كلنا إخوة ..!!
أبو الزلف : شو في بمخك ، لشو عم تعمل هالروايي ، شو بدك تقول ؟
نور "مخرج المسرحية" : بقول شي .. مثلاً ... كلنا إخوي .
أبو الزلف : لشو ؟
نور : كيف لشو ؟!
أبو الزلف : لشو بدك تقول كلنا إخوي .. لشو بكل روايي بدك تقول كلنا إخوي ؟
نور : إنو يعني .. كلنا إخوي !!.
أبو الزلف : إذا كلكن إخوي لشو في لزوم تضل تقولها ؟!
مسرحية شي فاشل - زياد الرحباني
العزيز بهجت :
قرأت موضوعك المعنون تحت اسم "من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز" ، ولقد استفدت منه كثيراً ولربما من المفيد القول أننا على المستوى التنظيري للحل أو للمشكلة إذا صح القول لا يوجد اختلاف حقيقي في الرؤيا ...
فلقد أصابتني الحيرة .. كيف سنشخص المشكلة ثقافياً أم سياسياً ، وهي ترتكز على مرتكزين أساسيين يتفرع عنهما باقي التفاصيل :
- المرتكز الثقافي .
- المرتكز السياسي .
وكما ان هذا الموضوع مرتبط بموضوعك "من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز" ترابط عضوي جعلني في حيرة من أمري هل أكتب في هذا الشريط أم في الشريط الآخر ولم ينقذني إلا أننا نكتب في كلا الشريطين في ضيافتك فالمضيف واحد والمكان واحد . أيضاً... الموضوع مترابط عضوياً من حيث الرؤيا الثقافية لجذر المشكلة أو من حيث الرؤيا السياسية لنواتج المشكلة .
فكما بدأت أنا في طرح المشكلة سياسياً وقد أنتهي إلى التشخيص الثقافي ، قد تبدأ أنت في طرحها ثقافياً وتنتهي إلى التشخيص السياسي .
فهل نحن وأقصد أنا وأنت على مستوى الحوار الشخصي ، لا زلنا نختلف على تشخيص أن الإسلام دين عنف ، أو أن الوهابية السعودية(1) هي أس المصائب في المنطقة ، أو على تردي وعي الجماهير وانكفائها نحو التقوقع في قيم الماضي في محاولة يائسة للهرب من متطلبات مواجهة الحاضر والحضارة ؟.
وبالنسبة لمداخلتي السابقة التي أثرت فيها التساؤلات على المستوى السياسي . حاولت أن أنظر بسرعة إلى المنطقة بعين المرتاب إذا سمح لي الزملاء هنا .
فلا أنا ممن يعيشون عقلية المؤامرة ليل نهار ولا أنا ممن يلق بأخطائه التي ارتكبها بيديه على شماعة الهيمنة الامبريالية وإن كانت حاضرة ومستفيدة من أخطاءنا .
ولكن اجتماع عدة أمور في نفس الوقت في منطقة مهمة بالنسبة للعالم العربي وللعالم يثير لدي التساؤل :
الأمر الأول : الإرهاب الإسلامي الذي رعته الــ CIA ممثلاً بالقاعدة(2) وتفرعاتها ، والذي غذته السعودية .
الأمر الثاني : مرور النظام المصري بمرحلة انتقالية ومحاولة بحثه عن وجه جديد للحكم بعد أن أصبح مبارك في حكم المنتهي (3) .
الأمر الثالث : وصول الحل السياسي في السودان إلى طريق مسدود وتوجه جنوب السودان بخطى حثيثة نحو الانفصال .
الأمر الرابع : الخلاف القائم بين دول المنبع والمصب لنهر النيل على توزيع الحصص ومحاولة إعادة توزيع الحصص ، وجنوب السودان الذي سيدخل كطرف جديد "عدائي" في المفاوضات وكأن الدول الموجودة ليست بكافية حتى يزيدوا واحدة .
الأمر الخامس : مفاوضات الحل النهائي الفلسطيني التي تنتظروالسؤال ماذا تنتظر ؟
مجمل الأوضاع السابقة التي استعرضتها تشكل منطلقات رؤيتي "السياسية" لأي عمل يخلخل الوضع المصري ، فإذا كان هذا العمل الإرهابي عمل معزول لا يدخل ضمن سلسلة أعمال تلحقه فبالتأكيد هذا عمل ناتج عن عقلية العنف التي يغذيها الإسلام كدين ومتدينين ، وإذا كانت حلقة في سلسلة أعمال فأنا أرى أن الموضوع أكبر من أن نلقي اللوم على الإسلام وتعاليمه العنيفة فقط ، بل هو استثمار ممنهج لهذه التعاليم وأتباعه السذج -وهم غالبية ساحقة للأسف- بواسطة ناس أذكى من أن يروا العالم بواسطة الإسلام .
لقد تابعت في اليومين الماضيين بعض المحطات المصرية لأصل لقناعة مفادها أن الحل غير موجود لدى المصريين . ويبدو أن المصريين قد حسموا خياراتهم باتجاه السماء وتخلوا عن الأرض(4) ، يريدون الهلال أن يعانق الصليب ولكن للأسف سيظل الهلال هلالاً والصليب صليباً !!.
يريدون أن يتغنوا بالأخوة القائمة بين المسلم والمسيحي وكيف أن المسيحي أنقذ مسلماً من الموت في حادثة ما وكيف أن مسلماً ساعد مسيحياً في مكان ما وكأن الحالة الشاذة أن يحدث ذلك والحالة الطبيعية أن يسأل الإنسان عن عقيدة الآخر كي يتعامل معه كإنسان !!!!!!!!!!! .
والأنكى من هذا وذاك أن احداً لن يريد أن يزعج المسلمين وأن يقول لهم أن ما حدث ناتج شئنا أم أبينا عن تعاليم الإسلام العنيفة . والغريب أن الكل مجمع على أن من نفذ العمل ليس بمسلم وليس من الإسلام في شيء !!.
طيب طالما أن الإسلام براء من هذه الأحداث لماذا يتم في كل مرة إعادة إنتاج الفعل نفسه من قبل أتباع الدين نفسهم ؟
هذا يعني خيارين لا ثالث لهما : إما أن الكثير من أتباع الإسلام مرضى نفسيين يصيبهم إرتكاس نفسي على أيدي شيوخهم ودعاة الإرهاب بعد سماع آيات السيف ، أو أن الإسلام دين عنيف وهو يشكل بيئة حاضنة لممارسي العنف .
على المسلمين أن يعترفوا أن هناك مشكلة عويصة لديهم وأن يحددوا مكمن الخلل ، فإذا كان الموضوع يتلخص في بعض المرضى نفسياً من "المسلمين" وهم ليسوا "بمسلمين" طبعاً(5)، فعليهم ببساطة أن يزيدوا من عدد الأطباء النفسيين والعيادات النفسية لا أن يخرجوا شيوخ ودعاة .
وإذا كان الخلل في الإسلام كدين عليهم البدء بعملية إصلاح شاملة وهذا أمر مستبعد في العقود القادمة من وجهة نظري ما لم تحصل للمنطقة كارثة حقيقية تجبر المسلمين على إعادة النظر جذرياً في طريقة تفكيرهم وموقفهم من الحضارة .
إنطباعاتي :
أعيد وأكرر ... من المؤكد أن المشكلة في مصر تتجاوز مشكلة إنتحاري هنا وسيارة مفخخة هناك إلى مشكلة أتباع ديانتين يريدون للهلال والصليب أن يتعانقا ولكن من المستبعد أن يتعانق أتباعهما .
ومن المؤسف أن شعب مصر -كما معظم الشعوب العربية- اختار السماء وترك أرضه نهباً للآخرين ولسدنة الأديان "الأبرار"...
في النهاية كل ما كتب أعلاه قابل للمراجعة الجذرية مع تكشف الوقائع .
تحياتي
الهوامش :
1- من الملفت أن شعوب المنطقة عاشت عصرين أدى بها إلى التدهور الفكري والثقافي في العصر الحديث وهما : عصر الاحتلال العثماني وما رافقه من انحطاط على المستوى الفكري ، والعصر السعودي وما رافقه من سواد قيم البترودولار وتمهيده فيما بعد لعولمة الوهابية .
2-تكلمت في مداخلة سابقة لي عن أن الحركات الإرهابية هي حركات تصنعها أجهزة المخابرات الدولية في خطها العام ، ولربما القاعدة خير مثال على إعادة إنتاج الــ CIA للإرهاب الإسلامي وعولمته على الطريقة الأمريكية وبأموال سعودية .
3- حتى لو أكمل مبارك فترته الرئاسية القادمة كاملة فمن المؤكد أنه لن يكون قادراً على إدارة البلاد نتيجة تقدمه في السن ، وبالتالي مشاركة قوى أخرى له في الحكم أو محاولة البعض الحكم باسمه كأبنه .
4- من الطبيعي أنه عندما تمحل الأرض تزدهر السماء .
5- على مبدأ تعى ولا تجي ، حللوها إذا استطعتم إلى ذلك سبيلاً .