بيان بشأن الخطاب الأخير (وقد خاب من افترى)
بهذا قضى الله في عليائه ، وحكم في محكم آياته، قضى وقوله الحق
أنَّ الخيبة هي الحظٌّ الأوفى لكل مفتر، الخيبة في قراراته، والخيبة في عباراته، والخيبة في كل علاقته ، والخيبة في جميع التقديرات، والخيبة في جميع المواقف، والخيبة في قلوب الناس، والخيبة في بيته وأهله ،
والخيبة في جميع أمور حياته، ثم الخيبة العظمى حين يُودِّع الحياة على شر حالٍ ليواجه الخيبة العظمى يوم يعاين بنفسه ويسمع بأذنيه قول الله تعالى ( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون).
ذلك أن البغي لا يعرف لنفسه حدا ينتهي إليه وأن خلق الا فتراء كذلك لا يقف في المفتر عند حدٍّ، إنه يبدأ بالافتراء على الله ، حيث يرى في إمهاله له إهمالا ، ولولاه لما جرأ على الافتراء على عباد الله، ثم الافتراء على الحقائق، ليكون عاقبة ذلك هو على ما جاء في تلك الآية " السحت للمفتري بالعذاب الأليم"
( ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيُسْحِتكم بعذاب وقد خاب من افترى) طه 61.
ومعنى السحت هو الإجهاد بالعذاب في الدنيا والآخرة ، ذلك أن هؤلاء المفترين من طبعهم أنهم لا يزدادون على افترائهم إلا خفة وطيشا ،ونزقا ، فكان عاقبتهم السحت بالعذاب ، إذ السحت هو القشر الذي يستأصل[ بصائر ذوي التمييز3/ 196] .
لقد استمعنا إلى خطاب الرئيس الأخير الذي لم نجد فيه إلا إفكا مرجفا، وبغيا أثيما ، فمن الذي نقض الأيمان بعد توكيدها إن لم يكنه؟، ومن فرَّق الكلمة بعد توحيدها إن لم يكنه ه، ومن الذي فصم العروة بعد توثيقها إن لم يكنه ؟
حديث بعد طول انتظار جاء ملؤه المكر، والخداع، والكذب، والالتواء - هذا على تقدير أن يكون سيداته قد اطلع على هذا الخطاب الذي أعد له قبل أن يقرأه على الناس – حيث تغوفل فيه عن جرائم التعذيب، والنهب والتدمير، النهب الذي به بلغت به ثروات طبَّالٍ جاء مصر فارا مع أبيه من فلسطين فإذا بثرواته فاقت فينا بغدره وغشه المئات من المليارات ، ونافسه في ذلك كل من جاوره أو استأنس به من وزير أو نائب، أو خادم، أو عميل ، لم يكن أقلهم هذا الوزير لذي يملك عشرا ً من القنوات التلفزيونية ، وكذا محمد أبو العنين الذي اشترى أرضا منهوبة بثلاثين مليونا أخذ عليها قرضا من الدولة ثلاثين مليارا [ قناة المستقلة مساء الجمعة 28 يناير ] مما مكن للباغي أن يُحْكِم أمرَه في شرايين البلد و وسائل الاتصالات وقت الثورة على هذا الوجه الدنيء ؟ نهبٌ لم ينْجُ منه سبيل، ولم يسلم منه ذو كبد ، خطاب يَعِدُ فيه بحرية الرأي بعد أن أغلق كل وسائل الاتصال الحديثة حتى عزل مصر لأول مرة عن العالم والأمة ، مصر التي هي بمنزلة الرأس والقلب من الأمة فصلها واعتقلها بعد أن سحلها عزلها عن أمتها، ثم يعد بحرية، ويزعم في خطابه أنه حَكَمٌ بين المؤسسات وهو طرف متهم ،باغ
هو المسؤول الأول عن جرائم نظامه، ثم يهدد فيه ويتوعد المخربين وما كان المخربون إلا فلول نظامه ، ثم يزعم انحيازه إلى الشعب، الشعب الذي أنهكته الفواجع، وأتت عليه المواجع منذ أن أبتلي به وبمن معه.
إن عزة الأذلاء هي الكذب الهازل، فعلى الثائرين أن يذكروا ذلك أبدا ،وأن يوقنوا بأن فضيلة الكذابين هي استمرار الكذب.
إننا قبل أن يرحل هذا الرئيس بنظامه نأمل منه وهو لا يزال شكلا رئيسا نأمل أن يجيبنا على هذا السؤال :
سيادة الرئيس:
لقد رمَتْك صحيفة الدستور المصرية منذ ما يزيد على خمسة أعوام نقلا منها عن صحيفة " ويسترن ميل" الصادرة في 8/ 10/ 1981م ، التي رمتك بأقبح ما يرمى به ذو دين ، حيث قالتا إن اسم سيادتك الرسمي الذي تنادى به في انجلترا هو " جورج"، وان اسم ابنك علاء يدعى عندهم ب" ألن" ، وكذا ابنك " جمال " الذي كان يعد للوراثة عرف عندهم ب " جيمي" ، ونشر ذلك لك بصحيفة الدستور بالعدد 118، ليوم الأربعاء 20 يونيو 2007، 5 من جمادى الآخرة 1428هـ وبالصفحة الأولى.
أيها الرئيس وأنت في مراحلك المتأخرة - لماذا لم يُغضبْك هذا وأغضبك من تلك الصحيفة ما تكلَّمتْ به بعد ذلك بكثير عن صحة سيادتك ، فهل كانت صحتك أغلى عليك من دينك؟
سيادة الرئيس؟
وإلى أن يأتينا منك جواب فإنا نأمل على الشعب المصري وغيره من الشعوب أن لا يركنوا إلى مواعيد عرقوب حتى يفصل الله بيننا وبينه بالحق وهو الفتاح العليم .
واقتراح منا إلى السادة أهل القانون بمصر برفع دعاوى أمام المحاكم المختصة بطلب الحجر علي سيادتك بعد ما ظهر من أمارات الضعف البين عليك في حطابك الأخير ، الأمر الذي لا يصلح عليه قول، ولا يستقيم معه قرار ولا عمل .
والمرء أتعبُ ما يكون إذا ابتغى سعة المعيشة في الزمان الضيق
وعلى أصحاب الفضيلة الأئمة والدعاة لزوم القنوت في جميع الصلوات بأن يبيد الله سلطان كل غادر غشوم، وسلطان من معه، وأن يدك بنيانهم أجمعين، وأن يجعلهم سلفا ومثلا للآخرين .
ثم رجاؤنا إلى الذين وقعوا في شباك المفسدين فأدمنوا شيئا من برامج اللهو والعبث حتى عذلوا عن الأحداث ، نقول لهم جاهدوا أنفسكم لفطمها عنها وفاء لحق الدماء التي بُذلت وتُبذل على ثرى مصر وميادينها واستعدادا لأيام جد قادمة لا ريب فيها .
صدر عن جبهة علماء الأزهر في 25 من صفر الخير 1432هـ الموافق 29 من يناير 2011م .
http://www.jabhaonline.org/