أمريكا تحث مبارك على الانتقال إلى الديمقراطية
واشنطن (رويترز) - دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الاحد إلى انتقال منظم للديمقراطية في مصر لتجنب حدوث اي فراغ في السلطة لكنها لم تصل إلى حد مطالبة الرئيس حسني مبارك بالتنحي عن منصبه.
وحثت كلينتون خلال ظهورها في عدد كبير من البرامج الاخبارية الامريكية مبارك على ضمان أن تكون الانتخابات القادمة حرة ونزيهة وأن يفي بتعهداته بالاصلاح لكنها أصرت على ضرورة ان تتجنب مصر نتيجة مثل التي الت اليها ايران والتي وصفتها بأنها "ديمقراطية مزيفة".
وحافظت كلينتون على موقف ادارة اوباما الذي يتسم بالتوازن الدقيق. وتحاول الادارة تجنب التخلي عن مبارك وهو حليف استراتيجي مهم للويات المتحدة على مدى 30 عاما في حين تدعم المحتجين الذين يريدون حقوقا موسعة ويطالبون بالاطاحة به.
وفي حين تفادت كلينتون مرارا الاجابة على تساؤلات حول ما اذا كان يتعين على مبارك الاستقالة نتيجة للاضطرابات السياسية التي تهدد حكمه السلطوي المستمر منذ فترة طويلة فان دعوتها للتحول الديمقراطي تشير الى ان ادارة اوباما ذهبت الى ابعد مدى حتى الان في النأي بنفسها عنه.
وقالت كلينتون لمحطة فوكس نيوز صنداي في سادس يوم من الاحتجاجات الحاشدة ضد حكم مبارك "نريد ان نرى انتقالا منظما حتى لا يكون هنك فراغا وان تكون هناك خطة مدروسة جيدا من اجل اقامة حكومة ديمقراطية تشاركية."
وأضافت "لا نريد ايضا ان نرى استيلاء (على السلطة) يقود الى القمع لا الى الديمقراطية وانهاء تطلعات الشعب المصري."
وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة تريد تجنب موقف يسمح "لراديكاليين ومتطرفين وعناصر تتسم بالعنف بالاستيلاء على السلطة." ويخشى المسؤولون الامريكيون من ان يؤدي اي فراغ في ال سلطة الى اتاحة فرصة للاسلاميين لشق طريقهم الى اي حكومة في المستقبل."
وحتى في الوقت الذي اتخذ فيه الرئيس باراك أوباما ومساعديه موقفا اكثر حزما تجاه مبارك فقد اشارت كلينتون الى ان الادارة ليست مستعدة لاستخدام نفوذها الملموس على القاهرة التي تتلقى معونة أمريكية سنوية بمقدار 1.5 مليار دولار تذهب غالبيتها للجيش.
وقالت كلينتون لمحطة ايه بي سي "لا يوجد نقاش في الوقت الراهن بشأن قطع المعونة" لكنها اضافت "نبحث دائما معونتنا ونراجعها."
وفوجئت الادارة الامريكية بالاضطرابات السياسية التي هزت الشرق الاوسط في الايام الماضية من مصر الى تونس الى لبنان الى اليمن وتسارع الخطى الان لمراجعة خياراتها.
وفي الوقت الذي التزمت فيه كلينتون برسالة الادارة المتحفظة قائلة بانه لا توجد "حلول سهلة" للازمة المصرية حث السناتور جون مكين الذي يمثل الصوت الجمهوري البارز بشأن السياسة الخارجية اوباما على "استباق" التطورات الجارية.
وقال مكين "نطرح سيناريو لما نفكر فيه وهو ان الشعب المصري يجب ان ينال كل حق يتطلع اليه" مثل ان يسلم مبارك حكومته الى زعيم انتقالي محل ثقة وألا يترشح مجددا للرئاسة ووضع عملية لاجراء انتخابات حرة في سبتمبر ايلول.
وقال مكين في حديث لمحطة سي.ان.ان "يجب ان نكون في الجانب الصحيح من التاريخ هنا."
وقال الزعيم المصري المعارض محمد البرادعي لشبكة سي ان ان "من الافضل ألا يظهر اوباما على انه اخر شخص يقول لمبارك (حان الوقت لرحيلك)."
ووصفت كلينتون الانتخابات الرئاسية المقررة في مصر في سبتمبر ايلول بانها لحظة حاسمة.
وقالت في حديث لمحطة ان بي سي "نريد ان نرى انتخابات حرة ونزيهة ونتوقع ان يكون هذا احد نتائج ما يجري الان في مصر."
وقالت كلينتون إن الجيش المصري الذي استدعاه مبارك للنزول الى الشوراع لاخماد الاضطرابات يتحلى على ما يبدو بضبط النفس تجاه المتظاهرين المسالمين بدلا من محاولة السيطرة على عمليات السلب والنهب.
وقالت ايضا في حديث لمحطة ايه بي سي "ان تعيين مبارك امس السبت لوزير مخابراته عمر سليمان نائبا له هو "مجرد بداية" لاصلاحات سياسية لكنها اصرت على ان هناك الكثير الذي يتعين القيام به.
وقالت كلينتون إن ادارة اوباما لا تريد ان ترى "عدم استقرار وفوضى" في مصر التي وصفتها بانها شريك مهم للولايات المتحدة في عملية صنع السلام الاسرائيلية الفلسطينية ومسائل اخرى.
واحجمت ايضا عن تكررار تصريحات سابقة بأن حكومة مبارك مستقرة قائلة في تصريحات لمحطة ان بي سي "لن أخوض في ذلك ولا في الخيارات (المحتملة)."
ورفضت كلينتون الرد على تساؤلات حول ما اذا كان مبارك يجب ان يظل في السلطة. وقالت "هذا يعود الى الشعب المصري.. لا نتبنى اي نتيجة محددة. نؤيد ان تبدأ الحكومة وممثلي المجتمع المدني والمعارضة السياسية والنشطاء الدخول في حوار لرسم مسار."
وتمثل الازمة في مصر مأزقا للولايات المتحدة. فلقد كان مبارك (82 عاما) شريكا وثيقا لواشنطن على مدى عقود واستشهد بخطر التشدد الاسلامي كأحد المبررات لحكمه السلطوي الطويل.
وتؤدي مصر دورا مهما في عملية حفظ السلام بالشرق الاوسط اذ كانت اول دولة عربية من اثنتين توقع معاهدة سلام مع اسرائيل وتنظر اليها واشنطن على انها تمثل ثقلا مضادا مهما للنفوذ الايراني في المنطقة. لكن جماعات حقوق الانسان اتهمت الادارات الامريكية المتتابعة بالتساهل اكثر مما ينبغي تجاه انتهاكات حقوق الانسان في مصر.
ومن المنظور الامريكي فان السيناريو الاسوأ بالنسبة للازمة في مصر هو صعود حكومة اسلامية تنحالف على الارجح مع ايران.
ولكن حتى الآن لا توجد ثمة دلالة على وجود حركة اصولية اسلامية تقود الاحتجاجات في مصر
http://ara.reuters.com/article/topNews/i...30?sp=true