(01-28-2011, 11:22 PM)أبو نواس كتب:
الزميل المحترم " داعية السلام مع الله " ، وبعد التحية
العلمانية لا تكفر، لا تقتل، لا تدمر، لا تنحر، لا تقصي، لا تلغي، لا تتدخل بينك وبين ربك، لا تتدخل بشؤونك مع عائلتك، لا تسرقك ....الخ.
فيما تجار الدين يفعلون. ويسوقون ضحاياهم بواسطة حشو عقولهم ونفوسهم بالخرافة لفعل ذلك.
فلماذا تخلط " الطز " بـ " المرحبا " !؟
المحترم أبو نواس ..
كلامك أعلاه إنشائي محض لا يؤيده الواقع ..
العلمانية لا هم لها إلا الإلغاء للآخر .. والآخر هو ( الدين عدا اليهودية ) .. ولو كنت صادقاً فأئتني بعلماني واحد هاجم اليهودية ..
نتنياهو قال تصريحاً ازاء مظاهرات التحرير كلنا لم ننتبه له , فقد حذرت الصحف من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحذر من أن "خطر عدم الاستقرار في مصر قد يستمر لسنوات" .. والسؤال : بسبب ماذا ؟ أو عن طريق ماذا ؟ عن طريق الانشطارات النووية ؟!!
أبداً .. إنها الإنشطارات الفكرية بفضل السلفية والعلمانية ..
السلفية وإذكاء نار الخلاف بين : سنة وشيعة , صوفية وسلفية , مسلمون وأقباط
العلمانية وإذكاء نار الخلاف بين أنصار التراث وأنصار الحداثة , الوقيعة في المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية ( إلا اليهودية قطعاً لأن كليهما عميل وخادم لدى اليهود ) ..
العلمانية والسلفية كلاهما له أجندة واحدة هي تركيع الشعوب للصهاينة والمحافل الماسونية .. وليس لديهما أي مشروع حضاري حقيقي , ولو وجد هذا المشروع فإنه لا يمكن تفعيله على أرض الواقع ..
كيف تزعم أن العلمانية لا تقصي وأنت نفسك لا هم لك إلا الإقصاء ؟ ليس أنت لشخصك وإنما لحملك لهذا الفكر ..
ماذا تحمل العلمانية في بلاد العرب إلا الإقصاء والإعتراض ؟ وما لها ولمعتقدات الناس ؟
يا أخي لو هذا كان خرافة عندك فهو له دلائله عندي بما لاتفهم عشر معشاره أنت ! فهل من الضروري أن أتطابق مع مسطرتك كي تحترم ثوابتي ومقدساتي ورموزي ؟ أنت إذن استبدادي !
ديكتاتورية العلمانية في بلاد العرب أمر واقع لا يقل عن ديكتاتورية السلفية بالضبط .. وهذا أمر مفروغ منه ولا يحتاج إلى نقاش .. فمهما حاولنا إقناع هذين الخطين الفكريين بأن لنا ثوابت لابد وأن تحترم إلا أن تجاهل الآخر سمة من سماتهما والإقصاء والتحقير وإلغاء الآخر بل وإرادة القضاء عليه إن أمكن ..
وأما حديثك عن معرف "داعية السلام مع الله" فلك الحق في التساؤل عنه , وأظن انك تعلم اني كنت سلفياً جلداً ( طينة ) يعني .. ومعرفي هذا اخترته وأنا سلفي .. ثم حدث لي تحول فكري تام سنة 2006 تحديداً , ولم أرد تغيير معرفي , مع أن عقليتي انتبهت إلى الواقع بدلاً من اقتصار الحديث عما فوق السماء وما تحت الأرض .. إلا أني الآن أرى أن هناك خطان فكريان خطيران جداً على العرب :
- الخط السلفي الذي يعمل على تغييب الناس تماماً عن الواقع لمصلحة التراث
- الخط العلماني الذي يقول للناس أنه لا مقدس ولا موروث , والأمر فوضى فكرية , وكل ما عدا موروث فولتير وروسو حديث خرافة !
هذا استبداد فكري لا أكثر ولا أقل !
أنا لا أؤمن بهذا ولا ذاك الآن ..
وفي ميراثي القرآني من الحديث عن الحرية والإخاء والمساواة ما نهل منه شعوب الأرض حتى قيام الثورة الفرنسية , ولا أحتاج أنا لاستيراد قيمي وأخلاقياتي أنا من الخارج وأنا مصدرها ! وكل ما في الأمر أني لم أعد أعمل بدستوري القرآني بتأثيرات سلفية شديدة السميّة ..
فالسلفية من الداخل تعمل على ( تسطيح ) الأفكار الإصلاحية العميقة التي جاء بها القرآن , وتزعم أنها هي الفهم الصحيح للإسلام
والعلمانية من الخارج تعمل على رفض الإسلام باعتباره أنه هو ( السلفية ) وأنها هي الإسلام الصحيح النقي دون رتوش وإضافات , وهذا هو أخطر ما في السلفية والعلمانية , وهذا ما يحاول أن يصوره المستشرق المعاصر برنارد لويس على سبيل المثال ..
أرجو أن تتفهم كلامي ولا تصم أذنيك عنه مثل بهجت ثم تقول لي أن العلمانية ليس بها إقصاء ولا تدخل بيني وبين الله ..