عزيزي Serpico:

أشكرك يا أمير على سؤالك عن حال ابني. هو الآن بخير ونحمد الله على كل شيء. اذكرنا بدعائك الصالح بخصوصه ولك مني خالص الامتنان.

الإقصاء متأصل في طبع البشر يا أخي العزيز. موجود عند الكل بمن فيهم أنا ولكنه يتفاوت بدرجات. مثلا إقصاء الفرنسيين لغير الفرنسيين يختلف عن إقصاء الأقباط لغير القبطي وخاصة عندما يتعلق الأمر بقبول واحد منهم للديانة الإسلامية. مجتمعاتنا الشرقية إجمالاً إقصائية لأبعد حد لأننا تعودنا وتربينا على احتكار الحقيقة وأننا فقط أصحاب الحقيقة وغيرنا على باطل.. للأسف هذا طابع رديء موجود في كل الأديان بمن فيها المسيحية. سعي الإنسان لأن يتجاوز الإقصاء ومحاولة التعرف على الجماليات عند الطرف الآخر يقتضي بذل مجهود ليس بقليل وعمل وحرص على رؤية ما لدى الآخرين من جمال.

التدين السعودي لا يختلف عن التدين التوراتي وربما المسيحي في القرون الأولى مع فارق أن الناس قد تحرص في مكان على حركة الحياة والسير مع سير الحياة نفسها. مثلا حد الردة كان بالتوراة ولكن لم نسمع عن حد الردة أو أحد منهم أقاموا عليه حد الردة ولكن في شعوبنا الآن تثور الثائرة على ظهور أي شيء مختلف. نريد لكل الناس أن يشبهونا في طريقة تفكيرهم ونظرتهم للوجود. اليوم تحدثت مع زوجتي عن ثورة الأقباط من أجل استعادة كاميليا شحاتة للكنيسة ورغم أنها اقتنعت بالإسلام وتأذينا كلانا من مواقف كهذه إذ هي تعكس شخصية تملكية تسلطية لا تحترم آدمية الآخر. في المقابل نظرنا لـ الـ Amish كجماعة بدائية جدًا في أميركا وكم أنهم يتيحون لأبناءهم وبناتهم حق الخروج من مساكنهم ومحال إقامتهم ويعطون الإنسان فرصة للاختيار ومساحة لا متناهية من الحرية وفي المقابل يقوم الشخص باختيار جماعته في مطاف الأمر. لكن لابد لي أن أرتد عن هذا الدين وعن تلك الجماعة وأجوز كل هذه الصراعات ثم أختار بحرية مطلقة ما أشاء. شعوبنا العربية لا تستوعب ذلك بمن فيهم من مسلمين أو مسيحيين وبكل أسف شديد بسبب الذهنية التملكية البطريركية الأبوية الاستبدادية.

أشكرك على سؤالك عنا وأمنياتك وليحفظك الباري تبارك اسمه في حفظه تعالى. واذكرني بدعاك.

(01-05-2011, 05:02 PM)observer كتب:  ...............
يا سلام، ما اروعه من انسان.
هذه لك و له ايها الاستاذ بهجت

عزيزي أوبزرفر .
إن الرابطة الإنسانية هي وحدها الجديرة بالإحترام ، فهي أصل كل المنظومات الأخلاقية .
سيد القمني إنسان مخلص لقضية الإنسان لهذا أحترمه ،و أحتفي بكتاباته و أنقلها بدأب في الموضوع الذي طرحته من أجله في نادي الفكر ( الفكر الحر ) . إن التعصب الديني كما أراه هو نقص في العقل و قرحة في الضمير .

(01-05-2011, 09:14 AM)لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة كتب:  ..............
اسمع و ارى الحقد "الاسلاموي" ضد المسيحين في مصر, لكن البارحة " ادهشني" الى اين يصل هذا الحقد. فقد اخبرتني اخت صديقي ( و التي بالمناسبة من الاسكندرية ) انها في بعض الاحيان كانت تمسك بايد طفل او طفلة للمساعدة في عبور الشارع لخطورته,وفي احد المرات و بما ان شعرها غير مغطى فهي تثير الريبة لديهم(!) و اذا بها تسمع منهم: " نحن نكره المسيحين"!

طفل لم يتجاوز التاسعة او العاشرة و يتفوه بهذا الكلام, و من ثم ياتوا ليسألوا: من المسؤل عن تفجير كنيسة؟


................
لمعلوماتك و لمعلوماتك فقط:

كنا البارحة في الكنيسة و كان اكثرها للصلاة و العزاء لقلوب الحزانى, وكان بامكاننا ان نصرخ كما يفعل المسلمون " اللهم ثكل امهاتهم, اللهم يتم اولادهم" و لكننا مع هذا كنا نتكلم ليس عن "انتقام", بل عن صلاة لاجل هؤلاء الذي فعلوا هذه الجريمة, نصلي ان الله يرفع عن قلوبهم " البرقع" الذي يمنعهم ان يروا فيه نور السيد المسيح العجيب, تابعين خطى السيد المسيح الذي طلب"أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ".

.
الزميل المحترم 'لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة'
بداية أريد ان يكون واضحا أن الإسلام لم يخول أحدآ هنا للحديث باسمه ،فكل مشارك يعبر عن آرائه و تحيزاته و ثقافته فقط .
للأسف هناك تحريض حقير ضد المسيحيين في مصر و منذ سنوات طويلة ،و لقد بحت أصواتنا مطالبين بتجريم التحريض الطائفي و معاقبة مرتكبيه ،و لكن هذا كله بلا جدوى . اكثر من ذلك طالبنا المسيحيين – و مازلنا- بعدم قبول هذا الموقف المهين ،و أن يمدوا أيديهم إلى إخوانهم في الوطن من المسلمين الشرفاء ، كي نتحول إلى الهجوم ضد أولئك الأوباش الجهلة ،و ألا نتوقف عن الضغط و التعبئة و المتابعة ، حتى نقود اولئك المجرمين جميعا إلى ساحات المحاكم المحلية و الدولية .
تعودت قبل سفري خارج مصر حضور قداس عيد الميلاد في الكاتدرائية ، فقد كنت صديقا للمرحوم المهندس مراد ستينو عضو المجلس الملي وقتها ، تابعت أمس القداس كما كنت أفعل دائما في التلفزيون .ستبقى مصر المسيحية جزءا لا يتجزأ من ضمير المصري الأصيل .

(01-04-2011, 07:45 PM)العلماني كتب:  المشكلة بدأت، يوم قررت الدولة المصرية (لن أذكر متى كي لا أتحدث عن "ست البرين" ) إحتواء الإسلامويين من خلال "أسلمة الدولة" عوضاً عن استئصال شأفتهم من خلال إرساء "القانون الوضعي" و"المجتمع المدني" و"علمنة الدولة".

طاقات من الورود على أضرحة الضحايا، ولكنهم للأسف لن يكونوا الأخيرين، فغداً سوف تتم حوادث مشابهة بل وأكثر دموية ما زال الرسميون المصريون وبعض السذج يتهمون جهات خارجية ويغضون طرفهم عن "الإخطبوط الإسلاموي الإخونجي والوهابي" الذي يلتف على رقبة مصر ويخنقها أو يكاد. السؤال الذي يبقى، هل يستطيع "مبارك العجوز" أو "النظام الفاسد" (حتى لو وصل "جمال مبارك" إلى الحكم) أن يغير شيئاً في "السقوط الى الهاوية" الذي تشهده مصر اليوم؟
أرجو ذلك حقاً ولكني لا أعتقده مطلقاً. هنا ينتابني هلع كبير ليس على أقباط مصر فقط، ولكن على "مصر" نفسها ببعدها التاريخي والحضاري الذي يتفتت أمام أعيننا بأيدي أبنائها أنفسهم، ولا من معين ولا من نصير.

خسارة ... عن جد خسارة !!!

يا عزيزي .
ما أراه منذ البداية هو ما لايمكن إخفائه بدون إلغاء العقل و الضمير ، هذه جريمة ضمن سلسلة من الجرائم يقوم بها الإسلاميون في مصر و خارجها ،وهي نتيجة طبيعية للثقافة التكفيرية و التخوينية القذرة ، و التحريض الإجرامي المستمر ضد المسيحيين في مصر ، ذلك التحريض الذي يمارسه الكثير من القيادات الدينية في مصر ، بما في ذلك علي جمعه المفتي ،و أحذية الوهابية مثل العوا و القرضاوي و غيرهم عديدون .

(01-07-2011, 07:26 PM)Serpico كتب:  ................
... ممكن ناخد امريكا مقياس ونشوف ... حتلاقي ان الطرفان متعادلان تقريبا وكل ما تطلع حركة الحادية متحررة تطلع قصادها واحده مسيحية محافظة
..............

عزيزي Serpico .
هناك حديث شائع بأن الدين يزدهر في العالم ،و انه يعود لسابق مجده و .... .وهذا بالطبع اعتقاد خاطئ .
سبق أن طرحت موضوعا عن مستقبل الدين في عالم ليبرالي ،و ستجد انه باستثناء العالم الإسلامي و الولايات المتحدة ، فالأديان تغادر المسرح الدولي مخلفة رائحة كريهة ،و ان العالم خاصة في دول المركز الغتية يحاول أن يتحرر من تراثها .
هناك إحصائية هامة و موحية ، سبق أن قرأتها في دراسة أجريت و لمدة طويلة على عينات من شعوب مختلفة توضح نسبة المؤمنين و الملحدين و اللاأدريين بين شعوب العالم ،و هي دراسة ضخمة أجراها 370 عالما لصالح جامعة أكسفورد في 223 قطرا و إقليم ،و استغرقت أكثر من 10 أعوام ، وقد أجريت الدراسة عام 1982 و صدرت عن جامعة أكسفورد ، ترجمها د. رمسيس عوض في كتابه ( ملحدون محدثون و معاصرون ) دار سيناء للنشر ط1 عام 1998، نتائج هذه الدراسة يمكن مقارنتها بما وردت في دراسة مؤسسة G F K عام 2002 .
في الدراسة الأولى كانت نسبة الملحدين في الولايات المتحدة 2 % ،وفي فرنسا 29 % و في السويد 35 % و الدانمارك 27 % و اليابان 23 % و المانيا 16 %و هولندا 25 % وروسيا 50 % ، و لكن النسب الباقية ليست من المؤمنين بل تشمل أيضا اللاأدريين ، و النسب الأخيرة كانت كبيرة في اليابان لتصل إلى 38 % ،ولو قارنت تلك النسب بما وردت في دراسة مؤسسة G F K التي أجريت بعد 20 عام تقريبا ستجد نموا في نسبة الملحدين، ففي المانيا مثلا زادت النسبة من 16 إلى 37 % و في هولندا من 25 إلى 41 % و هكذا ، إن أعداد الملحدين في أوروبا تضاعفت تقريبا خلال 20 عام فقط ، و رغم ان الولايات المتحدة تظل الأدنى في نسبة الملحدين إلا أنها تضاعفت 4 مرات من 2 إلى 8 % ، هناك استثناء وحيد ربما هو شعوب الإتحاد السوفيتي السابق التي اتجهت للمسيحية كرد فعل طبيعي على الإلحاد الذي دفعت اليه بسبب العقيدة الشيوعية .يمكن أن نفكر في أسباب متعددة لهذه الظاهرة في أوروبا و العالم المتقدم عموما ،و أيضا يمكننا التفكير في نتائج متعددة لهذه الظاهرة خاصة على المدى الطويل ، متزامنا مع زيادة نسبة الملحدين و الاأدريين على حساب المؤمنين ، هناك أيضا شيوع النموذج الليبرالي للدين المسيحي على حساب النموذج الأصولي او التقليدي وهذا على النقيض من موقفنا في العالم العربي ، يبدوا أنه أيضا لا توجد علاقة بين الوطنية و التدين ، إن أدنى نسبة للمؤمنين بوجود الله في العالم وفقا للمسح السابق هي في اليابان حيث لا يزيد المؤمنون عن 39% و غير المؤمنين عن 23% و اللاأدريون عن 38 % ، بينما بلغت نسبة المتدينيين في تقديرات عام 2008 حوالي 25 % فقط ، في حين أن الياباني معروف بوطنيته الشديدة و المتطرفة ، وهو الذي يضرب به المثل في التضحية من اجل الوطن و كلنا بالقطع سمعنا عن العمليات الانتحارية اليابانية خلال حروبها المختلفة .
و هناك دراسة حديثة أجرتها مؤسسة جالوب بين شعوب 143 دولة و إقليم ، و ذلك خلال الفترة من 2006 إلى 2008 ،وكان السؤال الأساسي هل تعتبر الدين هام في حياتك ؟. و قد فحصت الدراسة حوالي1000 شخص بالغ من كل دولة ، هذه الإحصائية الأخيرة نشرت بغير مكان في نادي الفكر ،و هي تشير إلى النسب التي تعتقد أن الدين مؤثر في حياتها اليومية ،و تدل النتائج النهائية أن هناك نسبة 82% من شعوب العالم تعتقد أن الدين مؤثر في حياتها اليومية ، بينما لا تتجاوز هذه النسبة في الولايات المتحدة 56 % فقط ،و هي تبدوا نسبة منخفضة جدا مقارنة بنسبة المؤمنين التي تشير إليها تبيان عام 1982 .
تشير النتائج أن أكثر 11 دولة أصولية ( التي يؤثر الدين على حياتها اليومية ) ،و هي الدول التي تتراوح النسبة فيها من 100% إلى 98% ،و هي على الترتيب مصر –بنجلاديش – سيريلانكا – اندونسيا – الكونجو كينشاسا –سيراليون –ملاوي-السنغال – جيبوتي-المغرب – الإمارات .
و منها 6 دول إسلامية و 4 مسيحية ( جنوب الصحراء ) و 1 بوذية . و كلها دول فقيرة عدا الإمارات فهي دولة غنية و لكنها ريعية أي لا تعتمد في ثروتها على القوة البشرية .
أما أقل 11 من الدول أصولية ( التي لا يؤثر الدين على نسق الحياة ) فتتراوح نسبة التدين بها من 14إلى 27 % وهي على الترتيب من حيث انخفاض عدد المتدينين : استونيا 14– السويد 17– الدانيمارك 18 -النرويج 20 – التشيك 21– أذربيجان 21 - هونج كونج 22 –اليابان 25 - فرنسا 25 - منجوليا 27 – بيلوروسيا 27 .
وكلها دول مسيحية عدا دولة واحدة مسلمة هي أذربيجان و دولة بوذية هي اليابان و دولة و مقاطعة متعددة الديانات يغلب عليها البوذية هي منغوليا و هونج كونج ، و كلها دول غنية باستثناء دولتين من الدول الشيوعية السابقة ( أذربيجان- منجوليا ).
من الدول الأخرى .
الهند 79- إيران 83 % العراق 79 - لبنان 86-إسرائيل 50% -كندا 45 %-الولايات المتحدة 56 %.
يلاحظ أيضا تفاوت كبير في نسبة المتدينين ( الأصوليين ) في الولايات المتحدة فهي تصل إلى 85% في ولاية مسيسيبي في الجنوب ، وهي تزيد عن النسبة في إيران !، بينما لا تتجاوز النسبة 42% في فيرمونت و 48% في ماساتشوسيتس و مين في الشمال الشرقي ،وهي نسبة مماثلة لسويسرا و كندا .

نلاحظ أيضا زيادة كبيرة في نسبة من لا يحفلون بالدين في دول المركز المتقدمة مقارنة بالموقف منذ 25 سنة ، فنسية المؤمنين في السويد كانت 52% انخفضت إلى 17% ،وفي الدانيمارك كانت 58% أصبحت 18% ، وفي النرويج كانت 70% صارت 20% ، وفي فرنسا كانت 63% أصبحت 25% ، و اليابان كانت 39% أصبحت 25 % ،وفي الولايات المتحدة كانت 95% أصبحت 56% ،و هكذا .
بينما ظلت الدول المتخلفة في المحيط متمسكة بالدين ، بل ربما زادت نسبة المتدينين ،و هي نشبة تصل إلى 100% تقريبا و لا تقل عادة عن 90% في الدول الإسلامية .

كلام كويس بيعرفنا بالدنيا التى لانعرف عنها شىء
( بالنسبة لمداخلة بهجت أعلاه )

الأقباط يرفضون إعتبارهم أقلية عددية في مصر
و في نفس الوقت يريدون "مناصفة" كل شيء مجلس الشعب و أمن الدولة و المخابرات
و المحافظين و الوزراء،،،،،الخ ؟؟!!! يبدو أنهم يريدون كل شئ ، و حكاية "الإضطهاد"
لها تأثير السحر عليهم و على الإعلام، أي حادثة تحدث يصبحوا "مضطهدين" إذا كانوا مخطئين،،
، و إذا أخذوا ما يريدونه كان هذا من باب "الوحدة الوطنية"،، ففي كل الأحوال يلعبون على هذا الوتر "
مصر ليست العراق و و إن كان هناك ممارسات إجتماعية خاظئة ضد الأقباط فلا أعتقد أنهم مضطهدين سياسياً
من الدولة أبداًَ لكنهم يريدون أكثر مما يحق لهم

هذا مقدمة شريط طرحته في الفكر الحر منذ عامين ونصف .
هل تشعر أن هناك كلمة واحدة لم تتحقق ؟.
لم أتمنى أن أكون مخطئا مثل اليوم . و لكني للأسف كنت مصيبا .
.............................................................................
تمهيد
إن لدي حلم
حلم مصري ..
لن نتخلى عنه ..حتى يصبح واقعا نعيشه و يعيشه أولادنا .
مصر واحدة.. مصر لكل مواطنيها و على نفس القدر .. مسيحيين و مسلمين .
مصر فرعونية .. قبطية.. عربية ..مسلمة .
و لكنها تبقى أبدا مصرية معاصرة ..سعيدة و إنسانية .
مصر التي لا نعيش فيها بعض الوقت ،و لكنها مصر التي تعيش فينا كل الزمان .
مصر حيث الكل في واحد ،و حيث الواحد في الكل .
.........................................
سنحدد بعض الأسئلة التي نسعى للإجابة عليها بأقل الكلمات و لكني آمل بأوضح الكلمات أيضا .
1- هل هناك مشكلة حقا ،و ما هي و ماهو حجمها ؟.
2- ما هي أسباب هذه المشكلة ؟.
3- كيف نتغلب على المشكلة ؟.
ماهي المشكلة ؟.
إن التوصيف الدقيق للمشكلة هو نصف حلها ، إن ما لدينا في مصر و ما نواجهه كمسلمين وطنيين قبل المسيحيين هو في جوهره مأزق ثقافي و ليس مشكلة قانونية أو دستورية سوى في بعض أوجهها ، لدينا مشكلة في تداخل الهوية و الخرائط المعرفية ، إننا لم نعرف بعد كيف نميز الذات و نفصلها عن الإمتدادات الدينية و المذهبية و اللغوية حولنا ، فضاعت الهوية المصرية في زحام الهويات العديدة المدعومة دوما بدولار ما ، وما الطائفية التي نواجهها الآن سوى وجه من وجوه عديدة للأزمة الثقافية ،و لكنها أبشع تلك الوجوه أيضا و أكثرها تقيحا ، و كي لا نستطرد بعيدا علينا الآن أن نوصف مشكلتنا بدقة ، فنقول : أن مشكلتنا هي التمييز الديني religious discriminationو ليس الإضطهاد الديني oppression religious إلا في بعض الإستثناءات ، نضيف أيضا أننا كمصريين سنرفض و بكل قوة أي نوع من التمييز الديني و ليس فقط الإضطهاد الديني ، فهذا التمييز لا يليق ببلد شهد فجر الضمير الإنساني كمصر ،ولا يجب أن يوجه لأتباع الكنيسة التي لا تحمل سوى الهوية المصرية ،و الهوية المصرية وحدها .
إننا بذلك التوصيف نسعى إلى التدقيق الإصطلاحي و ليس إلى التقليل من حجم المشكلة ، فالمشكلة خطيرة بالفعل ،وأخطر ما فيها هو طابعها الثقافي ، لأنها تتحول بذلك إلى قضية طويلة معقدة لا يمكن حسمها بالضربة القاضية بل بجولات متعددة ، هنا أيضا لا يجب أن نخدع أنفسنا بالحديث عن الإنجازات الليبرالية لثورة 1919 ووحدتها الوطنية و هلالها الحاضن للصليب ، لأن ثورة 19 الليبرالية هي بلا إمتداد حقيقي في مصر اليوم ، علينا أن نواجه مشكلة طائفية توطنت في مصر لمدة 35 سنة متصلة بلا مواجهة ولا علاج مكتفين بتجميدها في ثلاجات أمنية ، وهاهي تتفجر في وجوهنا جميعا مثلما يحدث في أبعد مجتمعات جنوب الصحراء عن الحضارة .
بداية و بلا مراوغة علينا أن نسلم بأن أمن المسيحيين و غيرهم من الأقليات الدينية ، هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي ، و أن استمرار حوادث الفتن الطائفية خارج سيطرة الدولة سيفتح الباب واسعا أمام التدخلات الخارجية ، تداخلات من الجميع ، من التنظيمات الجهادية المتطرفة و من القوى الكبرى على السواء .. إن لم يكن الآن فغدا . في هذا العصر لن يمكن حتى للشيطان نفسه إخفاء شيئا ، و لن يمكن أن توقف التدخل الخارجي لو بدأ ، إن الأسباب التي جعلت الغرب يتدخل لحماية مسيحي الجنوب و مسلمي الغرب من مسلمي الوسط في السودان ، يمكن أن تعمل أيضا لحماية الأقباط في مصر ، وهذا شيء لا يريده أحد من المصريين الوطنيين سواء من المسلمين أو المسيحيين ، فلا يجب أن نترك بلادنا يعبث بها الصغار لمصالحهم الوضيعة ، آن لجميع الغافلين أن يعرفوا أن أمن مصر يبدأ من أمن الأقباط في مصر ،و أن الأمن الذي يستثني الأقباط لن يكون أمنا بل فتنة تشعل مصر كلها .
نحن ندعوا كل المصريين العقلاء و الوطنيين لمواجهة التعصب المتغول الآن في صميم الثقافة السائدة ،و لا عذر لصاحب قضية أن يتغافل عنها إنتظارا للوقت المناسب ، فلن يأتي وحده هذا الوقت المناسب ، علينا نحن أن نوجد هذا الوقت المناسب و نصنعه ،علينا ألا نيأس أبدا لأن الإستمرارية مطلوبة لذاتها ، فلو جبن الحكيم و شجع الأخرق فمتى سيعرف الحق و من سينقذ مصر ؟.
علينا أن نحدد أهدافا واضحة تقودنا في نشاطنا ، وهي موجودة بالفعل في دستور الدساتير ، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان . إن الدين هو صلة الإنسان بربه وهي لا تعني أحدا سواهما ،و لكن المواطنة هي علاقة جمعية تربطنا جميعا و تعنينا جميعا ، ولا يجب أن نضع الدين بديلا عن المواطنة ، فالوطن هو الأم الذي لا يمكننا تغيرها ، حتى لو كان يمكننا تغيير الدين . الدين لله و الوطن للمواطنين كلهم وعلى قدم المساواة .. هذا ليس شعارا بل حكمة رجال مسيحيين و مسلمين عظماء جسدوا روح مصر في أوج تساميها و ألقها ، و علينا ألا نتخلى عن تقاليدهم العظيمة، هؤلاء الرجال لم يكن ممكنا أن تعرف دينهم عندما تقرأ لهم ،و لو حذفت إسم غبريال ووضعت إسم محمد أو حذفت ميلاد ووضعت اسم مصطفى أو حذفت إسم سلامة موسى ووضعت لطفي السيد لن تجد أي فرق ؟. لهذا نحن نفتخر بأننا أحفاد كل هؤلاء و أننا مازلنا نحمل أفكارهم و نجسد وحدة هذا الوطن و نعير عن أفضل ما في الإنسانية من قيم .
إن أسوا ما يمكن حدوثة في مصر الآن هو أن تفرخ الأصولية الإسلامية أصولية قبطية مناظرة ، أننا لا نطفئ النار بالنار و لكن بالماء ، إن الحليف الطبيعي للقبطي المسيحي هو المسلم المصري المعادي للتعصب و ليس المسيحي الإفريقي في جنوب السودان ، كما أن الحليف الطبيعي للمسلم المصري هو القبطي المصري غير المتعصب و ليس المسلم الأفغاني ، هذه هي مبادئ الوطنية كما نعرفها ، إن الرد الطبيعي على إستيراد حوادث ضد المسيحيين سيكون إستيراد حوادث مقابلة و لكن ضد المسلمين ، إن خلط السياسة بالدين حماقة عمياء، وهذا ينطبق على المسيحي و المسلم على السواء ، و علينا أن نؤكد على ضرورة تفادي الرؤية الدينية لمشاكل سياسية أو ثقافية .
في دبي التي لا يزيد تعدداها عن شارع في القاهرة ، يعيش المسيحي و الهندوسي والبوذي بين المسلمين في أنسجام و تعاون بالرغم من إختلاف الدين و القومية ، و إهانة دين أي إنسان ستلقي بصاحبها خارج الدولة مباشرة ، في دبي مدرسة للراهبات العراقيات يلتحق بها أبناء الشيوخ ( الحكام ) لأنها الأفضل ، في هذه المدرسة يتعلمون الدين الإسلامي و التجويد على يد شيوخ متخصصين ، هذه المدرسة بناها الشيخ راشد مؤسس إمارة دبي من ماله الخاص ووهبها للكنيسة لتديرها الراهبات بكفاءة عالية إلى اليوم ، هكذا تتعاون الشعوب الواعية من أجل بناء مستقبل طيب لأبنائها ،و لكن المصريون لا يفعلون ذلك الآن بل أصبحوا نموذجا سيئا للتعايش ، و صار المصري في الخارج يخجل من مقابلة معارفه عقب كل حادث طائفي يحدث في مصر ، لهذا نقول للمتعصبين في مصر ، أنظروا لحال العراقي وهو أغني منكم و أكثر علما و حضارة حتى أن المصريون كأنوا يذهبون هناك ( لتأسيس أنفسهم !) ، أنظروا ماذا فعلت به الطائفية ، ارحموا أنفسكم و ارحموا مصر و ارحمونا ..

(01-07-2011, 07:06 PM)neutral كتب:  

اقتباس:ماهو الهدف من ذلك ؟ هل يعتقد أحدكم أن المسلم عندما يعرف أن دينه دين اقصائى لا يعترف بالأخر فانه سيترك هذا الدين؟

نعم.
رغم أننا فى منتدى محدود إلا أن به نماذج عديدة لمسلمين تركوا الإسلام فما بالك بما يحدث فى الواقع نفسه!
ألبرت كامو
ليلين
طنطاوى
فارس
بهاء
مصرى عقلانى
طبيب لادينى

الواقع !! قلتلى الواقع ....

الواقع أنتم تعانون منه أشد المعاناه رغم أنكم أحد أسباب تفاقمه , فالمسلم المنغلق محدود الفكر " وما أكثرهم " محصن ضد خطابكم الساخر والمنتقد للعقيده الاسلاميه بالأيه الكريمه (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ )120 سوره البقره

يعنى عندما يدخل مسلم من محدودى الفكر الى منتداكم هذا ويقرأ كتاباتك مثلا ضد الاسلام فهو يوقن ومبدئيا أن تلك الكتابات ليست لوجه الله والوطن ولن ينظر الى الايجابى منها , ذلك لأن كاتبها ملحد كافر بالله ممن لن يرضون عنه حتى يتخلى عن دينه ليخسر دنياه وأخرته , وسيكون المقابل هو نزعه عدوانيه متطرفه , وأتحداك أن تقف بين هؤلاء على أرض الواقع وتخطب فيهم خطبك الحماسيه تلك التى تسب فيها دينهم ورسولهم والا فتكوا بك فتكا , وبالتالى فخطابك فى الخفاء ومستتر وقاعدته الشعبيه ضئيله بعكس الخطاب الدينى فخطابه علنى ويحظى بشعبيه عريضه وهناك تواصل انسانى بين الملقى والمتلقى , وأنا أدعوك لزياره مسجد العزيز بالله بحدائق الزيتون فى أحد أيام الجمع لترى حجم الاعداد التى تاتى من كل حدب وصوب للاستماع الى خطبه محمد حسان .
ثم تشكون أنه بح صوتكم دون جدوى !

الواقع هو أنى فى أحد المرات كنت أتصفح النادى من خلال جهازى بالشركه وجلس الى جوارى أحد الزملاء وهو من المسلمين العاديين , فوجدنى أضحك وأنا أقرأ أحد موضوعاتك , فسألنى ما الذى يضحكنى , فأدرت له الشاشه ليقرأ , وما أن بدأ فى القراءه حتى هاج وماج وأستغفر الله العظيم أكثر من عشره مرات ووجه سبابه وانتقاده لى من عينه أنت ازاى بتقرأ للعالم بنت دين الكلب دى كده بكل دم بارد ؟ وكمان بتضحك ؟ ياعم أصبر ,,, ياعم طيب كمل قراءه وشوف فى الأخر عاوز يقول ايه؟ فرفض رفضا قاطعا , وأشاع عنى بين الزملاء أنى على شفا حفره من الالحاد وأثناء أى حوار يتطرق الى الدين فأصبح رأييى لا يلقى صدى وقبول لأن أرائى بالنسبه لهم ملوثه بأفكار الكفار !

الواقع هو أن النماذج المحدوده التى ذكرتها احتاجت الى سنوات وسنوات حتى تتخلى عن الاسلام , لكن القطيع الاسلامى لا يحتاج الى أكثر من خطبه أو محاضره واحده من شيخك وحبيبك أبى اسحق الحوينى حتى تلتهب الحماسه ويصبحون أشد تطرفا وانغلاقا , هذا لأن خطابه يمثل حجر واحد معوج فوق بناء شامخ ظل يبنى على مدار ألف وأربعمائه عام ولن ينظر أحد الى مدى اعوجاجه لثقتهم فى متانه البنيان , لكن خطابك يأتى كالبلدوزر الذى يحاول هدم هذا البنيان وفى تلك الحاله فهم سيتصدون للبلدوزر بأجسادهم .

الواقع هو أنك وأبو أسحق طرفى نقيض ضارين أشد الضرر , فهو كالنار وأنت كالثلج والناس لا تحتاج الى أكثر من 28 درجه حراره لتعيش .

(01-07-2011, 07:06 PM)neutral كتب:  الحوينى نفسه -وهو من هو- كان بيصرخ فى إحدى خطبه من تسبب النت فى إلحاد بعض أبناء أتباعه. تفتكر من هم أتباع الحوينى الذين شكوا إليه? تامر حسنى ونانسى عجرم مثلا? بالتأكيد لأ ولكن ناس على شاكلته والشاهد من هذا أن النار وصلت لمضاجع أكثر الناس تشددا وإنغلاقا فما بالك بالمواطن العادى.

فيه واحد اسمه " نهرو عبد الصبور طنطاوى " كان منظرا لاحدى جماعات العنف الاسلاميه بأسيوط ابان موجه الارهاب التى اجتاحت البلاد وتم اعتقاله لثلاث سنوات , فى السجن راجع أفكاره وبسبب تعدد المذاهب والأفكار والرؤى الاسلاميه أتجه الى الالحاد , والأن هو مفكر اسلامى له وجهه نظر أحترمها وأقدرها , وتقدر تتعرف عليه من خلال هذا الرابط :

http://www.ssrcaw.org/default.asp?cid=&serchtext=%E4%E5%D1%E6+%DA%C8%CF+%C7%E1%D5%C8%E6%D1+%D8%E4%D8%C7%E6%ED

فالالحاد ليس هو المحطه الفكريه النهائيه التى يتوقف عندها قطار الفكر الانسانى , وسيستمر القطار فى رحلته وقد يعود عند البعض الى قواعده سالما .

(01-07-2011, 07:06 PM)neutral كتب:  يتبقى لدى كلمة أخيرة, أنت كإنسان مصرى ألا تشعر بالعار وأنت ساجد على الأرض متوجها لبناء مكعب الشكل فى دولة أجنبية? أليس شيئا غريبا أن تتوجه بعبادتك - إذا كان ولابد منها- لإله مستورد من الخارج وتترك ألهة أسلافك العظام? أليس بالأمر نوع من الخيانة لبلدك?

أهو ده بقه الكلام الفارغ اللى لا له لاطعم ولا لون ولا ريحه .....
كلام لا يعبر سوى عن جهل فاضح بأسس العقيده الاسلاميه .
يا نيوترال يا ابن عبد الماده نحن نعطى ما لله لله , وما لقيصر لقيصر .

(01-07-2011, 11:46 AM)observer كتب:  

(01-07-2011, 11:18 AM)عاشق الكلمه كتب:  يا زميلى من مصلحتك ومن مصلحه مستقبلك ومستقبل أبناءك , ومن ومصلحتى ولأجل مستقبلى ومستقبل أبنائى أن يكون الاسلام دين المحبه والتسامح والتعايش ,....

و لكن هل هذا ممكن؟؟
هل من الممكن ان يكون الاسلام متسامحا لدرجة ان يترك الدستور الذي يحكم المواطن المسلم و المسيحي و شأنه؟!
هل من الممكن ان يكون الاسلام متسامحا لدرجة ان يتبنى تفسيرات اخرى غير تلك الموجودة في كتب التراث و التي تنظر لغير المسلم بأنه اقل شأنا من المسلم، و يتبنى مفهوما مسالما للجهاد غير فكرة القتال؟
هل من الممكن ان يكون الاسلام متسامحا لدرجة ان يسمح بإعادة قراءة التاريخ بطريقة محايدة و موضوعية، فيساعد على نزع النظرة الشوفينية من نفوس ابناءه؟
و هناك الكثير الكثير من الاسئلة و التي نتسائل من خلالها اذا كان من الممكن ان يسمح الاسلام بها ليكون متسامحا و محبا للغير

أومال كلام شيخ الأزهر اللى أنا جبته ده معناه أيه وموجه لمين ؟

اقرأ مره أخرى كلام شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب , وهو الذى خوله الاسلام " المصرى " للحديث باسمه , وعندما أقول الاسلام المصرى فأنا أعنى مؤسسه الأزهر التى فرضت نفسها وصدرت اسلامها المتسامح الى جميع أنحاء العالم الاسلامى من خلال بعثاتها التعليميه والمنح الدراسيه .