاء الإملائية والكلمات المحذوفة (المشطوبة).
'كسور' يبصر النور بعد خمسين سنة على رحيل مونرو، وكانت أبدت في حياتها حرصها على اخفائه حيث لم تدع أحداً يقرأه، سوى قلة من أصحابها.
هي كسور شخصية تُضفي لمحة ساحرة على روح 'ذئبة الجسد'، ملتقطة قدراً معيناً من ألمها، هي اللقيطة المنتهكة البائسة الوحيدة، وقد عرفها الرجال جسداً فحسب، وتاق قلبها الى العاطفة، والحب الذي وجدته الى حين، عند الكاتب آرثر ميلر، ثم لم يلبث أن انتهى بعد تكشّفه عن نزوة كسائر نزوات الرجال الذين عرفتهم في حياتها القصيرة.
قال آرثر ميلر، زوجها الثالث والأخير عنها:'من أجل أن تعيش فترة أطول كان يجب أن تكون إمّا اكثر تهماً، او أكثر بُعداً عن الواقع مما كانت عليه. بدلاً من ذلك كانت شاعرة على ناصية الطريق، تحاول أن تتلو أشعاراً لجمهور يشّد ملابسها الداخلية الى الأسفل'.
شعر مونرو خاص بها، فريد، ويكشف عن كفاحها لفهم الأمور والعالم، وتراوح قصائدها بين العذبة، وحتى الشيطانية وصولاً الى المرأة اليائسة، ولا شك أن شعر مونرو يميط اللثام عن أعماق ذاتها ويجعلها صفحة مفهومة على مستوى حميم لا يمكن بلوغه عبر قراءة ما كتب عن سيرتها أو من خلال أفلامها.
قصائد تكشف أعمق مخاوف مونرو، مشاعرها وطموحاتها، كما روحها الحلوة مع ذلك، وسخريتها وحسّ التهكم العالي على نفسها وعلى الآخرين المحيطين بها. في 'كسور' نقرأ مارلين الإنسانة في عزلتها (رغم شهرتها المدوّية)، حزنها وخيبتها الى مشاعر متشابكة على علاقة بأمراضها النفسية، وشيهة نقمتها على البشر كافة، السعداء منهم على وجه الخصوص، وعن الوحدة تكتب مارلين :'وحيدة/ اني وحيدة دائماً / مهما كان الظرف'.
من الميتم الى الشهرة، ما جعل رأسها يدوخ ويعجز عن التعايش مع الأضواء، ففي ماضيها سرّ رهيب جعلها وهي تمثّل أفلامها ، تعذب نفسها وتعذب من حولها والمشتغلين معها. أقامت علاقات مع مئات الرجال المشاهير وقطاع الطرق، ما خلّف أثراً رهيباً في قلبها ، من رعب أنهم لم يحبوها كما اشتهت، بل ظلوا أرواحاً شريرة رمت بثقلها على جسدها، وطمعت الى بعض شهرتها.
كانت لمارلين ضحكة رنّانة تثير القلق، وتؤشر الى طباع هستيرية، سوى أن قصائدها في 'كسور' ظهرّت هذه الضحكة، كإحساس ملّح وحاد الى الحرية.
ثمة أيضاً، كتاب صادر حديثاً للكاتب آندرو أوهاجان تحت عنوان:'حياة وآراء الكلب ماف وصديقته مارلين مونرو' مُرّشح لجائزة بوكر، يتناول العامين الأخيرين لمونرو ويُقارب ثنائية تلك الفاتنة التي تتلبّس مزاجها ودواخلها، ومن اغراض الكتاب، محاولة الكاتب إخراج هذه الشخصية من الأيقونة التي وضعت فيها، بمعنى آخر إعادتها الى الحياة والى أرض الواقع.

01-02-2011, 02:51 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS